الأزهرى: مفجرو الكنائس ليسوا أزهريين.. والمناهج لا تحتوى على ما يثير «فتنة طائفية» مهنا: الطيب كلف لجانًا علمية متخصصة بتنقيح كتب التراث بما يناسب العصر آلالاف يدشنون صفحة «الأزهر قادم» للدفاع عن الشيخ الجليل انتفض الأزهريون للدفاع عن الأزهر الشريف، والإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب، بعد الهجمة الشرسة التى تعرض لها عقب الأعمال الإرهابية التى استهدفت كنيستى «مارجرجس» بطنطا، و«المرقسية» فى الإسكندرية، حيث دشن آلاف الأزهريين صفحة تحت اسم «الأزهر قادم»، كما دعموا هاشتاج «الأزهر بيتى»، مؤكدين أن الهجوم على الأزهر يسقط الأقنعة. وقال الشيخ يوسف السعداوى: إنه كان يحاضر فى العديد من الجامعات بدول آسيا، وكان الأزهر دائمًا ما يذكر، ولا تذكر مصر، مضيفًا أن سكان مدينة «مدراس» الهندية يحترمون من تلقى تعليمه فى الأزهر، ويبجلونه ويثقون به، كما يتفاخرون بعلمه فى مجالسهم. وأشار إلى أن من يتطاول على الأزهر، لا يعرف شيئًا عن الدور الذى يؤديه عالميًا، موضحًا أن الجهلاء هم من يتحدثون عن فساد مناهجه، ويهيلون التراب على تاريخه، ويطعنون فى علمائه ورموزه بدعوى حب الوطن. وأكد دكتور على الأزهرى، أن هناك من يحاول التدليس وتزييف وعى الناس، عبر تشويه مناهج الأزهر، واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين، لافتًا إلى أن تطوير المناهج يجرى على قدم وساق منذ فترة طويلة. وأضاف، أن الإعلام يسعى لإثارة الجدل بين الناس حول المؤسسة الدينية، ناهيك من عملية الافتراء والطعن الممنهجة على المناهج، مستدلاً بمطالبة أحد الإعلاميين لشيخ الأزهر بالاستقالة. وأوضح أن الأمر لم يتوقف عند حد الاستقالة، بل زعم آخرون فشل الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى، وطالب البعض بإغلاقه، مشيرًا إلى أن هناك دعوى قضائية لإلغاء مناهج الأزهر بحجة أنها تحتوى على مواد تحض على الإرهاب. وأشار «الأزهرى» إلى أن مناهج الأزهر لا يوجد بها ما يعكر صفو الوحدة الوطنية، وشارك فى إعدادها 100 خبير من أعضاء هيئة التدريس على اختلاف التخصصات، مضيفًا أنه تم الاستعانة بأساتذة من الجامعات الأخرى. ولفت إلى حذف بعض الفقرات التى قد تُسبب إشكالية فى فهمها، أو التى لم تعد تتماشى مع واقعنا المعاصر، مؤكدًا أن الطاعنين أغفلوا ما فى المناهج من جهد مشكور للأزهر ورجاله وبدأوا سياسة الاجتزاء، فجعلوا يأخذون الرأى الواحد أو الخبر الواحد ويروجون للطعن بحجة أن الأزهر آوى كثيرًا من الإرهابيين، وذكروا عددًا لا يتجاوز العشرة على حد تعبيرهم. وقال إن كل المناهج الأزهرية، حثت على حسن معاملة الأقباط وإكرامهم، مؤكدًا أن كتب المرحلة الابتدائية تعلم التلاميذ ضرورة التعامل مع المسيحيين بمحبة ومودة، كما يتحدث كتاب الصف الأول الإعدادى عن المساواة بين الناس فى الخلق على مبدأ المواطنة، وكتاب الصف الثانى من نفس المرحلة، يحتوى على دروس تحثهم على إنصاف أهل الكتاب وتأمين غير المسلم وشرح حديث شريف عن «حق المستجير». وأكد «الأزهرى» أن كتب المرحلة الثانوية، تتحدث عن حكم «المواطنة» فى الإسلام وحرمة دماء وقتال غير المسلمين، كما تسلط الكتب الضوء على أهم القضايا الإسلامية وهى قضية التكفير والجهاد والمواطنة، ما يحصن الطلاب من الوقوع فى فخ التنظيمات والتيارات المتطرفة. وأوضح أن مادة الثقافة الإسلامية، أصبحت مقررة على الفرق الدراسية المختلفة، للتحذير من الفكر التكفيرى، وتوجيه الشباب إلى الوسطية دون مغالاة، مؤكدًا أن هؤلاء أغفلوا الإشادة بهذا الأمر. وشدد على أن الذين قاموا بتفجير الكنائس فى «أحد السعف»، لا ينتسبون للأزهر أبدًا، ولم يثبت أن واحدًا منهم حتى تلقى يومًا واحدًا دراسيًا فى حضانة أو روضة من رياض أطفال الأزهر الشريف، ما يدل على براءة المناهج. بينما استنكر دكتور محمد مهنا، كبير مستشارى شيخ الأزهر، الحملة المسعورة التى يتعرض لها الأزهر، مؤكدًا أنه صمام الأمان للمسلم وغير المسلم، خاصة أنهما يعيشان فى ظل دولة واحدة، مضيفًا أن الأزهر يحترم حرية الشخص فى اختيار دينه أو مذهبه. وأضاف أن شيخ الأزهر، كلف لجان علمية متخصصة لتنقيح كتب التراث بما يناسب العصر، وقد اجتمع الإمام الأكبر الأسبوع الماضى بهيئة كبار العلماء وأصدر بيانًا، أكد فيه أن ما وقع من تفجيرات آثمة استهدفت مواطنين أبرياء ودورًا للعبادة أمر خارج عن تعاليم الإسلام والشريعة التى حرمت الاعتداء على النفس الإنسانية أيًا كان ديانتها أو كان اعتقادها. ولفت إلى أن مجمع البحوث الإسلامية قد أطلق فعاليات مبادرة «احترام الإنسان» فى مناطق الوعظ بمختلف المحافظات، وذلك فى إطار الجهود التى يبذلها الأزهر لتصحيح الأفكار المغلوطة والمضللة.