أشرف أنيس: أشبه بكشوف العذرية.. والكنيسة تخالف المواثيق الدولية عضو حركة (9/9): الكنيسة تفرض غرامات على من يزغرد وتلغى الاحتفال بليلة الحنة تهديد صريح، وجهه بعض الأقباط إلى البابا تواضروس بسبب ما أقره فى لائحة الكنيسة من إجبار المقبلين على الزواج بخوض «كورسات المشورة» كشرط لإتمام الزواج، منذ مطلع يونيو الماضى، الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا، خاصة أن تلك الكورسات بها العديد من علامات الاستفهام فيما يخص الكشف على الفتيات، مع توقعات برفض أغلب الأسر القبطية لهذا الكورس، ليصبح قرار الكنيسة بإجبار الشباب على خوض الكورس بداية من يوليو المقبل مسار استياء واسع، خاصة أن الكنيسة قررت إبطال أى إجراءات زواج دون استخراج شهادة الدورة، وهو ما دفع بعض المحامين إلى رفع دعاوى قضائية ضد البابا تواضروس للطعن ضد قرار الكنيسة. وقال أشرف أنيس مؤسس (حركة الحق فى الحياة)، والمحامى المتخصص فى قضايا الأحوال الشخصية «إلزام الكنيسة للأقباط باجتياز الكورس، بحجة أنه عبارة عن علم نفس وعلم اجتماع وثقافة جنسية أمر يثير الاستياء، وكله مغالطات لأن تلك الكورسات بها العديد من الإشكاليات، حيث يتم عقدها مرتين فقط فى العام، بالإضافة إلى أن الأقباط مثلهم مثل باقى الشعب المصرى، درجات ثقافته متفاوتة واستيعاب جميع المتقدمين لهذا الكورس لن تكون بدرجة واحدة». وأضاف أنيس «تلك الدورات مكلفة جدًا، حيث تستلزم دفع مصاريف اشتراك فى الكورس، ومصاريف شهادة، هذا بخلاف المقابل المادى الذى يتم دفعه لفتح الكنيسة، ومصاريف للكاهن ومصاريف الشهادة التى يتم الحصول عليها، وجميعها إشكاليات وضعتها الكنيسة بشكل اعتباطى لا يتماشى مع الحالة الاقتصادية للبلد»، مؤكدًا أن الكنيسة تفرض عقبات أمام الشباب حتى لا يطالب أحد ببطلان الزواج، فجعلت تلك الكورسات عقبة جديدة فى وجه الشباب، ولم تكتف بالشروط الصعبة التى تضعها لاعتماد الزواج، حتى وصل الأمر لعدم اعترافها بالمستشفيات الحكومية فى الحصول على نتائج الكشف الطبى الذى تطلبه قبل استخراج تصريح الزواج، حيث تشترط أن يتم الكشف فى المستشفيات القبطية». وأشار أنيس إلى أن الكنيسة فشلت منذ عام 2008 فى إقرار قانون أحوال شخصية للمسيحيين، فعند دخول المحكمة يسأل القاضى المتقدم للطلب عن طائفته؛ أرثوذوكسى أم بروتستانتى أم كاثوليكى، ويردف أشرف «حرام اللى الكنيسة بتعمله ده.. بتفرض على الناس العذاب عشان رغبتهم فى الحصول على أبسط حقوقهم وهو الزواج». واستكمل أنيس «لذلك قررت نتيجة لحالة السخط التى انتابت أغلب الأقباط، رفع دعوى قضائية ضد البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية بسبب اللائحة الجديدة التى أقرتها الكنيسة بشأن إجراءات الزواج وكورس المشورة، وكل هذا العبث الذى لابد أن تتم إعادة النظر فيه». وعن حل المسودة الجديدة من قانون الأحوال الشخصية لهذه المشاكل للأقباط ، أكد أنيس «نصوص القانون الجديد، التى تم تسريبها منه، وهى ليست نهائية حتى الآن، تشير إلى أن القانون لن يعطى حق الزواج إلا لتغيير الديانة، بأن يتحول المسيحى إلى مسلم ليحصل على حق الطلاق، وهذا من شأنه أن يفجر فتنًا طائفية، أو يقوم أحد الزوجين بالانتحار فيحصل الآخر على حق الطلاق». وقال «الكشوف الطبية التى تجريها الكنيسة على المقبلين على الزوراج تشبه كشوف العذرية، كما أنها تتنافى مع حقوق المرأة وتخالف المواثق الدولية، وتقوم الكنيسة بعمل شهادة يمضى عليها الزوج قبل الزواج تثبت فيها عذرية الفتاة، مما يؤدى أحيانًا إلى قتل الفتاة من قبل أهلها لو تم اكتشاف عدم عذريتها، كما يتسبب فى فضيحة للأسرة فى حال لم يرغب الشاب فى استكمال الزواج». وأكد أنيس أن دورات المقبلين على الزواج موجودة ومطبقة منذ فترات بعيدة ولكنها لم تحل الأزمة، فالأزمة تتضخم كل يوم. جورج حبيب، عضو حركة 9/9، يرى أن الزواج حق مباح للجميع، واصفًا شروط الزواج الكنيسة الجديدة، بأنها غير لائقة، مشيرًا إلى أن بها تخبط كبير، فالكنيسة تفرض غرامات على الأسر التى تزغرد فى بيتها، كما ألغت الاحتفال بليلة الحنة، فى تصرف غير مبرر. وأضاف «كورسات المشورة مثلها مثل محاكم التفتيش، فى قيامها بالكشف عن عذرية الفتيات، مما يعد إهانة لهن». فريق آخر يدافع عن موقف الكنيسة، أبرزهم المحامى والناشط القبطى رمسيس النجار، الذى قال فى تصريحه ل«الصباح»، إن «الحفاظ على استمرار الزيجة يستوجب الإعداد له، من خلال أن يتم إرشاد روحى ونفسى واجتماعى لكلا الزوجين قبل إقبالهما على الزواج، بالإضافة الى الكشف الطبى، الذى لو لم يتم لا ينعقد السر المقدس». وأشار إلى أن اكتشاف الزوج أن الفتاة غير بكر يعطيه الحق فى أن يسير فى إجراءات فسخ وبطلان عقد الزواج، مؤكدًا أن هذا الأمر سيكون فى منتهى السرية والكتمان، ومشددًا على أنه مع فكر الكنيسة فى ربط إجراء عقد الزواج بكورسات المشورة، لأنها تأهيل للزوجين. ويصف الناشط القبطى والمحامى سعيد فايز قرار الكنيسة بعدم صدور تصريحات زواج إلا بعد كورسات المشورة ب«الأمر الجيد والضرورى، بسبب انتشار الجهل الجنسى فى الشباب القبطى، وهذا ما يعالجه كورس المشورة، الذى يمد الطرفين بالنصائح الجنسية والاجتماعية التى تساعدهم على بناء أسرة سعيدة».