دعاوى لوقفات احتجاجية أمام المقار الانتخابية.. وتعليق لافتات وصور «بائعى الجزيرتين» مواطن يتعهد بطلاق زوجته بالإسكندرية.. وإنذار على يد محضر للنواب فى المنوفية حملات سحب ثقة وتظاهرات ضد ممررى الاتفاقية فى القاهرة.. وتعهد بعدم انتخابهم مجددًا بالجيزة مؤتمرات ومقالات ل«فضح» النواب الموافقين.. ودعاوى قضائية ضدهم بتهمة «التفريط فى الأرض » بينما يقاتل أعضاء مجلس نواب فى الدفاع عن مصرية جزيرتى «تيران وصنافير»، يقود نواب آخرون، غالبيتهم منتمين لائتلاف «دعم مصر»، حملة تقر ب «سعودية» الجزيرتين، ويطالبون بتسليمها للمملكة. «الصباح» قررت ترك هؤلاء النواب بما يعتنقونه من فكر يتضمن تنازلًا عن الأرض، ورصدت فى «جولات ميدانية» آراء أهالى دوائر نواب «سعودية الجزيرتين»، والذين رفضوا التفريط فى أى شبر من الأراضى المصرية، وتعهدوا بمجموعة من الإجراءات والتحركات ضد نوابهم حال المضى قدمًا فى رأيهم، والتصويت على «سعودية تيران وصنافير»، منها: «سحب الثقة، تنظيم تظاهرات أمام منازل النواب، وضع قوائم سوداء». القاهرة.. سحب ثقة ومحاكمة شعبية البداية من دوائر محافظة القاهرة، وتحديدًا مناطق «الظاهر، السلام، المنيل، الزمالك»، والتى كشف أهاليها عن اعتزامهم تدشين حملات «سحب ثقة» من نوابهم الذين سيصوتون على «سعودية» الجزيرتين، مشيرين إلى أن تنازل نواب الشعب عن أراضٍ مصرية لصالح أى دولة ولو كانت شقيقة بمثابة «خيانة». وقال أحمد محمود، مواطن فى دائرة «الظاهر والوايلى» التى يمثلها النائب «محمد أبو حامد»: «النواب خانوا ثقة أهالى دوائرهم وتجاهلوهم فى كل الأمور»، لافتًا إلى أن تبعية الجزيرتين لمصر هى أكبر اختبار للنائب أمام أهل دائرته، مضيفًا: «شباب الدائرة يعتزمون تدشين حملة سحب ثقة من النائب محمد أبو حامد، حال موافقته على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية والتنازل عن الجزيرتين المصريتين». وتابع محمود صبرى، مواطن فى دائرة «بولاق والزمالك»، التى يمثلها النائب «محمد المسعود»: «سيكون النائب أمام حساب عسير من أهالى الدائرة، إذا ما وافق على التنازل عن الجزيرتين». واستكمل: «أخطاء النائب وإهماله للدائرة زاد من احتقان أهلها ضده، فما بالك بموافقته على التنازل عن الجزيرتين؟.. سيزيد الاحتقان فى الشارع ضده، وسيتم سحب الثقة منه فورًا ومحاكمته شعبيًا». أما أهالى دائرة «السلام» التى يمثلها عدة نواب عن «دعم مصر»، إلى جانب النائب أحمد إسماعيل، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، فأشاروا إلى أنهم بصدد تدشين حملة لمراقبة كل أعمال نواب الدائرة، خاصة فيما يخص التنازل عن الجزيرتين، مضيفين: «بيد نواب السلام كسب أهل الدائرة أو خسارتهم للأبد، إذا ما رفضوا التنازل عن تراب الوطن أو فعلوا». وفى «مصر الجديدة»، وتحديدًا دائرة «المنيل»، التى يمثلها النائب «محمد العقاد»، عضو لجنة الإسكان، قال الأهالى إنهم يجهزون لحملة «سحب ثقة» ضد النائب، إذا ما أخل بواجباته أمام المواطن، خاصة فيما يتعلق التنازل عن الجزيرتين، لافتين إلى أنه لم يظهر فى الدائرة منذ فترة كبيرة حتى يتعرف الأهالى على رأيه بخصوص القضية. وفى حلوان، أعرب «عبدالمعطى سيد»، صاحب متجر شهير بالمنطقة، عن غضبه الشديد مما يتردد عن موافقة نواب دائرته على التنازل عن «تيران وصنافير»، موضحًا أنه هو وشباب المنطقة سيعقدون الأسبوع المقبل اجتماعًا لمناقشة رد فعل الأهالى، واقترح تنظيم مظاهرات ضد ممررى الاتفاقية. أما بسمة عبده، موظفة بإحدى المصالح الحكومية، فقالت إنها ستجمع موافقات كتابية من نساء دائرتها تفيد بسحب الثقة من «نواب الموافقة»، كما أطلقت عليهم، لكنها أضافت بأنها تعلم جيدًا أنه ستتم الموافقة وتمرير الاتفاقية، وسيعترض الشعب لكن دون فائدة. الجيزة.. قوائم سوداء للموافقين وأبدى عدد كبير من مواطنى مركز «الصف» بمحافظة الجيزة، والذى يمثله اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، وعضو ائتلاف «دعم مصر»، رفضهم التنازل عن الجزيرتين. وقال المهندس محمد عكاشة، استشارى بشركة كهرباء: «ليس بيدنا حاليًا ما نفعله حال موافقة مجلس النواب على الاتفاقية، فلا يوجد فى القانون أو الدستور ما يمنحنا نحن المواطنين الحق فى سحب الثقة، حتى لو وقع كل أهالى الدائرة على مذكرة بذلك، لكننا لن نمنحهم أصواتنا مرة أخرى حال ترشحهم من جديد». وأضاف رءوف عبدالواحد، مدرس بإحدى مدارس «البدرشين»: «تيران وصنافير تابعتان لمصر، وندرس فى كتب التاريخ والجغرافيا هذه الحقيقة منذ سنوات عديدة، وإذا كانت الدولة تريد أن تمنحهما للسعودية من أجل تحسين العلاقات الدبلوماسية، فهذا أمر فى منتهى الخطورة، خاصة أن هذه الأرض مات عليها جنود مصريون هم أبناؤنا وإخوتنا وأجدادنا، وحال موافقة أى نائب على سعوديتهما، سندشن حملة لسحب الثقة منه». أما محسن عبدالسلام، أحد أبناء مركز «أطفيح» فقال: «لم نسمع من قبل عن جزيرتى تيران وصنافير.. الدولة بها مشاكل عديدة، ومنها ارتفاع الأسعار وموت المرضى فى المستشفيات لنقص الأدوية، وكل ما نريده نحن هنا فى المناطق الريفية هو أن يشعر أعضاء مجلس النواب بنا، وبمشاكلنا، وأن يوفروا للأهالى السكر والزيت والأدوية، وحل مشاكل الفلاحين». وفى الهرم، التى يمثلها النائب «إيهاب غطاطى»، قالت «عبير سمير»، من أهالى المنطقة: «لنا الله، النائب هيبيع الأرض مثل ما باع المواطنين»، بحسب تعبيرها، مضيفة: «لن ننتخبه مرة أخرى إذا فعل ذلك، خاصة أنه لم يزر الدائرة بعد نجاحه». وتابع «سيد مطاوع» أحد مواطنى الهرم: «منذ أن تم انتخاب النائب إيهاب غطاطى ولم يتغير شىء، واتضح أن كل ما وعد به مجرد كلام فقط، ولا يوجد شىء يستطيع أن يفعله للأهالى»، لافتًا إلى أنه فى حال موافقته على بيع الأرض وصوت على «سعودية تيران وصنافير» فلن ينتخبه مرة أخرى. واستكمل: «سأطالب حينها من الأهالى الذهاب إلى مقره الانتخابى، والهتاف أمامه بأنه باع الأرض». ولم يختلف عنه كثيرًا «على السيد»، مالك محل أدوات كهربائية فى منطقة «كرداسة» وقال إن النائب «علاء والى» منذ انتخابه وحتى الآن لم يضف للدائرة شيئًا، فوعد بحل مشكلة القمامة، وتكثيف الأمن، والقضاء على الإرهاب، ولم يفعل من ذلك شيئًا، ثم يأتى ليعلن الموافقة على بيع الأرض، مضيفًا: «لن ننتخبه مرة أخرى.. لم ينظر للأهالى الذين باتوا يصرخون من غلاء الأسعار، وعمليات السرقة والخطف التى تحدث فى كرداسة، واتجه للموافقة على بيع الأرض». وواصل «متولى حسين»، أحد مواطنى «كرداسة»، ويعمل سائقًا، الحديث، قائلًا: «لا نشعر بوجود نائب فى الدائرة للأسف، ثم يأتى ويعلن الموافقة على بيع الأرض». الإسكندرية.. طلاق وتظاهر وفى الإسكندرية، كانت المفارقة قرار أحد المواطنين الذى يعمل مهندس كمبيوتر ويدعى «مصلح سعيد»، بأن أول موقف سيتخذه فى حال تم إقرار سعودية البرلمان، هو الانفصال عن زوجته، التى تؤيد التيار الذى يراها سعودية، فيما ستكون خطوته الثانية جمع أصدقائه والتظاهر فى كل ربوع المحافظة تنديدًا بهذا القرار، كما أنه لن يعترف بالقرار حتى وإن أقره جميع أعضاء البرلمان. المنوفية.. استطلاع رأى النواب وفى دائرة «أشمون» بمحافظة المنوفية، لم يختلف الأمر كثيرًا فيما يتعلق بحالة الغضب من التنازل عن الأرض، وقال محمد الصافى، منسق ائتلاف «شباب ضد الفساد»: «نجرى جولات ونتواصل مع النواب لإقناعهم بالتصويت لصالح مصرية الجزيرتين.. تواصلنا تقريبًا مع أغلب نواب الدائرة، وحددنا موعدًا للقاء يجمع الشباب والنواب لمعرفة رأيهم فى القضية، وعلى أساسه سيتم التصرف»، لافتًا إلى أن جميع الخيارات متاحة فى حال إقرارهم ب «سعودية» الجزيرتين بداية من حملات سحب الثقة وصولًا إلى تعليق لافتات بأن «النائب لا يمثلنى». وكان النائب «محمد خالد الحشاش»، عضو ائتلاف «دعم مصر» عن الدائرة، قال فى تصريحات صحفية، إن الجزر سعودية، ولا مجال للحديث عن مصريتهما، مضيفًا: «الإعلام الذى يتحدث عن مصرية الجزر مضلل وكاذب وفاسد، ويسعى لإثارة الفتن». وعلق محمود رضا، أحد مواطنى دائرة «أشمون»، على حديث «الحشاش» قائلًا: «سحب الثقة أقل ما يمكن الرد به على ذلك التصريح»، مضيفًا: «لم يتحدث أى من النواب الأربعة الباقين بهذه الثقة التى تحدث بها الحشاش.. لعل السبب هو تمثيله للدولة والحكومة فى البرلمان، وليس أهالى الدائرة التى انتخبته»، مشيرًا إلى تجهيز حملة «هذا النائب لا يمثلنى» فى انتظار نواب «سعودية الجزيرتين». اتفق معه فى الرأى «عماد عيسى»، مؤكدًا أن النائب الذى يتحدث بهذه اللغة يمثل الحكومة ولا يمثل الشعب الذى انتخبه. فيما أضاف بلال جرن، ناشط سياسى: «هل النواب مؤهلون بالأساس لمناقشة أزمة بهذا الحجم؟.. نحن أمام قضية تنازل عن أراضٍ مصرية، والنائب الذى يفرط فى الأرض يعتبر خائنًا للأمانة، ما يستوجب سحب الثقة منه». نفس الأمر اتفق عليه أهالى «شبين الكوم» و«قويسنا» و«السادات»، والذين أكدوا اعتزامهم تنظيم حملات سحب ثقة وتمرد على نواب «سعودية الجزيرتين». وقال أحمد زنون، محامٍ ومقيم بمدينة «السادات»، إنه سيرسل إنذارًا على يد محضر للنائب «سامى المشد»، لمنعه من التصويت على التنازل عن الجزيرتين. وأضاف هانى شنودة، أحد سكان مدينة «قويسنا»: «موقف المواطنين من النواب الموافقين على الاتفاقية لن يغير من الأمر شيئًا، لكن فى الانتخابات المقبلة، الجميع يعلم من وافق ومن رفض، ولن يعاد انتخاب الموافقين تحت أى ظرف». وبحسب شباب المحافظة، تتضمن حملات مواجهة نواب «سعودية الجزيرتين»، تعليق صورهم فى شوارع المنوفية، وتوضيح أنهم «باعوا الأرض»، وكذلك نشر صورهم على مواقع التواصل بشكل مستمر، حتى لا يتم انتخابهم مرة أخرى. من جهته، قال النائب محمود الخشن، عن دائرة «أشمون» بالمنوفية: «اللى يحطنا فى قوائم سوداء بسبب سعودية الجزر مينتخبناش تانى»، مشيرًا فى تصريحات ل«الصباح» إلى أنه بصدد دراسة الوثائق والخرائط التى وفرتها الحكومة، ولن يتخذ أى قرار فى القضية إلا بعد حكم المحكمة الإدارية العليا. وأضاف: «مش عايزين نفتى بدون علم فى القضية». وتابع: «عضوية البرلمان شغلانة مقرفة، و80 فى المائة من النواب أكدوا عدم خوضهم الانتخابات مجددًا لهذا السبب» الفيوم.. مؤتمرات ومقالات «تجريس» وفى الفيوم، كشف عدد من رموز الحركة السياسية والأدبية عن عدة خطوات لمواجهة النواب الموافقين على اتفاقية ترسيم الحدود، منها تدشين حملات وكتابة مقالات ضدهم، و«فضحهم» فى كل المؤتمرات والأماكن، بالشكل الذى يمنع انتخابهم مرة أخرى. وأوضح القاص والباحث السياسى عصام الزهيرى، أن التوجهات فى الفيوم لن ترحم أى نائب سيصوت لصالح «سعودية الجزيرتين»، وأنه سيخصص عددًا من المقالات لفضح النواب الذين سيصوتون لذلك. وأضاف الناشط السياسى، فارس السيد: «سيتم تدشين حملات شعبية للمطالبة باستفتاء شعبى، حال تصويت النواب على سعودية الجزيرتين، وستكشف هذه الحملات موقف كل نائب، ومن ثم تقرير انتخابه مرة أخرى من عدمه». وتابع محمد حكيم، ناشط سياسى: «سننظم مسيرات رافضة لبيع الجزر». واستكمل عضو حزب الكرامة بالفيوم، أحمد العيدروسى: «حال صدور حكم القضاء بمصرية الجزر، وتصويت النواب بما يخالف ذلك، فإن هناك عددًا من المحامين سيرفعون قضايا ضد هؤلاء النواب بتهمة الخيانة العظمى، والتفريط فى أرض الشعب». سوهاج.. المسئولية لا تخص النائب وحده وفى محافظة سوهاج، وبالتحديد مركز «المراغة»، وهى دائرة «جبالى المراغى»، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، فقال محمود جاد، رئيس اللجنة النقابية لعمال النقل البرى: «قضية تيران وصنافير من اختصاص البرلمان، وليس عضو مجلس النواب عن الدائرة وحده». وأضاف سيد أبو جبل، أحد أبناء محافظة سوهاج: «تيران وصنافير تابعتان لمصر، وحال تنازل أى عضو بمجلس النواب عنهما، سندشن حملات على مواقع التواصل الاجتماعى للمطالبة بسحب الثقة منه، لأنه قانونًا لا يوجد فى الدستور ما يسمح بذلك، خاصة أن التظاهرات كذلك لا تجدى نفعًا فى هذه الفترة». وفى القليوبية، لم يختلف الأمر كثيرًا، وقال سمير نصر، أحد أعضاء حزب «الدستور» بالمحافظة، إنهم سيسيرون وفق الرؤية العامة للحزب فى الأمانة المركزية والرافضة لتحويل الاتفاقية إلى مجلس النواب من قبل الحكومة. وأضاف: «الحزب له موقف واضح من الاتفاقية، وأحد أعضاء الحزب بالمحافظة ألقى القبض عليه يوم 25 إبريل الماضى، أثناء الاحتجاج عليها، وهو أحمد عبد النبى». وأشار إلى أن نواب المحافظة لم ينسقوا مع أى من الأحزاب والكتل السياسية بالمحافظة، ولم يجروا أية مشاورات بشأن الاتفاقية، لافتًا إلى أن موقف مجلس النواب واضح ومعروف مسبقًا تجاه قرارات الحكومة التى تتم دائمًا بالتصديق حتى ولو ببيع الأرض. وأكد أن حزبه سيشارك فى فعاليات احتجاج وسيلتزم بموقف الكتل السياسية الرافضة للاتفاقية، حتى إذا تم توقيع استمارات سحب ثقة من النواب المؤيدين. الشرقية محمود عبدالحفيظ محاسب شاب من أبناء مدينة ديرب نجم، دائرة المهندس طلعت السويدى العضو البارز بائتلاف دعم مصر،قال «الدائرة تفتقر إلى زيارات سيادة النائب منذ نجاحه فى الانتخابات، ولذا لم نتمكن من مناقشته فى تأييده لاتفاقية ترسيم الحدود، عمومًا حديث الشباب هنا عن حلم السفر وليس عن تيران وصنافير.