الطيب يُجهز لإرسال وفد يضم جمعة وشومان إلى المملكة الإمام الأكبر أجرى اتصالًا لمدة نصف ساعة مع المفتى السعودى تمر العلاقات بين مصر والسعودية، مؤخرًا بمرحلة شديدة الحساسية تتضمن اضطرابات كثيرة، وهو مادفع شيخ الأزهر الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، إلى طرح مبادرة لمحاولة الصلح بين البلدين عن طريق المؤسسات الدينية فى البلدين، وحصلت «الصباح» على المعلومات التفصيلية لخُطة الطيب التى يحرص على فرض سياج من السرية حولها حتى إتمام خطواتها. وكشف مصدر مسئول بمشيخة الأزهر ل«الصباح» أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يستعد حاليًا لإرسال وفد أزهرى رفيع المستوى لزيارة المملكة العربية السعودية - لم يحدد موعدها حتى الآن- وأنه سيكون من بين أهداف الزيارة مقابلة أعضاء هيئة كبار العلماء بالسعودية لتهدئة الموقف بين مصر والسعودية، ووأد الفتنة بين البلدين، وعدم ترك الساحة لمن وصفهم المصدر ب«أصحاب الأجندات الخاصة لإحداث أية وقيعة بين البلدين الشقيقين». ولفت المصدر إلى أن الوفد الأزهرى، سيضم كلًا من: الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعباس شومان وكيل مشيخة الأزهر، والمستشار محمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر للشئون القانونية، والدكتور صلاح العادلى أمين سر هيئة كبار العلماء بالأزهر. وأوضح المصدر، أن الأزهر أرسل مؤخرًا وفدًا رفيع المستوى لزيارة السعودية لحضور الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المشتركة بين مؤسسة الأزهر ووزارة الشئون الإسلامية والدعوة السعودية، وترأس الاجتماع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى السعودية، وذلك لتنسيق الجهود بين البلدين لمواجهة الفكر المتطرف. المصدر نفسه، أوضح ل«الصباح» أن الطيب تلقى فى مطلع الأسبوع الجارى عدة اتصالات هاتفية من كبار المسئولين بالمملكة لاحتواء الأزمة، فيما أجرى الإمام الأكبر عدة اتصالات بالشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، كما اتصل الطيب هاتفيًا بمفتى السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وأبدى المسئولان السعوديان للطيب اهتمامهما بالجهود التى يبذلها الأزهر من أجل وحدة صفوف المسلمين، ووصفوا المؤسسة الدينية المصرية بأنها الحصن المنيع والأمن القومى للعالم الإسلامى بأسره ضد قوى الجماعات الإرهابية المتطرفة. وبحسب المصدر، فقد حذر مفتى السعودية خلال الاتصال الهاتفى -الذى استغرق أكثر من نصف ساعة- مع الطيب، من خطورة وقوع أية فتنة بين القاهرة والرياض بعد سنوات من التوافق الاستراتيجى بينهما، ووصف المفتى السعودى العلاقات بين المملكة ومصر بالتاريخية وغير القابلة للاختراق، وأعرب عن تقديره لحكمة شيخ الأزهر وجهوده المضنية التى يبذلها من أجل نصرة قضايا الأمة، وحرصه على مواجهة أية محاولات تهدف إلى تقسيم صفوف المسلمين وبث الفتنة بينهم. وفى المقابل أعرب الطيب عن كامل تقدير الأزهر والشعب المصرى كله للمملكة العربية السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا، وأشاد بالدور الذى تقوم به السعودية فى خدمة المسلمين. وذكّر المصدر بأن الأزمة الحالية قد سبقتها أزمة أخرى خلال الفترة الماضية بين السعودية ومؤسسة الأزهر الشريف بسبب مشاركة الطيب، قبل عدة أسابيع، فى مؤتمر بالشيشان وحمل عنوان «أهل السُنة» واستثنى الطيب فى كلمته السلفيين والوهابيين من تعريفه لأهل السُنة والجماعة، وقال إن مفهوم أهل السُنة والجماعة يطلق على الأشاعرة وإمامهم أبو الحسن الأشعرى، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدى، وأهل الحديث أو الأثرية وإمامهم أحمد ابن حنبل، دون أن يأتى ذكر السلفيين على الإطلاق، وبعدها ثارت عاصفة من الانتقادات ضد الطيب، ووصلت خطابات شديدة اللهجة من علماء دين سعوديين ضد الأزهر وشيخه. وتعليقًا على ماجرى فى المؤتمر قال الداعية السعودى عادل الكلبانى: «مؤتمر الشيشان أظهر أن الأفواه التى نطعمها تعضنا ولكننا لا نتعظ» فى إشارة إلى الدعم السعودى لمصر والمواقف المصرية المناوئة لتوجهات السعودية بشكل دائم، وقال إن مؤتمر الشيشان تنبيه قوى للعالم كى يجمع الحطب لإحراقنا، على حد قوله. على صعيد آخر، تساءل الدكتور سعد البريك، داعية سعودى وأكاديمى «هل تطرق مؤتمر الشيشان لمذابح المسلمين فى سوريا على يد الروس والصفويين الرافضة؟.، ونشر الكاتب السعودى جمال خاشقجى المقرب من الوسط الملكى عدة تغريدات هاجم فيها المؤتمر وتصريحات الأزهر، منوهًا إلى أن السلفية الأولى كانت معلقة بالحرية، لذلك فقد كانت حركة المقاومة تقاوم شتى الانحرافات، وفى العصر الحديث قادت مقاومة الاستعمار من الهند وحتى الجزائر، وكذلك قادت حركات إصلاحية سلفية مقاومة الهيمنة السياسية والحضارية الغربية، وقال إن السلفية حركة إحياء أثرية جامعة «لا تحزبًا ضيقًا»، وأوضح أن المدارس النظامية كانت سلفية، وكذلك إحياء الغزالى وحركة ولى الله بالهند وبن باديس بالجزائر. وعلمت «الصباح» من مصادر أزهرية، أن الأزمة السابقة المتعلقة بمؤتمر الشيشان قد تم حلها واحتواؤها، بعدما أرسل الطيب وفدًا رفيع المستوى إلى المملكة، الأمر الذى يحاول تكراره مع الأحداث الحالية بين مصر والسعودية.