رئيس أورام «القومى للكبد» يتهم «الصحة» بالتقصير: هناك بطء فى إجراءات اكتشاف وعزل الميكروب رضا: عالجت ابنى بالأعشاب وما دخلتهوش المستشفى عشان مايحصلش أخته مدير «البحوث الدوائية»: «الصحة العالمية توقعت وفاة 10 ملايين عام 2050 بسبب مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية الخوف والقلق يسيطران على قلوب أهالى منطقة شبرا الخيمة بعد انتشار فيروس «غامض»، أصاب أسرتين، وتسبب فى وفاة 3 أطفال، واحتجاز طفلة بالمستشفى، ورغم محاولات وزارة الصحة لطمأنة المواطنين، إلا أن حالة الهلع مازالت تخيم على سكان المنطقة. «الصباح» توجهت لحميات العباسية، واستمعت لضحايا الفيروس الغامض، بعد قيام وزارة الصحة بفرض «عزل صحى» عليهم. فى البداية، أكد محمد رضا، والد الطفلة ملك التى راحت ضحية ذلك الفيروس الغامض، أنه سيقاضى وزارة الصحة، بسبب تصريحات قياداتها وبياناتها بأنه لا توجد فيروسات، متسائلاً: الأطفال اللى اتوفوا فى رقبة من؟»، موضحًا أنه عندما توفت ابنته ملك، وظهرت نفس الأعراض على ابنه مازن سمع أحد الأطباء فى مستشفى الحميات يقول إن التشخيص هو إصابة بفيروس «أتش يو أس». وأضاف أنه كان مواطنًا عاديًا يعيش برفقة أسرته بصورة طبيعية بمنطقة شبرا الخيمة، حتى جاء شقيقه لزيارته فى منزله، وجلسا سويًا برفقة أسرته وبعض أقارب لهما من المنصورة، وفجأة عانت ملك من القىء والإسهال، فتوجهنا بها إلى المستشفى وبعد عدة أيام توفت. وأكد رضا، أن ابنته لم تكن تعانى من أى مشاكل صحية، مشيرًا إلى أنها احتجزت بمستشفى حميات إمبابة عدة أيام، وكان يشترى الأدوية وبعض الحقن الناقصة من خارج المستشفى لإنقاذ طفلته من الموت، وأشار إلى أن أطباء المستشفى كان يطالبونه بشراء الأدوية على حسابه الخاص، لكن فى النهاية توفيت ابنته ولم تنقذها وزارة الصحة. وأوضح أن المستشفى أهملت حالة ابنته، كاشفًا أنها حين دخلت إلى الاستقبال كانت تعانى من حالة قىء وإسهال، وتم احتجازها بغرفة العناية المركزة، وبعد عدة ساعات طالبتنا الممرضات بترك الرعاية حتى تستريح الطفلة، مضيفًا أنه بعد عودتهم للمنزل اتصلت بهم الطبيبة المعالجة، وطالبتهم بإحضار حقن خاصة بتهدئة ضربات القلب، لأن حالة الطفلة متأخرة. وأضاف محمد: «بعد بضعة ساعات أخبرتنا الطبيبة بأن الطفلة توفيت»، مشيرًا إلى أحد أقاربهم فى المنصورة، أبلغه أن إحدى السيدات تبلغ من العمر60 عامًا، أصيبت بنفس الأعراض التى ظهرت على ابنته، وتم احتجازها فى مستشفى الحميات هناك وبعد ذلك تم تحويلها إلى حميات إمبابة فى الجيزة، وبعد ذلك خرجت ولم يحدث لها شىء. وأشار إلى أن نفس الأعراض ظهرت على الطفل سيف نجل شقيقه، وتم احتجازه فى مستشفى ناصر العام، وبعدها بعدة أيام توفى. ولفت إلى أن رئاسة الجمهورية ووزارة الصحة تواصلت معه، وأكدا له أن هناك ملفًا كاملًا عن حالتهم، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ولا داع للقلق، موضحًا أن ابنه الأكبر ظهرت عليه نفس الأعراض وخاف من الذهاب به إلى المستشفى، مضيفًا أنه اشترى أعشاب خاصة بتطهير المعدة وأعطاها له، وبالفعل تحسنت حالة الطفل، موضحًا أنه لم يذهب إلى الحميات خوفًا من أن يلقى مصير أخته. والدة الطفلة ملك، قالت ل«الصباح»: إنها تعيش فى حزن، وحالتها النفسية سيئة جدًا، لافتة إلى أن المنزل أصبح خرابًا، مضيفة أنهم باتوا يخافون من بعض، وأصبحوا يقومون بتطهير الأرض وغسل فراش المنزل بصورة مستمرة. وأشارت إلى أن الأطفال فى البيت تدهورت حالتهم النفسية، كاشفة أن الأطفال يخبرونها أنهم اقتربوا من الموت، موضحة أن الجيران لم يأتوا إلى المنزل لتقديم واجب العزاء، خوفًا من تعرضهم للإصابة بالفيروس الغامض، وأن ملك كانت بكامل وعيها أثناء الكشف عليها بمستشفى حميات إمبابة، مضيفة أنهم فى المنزل يرتدون ماسكات حتى لا تنتقل العدوى بينهم، بالإضافة للمعاناة عند النزول لشراء الأطعمة حيث يقومون بغسل الأوانى أكثر، خوفًا من إصابة طفل بالفيروس. فيما أكدت والدة الطفلة لوجى، أن حالة ابنتها سيئة جدًا، ومحتجزة بأحد المستشفيات، وتقوم بزيارتها يوميًا، مضيفة أن ابنتها إذا شفيت ستعانى من إعاقة مدى الحياة بسبب مشاكل فى المخ، متمنية أن يتم علاج ابنتها على نفقة الدولة، ومشيرة إلى أن الأسرة أصبحت فى عزلة، فكل ثلاثة أيام تأتى وزارة الصحة إلى المنزل لأخذ عينات من الدم والبول والمياه لتحليلها، وهذا ما تسبب فى حالة نفسية سيئة للأسرة وخوف الأهالى. أحد جيران الأسرة التى أصيبت بالفيروس الغامض، رفض ذكر اسمه، قال «المنازل القريبة من منزل الأسرة المصابة، تسيطر عليها حالة من الرعب والخوف، وأحد الجيران ترك شقته وذهب إلى أقاربه فى الجيزة، خوفًا من الإصابة، وجيران آخرين ذهبوا بأطفالهم إلى أقاربهم»، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة عليها إجراء تحاليل وفحوصات للجيران. وكشف عصام سعيد، والد الطفلة جنى ل«الصباح»، أنه يعيش فى منطقة المطرية، وظهرت على طفلته نفس الأعراض، وذهب بها لحميات العباسية، مضيفًا أنه اكتشف وجود عشرات الأطفال يعانون من نفس الأعراض، مؤكدًا أن الأزمة كانت فى عدم معرفة الأطباء تشخيص حالة ابنته، لافتًا إلى أنه على مدار أسبوع اكتفى الأطباء بإعطاء الطفلة خافضات للحرارة، مشيرًا إلى أن المستشفى استغلته وطالبته بأموال، إذ قام بدفع 2000 جنيه لحجز ابنته فى غرفة جيدة حتى لا تتدهور حالتها ومازالوا يطلبون منهم دفع مبالغ أخرى. فيما قالت والدتها: «حينما ذهبنا إلى حميات العباسية لم يتعرف الأطباء على حالتها وأعطوها أمصالًا خاصة بإنفلونزا الخنازير»، موضحة أنها تعمل ممرضة وتعرف الإسعافات الأولية وبعض الأعراض الخاصة بالأمراض، وهذه الأعراض ليست نزلة برد عادية أو نزلة شعبية أو إنفلونز الخنازير. الدكتور محمد سلمان نائب مدير مستشفى حميات العباسية، أوضح أن هذه الأعراض ليست فيروسًا غامضًا، ولكنها أعراض فيروس (روتا)، وهو يأخذ فترة زمنية من أسبوع إلى أسبوعين، وبعد ذلك تزول ويتماثل الطفل للشفاء، ومستشفى الحميات تهتم بالمرضى، وبالأخص الأطفال ولدينا أفضل أطباء متخصصين فى الحميات بالمستشفى». الدكتور محمد عز العرب استشارى الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، اتهم فى كلامه ل«الصباح»، وزارة الصحة بالتقصير، لعدم اكتشاف الفيروس الذى أدى إلى وفاة ثلاثة أطفال فى شبرا الخيمة حتى الآن، مشيرًا إلى أنه لا يوجد فيروس غامض، ولكن هناك بطء فى إجراءات اكتشاف وعزل الفيروس أو الميكروب المسبب لهذه الأعراض المرضية ويجب التحقق من الأخبار المنقولة عن حدوث ثلاث حالات وفاة فى فترة سابقة تزيد علي شهر من إصابة الأسرتين، وقال: «هناك غياب للشفافية فى الأزمة وتقصير فى معرفة سبب الوفاة، وكان يجب اتخاذ إجراءات وقائية لازمة لمنع حدوث إصابات مشابهة فى الأسرتين وليس من العيب الاستعانة بالمراكز المتخصصة فى الوبائيات مثل وحدة (النمرو)، وهى وحدة متخصصة فى تحاليل الفيروسات وهى وحدة تابعة لهيئة البحرية الأمريكية، ووحدة (سى دى سى) الأمريكية». وأشار إلى أن «فيروس (أتش يو أس)، هى متلازمة تحدث نزيفًا متكررًا مما يستدعى دخول الرعاية المركزة، وأسباب حدوثها اختلال فى جهاز المناعة ومن العوامل المسببة لها عوامل بيئية أو ميكروبية تسبب اختلال مناعى، ونسب وفياتها كبيرة». من جانبه كشف على عبدالله مدير مركز البحوث الدوائية وعلاج الإدمان ل«الصباح»، «أن هناك نوعين من الميكرو أورجانيزم، وتسمى الكائنات الحية الدقيقة التى تصيب الإنسان، إما أن تكون بكتيريا أو فيروسات، والبكتيريا محدودة ودقيقة وتقضى عليها المضادات الحيوية، ولذلك نوصى باستخدام الحذر عند استخدام المضادات الحيوية لأن كل ميكروب له مضاد حيوى يقتله، ونوصى بعدم العشوائية فى استخدام المضادات الحيوية، فبدلًا من أن تقضى المضادات الحيوية على البكتريا فقد تقضى البكتريا على المضادات الحيوية، وهناك إحصائية صادرة من منظمة الصحة العالمية أنه فى عام 2050 سيكون هناك 10 ملايين حالة وفاة فى العالم بسبب مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية». وأوضح عبدالله، «أن الفيروسات كائنات أخرى لها صفات تكوينية مختلفة تمامًا عن البكتريا»، موضحًا أن الفيروسات فى مجملها تتحور ويظهر منها فيروسات جديدة لا يتم التعرف عليها إلا بالعزل والدراسة، فالنسبة للفيروس الذى ظهر فى شبرا كان يجب أن يتم عزل المرضى فترة كافية حتى يتم التعرف على هذا الفيروس، موضحًا أن إصابة شخص سليم بالفيروس من شخص آخر يأخذ وقتًا، سواء من خلال الرزاز المتطاير منه أو إذا جلس معه فى غرفة لمدة طويلة».