طبيبات يظهرن على الفضائيات للترويج للخلايا الجذعية غير المعترف بها كعلاج خديجة: دفعت 15 ألف جنيه لطبيب مشهور لإجراء عملية حقن مجهرى.. وفشلت بلاغات من الضحايا ضد «تلميذ مزيف» لمجدى يعقوب أفتى بعدم جدوى «القسطرة» «تأديبية الأطباء» تحقق مع 15 طبيبًا مشهورًا بتهمة الترويج لأدوية مجهولة المصدر حسين: أنفقت 7 آلاف جنيه من أجل شفط دهون المعدة.. والعلاج «شوية أعشاب» تفسح القنوات الفضائية المجال بالساعات على الهواء، للبرامج الطبية التى تستضيف من تقول إنهم متخصصون واستشاريون فى كل أقسام الطب، ويستقبلون مكالمات هاتفية من المشاهدين ويشخصون أمراضهم ويصفون العلاج أيضًا.. وبتطبيق المثل الشعبى القائل «الحدأة لا تلقى بالكتاكيت» على أطراف المنظومة، يتجلى سؤال بديهى: ما الذى يعود على القنوات ومقدمى وضيوف هذه البرامج؟ والإجابة التى توصلت إليها «الصباح» بالبحث فى هذه الظاهرة تلخصت فى كلمة واحدة.. «البيزنس». مبدئيًا، لا توجد ضمانة واحدة لصحة المؤهل الوظيفى للضيوف الذى يظهرون كأطباء فى هذه البرامج، كما أن الوصفات التى يمنحونها «مجانًا» للمرضى على الهواء، غير مأمونة العواقب، وهو ما تبين عندما توالت الشكاوى لنقابة الأطباء من مواطنين وقعوا فى فخاخ «أطباء التوك شو»، ومفادها أنهم نفذوا التوصيات التى حصلوا عليها من «الأستاذ الدكتور» الذى يتغنى بالحالات المستعصية التى عالجها، فتضاعفت مشكلاتهم، وفى أحسن الأحوال لم تتقدم حالتهم الصحية، والأسوأ من ذلك أن بعض المشاهدين الذين قرروا الذهاب إلى العيادات الخاصة بهؤلاء الأطباء، فوجئوا بأن أسعار الكشف تصل إلى أرقام مبالغ فيها، وظنًا منهم أن «الغالى ثمنه فيه» رضخوا للأمر أملًا فى الشفاء، وهو ما لم يحدث أيضًا. اعتماد محمد عبد السلام، 46 سنة، مقيمة بالمنيرة فى إمبابة، تقدمت ببلاغ للنائب العام، برقم 256 عرائض المكتب الفنى، ضد الدكتور رامى إسماعيل، مؤكدة أنها شاهدته على إحدى القنوات يعرف نفسه بأنه يعمل بمؤسسة مجدى يعقوب لجراحة القلب، وأنه اليد اليمنى ليعقوب، وذهبت للكشف الطبى بعيادته فى مدينة السادس من أكتوبر، حيث كتب لها بعض الأدوية، وعندما ذهبت لشرائها من الصيدلية فاجئها الصيدلى بأنها أدوية «مجهولة المصدر». الدكتور رامى إسماعيل، المتحدث اللبق الذى يمزج التدين بالحديث الطبى، والذى كان يكتب على روشتته أنه دكتور استشارى، أفتى بعد أن ذاع صيته على الفضائيات، بأن عملية «قسطرة القلب» ليس لها سند علمى، لتكتشف نقابة الأطباء لاحقًا أنه مجرد ممارس عام، فحاولت إدارة العلاج الحر القبض عليه، ولكنه هرب لأن شهاداته العلمية مزورة، كما أصدرت مؤسسة «مجدى يعقوب» بيانًا رسميًا تنفى علاقتها بالطبيب الذى استغل مقابلة عابرة مع الدكتور يعقوب ليزعم أنه تلميذ له، ليجمع 60 ألف متابع على فيسبوك ويرفع سعر الكشف فى عيادته إلى 500 جنيه. السيدة الأربعينية هبة عبد الحميد، تقدمت ببلاغ مماثل ضد الدكتور محمد رشيد، استشارى جراحة العمود الفقرى، برقم 28375 إدارى قسم أول مدينة نصر عام، وقالت إنه توجهت لعيادته بعد أن قدمته إحدى المذيعات على أنه «جراح عالمى»، وبعد أن أجرى لها الجراحة المطلوبة شعرت بألم فى ظهرها بشكل مستمر، وحينما كشفت عند طبيب آخر أخبرها أن هذه «حالة إهمال طبى» بحسب التقارير، وهو بالضبط ما حدث مع السيدة سمية محمد السيد، التى تقدمت ببلاغ للنائب العام برقم 548 ضد «رشيد»، الذى يتقاضى 100 ألف جنيه مقابل إجراء العملية الجراحية. أما «محمد.ح»، وهو رجل أربعينى يقيم بمحافظة الفيوم، فحكى أنه يعانى من خشونة فى ركبته ومشكلات فى العمود الفقرى، وشاهد طبيبًا مشهورًا جدًا يدعى «م. ر»، يقول فى لقاء تليفزيونى إنه يعالج فى عيادته جميع حالات الخشونة عن طريق كورس علاج طبيعى مكثف لمدة 45 يومًا، بعده يستطيع المريض أن يمارس حياته بشكل طبيعى، لكن محمد أكد ل«الصباح»، أنه ذهب لعيادة الطبيب المذكور فى مدينة نصر، وفوجئ بأن قيمة الكشف 700 جنيه، والاستشارة مرة واحدة فقط، وبعد أن أنفق ما يقرب من 10 آلاف جنيه على كورس العلاج الطبيعى، لم يحدث أى تحسن. الأمر لم يخل أيضًا من التجارة بأحلام البسطاء الراغبين فى الإنجاب، ومنهم السيدة الأربعينية «خديجة. م»، تقيم بمحافظة الجيزة، التى انبهرت بالطبيب «ع. م.» الذى يظهر 3 مرات أسبوعيًا على التلفاز، ويتحدث عن عمليات حقن مجهرى تساعد السيدات على الإنجاب بعد فترة قصيرة جدًا من العلاج، ويؤكد أن نتائج هذه العملية مضمونة، فاتجهت إلى عيادته بمنطقة المهندسين بالجيزة، وخضعت للعملية لتحقيق حلم الأمومة المؤجل منذ 18 عامًا، فكانت النتيجة أنها أهدرت 15 ألف جنيه على الوهم، بحسب ما قالت ل«الصباح». الحالمون بالرشاقة والمظهر الجذاب أيضًا وقعوا فى فخاخ مماثلة، فالشاب الثلاثينى «ح.ع» قال ل«الصباح»، إنه اتجه إلى طبيب الفضائيات «س.م» فى عيادته بمدينة نصر، الذى يروج لقدرته على التخسيس السريع باستخدام الأعشاب الطبيعية والكريمات، ودفع 300 جنيه قيمة الكشف، وداوم على تناول العلاج لمدة 3 أشهر اكتشف بعدها أنه أنفق نحو 7 آلاف جنيه على «شوية أعشاب». نقابة الأطباء، وبعد ارتفاع عدد شكاوى المواطنين، خاطبت وزارة الاستثمار لمنع البرامج التى يظهر فيها هؤلاء الأطباء وينشرون أرقام هواتفهم المحمولة وعناوين عياداتهم، فضلًا عن عرضهم لبعض الأدوية على شاشات التلفاز، وهو ما يعد مخالفة صارخة لقانون مزاولة مهنة الطب، وقد كشفت مصادر مطلعة بالنقابة أن الشكاوى طالت ما يقرب من 15 طبيبًا من هذه النوعية حتى الآن. من ناحيته، أكد محمود فؤاد مدير مركز «الحق فى الدواء» ل«الصباح»، أن المركز رصد بالأرقام والمحاضر بعض الشكاوى ضد أطباء مشهورين يخدعون المرضى بأنهم استشاريون فى مؤسسات كبيرة مثل مؤسسة مجدى يعقوب للقلب وغيرها، ويكتبون أدوية مجهولة المصدر، لدرجة أن أحدهم أعلن على شاشات الفضائيات عن وجود علاج جديد لمرضى السكرى، والنيابة تبحث عنه حاليًا. الأخطر من ذلك فى حديث فؤاد، أن هناك أطباء يظهرون على شاشات التلفاز مقابل دفع 10 آلاف جنيه فى الفقرة، للترويج عن الخلايا الجذعية فى عدد من مراكز المهندسين والدقى، وهى ليست علاجًا حتى الآن، وتم إغلاق هذه المركز رسميًا فى مصر، كما أن هناك أطباء يدعون اكتشافهم أدوية ويقومون ببيعها عن طريق الفضائيات. ويعلق مدير «الحق فى الدواء» بأن البرامج والفقرات الطبية، أصبحت «موضة» على شاشات الفضائيات فى الفترة الأخيرة، ويقول: «صحيح أنه ضمن أهداف هذه البرامج خلق حالة من الثقافة الطبية لدى المشاهدين، لكن الهدف الرئيسى هو البيزنس، الذى وصل لدرجة وجود سوق سوداء بين الأطباء ومعدى ومقدمى البرامج الطبية. ويضيف فؤاد فى هذا السياق أن «المركز الفرنسى للأعشاب أعلن فى إحدى الفضائيات أنه اخترع دواءً للسكرى سعره 700 جنيه، ويتم الشحن عن طريق شركة شحن، وتسبب هذا الإعلان فى نقل مريض للمستشفى وهو فى حالة سيئة جدًا، وسبق له اتهامه فى حالات أخرى بنفس الشكل وتحرر له بلاغ للنيابة، كما أن هناك شخصًا تقدمه قناة الفتح بأنه الدكتور عمر، يوزع منتجات على أنها أدوية، والحقيقة أنها غير مسجلة فى وزارة الصحة». الدكتور أسامة عبد الحى رئيس هيئة التأديب بنقابة الأطباء، أكد ل«الصباح»، أن النقابة رصدت شكاوى مع بعض المواطنين بظهور أطباء على شاشات الفضائيات وسيتم التحقيق معهم، حيث يتم استدعاء 5 أطباء كل فترة لسماع شهادتهم وردودهم عن التهم التى وجهت لهم، وإذا ثبت تورطهم سيتم معاقبتهم تأديبًا داخل النقابة، مشيرًا إلى أن النقابة سبق وأن قامت بمراسلة الأطباء للالتزام بقواعد المهنة، إضافة إلى مخاطبة القنوات الفضائية، وقد تجاوز الأطباء هذه القواعد لذلك قامت لجنة التحقيق بالنقابة باستدعاء عدد من الأطباء للتحقيق معهم، مؤكدًا أنه إذا ثبتت إدانة هؤلاء الأطباء ومخالفتهم لقواعد وآداب المهنة، فإن اللجنة ستقوم بتحويلهم إلى الهيئة التأديبية.