جريمة بشعة شهدتها منطقة بولاق الدكرور كان بطلها «السم الأبيض» أو «الهيروين»، والذى تسبب فى اندلاع مشاجرة بين صديقين انتهت بقتل أحدهما للآخر بأعصاب باردة، وإلقائه فى مقلب للقمامة بإحدى ضواحى المنطقة. وقف المتهم «أحمد.أ»، 18 سنة، طالب أمام المستشار طارق جودة، وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة، يدلى باعترافاته فى جريمة القتل التى ارتكبها ضد صديقه «سامح.ص»، 35 سنة، عاطل، وقال: «أنا معرفش عملت كده إزاى؟.. عمرى ما كنت أتخيل أنى هقتل فى يوم من الأيام.. مكنتش فى وعى ساعتها، ومنها لله المخدرات هى اللى وصلتنى لكده». وأضاف: «سامح ده كان أعز أصدقائى، عمرنا ما زعلنا من بعض، كنت بعتبره أخويا الكبير، وكان بيعرف عنى كل حاجة حتى الحاجات اللى ما كنتش بحكيها لأهلى هو كان بيبقى عارفها». وتابع: «طول عمر سامح والدنيا ملطشة معاه، وأنا كنت طول عمرى بسلفه فلوس وعمرى ما بخلت عليه فى يوم من الأيام، ولا حتى اتضايقت منه لأنى كنت عارف ظروفه كويس، وأنه مش لاقى شغل زيه زى كثير من الشباب، كنت بعتبر بيته بيتى وكنت كثير بروح أقعد وأبات معاه كمان بالأسابيع، وبالذات لما كنت بزعل مع والدى، كنت بسيب البيت وبروح أعيش معاه كانت الحياة بينا زى الأخوات وأكثر شوية». وتابع: «استمر الحال هكذا، حتى كانت جلسة مع أصحابه فى بيته، وبدأوا يعزموا علىّ بسجائر حشيش وأنواع كثيرة من المخدرات والخمور، وحاول سامح يمنعنى باعتبارى لسه صغير على الحاجات دى، لكننى تجاوبت معهم، وبدأت أعمل زى اللى بيعملوه، وتكررت سهراتى معاهم، لحد ما تعودت على الهيروين وبدأت أدمنه، وأحاول بأى شكل أنى أوفر فلوس عشان أجيبه بيها، حتى لو سرقت فلوس من البيت أو صيغة من أمى وإخواتى البنات». واستكمل: «لاحظت الأسرة تغيرات كبيرة علىّ وشكوا أنى مدمن، ورغب والدى فى الذهاب بى إلى أحد الأطباء، وهنا خفت للغاية وهربت إلى شقة سامح ومعايا هدومى، لكن سامح قابلنى بشكل غير متوقع ما اتعودتش عليه، وقال لى إن صاحب العمارة والسكان هددوه بأنهم هيبلغوا عنه الشرطة حال تكرار السهرات فى شقته.. وقتها أغريته بأنى معايا تذكرتين هيروين وإنى هاقعد عنده لغاية ما نتعاطاهم». واختتم: «بعد ما قعدنا وأشبعنا رغبتنا من المخدرات، حاولت إقناعه بأن يسمح لى بالمبيت عنده، لكنه رفض وبدأ يعنفنى بكلام أثار به غضبى، فطلبت منه ثمن تذكرة الهيروين التى تعاطاها، لكنه رفض بحجة عدم امتلاكه مال، فقلت له خلاص هقعد عندك بثمن التذكرة إلا أنه استمر فى الرفض ودفعنى خارج الشقة، وتطور الأمر إلى نشوب شجار بيننا، فخلعت حزام البنطلون وخنقته به حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وبعدها جلست بجانب جثته لا أدرى ما أفعله بعدما قتلت أعز أصدقائى، ثم غطيت جثته بملاءة وانتظرت حتى وقت متأخر من الليل ثم أخذت جثته وحملتها معى حتى ألقيت بها فى أحد مقالب الزبالة فى بولاق». وبسؤال جيران المجنى عليه قالوا إنه حول شقته إلى مكان لاستقبال مدمنى المخدرات والمتعة الحرام، وسلوكه السيئ أساء إلى سمعة العقار فى المنطقة، مشيرين إلى أن الجانى كان أحد أصدقائه المقربين، وكان يتردد بصفة دائمة على الشقة. وكان فريق بحث ترأسه العميد طارق حمزة، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، نجح فى كشف غموض الجريمة فى أقل من 24 ساعة، بعد إجراء التحريات، وتمكنت قوة من إلقاء القبض على المتهم.