أثار ما نشرته «الصباح» بشأن إجبار وزارة الأوقاف لجميع الأئمة على طرح صكوك الأضحية المعتمدة من الوزارة على المصلين فى المساجد الكبرى والمتوسطة وإجبار كل إمام ببيع صك الأضحية الذى يبلغ قيمته 1200 جنيه على الأقل كفرض عين على الإمام، مما يعرض الأئمة للأذى من الرواد الرافضين للأمر، ويكون ذلك حجة لتقديم شكاوى ضده، ردود أفعال واسعة داخل أوساط الأئمة، وكشفت مصادر أن الوزارة لم تسمع لأحد وجمعت 15 مليون جنيه. وأكد الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الدينى، أن حصيلة بروتوكول صكوك الأضاحى الموقع بين وزارتى الأوقاف والتموين وصلت حتى الآن لأكثر من 15 مليون جنيه، حيث تم بيع الآلاف الصكوك - الذى يبلغ قيمة الصك الواحد فيها 1200 جنيه - بمعرفة إمام المسجد أو مدير الإدارة التابع لها، وتم توريد قيمه الصك لبنكى الأهلى ومصر. وأوضح طايع أن وزير التموين الجديد اللواء محمد على الشيخ، سيشترى الأضاحى بقيمة هذه الصكوك التى تبرع بها أهل الخير، وسيتم ذبحها وتقسيمها وتوزيعها على المستحقين من الفقراء والمساكين، وأنه وفقًا للبروتوكول سيتم توزيع لحوم الأضاحى على بطاقات التموين، والمشروع يستهدف إرسال اللحوم لمليون أسرة فقيرة، فالبطاقة المكونة من 3 أفراد ستحصل على كيلو لحمة والأكثر من 3 أفراد ستحصل على 2 كيلو، لافتًا إلى أن الوزارة تسعى لتجميع 30 مليون جنيه وذلك لأن قبول التبرع مستمر حتى ثالث أيام النحر، رغم أن الأضحية لها وقت وهو شروق شمس العيد. واستطرد طايع: «إن ذبح الأضاحى سيتم على الطريقة الشرعية وفى الوقت الشرعى، أيضًا هناك فريق عمل يقوم حاليًا بإعداد قوائم المستحقين فى المناطق الأكثر فقرًا، خاصة فى قرى ونجوع صعيد مصر، وسيتم تشكيل لجان متخصصة من وزارات التموين والأوقاف والتضامن الاجتماعى لتنفيذ هذا المشروع، كما أن الوزارة ستعلن فى حينه عن مناطق التوزيع وكميات اللحوم الموزعة، وأعداد من يتم التوزيع عليهم بكل محافظة مع تحرى الدقة فى المناطق الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أن إقناع الناس بشراء الصكوك يتوقف على حب المصلين للإمام وثقتهم فيه». وتابع: «كما أنه سيم استيراد 200 ألف رأس ماشيه لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وبالتالى سيساهم هذا المشروع فى تحقيق الهدف الرئيسى من الأضحية دون إهدارها فى غير موقعها، وأن هذا المشروع المبارك سيقضى على محاولة البعض فى استخدام الأضاحى لتحقيق أهداف سياسية، أو أى أهداف أخرى من الممكن أن تؤثر على فكر الشباب وتنفيذ أجندات تضر بمصالح الدولة، لافتاً إلى أن الهدف من الأضحية فى الإسلام هو أن تصل لمن يستحقها بغض النظر عن الطريقة التى تتم بها». مشيراً إلى أن هذا المشروع يساعد المواطنين الذين يرغبون بالأضحية لإقامة السنة لكن يصعب عليهم ذبح الأضحية بأنفسهم لعدة أسباب، أهمها أنهم لا يجدون حولهم من يوزعون عليهم لحوم الأضاحى من الفقراء والمساكين، حيث إن بعض الأماكن الراقية يوجد بها متبرعون كثر ومحتاجون أقل، بينما يوجد هناك مناطق فى حاجة إلى متبرع لا تجده ولا يصل إليها خاصة فى قرى ونجوع مصر، كما أن محترف التسول يجمع فوق حاجته وذلك باللف على أكثر من مُضحٍ، بالإضافة إلى أن هناك أشخاصًا مسكنهم يكون غير ملائم لعملية الذبح أو يكون المضحى على سفر، والوقت غير كاف معه لإتمام عملية الذبح أو من يتعذر عليه ذبح أكثر من أضحية فى مكان إقامته وغيرها من الأمور. وأوضح أن الوزارة ألزمت كل مديرية تابعة لها فى مختلف المحافظات ببيع 55 صكاً من خلال التنسيق مع أئمة المساجد الكبرى، وسيتم تخصيص حساب الصك فى بنوك مصر والقاهرة والأهلى لشراء هذه الصكوك للاستفادة من عائدها لشراء الأضاحى وذبحها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، منوهاً إلى أن هناك عدداً من الأقباط قاموا بشراء صك الأضحية لتوزيع اللحوم على فقراء المسلمين حيث قام راعى كنيسة بمنطقة وأكثر من 30 مسيحيًا حتى الآن بفعل ذلك. فى سياق آخر، أكد الدكتور زكريا الخطب وكيل أوقاف الشرقيه ل«الصباح» أن البنك الأهلى يتلاعب بأموال المتبرعين الذين تبرعوا بها لصكوك الأضاحى حيث يُحصل المبالغ المالية من المتبرعين ويهمش أموال الصكوك الموجهة لوزارة الأوقاف وتغييرها ووضعها باسمه لتصبح صكوكًا خاصة بالأهلى، بدلًا من أن يرجع تبعيتها لوزارة الأوقاف وقال نصًا «أن البنك يمارس نوعًا من أنواع التلاعب والاحتيال مما يهمش دور وزارة الأوقاف، حيث يأخذ التبرع لصالحه» - على حد قوله.