يعتبرون الأزهر «فى ذمة الله» لموافقته على «الاجتهاد».. ويعارضون العمل فى البنوك والسياحة عارض علماء ومدرسون أزهريون ما جاء فى مؤتمر تجديد الخطاب الدينى الذى عقد بجامعة القاهرة منذ أكثر من أسبوعين، وأبدوا اعتراضهم على بعض ما قيل فيه، معتبرين إياه مخالفًا للقرآن الكريم والسُنة النبوية. وأعرب المعترضون عن استيائهم من موافقة الحاضرين للمؤتمر، ومنهم الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، والدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس، وسعد الدين الهلالى، الأستاذ بجامعة الأزهر، ووزير الثقافة حلمى النمنم، على ما تم ذكره فى المؤتمر. ودشن المعترضون صفحة على موقع التواصل باسم «الأزهر فى ذمة الله»، ورأوا أن المؤتمر «يدعو إلى إلغاء الخطاب الدينى، بدلاً من تجديده وتعميمه للناس، ويشكك فى ثوابت الدين ومواطن الإجماع، حتى تصبح كل القضايا محل شك، خاصة مع انتشار الجهل»، موضحين أن مصطلح «تجديد الخطاب الدينى» فى فهم أهل السُنة وأهل العلم هو العودة للمنهج الوسطى وتجديد توعية المسلمين بنصوص الكتاب والسُنة بفهم أهل العلم، وبيان الإجماع فى بطلان بدع الانحراف، وتوضيح النصوص التى يحتج بها التكفيريون والصداميون. وأعربوا كذلك، وغالبيتهم أئمة بالأزهر ومدرسين بالمعاهد التابعة له، عن بالغ استيائهم من اعتبار الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الخطاب الدينى خطابًا إنسانيًا يقوم على الإنسان بالاجتهاد فى النص المقدس، وقوله: «يجب أن يتكلم كل شخص عن نفسه، وألا يتكلم باسم الله، ويجب أن ينسب رأيه لنفسه بصدق وأمانة»، معلقين على ذلك بالقول: «الخطاب الدينى هو السُنة النبوية التى جاء بها النبى». وأثار ما قاله «الهلالى» بأن 50 فى المائة من طاقة المجتمع دمرت بفتاوى ضد المرأة وأخرى أضرت بفئات مثل الفن والعاملين بالسياحة والبنوك غضب هؤلاء الأزهريون، والذين أكدوا «حرمانية» العمل فى قطاع البنوك، مضيفين: «جمهور العلماء لا يجيز العمل فى البنوك الربوية، لأن أكثر أعمالها تدخل فى إطار الربا.. كيف لسعد الدين الهلالى يتقول بذلك ويوافقه فى رأيه على جمعة والأزهرى وكل علماء الأزهر الموجودين بما يخالف شرع الله». وحرموا على صفحتهم العمل فى قطاع السياحة، وقالوا: «إذا كان العمل فى مجال السياحة يشمل دلالة السياح على أماكن شرب الخمر واللهو الماجن وما حرم الله تعالى فلا يجوز للمسلم أن يعمل فى هذا المجال»، مضيفين: «ولو كان السائح غير مسلم فلا يجوز للمسلم أن يدله على مكان يعصى فيه الله، وإن فعل ذلك فإن الراتب الذى يتقاضاه عن هذا العمل غير مباح، وإذا كان عمله يتضمن رؤية العاريات وشراب الخمور فلا يجوز له البقاء فى هذا المكان». واعترضوا كذلك على قرار شيخ الأزهر بإعادة فتح باب الاجتهاد الذى أغلقه الأزهر منذ أكثر من ألف عام بحسب قولهم، مضيفين: «فتح باب الاجتهاد سيخرج لنا أشخاص ضعيفين دينيًا يشككون الناس فى دينهم من أمثال محمد عبد الله الشهير إعلاميًا بالشيخ ميزو، وإسلام بحيرى». ويأتى رفضهم ل «فتح باب الاجتهاد» رغم أن شيخ الأزهر قصر ذلك على أشخاص وعلماء بعينهم، حين قرر إنشاء «لجنة الفقه» المكونة من 30 عالمًا من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وأساتذة جامعة الأزهر، بالإضافة إلى المفتين الحاليين والسابقين، وذلك من أجل «الاجتهاد»، فى العديد من المسائل التى تهم المجتمع وفقًا لظروف العصر.