بدأوا تحركاتهم ضد حكومة «ديسالين» فى 130 بلدة منذ نوفمبر الماضى العرق الأكبر مهمش لحساب «الأمهريين والتيجريين» بسبب الديانة تعد قبيلة الأورومو واحدة من أكبر القبائل الموجودة فى إثيوبيا، وتنتشر فى بقع مختلفة بالدولة، وتتواجد أيضًا فى شمال كينيا ومناطق فى الصومال ويبلغ عدد أفرادها حول العالم حوالى 30 مليون نسمة. وتعانى القبيلة من الاضطهاد والتهميش من قبل الحكومة الإثيوبية، فيما تسعى السلطات فى الوقت الحالى إلى توسيع أراضى العاصمة أديس أبابا على حساب أراضى الأورومو، مع رفض تعيينهم أو إشراكهم فى الهيئات الحكومية أو الحياة السياسية أو المناصب القيادية. وتسكن قبيلة الأورومو فى إقليم أوروميا الذى يقع على مساحة تقدر بنحو 600 ألف كيلو متر، وهو واحد من 9 أقاليم فى إثيوبيا مقسمة على أساس عرقى، ويحده من الغرب السودان والشرق الصومال، ويعتمد أبناء الأورومو على الزراعة بشكل أساسى وتربية الماشية والمناجم والسياحة. ويمثل «الأورومويون» حوالى 40 فى المائة من سكان إثيوبيا، تليها قبائل الأمهرة الذين يصل عددهم إلى 27 فى المائة من عدد السكان، ويسيطرون على السلطة، وقبيلة التيجرى التى تضم 6 فى المائة من المواطنين وتسيطر على كل قطاعات الدولة والسياسة. ويعتنق نحو 80 فى المائة من أبناء قبيلة الأورومو الإسلام، كما يوجد بها أيضًا بعض المسيحيين ومعتنقى ديانات أخرى محلية، ولها لغتها الخاصة التى تختلف عن اللغة الأمهارية وهى اللغة الرسمية فى البلاد. واستوطنت «الأورومو» القرن الإفريقى منذ القدم وخضعوا على مر التاريخ لعدد من الممالك للعصر الحديث، وأصبحت القبيلة مهمشة وتحت الحكم الأمهرى والتيجرى اللذين يعتنقان الديانة المسيحية. وخاضت قبيلة الأورومو العديد من الحروب، وكان أحدثها منذ تسعة أشهر مع السلطات الإثيوبية، إذ تسعى للقضاء عليهم خوفًا من كثافتهم السكانية. وشهدت إثيوبيا خلال نوفمبر من العام الماضى أشرس موجة من احتجاجات الأورومو، وبدأت فى منطقة جينكى التى تقع بعيدًا عن العاصمة أديس أبابا، وسرعان ما انتشرت لتصل إلى 130 بلدة فى أورومو. وتاريخ القبيلة حافل بالاحتجاجات والاضطرابات، أشهرها عام 1973 عندما أعلنت عن تأسيس جبهة تحرير مسلحة، تطالب باستقلال إقليم أورومو، وترفض القبيلة إقامة سد النهضة لأنه يقع فى أراضيهم ويتسبب فى تهجيرهم، وطالبوا أيضًا بحق تقرير المصير عبر السلاح والضغوط السياسية والحملات الإعلامية من الخارج، فى مواجهة النظام الحاكم فى إثيوبيا، حيث يرأس الوزراء حاليًا هايلا مريام ديسالين. وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على ضم إقليم أوروميا إلى إثيوبيا، فإن أبناءها ما زالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم وموسيقاهم التى يودون تناقلها إلى العالم أجمع. وترتبط قبيلة الأورومو بعلاقات تاريخية مع مصر، حيث إنهم من أصول كوشيه تعود إلى النوبة وحلايب وشلاتين، ويقول علماء المصريات إن بعض الأمراء الذين رحبوا بقدوم الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت كانوا يحملون اسم أمراء أورومو.