مراكز تجارية شهيرة ومعروفة، يقبل عليها الثرى والبسيط، تقدم عروضًا على منتجاتها لكسب أكبر عدد من المشترين، بمجرد أن تطأ قدمك قسم اللحوم بأحد المحلات الشهيرة بمنطقة روض الفرج بشبرا، تراودك رائحة كريهة لا تعرف المنتج الذى يفوح بها، لكنك ترى نوافذ زجاجية داخلها منتج ذو غلاف ليس له ملامح، ولا يوجد على عبواته أى تاريخ إنتاج أو انتهاء، فقط على العبوة بعض ألوان رديئة واسم شركة مجهولة، -وربما تكون وهمية-، وكذا اسم الصنف «ممبار محشى». فى جولة ل«الصباح» فى القاهرةوالجيزة، داخل محلات شهيرة ومع عربات تقف فى الشارع، وجدنا ما يسمى «الممبار الصينى» هكذا هو اسمه لدى الجزارين، فتتبعنا مصدره ومنافذ توزيعه وأخطاره على الصحة. كانت بداية الخيط عندما تحدثنا مع إبراهيم سيد، أحد الجزارين بمنطقة السيدة زينب، الذى أكد لنا أن هناك كارثة فى الأسواق تدعى «الممبار الصينى»، مستورد، مجهول المصدر، ولا يعتبر لحمًا من الأساس فهو مصنع من مواد بلاستيكية رقيقة ويجف بمجرد تركه فى الهواء لدقائق، ولا توجد به دهون نهائيًا، فتظنه ربات المنزل أنه نظيف للغاية ويوفر عليهم الكثير من الجهد الذى تبذله فى تنظيف الممبار البلدى، ويأتى مجمدًا، ويحفظ فى محلول ملحى، وهو أبيض ناصح البياض، ويتم حفظه إما فى أكياس بلاستيكية أو عبوات زجاجية ويباع بأسعار أرخص. بدأنا بمنطقة الدقى فى الجيزة، ذهبنا إلى اثنين من أكبر المراكز التجارية للسؤال عن الممبار المجمد، فوجدنا أنواعًا مصرية؛ منها 3 أنواع أكثر شيوعًا، جاهزة ومحشية بخلطة وعليها بعض التوابل، ونوع آخر محفوظ، عندما سألنا عليه وجدنا أن سعره 15 جنيهًا ل 800 جرام، وهو أرخص كثيرًا إذا ما قارناه بالممبار البلدى الذى يصل سعره إلى 40 جنيهًا، وهو ما يثير الشك، فالمستورد يتعرض لفرض رسوم جمارك وتكلفة نقل، فالطبيعى أن يكون أغلى. مركز تجارى آخر بمنطقة شبرا بروض الفرج، ذهبنا إليه للسؤال عن الممبار المجمد والمستورد، فوجدنا أسعاره تبدأ من 15 جنيهًا وبعضه ب 20 جنيهًا، وأكدت إحدى المقبلات على شرائه أنه نظيف للغاية ولا دهون به و«خفيف على المعدة»، وأنه لا يتعبها فى تنظيفه على الإطلاق، ويوجد منه نوع محشى بالأرز والطماطم، لكنها تفضل حشوه هى فى المنزل. منال مصطفى، معلمة، ليس لديها وقت لتنظيف الممبار العادى، فتلجأ للمحشى الجاهز، وعند سؤالها عن عدم معرفتها مصدر تلك الأمعاء، قالت: «مبقيناش عارفين مصدر أى حاجة، حتى الجزارين بيبيعوا الحمير على أنها بقر وبنشترى.. هنعمل إيه». المحلات والمراكز التجارية ليست المنفذ الوحيد، فهناك أيضًا بعض البيوت فى القرى والنجوع تقوم باستخدام الممبار الصينى «البلاستيك»، وتقوم بحشوه بخلطة أرز وطماطم وتبيعه لعربات الشارع فى أطباق مغلفة على شكل مقبلات وتكون رخيصة الثمن للغاية، كما يحدث فى قرى الشيخ حسنين وميت حضر، بالدقهلية. القاهرةوالجيزة والدقهلية ليست الأماكن الوحيدة التى يتم فيها تصنيع «ممبار بير السلم»، فهو يحدث فى الكثير من المحافظات، حيث يتخذه بعض الأهالى وسيلة للتربح، بعيدًا عن أعين أجهزة الرقابة الصحية والسلعية. وضبطت مباحث تموين أكتوبر 115 كجم أمعاء مستوردة «ممبار» بدون بيانات، مجهزة لبيعها للمطاعم، بمحضر رقم 11539 جنح ثانى أكتوبر. المتحدث الإعلامى لنقابة الأطباء البيطريين شيرين زكى، أكدت أن تخزين تلك الأمعاء المستوردة يتم فى براميل خاصة بتعبئة الكيماويات، بما يسبب السرطان، مشيرة إلى خطورة استيراد الأمعاء من الخارج، خاصة مع عدم علم مصدرها أو الحيوانات التى استخرجت منها وحالتها الصحية، وما إذا كانت مذبوحة بشكل سليم أم لا. فيما أكد مجدى عبدالعزيز، رئيس مصلحة الجمارك، أن الممبار ليس من ضمن قوائم المحظورات فى الجمارك، ما دامت الشحنة مطابقة للشروط والمواصفات.