نجاح للدبلوماسية المصرية.. إجماع لدبلوماسيين ونواب، فى تعليقهم على قرار الخارجية الأمريكية بوضع مصر ضمن الدول الآمنة للسفر والسياحة والمستعدة لاستقبال الرعايا الأمريكيين فى احتفالات أعياد الميلاد، مؤكدين أن سامح شكرى وزير الخارجية استطاع إعادة مصر إلى مكانتها، التى كانت تحظى بها على الساحة الدولية. مصدر دبلوماسى مطلع رأى أن قرار الخارجية الأمريكية باعتبار مصر ضمن الدول الآمنة، يعيد السياحة إلى البلاد، ويعد خطوة إيجابية للغاية فى ظل التحديات التى تعرضت لها مصر خلال الفترة الماضية. وأكد أن ملامح عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية بدأت قبل أكثر من عام، تحديدًا فى أغسطس 2015، مع استئناف الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى على مستوى وزراء الخارجية بين الدولتين، لأول مرة منذ 2009، وحتى زيارات وفود الكونجرس الأمريكى لمصر. وأشار إلى أن البرود الذى طغى على العلاقات تزايد بقوة مع اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 بعد الإطاحة بمرسى، إلاّ أنه بدأ يتلاشى مع إلغاء الشروط المرتبطة بمنح المساعدات العسكرية لمصر وإلغاء بند المعونة المُخصص للجمعيات الأهلية الداعية للديمقراطية، وضم مخصصاته لبنود مكافحة الإرهاب والسياحة والصحة والتعليم والبنية التحتية، وطبقًا لما تحدده مصر. وأوضح أن التحول الأمريكى ليس حبًا فى مصر، وإنما هو تجاوب مع أمر واقع ينطوى على قناعة توصلت إليها الإدارة الأمريكية بأن القاهرة لم تخضع للضغوط الأمريكية، بما فى ذلك تلك المرتبطة بالتهديد بقطع أو خفض أو تجميد المساعدات العسكرية، فضلًا عن عدم رغبة الولاياتالمتحدة فى خسارة دولة إقليمية كبرى بحجم مصر، فى ظل واقع إقليمى ملتهب تزداد فيه مناطق الصراع، دون حل حاسم، يزيد من وطأة الإرهاب وبما يضر بمصالح أمريكا والغرب بشكل مباشر. ويرى السفير محمد العرابى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أننا أمام خطوة نجاح جديدة تحققت بفضل الجهود الأمنية فى فرض الأمن الداخلى ونجاح أيضًا للدبلوماسية المصرية فى الخارج، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة تدرك جيدًا أن مصر لا تعانى من أزمة أمن أو أنه ليس بها ما يمكن اعتباره خطرًا على السياح، حيث تستقبل أسبوعيًا وفودًا أجنبية عديدة من بينها أعضاء بالكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكى. ويرى دكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن القرار الأمريكى بوضع مصر على خريطة الدول الآمنة، لم يأت من فراغ، بل جاء بناء على تقارير ومعلومات من جهات أمنية غير معلومة ترفع دوريًا إلى السفارة، حيث سبق للولايات المتحدة أن حذرت رعاياها فى الآونة الأخيرة فى مناسبات سابقة وطنية، ولكن مصر فى هذا التوقيت أقل دول الشرق الأوسط تعرضًا لعمليات إرهابية، والعمليات الأخيرة التى وقعت كانت فردية وبقيت فى نطاقها. ويؤكد أن مصر اعتمدت على الدبلوماسية الرئاسية فى عودة العلاقات الخارجية ونجحت فى تفكيك المواقف الأوروبية المعادية ل30 يونيو، واستطاعت تجاوز الخلافات فى العلاقات الدولية مع مصر، وحققت الكثير لها على المستوى الخارجى، موضحًا أن النقاشات التى جرت داخل الكونجرس على مدار ال11 شهرًا الماضية حدث بها تغير كبير لصالح مصر. لكن السفير عبدالرءوف الريدى، سفير مصر الأسبق فى الولاياتالمتحدة، يستبعد أن يكون قرار الخارجية الأمريكية حول وضع مصر ضمن الدول الآمنة له أى أبعاد سياسية، موضحًا أنه تقرير أمنى بالدرجة الأولى ويصعب التلاعب فيه. ويشير إلى أنه يكشف عن الوضع الحقيقى، بأن مصر ليس بها أى خلل أمنى على أرض الواقع، وأن هناك حالة من الاستقرار، فى ظل تهديدات بعمليات إرهابية فى أوروبا تستهدف التجمعات والحشود الكبيرة.