الأهالى يرفضون تحرير محاضر خوفًا من الفضيحة.. والمخدرات ومواقع التواصل وراء الجريمة «محمد» استدرجوه عبر الأغانى واغتصبوه داخل الحقل.. والدته: لم يرحموا ابنى المريض بالكبد عندما تفقد الإنسانية معانيها، وتموت الرحمة، وتتحكم الشهوة، يتحول الشخص إلى وحش، تقوده شهوته للاعتداء على معاق ذهنيًا، لا تعنيه صرخاته أو بكاؤه، كل ما يهمه هو قضاء متعته، حتى وإن كانت على حساب براءتهم. «الصباح» رصدت فى الآونة الأخيرة انتشار جرائم هتك العرض والاعتداءات الجنسية على المعاقين، واستمعت لقصص الضحايا. محمد حمدى الجهيدى، 19 سنة، معاق ذهنيًا، مقيم بقرية ديبو عوام، مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، اعتاد على الجلوس فى المسجد، استغل بعض المراهقين إعاقته الذهنية، واستدرجوه إلى إحدى المناطق الزراعية النائية، وتناوبوا الاعتداء عليه جنسيًا، ما تسبب له فى نزيف، لكنهم لم يتوقفوا أو يرحموا صرخاته ولا بكاءه، ليعود محمد إلى منزله وملابسه ملطخة بالدماء، لتقوم أسرته بتحرير محضر رقم 6091، جنح مركز شرطة المنصورة. يحيى الجهيدى، عم الطفل محمد، قال ل«الصباح»، إن محمد يعانى من مشاكل عقلية منذ صغره، ورغم ذلك أصر والداه على إلحاقه بالمدرسة الفكرية، فى القرية ليتعلم القراءة والكتابة، لافتًا إلى أن والده عانى خلال السنوات الماضية، لمساعدة محمد على التعلم، كما لم تقصر والدته معه فى شىء، مضيفًا أنها كانت تصحبه يوميًا إلى المدرسة، مشيرًا إلى أنه حصل على شهادة من المدرسة تفيد بتعلمه القراءة والكتابة، مشددًا على أن الشباب الذين فعلوا ذلك، لم يرحموا ضعفه واعتدوا عليه بوحشية، حتى تعرض لنزيف جراء عملية الاغتصاب. والدة الطفل محمد روت ل«الصباح»، أن محمد مريض بفيروس «سى»، بالإضافة لإصابته بمرض جلدى تسبب فى مشاكل بقدمه، ولا يستطيع التحرك بسهولة، مشيرة إلى أنه اعتاد على صلاة الفجر بالمسجد، بصحبة الجيران، لافتة إلى أنه كان يحب الاستماع إلى الأغانى، ما جعل هؤلاء المجرمين يستغلون تلك النقطة، واستدرجوه إلى التوك توك، عبر إغرائه بالأغانى والعصائر، وبعد ذلك اعتدوا عليه. وأكدت الأم، أن تقرير الطب الشرعى أثبت تعرضه للاغتصاب بشكل كامل، ووجود شرخ شرجى، وكسر بالحوض، وكدمة بالأنف والأذن والوجه، مطالبة بمعاقبة هؤلاء المجرمين، خاصة أن نجلها أصبح خائفًا من الخروج إلى الشارع، ويردد: «لو خرجت هيخطفونى تانى». فيما اعتادت «عواطف.م» الضحية الأخرى، ابنة العشرين عامًا، على الجلوس أمام منزلها فى مركز إطفيح بالجيزة، خاصة أن والدها اعتاد حبسها خوفًا عليها من الأذى، ومنذ شهر تقريبًا فوجئ أهالى القرية بعواطف تخرج من الزراعات وهى تصرخ، فسارعوا بأخذها إلى المنزل. أحد أقارب «عواطف» قال إن ظاهرة اغتصاب المعاقين أصبحت كارثة تهدد أهالى مركز إطفيح، مشيرًا إلى أن والدة عواطف، لم تحرر محضرًا بقسم الشرطة، خوفًا من الفضيحة، لافتًا إلى أن أهالى الضحية تكتموا على الأمر، بالإضافة إلى فشلهم فى معرفة الجانى، كما نصحهم أحد كبار القرية بالتكتم على الأمر حتى لا تحدث مشاكل مع أهالى القرية، مضيفًا أنه بعد عدة أيام ذهبوا بها إلى أحد الأطباء، وبعد توقيع الكشف عليها أخبرهم بوجود تهتك بسيط فى المهبل، وأن الاعتداء عليها كان من الخلف. بينما أكدت د. منال زكريا، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة القاهرة، أن من يقوم بمثل تلك الجرائم، يعتبر إنسانًا شاذًا، يسعى فقط لتلبية شهوته، مضيفة أن انتشار المواد المخدرة مثل «الترمادول»، جعل الشباب خاصة فى فترة المراهقة، يلجأون لمثل تلك الأفعال. وأضافت أن انتشار حوادث اغتصاب المعاقين، أصبحت ظاهرة تهدد المجتمع، مضيفة أنه نتيجة المواد الدعائية الموجودة على صفحات التواصل الاجتماعى، انتشرت ظاهرة الشذوذ بين بعض الشباب، مطالبة الأسر باتخاذ الاحتياطات اللازمة، وخصوصًا الأم لأن المعاقين لا يستطيعون إخبارنا من فعل بهم هذا الأمر.