المحافظ ألقى ب 22 أسرة فى الشارع والأهالى ينتظرون الموت مساكن أشبه بالمقابر، يسكنها أحياء قتلهم الفقر والجوع، جعلهم يعيشون بها كالأشباح، قاطنو «مساكن الإيواء» بمحافظة المنوفية، يحاصرهم المرض من كل جانب نتيجة انتشار القمامة، وملاك الموت يلازمهم، خاصة أن النسبة الأكبر من تلك المنازل «القبور»، آيلة للسقوط فبين لحظة وأخرى من الممكن أن يسقط ذلك المنزل المتهالك فوق رؤوس سكانه ليتحول لقبر، ومن ينجو منهم ستوفر له الدولة «قبرًا جديدًا». محافظ المنوفية، الدكتور هشام عبدالباسط، تفقد مستعمرات الإيواء التى يقطنها الآلاف من المواطنين، ووعد بهدم تلك العمارات، وإقامة أخرى، خاصة أن كثير منها صدرت لها قرارت إزالة، لكن المحافظ المؤتمن على مواطنيه لم يصن تلك الأمانة، وحدثهم فكذب ووعدهم وأخلف، وترك الأهالى يعانون وينتظرون الموت فى كل دقيقة. البداية كانت مع أهالى «مساكن الإيواء» فى العزبة الغربية، بمدينة شبين الكوم، إذ تجسدت المعاناة على قاطنيها، فبعد أن كانوا يعيشون بمساكن آيلة للسقوط، تم هدم العمارتين اللّتَين كانتا تأويهم، وقامت المحافظة بمنحهم بدل سكن يقدر ب 300 جنيه لكل أسرة، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بأسعار الإيجارات فى المنطقة أو المناطق المجاورة. وقال الأهالى: «المحافظ وعدنا بسرعة الانتهاء من بناء العمارتين خلال عام، وأكد لنا أنه حصل على الاعتمادات المالية لتجديد المساكن فى أسرع وقت»، مضيفين أن عبدالباسط كلف إحدى اللجان بتسليم عقود للأسر المستحقة. محمد السيد مغاورى أحد المتضررين قال ل«الصباح»: إنه يعمل باليومية فى كافتيريا، ولا يوجد له أى مصدر آخر للرزق، مضيفًا أنه بعد هدم العمارتين اضطر للسكن ب 400 جنيه فى الشهر، بالإضافة لمصاريف زوجته وأولاده والطعام وفواتير الكهرباء والمياه، مشددًا على أنه فى كثير من الأوقات لا يستطيع توفير الطعام لأسرته. وأشار إلى أنه تفائل عندما وعدهم المحافظ بسرعة البدء فى بناء العمارات، لكن بعد ذلك اكتشف أن المحافظ خدعهم. وأوضحت هويدا سعفان، إحدى المتضررات، أن زوجها عامل باليومية، ولديها 4 أبناء، مضيفة أنه نتيجة «كذب» المحافظ، اضطروا لتحمل العديد من الأمور الصعبة، بالإضافة إلى أنه طوال عامين لم يقم المحافظ بوضع طوبة واحدة فى العمارة، وصرخت هويدا قائلة: «المحافظ كدب علينا وأحنا مش قادرين على مصاريف الإيجار». وأشارت هانم موسى، إلى أن هناك نحو70 أسرة، تقدموا بعدة تظلمات إلى المحافظة للمطالبة بعدم هدم العمارات إلا بعد توفير البدائل، إلا أن هذا لم يتم، ولم يتم البدء فى بناء العمارات الجديدة. وأضاف عبد الله عطية: «نظمنا العديد من الوقفات الاحتجاجية، وطالبنا بسرعة بناء العمارات، وفشلنا فى مقابلة المحافظ، لافتًا إلى أنهم قرروا الدخول فى اعتصام مفتوح أمام مبنى المحافظة اعتراضًا على عدم البدء فى بناء العمارات، لكن سرعان ما قام السكرتير العام بتهدئة الموقف ووعدنا بأن المحافظ سيخاطب الإسكان للإسراع فى بناء العمارات. الأمر لم يتغير بالنسبة لمساكن الإيواء بمركز أشمون، والتى يقطنها نحو 22، فبعد أن تقدموا بطلب للمحافظ لترميم المساكن، كان رده عليهم بهدمها، وقال عاطف إمبابى: «بعد إزالة العمارة اقترح المسئولون بأن تعيش كل 3 أسر داخل شقة واحدة وهو ما رفضناه». وأضافت الحاجة أم محمد: «الرمل والزلط بيقع علينا من السقف، وفى كل لحظة ممكن يقع علينا، وممكن فى لحظة نندفن تحته ورغم كدا، المسئولون ماقدروش خوف الأمهات على عيالهم». جدير بالذكر أن محافظ المنوفية، الدكتور هشام عبدالباسط، كان قد أصدر قرارًا بإقامة 48 شقة للإيواء بأشمون بتكلفة 7 ملايين جنيه، بدلًا من العمارات المزالة، وأصدر تعليماته بسرعة تسليم الأرض للإسكان لبدء العمل بها فورًا، وأشار إلى أنّ عملية الإنشاء ستستغرق 9 أشهر، لكن الوضع يظل كما هو عليه السكان فى الشارع، والمحافظ يتهرب منهم.