تجارة الأدوية المهربة، صارت عرفًا مباحًا داخل القطاع الطبى، وتسبب ارتفاع أسعار الدولار وما تبعه من عدم توافر الأدوية المستوردة، فى لجوء المرضى وخاصة ممن يعانون من سيولة الدم والأورام والمقبلات على الولادة ويعالجون بحقن RH، إلى الإقبال على شراء الأدوية المهربة عن طريق مندوبين و«تجار شنطة» يستغلون أسماء شركات أدوية كبيرة بدعوى أنهم مندوبون لها، كما يبيعون هذه الأدوية للمرضى، عبر ترويجها على «جروبات» المرضى وحساباتهم الشخصية على «فيس بوك». ورصدت «الصباح» جروبًا لمرضى الهيموفيليا «نزيف الدم الوراثى»، الذى يشترك فيه ما يقرب من 10 آلاف مريض، وجميعهم يحتاجون عقار «الفاكتور9» المستورد، اللازم لوقف النزيف لديهم، ويعتمدون عليه عبر مستشفيات التأمين الصحى بوزارة الصحة، ونظرًا لارتفاع أسعار الدولار فصار يُستورد بكميات محدودة. محمد السيد، أحد مرضى الهيموفيليا قال ل«الصباح»، إنه أصيب بنزيف حاد فى ركبته منذ شهر، وتوجه إلى مستشفى التأمين الصحى بالإسكندرية، وبعد عناء طويل فى المستشفيات من أجل الحصول على «فاكتور9»، لم يجده، وأخبره طبيبه أن هناك نقصًا شديدًا فى هذا العقار، حسين عبد السلام، موظف، أوضح ل«الصباح»، أن زوجته توفيت الأسبوع الماضى، بعد حقنها بعقار «RH»، ويروى أنه ذهب مع زوجته التى كانت توشك على الوضع إلى أحد المستشفيات الخاصة بمحافظة القليوبية وطلب منه الطبيب إجراء تحليل دم لزوجته وتوفير حقنة RH، وتوجه إلى إحدى الصيدليات ولم يجدها، وبعد عناء طوال اليوم أخبره أحد الصيادلة بأنها متوافرة فى أحد المستشفيات الخاصة بالمحافظة، وهو لا يعلم أنها مهربة وليست بذات الجودة.يقول عبد السلام: «بالفعل اشتريتها من هناك، وبعد أن أعطاها الطبيب لزوجتى، توفيت فى ساعتها». محمود فؤاد مدير مركز الحق فى الدواء كشف ل«الصباح»، أن إقبال المرضى على الأدوية المهربة ليس مقصودًا، لافتًا إلى أن مباحث التموين تمكنت الأسبوع الماضى من إلقاء القبض على مندوبتين تستغلان أسماء شركات أدوية كبرى لترويج أدوية مغشوشة.