البقع الجلدية شوهت وجه أمنية بسبب الكريمات.. ومنال كادت تفقد بصرها بسبب مستحضر مصحح العيون «الشامبوهات» تحتوى على «سلفات كلوريد الصوديوم» المسببة للسرطان.. و«الحنة» تصيب الجلد بالحروق أطباء الجلدية: احذروا هذه المنتجات.. ورئيس القومى للبحوث يطالب بتشديد الرقابة نتيجة لارتفاع الأسعار، والأزمة الاقتصادية التى يعانى منها الجميع، اضطر الكثير لشراء مستحضرات تجميل فاسدة، ولجأوا إلى محلات « أى حاجة ب 2،5»، والتى تضاعفت الأسعار بها الآن إلى 5 جنيهات، وبحسب العديد من العاملين فى مستحضرات التجميل فإن أسعار المنتجات تضاعفت بشكل كبير، منها «الروج كان سعره 45 جنيهًا أصبح 65 جنيهًا جملة، ويباع بالضعف «قطاعى»، العدسات اللاصقة ماركة بيلا كانت ب220 جنيهًا، أصبحت ب 400 جنيه، وبودرة ماكس فاكتور كانت ب 75 جنيهًا، أصبحت ب 115 و125جنيهًا، وكريم الأساس زاد 150 جنيهًا، مع العلم أن هذه الأسعار تخص المنتجات التى تندرج تحت «تقليد الدرجة الأولى»، أما المنتجات الأصلية زادت 200 جنيه على كل منتج، وهو ما دفع الفتيات إلى شراء مستحضرات التجميل الرخيصة، والتى تتراوح أسعارها بين 5 جنيهات و50 جنيهًا. غش وتلاعب تجولت «الصباح» داخل عدد من هذه المحلات، وسحبت بعض العينات منها لتحليلها، وخلال الجولة تم رصد نحو 100صنف، ما بين كريمات بشرة، وكريمات الشعر، والشامبوهات، وأحمر شفاه، ومزيل عرق، ومعطر الجو، وحنة وبارفانات، وروج، تبدأ أسعارها من 2.5 جنيه قبل الزيادة، وأصبحت الآن ب 5 جنيهات، وأقصى منتج يصل سعره إلى 52 جنيهًا، وهذا سعر لمنتجات تعادل أسعارها فى محلات أخرى أكثر من 150 جنيهًا، وهو الأمر الذى أثار شكوكنا، فظللنا نبحث حتى تبين لنا أن هذه المنتجات معظمها يصنع فى «مصانع بير السلم» بمنطقتى العتبة والموسكى. والأخطر من ذلك، أن أحد الأطباء الصيادلة «رفض ذكر اسمه»، أكد أن بعض المطابع فى العتبة تطبع «الباركود» الخاص بوزارة الصحة بعد سرقته من على بعض العبوات المسجلة رسميًا، وتبيعها لهذه المصانع التى تلصقها على منتجاتها، فتبدو وكأنها مصنعة بترخيص من وزارة الصحة. ضحايا الغش وأضاف الصيدلى أن هذه المنتجات يتم بيعها فى محلات «أى حاجة ب 2.5» بأسعار زهيدة للغاية، ويقبل عليها كثير من الفتيات خاصة بعد ارتفاع أسعار أدوات التجميل الأصلية التى تباع فى المحلات والصيدليات المعروفة، كاشفًا عن أنها تسببت فى إصابة فتيات كثيرة بأمراض خطيرة، وهو نفس ما أكدته إحدى الفتيات وتدعى أمنية، قائلة: ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل دفعنى لشرائها من محلات «أى حاجة ب 2.5»، وبعد مرور شهر من استعمال كريم للبشرة، انتشرت بقع جلدية على وجهى، ظننت وقتها أن سببها تعرضى للشمس، فذهبت إلى نفس المحل لشراء مستحضرات أخرى للترطيب وإزالة البقع من البشرة، وبعد أن أحضرت تلك المستحضرات ظللت استخدمها لمدة 20 يومًا على أمل التخلص من تلك البقع التى انتشرت بوجهى، لكن الأمر ازداد سوءًا بعدما تضاعف حجمها. تابعت أمنية: تزايدت البقع فى وجهى، وأنا لا أدرى السبب، حتى قررت أن أذهب لأحد أطباء الجلدية، وأخبرنى بأن سبب تلك البقع هى مستحضرات التجميل التى كنت أستعملها، مشيرة إلى أنها ظلت تعالج لمدة زادت على الشهرين. فيما أصيبت ضحية أخرى، تدعى منال أحمد، بورم شديد فى عينيها نتيجة استخدام مستحضر « الألينر» الخاص برسم العيون، وقالت منال: المشكلة الأكبر حسب شهادة الأطباء أن هذا المستحضر يحتوى على مادة «السبيرتو» التى تسبب «العمى»، والأخطر من ذلك أن الروج الذى يأخذ 12 لونًا للشفاه بمجرد استخدامه يصيب الشفايف بالتهاب شديد، مؤكدة أن السبب الذى دفعها لشراء هذه المنتجات رخصها الشديد». أما منال أكدت أنها أصيبت بمرض أدى لتقشير طبقات جلد خدودها عند استخدامها منتج «الروجاجو»، الذى يوضع على الخدود، مشيرة إلى أن الأطباء أفادوها بأن هذا المنتج يتفاعل مع الشمس، ويسبب حرقانًا فى الجلد وإحمرارًا شديدًا، محذرة الفتيات من استخدام ما يعرف ب«كريم الأساس» الذى يؤدى مع الوقت إلى تغير لون البشرة الرئيسية وجعلها أكثر اصفرارًا. منال اختتمت مأساتها، قائلة: لابد من تفعيل الرقابة على هذه المحلات، فهناك شريحة كبيرة من الفتيات الصغيرات تعتمد على تلك المنتجات التى تلاحقهم فى كل مكان بأشكالها المزينة سواء فى محلات «أى حاجة ب 2.5»، أو بائعات المترو التى يقمن باختبار المنتج أمامك لإقناعك، وبمجرد العودة للمنزل، واستخدام المنتج بعد تعرضه إلى درجات الحرارة تتأكد من انتهاء صلاحيته. فيما قالت سمر سيد، إنها تستعمل كريمات الأساس والبودرة التى تباع فى هذه المحلات، موضحة أن سبب إقبالها على تلك المستحضرات، هو أن عددًا كبيرًا من أصدقائها يستعملها خاصة أنها بإمكانها أن تحصل على عدد كبير من ألوان المكاياج وأنواعه بأسعار رخيصة، لافتة إلى أنها أقبلت على استخدام مرطبات الجلد وكريمات التفتيح حتى بدأت تظهر على وجهها بعض الحبوب الصديدية والتى تتسبب فى تدمير خلايا الجلد، بالإضافة إلى بعض الحبوب تحت الجلد وهى أخطر أنواع الحبوب «بحسب كلام الأطباء لها»، وقد أدى ذلك إلى تشويه بشرتها بشكل جعلها تخجل من النظر إلى وجهها بالمرأة، وظلت تتعالج لفترة امتدت إلى خمسة أشهر حتى تعافت. هذا بخلاف ضحايا رسم الحنة المضروبة، وما يتعرضن له من مشكلات عديدة، حيث جاء ذلك موافقًا لما روته بسمة 26 سنة، إذ أصيبت بحساسية فى يدها بسبب رسم الحنة، فى شارع المعز، وفى نفس اليوم شعرت بحكة خفيفة مكان رسم الحنة، وبعد أن اختفت الحنة قليلًا زادت الحكة مع ظهور بروز مكان الرسمة. فتوجهت إلى طبيب صيدلى أعطاها كريم «مضاد حيوى»، وظلت هذه الحساسية مع البروز موجودة لمدة أسبوع، أما مها فأصيبت بحروق من الدرجة الثالثة بعد رسم الحنة على يديها فى الحسين منذ فترة طويلة، وإلى الآن آثارها على يدها. أمراض خطيرة وقالت الدكتورة هدى الشوربجى أستاذ الأمراض الجلدية، إن هناك العديد من الأمراض التى تسببها تلك المنتجات، منها أمراض وقتية، ومنها أمراض تأتى بعد فترة طويلة من الاستخدام، وعادة ما تكون هى الأمراض المزمنة، والتى تنتج عن بعض المواد مثل الفازلين، خاصة إنها إذا أضيفت إلى مواد كيماوية تصبح مضرة بشكل خطير، محذرة من استخدام البودرة وكريمات الأساس مجهولة المصدر. وأكدت الشوربجى، أن أخطر أنواع الأمراض التى تسببها هذه المنتجات ما يسمى «الطفح الجلدى»، ومن أهم أعراضه ظهور احمرار وتهيج بالجلد، نتيجة التعرض لأجسام غريبة وتصاحبها حكة قوية، وقد تظهر هذه الأعراض بعد دقائق، وتختفى بعد ساعات، مشيرة إلى أن الخطورة تتضاعف إذا ما تحول إلى التهاب مزمن، هذا بالإضافة لمرض «حساسية الملامسة» التى تنتج بمجرد ملامسة المواد الكيماوية للجلد، والتى تحتوى على النيكل، والكرومات، والفورمالدهيد، وغيرها، بالإضافة إلى التركيبات غير الآدمية التى يتم خلطها بطريقة عشوائية لتعطى لونًا أو عطرًا فقط، مشيرة إلى أن معظم الحالات التى تأتى إليها بالعيادة تصاب بهذا النوع من الحساسية المفاجئة، وهو ما يتسبب فى ورم بالمناطق التى يوضع عليها الكريم أو تلك المستحضرات، وغالبًا ما تكون فترة علاجها بسيطة تصل إلى أسبوع. أمراض سرطانية الدكتورة إيمان شعراوى أستاذ الأمراض الجلدية بقصر العينى، أوضحت أن المواد التى تستخدم فى صناعة تلك المستحضرات تؤدى إلى إغلاق مسام الجلد، وهو ما يتسبب فى إنتاج حبوب تحت الجلد، أو حبوب خارج الجلد، ومن ضمن هذه المواد مادة الكورتيزون التى تستخدم بشكل كبير فى هذه المستحضرات، ومادة الينكولين والكرياتين والصوديوم، وهى المواد التى يؤدى استخدامها لفترات طويلة إلى أمراض سرطانية، وعدد من الأمراض الأخرى. تشديد الرقابة فى الوقت ذاته أكد الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، أهمية تشديد رقابة وزارة الصحة على مستحضرات التجميل التى يتم تداولها بالأسواق، مطالبًا مختلف الجهات المسئولة بمداهمة مصانع «بير السلم» التى تصنع منتجات تضر بصحة الإنسان عمومًا.