المئات من مستحضرات التجميل كالعطور وجل الشعر وأدوات المكياج والكريمات رديئة الصنع ومجهولة المصدر انتشرت علي الأرصفة وبالأكشاك مؤخراً دون رقابة من أي جهة ورغم إعلان الأطباء انها مصنعة من المخلفات الطبية والقمامة وتسبب أمراض جلدية وسرطانات إلا أن الإقبال عليها كبير لرخص سعرها وأشكالها المغرية. في البداية تقول آية عادل طالبة لا أشتري هذه المنتجات من الباعة الجائلين المتواجدين علي الأرصفة أو من المحلات الصغيرة لأنها تكون مجهولة المصدر ورخيصة الثمن وغالباً من منتجات مصانع بير السلم وقد قامت العديد من صديقاتي باستخدامها وأصيبن بتهيج بالجلد وحبوب وبثور علي الوجه. تتفق معها دينا قائلة: المنتجات الصينية وبعض المصرية غير مطابقة للمواصفات الطبية لذلك تباع بأسعار رخيصة فمثلاً سعر قلم الروج علي الرصيف ب 2 جنيه فقط بينما في الصيدليات وبالمحلات الكبري سعر من 20 إلي 50 جنيهاً فهذا الفارق في السعر يدل علي أن هناك شيئاً خاطئ لذا أرفض الشراء حفاظاً علي بشرتي وللأسف تنشر بالمناطق الشعبية. "منتجات الرصيف" تقول مني عبدالحميد مدرسة إن من المستحضرات الجديدة التي انتشرت عند الكوافير أو بالأسواق بمنطقة الموسكي للعدسات اللاصقة الملونة للعين وبمبلغ 25 جنيهاً وبداخلها المحلول المطهر في مقابل ثمنها عند أطباء العيون لا يقل عن 300 جنيه وقد قمت بتجربتها وبعده بيومين من الاستخدام فوجئت بألم شديد وإحمرار وتبين في النهاية أنها تسببت في قرحة بالعين وأخطرني الطبيب المعالج أنها في بعض الأحيان تسبب صديد بالقرنية ومع كثرة الاستخدام تؤدي للاصابة بالعمي المؤقت. تضيف نورا جندي ربة منزل علي الرغم من أنني سيدة مسنة لكنني حتي الآن محافظة علي بشرتي وعيوني لأن جمال أي امرأة في وجهها ويرجع ذلك لعدم الاستخدام المفرض لأدوات التجميل اشتري الروج فقط وماركة عالمية لأن بها مواد طبيعية لكن هناك فتيات وسيدات يخرجن في الظهيرة ويقومن باستخدام تلك المواد بكثرة والتي تسبب سرطاناً بالجلد وتلقي اللوم علي الجهات الرقابية من الصحة والتجارة. تشيرمني صابر صرافة بإحدي المجمعات إلي أن معظم السيدات وفتيات الجامعة والمدارس يقبلون علي شراء تلك المنتجات لرخص سعرها مما ساهم في رواج تجارة البضائع المقلدة المغشوشة التي تؤدي لتلف البشرة. ألوان مغرية" وتوضح شيماء علي طالبة بالفعل اشتريت قلم روج وبودرة مائي رخيصة بمبلغ 18 جنيهاً واستخدمتها وبعد ساعة أصبت بالتهاب شديد بالوجه والشفاه وذهبت للطبيب نصحني ألا استخدم مثل تلك المنتجات لأن بشرتي تتأثر سريعاً بها وتتفاعل معها لأنها مصنعة من مواد كيميائية ضارة بالجلد وتسبب له الحساسية وبعد ذلك قررت ألا اشتري أياً من تلك المنتجات الموجودة علي الأرصفة. وتري مني محمد موظفة أن المستحضرات الموجودة علي الأرصفة تتميز بشكلها الجميل وألوانها المتعددة التي تغري أي فتاة لشرائها وخاصة طالبات المدارس والجامعات لرخص ثمنها فالباعة يعرفون زبائنهم وكيف يسوقون لبضائعهم ولعدم خبرة الفتيات واهتمامهم بتحسين مظهرهم أصبحن يجعلن لهذه المنتجات قيمة دون النظر لخطورتها عليهن. عبدالرحمن محمد طالب يقول: صديق لي قام بشراء برفانات من علي الرصيف رخيصة الثمن سعر الزجاجة 3 جنيهات بينما في المحلات بسعر 40 50 جنيهاً للزجاجة وأيضاً كريمات جل للشعر سعر الزجاجة 5 جنيهات وبعد استخدامه شعر بحساسية شديدة والتهاب بفروة الرأس واكتشف أنه يضر بالشعر وقد عرفنا بعد ذلك انه يصنع من مخلفات المستشفيات والقمامة. ويوضح عيد جمال بائع أدوات تجميل بمترو الانفاق حصلت علي دبلوم صنايع ولم أجد عمل اشتري بضاعتي من الموسكي التي يستورد تجارها من الخارج بعد أن اتأكد من تاريخ الصلاحية والتي تكون مدونة علي الصناديق فقط والعبوات لكنها غير موجودة علي المستحضر نفسه. "العبوات الفارغة" تنصح مي محمد خبيرة تجميل بعدم شراء تلك المنتجات من علي الأرصفة أو المحلات نظراً لاحتوائها علي مواد كيميائية خطيرة ويتم تصنيعها بمصانع بير السلم حيث يتم تجميع عبوات الماركات الأصلية من زجاجات الصبغة والعطور ومزيل العرق الفارغة عن طريق جامعي القمامة ويتم اعادة تعبئتها بعد تنظيفها ولابد من شراء أدوات المكياج من مراكز البيع المصرح لها من وزارة الصحة وعليها رقابة دائمة مثل الصيدليات وقراءة تاريخ الصلاحية المدون عليها. وتفيد دكتورة شيماء أبو قمر اخصائية جلدية أن المشكلة الأساسية أن المستخدمين لمستحضرات التجميل بجميع أنواعها لا يأخذون في الاعتبار مدة صلاحيتها فيجب أن تكون مدة الصلاحية تبدأ من بداية التصنيع ولمدة شهر وكل ما كانت مدة الصلاحية أكثر كل ما كان المنتج كفاءة متميزة وعموماً الافراط في استخدام البتروكيماويات يؤدي إلي الاصابة بطفح وتهيج جلدي مما ينتج عنه إلي تكوين خلايا سرطانية. وتضيف أن الأفراط في استخدام كريمات تفتيح البشرة يضر بها وخاصة أنها يدخل في تكوينها محلول الكلور الذي يساعد علي التبييض أيضاً استخدام المفرط لحنة الشعر والصبغة التي يدخل فيها محلول الاكسجين الذي يعادل مياه النار وتضر بفروة الرأس ونمو الشعر والذي يؤدي إلي التلف التام للشعر وخاصة أن كل هذا يمتصه الجلد وبالتالي يؤثر تأثير مباشر علي الأجهزة الداخلية للجسم وخروجها عن طريق الكبد والكلي لأن هناك كريمات مسكنة وأخري مضرة علي المرأة الحامل. "أمراض خطيرة" يؤكد سعد الصباحي استشاري أمراض الصدر والحساسية أن العطور بأنواعها تحتوي علي مواد كيميائية سامة ومشتقات بترولية وتسبب للإنسان ضيقاً بالتنفس وتهيجاً بالرئتين الذي يؤدي لتلف أنسجتها وبعد تدهور الحالة من كثرة الاستخدام تتحول إلي حساسية بالصدر وربو مزمن بالإضافة للالتهاب بالجيوب الأنفية وينصح بالحد من استخدامها ورشها علي الملابس. يقول الدكتور طه الدبس أستاذ الكيمياء بعلوم القاهرة أن مشكلة المجتمع المصري هي انتشار مصانع بئر السلم التي تسعي للربح السريع والمتاجرة بصحة المجتمع واصابته بالأمراض في ظل رقابة غير صارمة وعدم تفعيل القانون وانتشار صناعة مستحضرات التجميل مجهولة المصدر "المكياج وصبغات الشعر وطلاء الأظافر والكريمات والبودرة وغيرها" والتي تستخدم زيوتاً غير صالحة ومنتهية الصلاحية وبعض المواد الكيميائية مثل الصودا الكاوية واستبدال الزيوت الطبيعية بدهون الحيوانات الميتة مما يسبب التهابات وتشققات وتشوهات للجلد واصابات أخري تؤدي إلي تجاعيد الوجه وظهور الشيخوخة المبكرة وفي كثير من الحالات تؤدي إلي عاهات مستديمة وسرطان الجلد وسقوط الشعر وتقصفه وقد تتحلل مستحضرات التجميل مجهولة المصدر بسرعة إلي مواد ضارة لعدم احتوائها علي مثبتات وعدم اتباع الوسائل العلمية والمعايير العالمية المتعارف عليها في تحضيرها لأن معظم المواد الكيميائية ضارة ويجب التعامل معها بحذر شديد ولذلك يجب تجريم صناعتها والمتاجرة بها.