وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع الإمارات ويتابع تنفيذ فرع جامعة الإسكندرية بأبوظبي    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للثانوية العامة والكليات المتاحة    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    نائب محافظ قنا يتفقد منظومة التقنين ويتابع البرنامج التدريبي لحصر أملاك الدولة    تطوير التعليم بالوزراء يعلن إطلاق أول دبلوم للمعلمين المصريين على أنشطة التعلم الياباني «توكاتسو»    «صحة الحيوان» ينظم برنامجا تدريبيا لطلاب «الطب البيطري» في جامعة الملك سلمان    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    كاتب إسرائيلى يدعو العالم لوقف مخطط حكومة بلاده لإبادة الفلسطينيين فى غزة    الأونروا :هناك مليون امرأة وفتاة يواجهن التجويع الجماعي إلى جانب العنف والانتهاكات المستمرة في غزة    شبكة بريطانية : محمد صلاح لاعب استثنائي وتألقه مع ليفربول فاق كل التوقعات    متي يرسل الأهلي بطاقة وسام أبو علي الدولية لنادي كولمبوس ؟ مصدر بالنادي يجيب    ليفربول يحتفل بإنجاز محمد صلاح غير المسبوق    قبل انطلاق الدوري.. الزمالك يدعم صفوفه في الكرة النسائية بعدة صفقات جديدة    بمقابل مالي.. حبس سيدة وشخصين آخرين بتهمة إدارة شبكة منافية للآداب بالتجمع الأول    الأرصاد الجوية : استمرار انخفاض الحرارة وظهور سحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    انهيار والدة وزوجة مدير التصوير تيمور تيمور فى جنازة الراحل    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    وفاة ابن شقيق أروى جودة بعد أيام من إصابته في حادث دراجة نارية    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    "الصحة" تقدم 30 مليون خدمة طبية وعلاجية بالمحافظات خلال 6 شهور    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    اليونيسيف تطالب بممارسة كافة الضغوط على إسرائيل لدخول المساعدات إلى غزة    السر في اللائحة الداخلية، طريقة انتخاب مكاتب اللجان في مجلس الشيوخ    بمشاركة شقيقه.. أحمد سعد يتألق بأغنية «أخويا» في حفله ب «ليالي مراسي»    عاجل- الهيئة القومية لسلامة الغذاء: خلال الأسبوع الماضي 506 إذن تصدير لحاصلات زراعية.. والبطاطا والفراولة على رأس قائمة الخضراوات والفواكه المصدرة    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    اليورو يتراجع فى منتصف تعاملات اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 بالبنوك المصرية    حظر بيع وتداول وتركيب عدادات المياه غير المدموغة من مصلحة المصوغات والموازين    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان مادة اللغة الثانية دور ثان.. فيديو    مصر تحصد ذهبية تتابع المختلط في بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 سنة    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    الخارجية الروسية: نأمل أن يكون المرشح المصري المدير العام الجديد لليونسكو    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    الأنبا مقار يترأس القداس الإلهي بكنيسة البابا أثناسيوس بالعاشر    فتنة إسرائيلية    إصلاح الإعلام    صفقات الأهلى الجديدة قنبلة موقوتة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    "زيزر صنع فارق وتريزيجيه لم يقدم المنتظر"..نجم الزمالك السابق يعلق على أداء الأهلي ضد فاركو    نتنياهو: لا اتفاق مع حماس دون إطلاق الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب بشروطنا    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    عمرو حسن: وسائل منع الحمل متوفرة فى الوحدات الصحية مجانا وآمنة وفعالة    خطأ أمريكي هدد سلامة ترامب وبوتين خلال لقائهما.. ماذا حدث؟    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناظرة بين صاحب رأى مهجور ومدافع عن فقه الأزهر الهلالى يتحدى الأزهر بتعريف جديد للمسلم والأزهر يرد: أفكاره منحرفة
نشر في الصباح يوم 20 - 12 - 2014

هى مناظرة فرضتها علينا الظروف.. فقد خرج علينا د. سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، برأى فقهى جديد أثار جدلاً واسعًا فى الأوساط الدينية، وهو قوله: إن «المسلم هو من سالم، وليس من نطق بالشهادتين، بل لو نطق شهادة «لا إله إلا الله» فقط صار مسلمًا»، ناسبًا ذلك الرأى إلى بعض أهل العلم مثل أبو الحجر الهيتمى.
هذه الفتوى الغريبة أجبرت الأزهر على عقد اجتماع طارئ لإصدار بيان انتقدوا فيه ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحاتِ الهلالى، وقال الأزهر فى بيانه إن المسلم هو من ينطق الشهادتين كاملتين، وأن هذا الرأى الجديد «يُنبِئ عن فكرٍ منحرفٍ فيه مخالفةٌ جريئةٌ للنصوص الصريحة من الكتاب والسنة؛ ففى القرآن الكريم آياتٌ كثيرةٌ تدل دلالةً صريحةً على أن الشهادتين وهما «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله» هما ركنُ الإسلام الأول» حسب البيان.
لسخونة الموضوع ولدقة القضية المثارة التقت «الصباح» بطرفى النزاع، المجتهد والأزهر، كى نضع هذه الأزمة فى نصابها الصحيح أمام القارئ، وكى نفهم على ماذا بنى كل طرف منهما موقفه.
اعتبر أن من قال «لا إله إلا الله » فقط أصبح مسلما
د. سعد الدين الهلالى: أتباع نوح ولوط وإدريس مسلمون وهذا ما قصدته بفتواى
*هناك لوبى إخوانى مكون من8أشخاص يحكم الأزهر حالياً

*الأزهر ليس مؤسسة دينية.. وهو لا يملك فرض الوصاية على المسلمين
التقينا الدكتور سعد الدين الهلالى لمعرفة حقيقة الأمر وأهمية تلك الفتوى التى أصدرها، وسألناه عن سبب هجوم علماء الأزهر عليه، وعلى أى دلائل اعتمد فى فتواه.
* بداية.. كيف ترى البيان الذى أصدره علماء الأزهر الشريف يصفون فيه فتواك بأنها شاذة وأنها ناتجة عن فكر منحرف؟
- ما قلته هو رأى، وليس فتوى كما ادعى بيان الأزهر، وكان عليهم التدقيق فى كتابته قبل الإعلان عنه، فأنا لا أفتى، ولكننى أنقل علمًا وأقول رأيًا، وفحوى بيان الأزهر هو تزوير لرأى الدين، وتعتبر مغالطة مقصودة، وأؤكد أن ما قلته بأن من يقول «لا إله الا الله» فقط يكون مسلمًا لا يتعلق بشأن المسلمين بالدين الخاتم، وإنما تتعلق بشأن غيرهم من أهل الكتاب على أن ينتفع بعرضها الفقهى كل مصرى غيور على بلده مهتم بحربنا ضد الإرهاب، لهذا أجد فى بعض أوجه هذا الرأى ما يجمع كلمة المصريين جميعًا فى توحيد الله ويستثمره فى التقريب بينهم وبث المحبة والتقارب ونبذ الفرقة والكراهية.
* إذا.. هل ستواجه علماء الأزهر وجهًا لوجه؟
- بيان الأزهر يتعمد تعمية الناس عن حقيقة المسألة، والأزهر يريد ألا يكون هناك غير رأيه هو فقط، فعلماء الفقه منذ أكثر من 800 عام مثل «ابن صلاح» و«ابن تيمية» وابن حجر الهيتمى يقولون بهذا، وعلى المسلمين أن يفهموا أن هناك إطلاقين فى تلك المسألة الأول عام والثانى خاص، كما أننى أؤكد على أننى كنت أتحدث عن غير المسلمين منذ أيام سيدنا موسى وعيسى وإبراهيم، وأن ما نتج فى بيان الأزهر هو تزوير لرأيى حول الشهادتين، وكان يجب عليهم مواجهتى أولًا قبل يشتتوا المسلمين.
* علماء المسلمين اتهموك بأنك استقطعت بعض الفتاوى والأصول من سياقها لتوجيهها فى اتجاه بعينه؟ فما ردك؟
- بيان الأزهر «مرسل»، والوصول للفتاوى والاطلاع عليها أصبح سهلًا ومتاحًا للجميع، وفى ختام كل صلاة ننطق الشهادتين ونصلى على محمد وآله، وإبراهيم وآله، والمقصود بآله هو أهله والتابعين له، فكيف لا نعتبر ذرية سيدنا إبراهيم مسلمين على الرغم من أننا نترحم عليهم ونصلى عليهم؟ رغم أن حينها لم يكن النبى محمد موجودًا.
* قلت إن الأزهر أصبح يسيطر عليه الإخوان والسلفيون.. كيف ذلك؟
يجب ألا نقول عليهم فقط إخوانًا وسلفيين، لكن يجب توصيفهم باللوبى السلفى الإخوانى الذى أصبح يسيطر على قرارات الأزهر خاصة فى الفترة الأخيرة، وهذا اللوبى الإخوانى السلفى فاعل فى الأزهر حاليًا، ويتكون من 8 أشخاص بعضهم من القيادات الكبيرة، على رأسهم عضو بمجلس شورى العلماء ويتبع الجمعيات الشرعية التى تدمر تقاليد الإسلام فى مصر، أيضًا رئيس تحرير مجلة الأزهر، وهم يخرجون فى قناة الجزيرة القطرية كل ليلة ويتحدثون ضد الجيش المصرى ومؤسسات الدولة.
* هل تواصل معك أحد من علماء الأزهر لتهدئة الأمور؟
- قال لى الشيخ عبدالفتاح الشيخ قبيل مجلس الكلية، قبل وفاته بشهر تقريبًا، أنهم بحثوا فى كل مؤلفاتى وأبحاثى وأحاديثى التليفزيونية ولم يجدوا شيئًا شاذًا، وتأكدوا من صحة آرائى ودلائلى وحججى فى كل حلقاتى التليفزيونية وأقوالى، وقال لى إنهم يطالبونك بتبنى رأى واحد فقط حتى لا يتخبط المسلمون، وأن يكون هذا الرأى متوافقًا مع رأى الأزهر وعلمائه، لكننى رفضت ذلك، وقلت له إننا عندما نقوم بامتحان طلابنا لا نفرض عليهم الإجابة برأى واحد فقط، ولكن أترك له الاختيار فى الآراء مع التعليق على سبب اختياره، فقال لى نصًا «لن يتركوك».
* لكن دكتور سعد لو وضعنا للمسلمين كل الآراء سيكون هناك جدل لن ينتهى؟
- الأمور الفقهية قديمة جدًا، ويجب مخاطبة الناس على قدر عقولهم، فاليهود من قال فيهم «لا إله الا الله» فهو مسلم، وهذا ليس كلامى بل كلام السابقين من رواد الفقه، ويجب محاسبة مشايخ الأزهر على حجبهم لباقى الآراء.
وأؤكد للجميع أن الأزهر ليس مؤسسة دينية إنما علمية، والعلم يعنى الرأى والرأى الآخر، وعلماؤه ليسوا على صواب مطلق، وعلى الجميع التواضع للعلم. من المفترض فى الأزهر أن يقف أمام العلم بمسافة واحدة ولا يجنح لرأى على حساب آخر احترامًا للعلم والبحث العلمى، فوجئنا بالعناصر الإخوانية داخل الازهر يفرضون على قرارات الأزهر الرسمية رأيًا واحدًا.
* إذا كيف تفسر الهجوم على حضرتك بشكل خاص؟
- أنا أحترم منهج الأزهر وليس شيئًا آخر، وكان من الواجب على من أصدر هذا البيان ضدى أن يوقع عليه باسمه كى أستطيع مواجهته شخصيًا بالحجج والبراهين، لكن تم التوقيع باسم المؤسسة للتهرب من المواجهة، وربما نسمع أنهم فى الأيام المقبلة غيروا رأيهم وأخذوا بباقى الآراء التى حجبوها.
* لو أردت توجيه كلمة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. ماذا تقول؟
- المذهب العلمى الذى نشأ عليه كل أستاذ بجامعة الأزهر هو قراءة المسألة من كل أوجهها وترك الاختيار للباحث بقناعة تامة، أرجو أن يكون هذا هو السائد لإثبات منهجية الإسلام الوسطية التى تحترم عقل المتلقى، وهذا منهج دولى عالمى.
* هل يمنح الأزهر فرصًا لأساتذة الفقه للاجتماع فى حلقات نقاشية لتفسير هذه الاختلافات ؟
- هذا سؤال يوجه لفضيلة الإمام الطيب، حول كم حلقة نقاشية أقرها الأساتذة داخل الأزهر على مدار تاريخه منذ توليه رئاسة الأزهر، ولابد ألا نأخذ بالمؤتمرات التى يتم إعدادها وبرمجتها أمنيًا لإنجاحها سياسيًا.
* برأيك لماذا يتبنى الأزهر رأيًا واحدًا فقط ويترك الباقى؟
- هذه وصاية دينية على المسلمين، فرضها الإسلام السياسى فى الفترة الأخيرة منهم السلفيون والقائمون على الجمعيات الشرعية وأنصار السُنة والإخوان المسلمين، وهم يبتدعون فى الدين ولا يجتهدون لإظهار كل الآراء السليمة، وقاموا بتغذية أرض مصر بالأفكار الشاذة بأن القوانين المصرية هى قوانين وضعية، وأن الحاكمية لله، وأنه لابد أن نعيد للإسلام مجده.

وعندما وجدوا أن المسلمين يلتفون حول الأزهر فغزوا الأزهر لمحاولتهم تركيع المصريين للرأى المناسب لهم، وإقناع المصريين بأنهم يعيشون فى دولة كافرة، والأزهر لم يطهر نفسه حتى الآن من قيادات إخوانية كبرى، والشخصية الوحيدة التى خرجت من الأزهر وقدم استقالته ولم يتم عزله هو الدكتور يوسف القرضاوى، لأن الأزهر لم يستطع إقالته.
محمد الشحات الجندى:الهلالى يسعى للشهرة وتعريفه للمسلم منقوص
*المسلم هو من نطق بالشهادتين كاملتين وفقًا لحديث رسول الله.. وليس من سالم الناس وعاملهم بمودة كما يزعم
مع حجم الاتهامات التى وجهها د. سعد الهلالى إلى مؤسسة الأزهر كان واجبًا علينا أن نبحث عن متخصص أزهرى ليرد على كل هذا الحشد من التهم، لهذا التقينا د. محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كى يوضح لنا رأيه فى فتوى د. الهلالى، وفى أفكاره بشكل عام، وفى اتهاماته النارية.
* فى البداية ما تعليقك على التصريحات التى قال فيها د. سعد الدين الهلالى بأن المسلم هو من سالم وليس من نطق الشهادتين؟
- الإقرار بالشهادتين والنطق بهما معًا هو الأصل الأول من أصول الإسلام، وبغيره لا يكون الشخص مسلمًا، وبهذا فقد خالف الهلالى النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ففى القرآن الكريم آيات كثيرة تدل صراحة على أن الشهادتين هما ركنُ الإسلام الأوَّل، وبدون الإقرار بهاتين الشهادتين معًا لا يكون الإنسان مسلمًا.
أيضًا أزعجنى ما قاله الهلالى بأن «نسبة المصريين المسلمين 98 %.. وال2% الباقية هم من المسلمين أيضًا لأنهم مسالمون» فمن أين أتى بهذه الإحصائية؟ وما هى وجهة نظره فى هذا التحليل الغريب؟ المسلم هو من نطق بالشهادتين وفقًا لحديث رسول الله وليس من سالم الناس وعاملهم بمودة ورحمة كما يزعم الهلالى، ومجمع البحوث الإسلامية انزعج جدًا لهذا الكلام خاصة عندما يأتى من عالم دين مثل د. الهلالى، وأصدر المجمع بيانًا تبرأ فيه من هذه الفتوى وشدد على عدم الانخداع بها، موصيًا الرأى العام بعدم الالتفات إليها.
* لكن الهلالى يقول إنه استند فى فتواه على كلام عالم جليل وهو ابن حجر الهيتمى، فما تعليقك؟
- هذا استشهاد باطل تمام البطلان، وهذا ليس رأيى وحدى بل هو ما أكده إجماع علماء مجمع البحوث الإسلامية، حيث إن ابن حجر رحمه الله كان عالمًا جليلاً أكد فى العديد من صفحات كتابه «الفتاوى الحديثية لابن حجر» على ضرورة النطق بالشهادتين معًا لإتمام إسلام المرء، بينما الهلالى اقتطع عبارة له من سياقها السابق واللاحق كى يبرر رأيه الشاذ.
الهلالى رد على بيانكم بأن الأزهر ليس مؤسسة دينية، وعلماؤه ليسوا على صواب مطلق؟
أنا اعترض على تقليله من شأن الإسهام العلمى لمؤسسة الأزهر الشريف، تلك المؤسسة العريقة التى تعد أقدم جامعة فى العالم، فكيف يحذف الهلالى جهدًا دام أكثر من ألف وخمسين عامًا؟ هذا أولا.
ثانيًا الأزهر لم يدع أبدًا أنه يحتكر الصواب، لكن الهلالى يعلم- وهو من أبناء الأزهر ويعرف القواعد جيدًا- أن الاجتهاد فى تفسير نص قرآنى أو حديث نبوى يتم وفقًا لضوابط وقواعد ومعايير معروفة وضعها العلماء منذ قرون واتفقت الأمة عليها، فهل يريد الهلالى أن يصوب رأيه الضال وينكر على المؤسسة الأزهرية أن تكون على صواب؟ ثالثًا إذا كان هو لا يريد من الأزهر أن يفرض آرائه على الآخرين فلماذا يريد هو فرض رأيه على المؤسسة الأزهرية؟
* عندما عرضنا على د. الهلالى نتائج مؤتمر الأزهر الذى تم إعداده للرد عليه قال إن مؤتمرات الأزهر يتم إعدادها أمنيًا لإنجاحها سياسيًا.. ما ردكم؟
- لا أدرى كيف يمكن ل د. الهلالى أن يطعن على المؤسسة الأزهرية التى نشأ فيها وتربى على علمها لسنوات، وهو يعلم جيدًا قبل غيره أنه لكى يقام مؤتمر دولى يدعى إليه رموز العالم الإسلامى من مختلف البلدان لا بد أن يكون هناك تنسيق مع وزارة الداخلية والجهات الأمنية، وذلك كى يتم الحفاظ على سلامة المدعوين للمؤتمر، لكن التلويح بأن هذا التنسيق يشمل ما يتم عرضه من أفكار فى المؤتمر تلويح ليس فى محله، والأزهر لا يتحكم فيه الجهات الأمنية ولا غيرها.
* هل فعلا يوجد لوبى إخوانى سلفى يسيطر على قرارات مؤسسة الأزهر؟
- منهج الأزهر هو منهج وسطى ومعتدل، وهو نفسه قد تربى عليه، ومن الوارد جدًا أن يوجد بعض السلفيين أو الإخوان داخل الأزهر، فهم مسلمون مثل غيرهم، لكن المهم هو أن سياسات الأزهر وانحيازاته لا يسيطر عليها لا الإخوان ولا السلفيين، ودليل ذلك أن الأزهر يبذل جهودًا مضنية على قدم وساق من أجل مراجعة وتنقية المقررات الأزهرية، وإصلاح المناهج الدينية لتنقيتها من الأفكار التى تتعارض مع منهجه الوسطى المعتدل، وثوابت القرآن والسنة النبوية.
* الهلالى بوصفه أستاذ فقه مقارن قال إن الأزهر يتبى رأيًا فقهيًا واحدًا فقط، ولا يعطى فرصة لأساتذة الفقه أن يطلعوا الرأى العام على كل الزوايا المختلفة للفتاوى، كما أنه لا يحب لهم أن يجتمعوا فى حلقات علمية نقاشية لتفسير الأمور.. هل هذا صحيح؟
- الهلالى يفضل الفضائيات ووسائل الإعلام أكثر من الحلقات النقاشية والمؤتمرات العلمية، فهو لا يشارك علماء الأزهر فى النقاش العملى، فكيف يتهم الأزهر بأنه لا يعطى فرصة لأساتذة الفقة أن يجتمعوا؟ الأزهر يعقد الندوات والمؤتمرات النقاشية طوال الوقت، لكن الهلالى هو من يتعمد عدم المشاركة فيها.
* ما تعليقك على فتاوى الهلالى بشكل عام؟
- فى رأيى أن سعد الدين الهلالى أفكاره شاذة ومنحرفة، وسبق وأن أصدر العديد من الفتاوى المضللة التى أثارت جدلاً كبيرًا، مثل الفتوى التى أكد فيها على تحليل بعض أنواع الخمر المصنوعة من الشعير والنبيذ، طالما لم تكن من العنب، والتى خالف فيها حديث النبى حول الخمر، عندما قال صلى الله عليه وسلم «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، هذه الفتوى الضالة تفتح الباب للسكر لأن القليل الذى لا يسكر حرام شرعًا مهما كانت المادة التى صنع منها.
* ما طبيعة علاقتك بسعد الدين الهلالى؟
- تربطنى بالهلالى علاقة زمالة، فقد تخرجنا فى كلية واحدة وهى كلية الشريعة والقانون، وأحب أن أوضح أنه ليس بينى وبينه أى خصومة شخصية، لكن المشكلة تكمن فى أن الهلالى سلك مسلك الإعلام فى خصومته مع المؤسسة الأزهرية التى ينتمى إليها، واتخذ من وسائل الإعلام وسيلة للسطو على هذه المؤسسة.
* ما الرسالة التى تود أن توجهها له فى ختام هذه المناظرة؟
- أرجو منه كأخ وزميل أن يحترم المؤسسة الدينية التى تجاوز عمرها الألف عام بكل رصيدها العلمى والشرعى والوطنى والحضارى، كما أطلب منه أن يتق الله ويبتعد عن الآراء والفتاوى الشاذة المضللة التى لا تستند على صحيح الإسلام، والتى لا تستفيد الأمة منها شيئًا إلا إثارة البلبلة بين الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.