«زارت معالم مصر التاريخية».. التفاصيل الكاملة لزيارة زوجة سلطان عُمان للقاهرة    مانشستر سيتي يضرب فولهام برباعية ويحتل قمة الدوري الإنجليزي    صرف مكافأة نهاية الخدمة للمحالين للمعاش بالصحف القومية    الأوراق المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء في المدن الجديدة    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    حصاد 4 آلاف فدان من محصول الكمون في الوادى الجديد    «المصريين الأحرار» يتدخل لحل مشكلة الكهرباء بمزرعة «القومي للبحوث» بالبحيرة    مهند العكلوك: مشروع قرار لدعم خطة الحكومة الفلسطينية للاستجابة لتداعيات العدوان الإسرائيلي    حماس تعلن وفاة أسير إسرائيلي لديها    وزير الأوقاف: دراسة علم الآثار من فروض الكفاية (صور)    ميتروفيتش يقود هجوم الهلال أمام الحزم    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    بحوزته 18 بندقية.. سقوط تاجر سلاح في قبضة الأمن بقنا    تأجيل محاكمة 35 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية وتمويلها في المقطم ل10 يونيو المقبل    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    لمدة أسبوعين.. قصور الثقافة تقدم 14 مسرحية بالمجان بالإسماعيلية وبورسعيد وشرم الشيخ    إيمي سمير غانم ل يسرا اللوزي بعد رحيل والدتها: "هنقعد معاهم في الجنة"    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    رئيس صحة الشيوخ في يوم الطبيب: الدولة أعطت اهتماما كبيرا للأطباء الفترة الأخيرة    وزير الصحة الأسبق: تاريخ مصر لم ينس تضحيات الأطباء    استعدوا لنوم عميق.. موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    المالية: الدولة تحشد كل قدراتها لتمكين القطاع الخاص من قيادة قاطرة النمو الاقتصادي    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    تسلل شخص لمتحف الشمع في لندن ووضع مجسم طفل على جاستن بيبر (صور)    باسم سمرة يكشف سر إيفيهات «يلا بينا» و«باي من غير سلام» في «العتاولة»    جامعة القاهرة تستضيف وزير الأوقاف لمناقشة رسالة ماجستير حول دور الوقف في القدس    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    عقوبة استخدام الموبايل.. تفاصيل استعدادات جامعة عين شمس لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    القاهرة الإخبارية: أنباء عن مطالبة الاحتلال للفلسطينيين بإخلاء مخيمات رفح والشابورة والجنينة    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    تفاصيل زيارة وفد صحة الشيوخ لمستشفيات الأقصر    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مغامرة ل«الصباح» استمرت عامين ونصفًا اختراق «شهود يهوه»
نشر في الصباح يوم 22 - 08 - 2016

منتشرون فى عدة دول أوروبية وأجنبية ويصدرون مجلة شهرية من إسرائيل
باعتراف أعضائهم: تمويلنا الرئيسى من متبرعين بأمريكا وإسرائيل.. ونساعد بعض من تعجز الكنائس المصرية عن إغاثتهم
رئيس التنظيم تهرب من لقاء محررة «الصباح» لأكثر من شهرين حتى تأكد من ولائها
يواقيم مُهدداً: الأمن زرع جاسوسًا فى «شهود يهوه» وفجأة وجدناه جثة على شريط السكة الحديد
يحرمون نقل الدماء للمرضى.. وأحد أعضائهم منع التبرع لابنته وقال: «فلتمت ولا نخالف الشريعة»
لا يشاركون فى الثورات أو الانتخابات أو الحروب.. ويرفضون «البنطلون والمكياج للمرأة»
داخل إحدى خيام معرض القاهرة الدولى للكتاب لعام 2014 المقام فى أرض المعارض بمدينة نصر، حيث يأتى الشباب والكبار والأطفال باحثين عن غايتهم من الكتب، وقف مجموعة من الأشخاص يتلفتون يميناً ويساراً، وبدا أنهم حريصون على ألا يسمعهم أحد أو يقترب منهم، وبينما كانت محررة «الصباح» تمر بالقرب من ذلك التجمع ترامت إلى أذنيها بعض الكلمات مثل (يهوه هو الله)، و(المسيح أول خلق الله)، فدفعها فضولها الصحفى لتقصى حقيقة تلك الكلمات، واقتربت أكثر من المجموعة وطلبت من أحدهم الانضمام إلى تجمعهم، فطلب الاستئذان أولًا من البقية وعاد مسرعاً وعلى وجهه ابتسامة الموافقة، فأعطاها أحد الحضور منشوراً «مطوية» عبارة عن ورقة واحدة فقط مكتوب أعلاها «شهود يهوه» وفى متنها شرح مبسط لفكر تنظيم يسمى نفسه (شهود يهوه)، وفى آخر جزء فيها مكتوب أنه يرفق مع الورقة 1 دولار أمريكى (لم تحصل عليه المحررة) مع إشارة لعنوان فى الولايات المتحدة الأمريكية هو watchtower 25 columbia heights، Brooklen، New York 11201.
تضمن المنشور أيضاً أنه لا وجود لعقيدة الثالوث التى تعد العمود الأساسى للعقيدة المسيحية، وأثار الأمر فضول «المحررة» بشأن كيفية ادعائهم بأنهم مسيحيون بينما لا يؤمنون بعقيدة الثالوث؟!، ومابين «الصدفة البحتة» والانخراط فى تفاصيل ذلك التنظيم الذى يغلب عليه طابع السرية، عايشت «محررة الصباح» فى تجربة قاربت 30 شهراً (عامين ونصفًا) غالبية تفاصيل «شهود يهوه» وتحدثت مع كثير من أعضائهم.
فى بدايات التعارف بين «محررة الصباح» ومجموعة «شهود يهوه» بدأ الحديث بتعريف نفسها على أنها فتاة مسيحية، وادعت أنها تعانى أزمة بسبب اختلاف ملة والديها، حيث إن والدها أرثوذكسى ووالدتها إنجيلية ويقضيان معظم أوقاتهما فى حرب طائفية، بسبب الأعياد وأسرار الكنيسة السبعة (التناول والتوبة والاعتراف وسر الزيجة والمعمودية والميرون ومسحة المرضى والكهنوت)، ولذلك فهى مشتتة بين الأصلح بينهما، وهل هناك عقيدة أخرى لا اختلاف عليها، وكانت تلك القصة المصطنعة هى طرف الخيط الذى التقطه، أحد «شهود يهوه» لاجتذاب المحررة إلى صفوف التنظيم.
محاولات عديدة وصعوبات مضنية امتدت لشهور فى محاولة لاختراق القلب الصلب للتنظيم بعيدًا عن اللقاءات العامة التى يجتذبون من خلالها المستهدفين، وإقناع رئيس تنظيم شهود يهوه فى مصر (زكريا يواقيم) الذى حصلت «محررة الصباح» على وسيلة التواصل معه من خلال أحد شباب التنظيم الذين التقتهم فى معرض الكتاب، بأنها تود الانضمام لهم وتغيير ملتها، وادعت من جديد أزمة اختلاف الملة بين والدها الأرثوذكسى ووالدتها الإنجيلية، لكنه تشكك فى أمرها وماطل أكثر من مرة، وبعد شهرين كاملين وافق على المقابلة.
اللقاء الأول
على ناصية شارع الترعة البولاقية بحى شبرا مصر بمحافظة القاهرة، وفى داخل محل قديم لا تتجاوز مساحته أمتارًا معدودة مكدس ببضاعة من الملابس القطنية، ويضم مكتباً واحداً وعليه «لاب توب» وعدة كتب دينية قديمة، جلس رجل ستينى يدعى زكريا يواقيم، صاحب الملامح البارزة والرأس الأصلع واللون الخمرى، مرتديًا نظارته الطبية، ودار الحديث التالى بين «محررة الصباح» والرجل:
- زكريا: صارحينى.. إنتى عايزه إيه بالظبط؟
*محررة الصباح: عندى أزمة فى الملة بين والدى ووالدتى، وصلت لحرب بينهم، وعايزه أعرف مين فيهم الصح؟
- زكريا: علشان تدرسى مع شهود يهوه.. لازم تتجردى من كل الطوائف.
*محررة الصباح: ليه؟
- زكريا: علشان ما تبقيش متعصبة لأحد منهم.
وعقب الحوار الاستكشافى، كانت الجلسة الأولى عن الله فى وجهة نظر «شهود يهوه»، وبدأت محاولات إقناع «محررة الصباح» بالبحث والمقارنة بين ما جاء بالكتاب المقدس باعتبارها عقائد غير مسلم بها، ونصحها بأن تكون أمينه بعدم نصرة عقيدة على أخرى، ويجب أن تكون «شاهده» من «شهود يهوه» أن تثبت أن جميع العقائد غير صحيحة.
ويقول يواقيم: « نحن غير معترف بنا من قبل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لأننا لا نتحدث إلا بالكتاب المقدس، أما باقى الطوائف المسيحية فلا علاقة لهم بالإنجيل وأن ما يفعلونه باعتباره أشياء مسلمًا بها، أمور تجلب العار للكتاب المقدس»، وتابع: «أن المسلمين والمسيحيين يسيرون خلف أقاويل رجال الدين فقط أى أنهم مسيرون وليسوا مخيرين، وقد دخلت فى جدال مسبق مع أحد الكهنة وقلت له: ما تسوقنيش زى البقرة، والفيصل بينى وبينك الكتاب المقدس».
وزعم يواقيم أن عقيدة الثالوث المذكورة فى الكتاب المقدس غير موجودة بالنسخة اليونانية من الكتاب، وأن أحد المترجمين كتبها رداً على الآية المذكورة فى القرآن الكريم: «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة»، منوهاً إلى أن الكنيسة تتمسك بالثالوث ليس لصحة العقيدة وإنما ليكون كعقيدة تميزهم عن المسلمين، وأشار زكريا إلى أن كثيرًا من المسيحين يذهبون له بهدف التطليق والزواج الثانى.
وخلال أحد اللقاءت أعربت معدة التحقيق لرئيس مجموعة «شهود يهوه» عن خوفها من تتبع الأمن لها بتهمة التبشير، إلا أنه رد بكل ثقة قائلًا: «ماتخافيش.. مباحث أمن الدولة، ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية نفسه عارف إنى رئيس طائفة شهود يهوه فى مصر»، «والتخويف ده نابع من الكنائس الثالوثية لتخويف الناس من الانضمام لينا»، مؤكداً أن التنظيم فى طريقه للاعتراف بهم والحصول على حريتهم، وسيكون لهم قاعات ملكوت (اسم يطلق على كنيسة شهود يهوه)، والحكومة المصرية تخفى ذلك لكسب ود البابا تواضروس، مؤكداً أنهم يمتلكون (قاعات ملكوت/كنائس) فى جميع الدول الأجنبية مثل أمريكا واستراليا وإيطاليا، وكل الدول العربية عدا مصر، مُشيراً إلى وجود قاعة ملكوت بإسرائيل وتتولى الأخيرة توزع «مجلة برج المراقبة» (مجلة تصدر عن التنظيم شهرياً للتعريف بهم ومناقشة معتقداتهم وتصدر من إسرائيل، وأمريكا وتوزع فى العالم بشكل مجانى).
زكريا زعم أنه «تم الاتفاق بين الطائفة وجهاز الأمن الوطنى على عدم تعرض الأمن لشهود يهوه خلال قيامهم بالتبشير وتجنيد المسيحيين، وذلك مقابل عدم الهجوم على القساوسة والكهنة بالكنيسة المصرية»، واستكمل: «كان لنا قاعة ملكوت فى ميدان رمسيس خلف المستشفى القبطى، وكانوا يتعبدون فيها خلال فترة الستينيات، وبعد النكسة قال البابا كيرلس بطريرك الكرازة المرقسية آنذاك للرئيس الراحل جمال عبدالناصر إن السبب فى النكسة هم اليهود شهود يهوه، وحينها أغلق عبدالناصر قاعة الملكوت، ومن حينها لم يسمح لنا بممارسة عقيدتنا جهرًا، ونتعبد سراً فى منازلنا ولا يتعرض أحد لنا من الأمن».
فى أحد الاجتماعات التى غلب عليها طابع السرية بين «محررة الصباح» ورئيس تنظيم شهود يهوه فى مصر، زكريا يواقيم، كشف الرجل عن الأعداد الحقيقية للمنضمين للتنظيم فى مصر، مُقدراً إياهم ب300 ألف، وقال إن تعدادهم على مستوى العالم تخطى 25 مليون «شاهد يهوه»، وأضاف مخاطباً المحررة فى فخر: «هتحسى إن مصر كلها شهود يهوه».
تهديد
خلال رحلة «محررة الصباح» للانخراط فى تنظيم «شهود يهوه» تعرضت ضمنيًا لتهديد ذكره رئيس التنظيم، زكريا يواقيم، فى ثنايا كلامه، إذ روى عليها قصة مزعومة بشأن زرع الأجهزة الأمنية لأحد الأشخاص فى أوساط التنظيم وأنه تعمق وظل معهم فترة طويلة، وفوجئوا بوجود جثته على شريط السكة الحديد، وعندما اتصلت به الأجهزة الأمنية لتخبره بالعثور على جثة ذلك الشخص وأنه كانت بحوزته تفاصيل وتقارير عن «شهود يهوه» وتعاليمهم ونشاطهم وأماكن تواجدهم وأعدادهم.
فى قلب التنظيم
انتقلت معدة التحقيق من الخطوة الأولى الخاصة بالمقابلات والاجتماعات الفردية بينها وبين رئيس التنظيم، إلى أن أصبحت عضوة (شاهده من شهود يهوه) بالتنظيم، واتخذت الاجتماعات بعد ذلك الشكل الجماعى بمنزل رئيس التنظيم، وكان لقاؤها فى تلك الآونة مع أحد الأعضاء المبشرين لفتاة عشرينية مسيحية تدعى «نورا» وتم التعريف بها، على اعتبار أنها من نفس الفئة العمرية لمعدة التحقيق وأنها ستساعدها فى كيفية التعرف على عقيدة شهود يهوه، وأنها ستكون هى المسئولة عنها فى الفترة الأولى لوجودها بالتنظيم، واتضح أن تلك الفتاة المسئولة عن التبشير فى التنظيم، وانفصل والدها (الذى كان عضواً سابقاً فى تنظيم شهود يهوه ثم خرج منه لاحقاً لرفض أشقائه اعتناقه لهذا الفكر) عن والدتها قبل وفاتها بسبب انضمام والدتها لشهود يهوه، وبحسب ما روت ل«محررة الصباح» وانتقلت نورا ووالدتها للسكن مع جدتها فى شبرا مصر، ومنذ ذلك الوقت لا تعلم عن والدها شيئاً.
واستكملت مسئولة التبشير فى «شهود يهوه»: واجهت أزمة كبرى خلال استخراج أوراق زواجى بعضو من شهود يهوه لأن الزواج للمسيحيين له طريق واحد فى مصر هو عن طريق الكنيسة، أو عن طريق الزواج المدنى بالنسبة للطوائف الأخرى وهو ما ترفض الطائفة قبوله».
وتتابع الفتاة: «والدى ووالدتى وثقا زواجهما عندما كانا فى التنظيم فى قاعة الملكوت الخاصة بشهود يهوه بالسودان؛ وهو نفس الطريق الذى لجأت إليه وتم حل الأزمة بعدما وكلت محاميًا مصريًا بالسودان ينتمى لتنظيم شهود يهوه لاستخراج وثائق زواجى فى السودان، وذلك بعد فشلى أنا وخطيبى فى استخراج تصريح للسفر للسودان عدة مرات».
وكشف رئيس شهود يهوه، أن للتنظيم موظفين ينتمون لهم فى جميع المصالح الحكومية لتسهيل استخراج أوراقهم الرسمية، مشيراً إلى أنهم يُكتب فى بطاقات هويتهم «مسيحيون»، لكنهم لا يعترفون بذلك ويسيرون بها لتخطى الروتين الحكومى، لكنه كشف أنهم يحصلون على عقود زواج مكتوب بها «مسيحى شاهد يهوه».
فى أبريل الماضى التقت «محررة الصباح» خلال أحد الاجتماعات مع مصريين مقيمين بالخارج وهم من أعضاء «شهود يهوه» وحضروا لزيارة أعضاء التنظيم وحضور الذكرى السنوية/الحفل السنوى الذى يتوافق مع يوم 14 نيسان قمرى (يسمى خميس العهد لدى الأقباط ويتزامن مع عيد الفصح لدى اليهود) وهذا العيد - وفقاً لهم - يماثل العشاء الأخير بين المسيح وتلاميذه.
وسط الحضور فى ذلك الاجتماع، جلس شخص يُدعى منير يعمل صائغ (بائع ذهب)، والذى يقول إنه ابن عم أحد كبار الكهنة بالكنيسة الأرثوذكسية، وهو القس مكارى يونان المعروف باسم «طارد الأرواح الشريرة»، وسيدة أخرى فى الخمسينيات من عمرها تدعى «سامية» قادمة من كندا، ونورا، وفتاتين صعيديتين اسمهما نرمين ونادين، هربتا من عائلتيهما بمدينة أبو قرقاص بالمنيا بعدما اكتشفت عائلتاهما أنهما اعتنقتا أفكار تنظيم «شهود يهوه»، وقالتا خلال اللقاء إنهما تعرضتا للتعذيب والضرب للتخلى عن فكر شهود يهوه.
وحاولت الفتاتان الحديث إلى محررة «الصباح» باعتبارها جديدة فى التنظيم، وحاولت كل منهما تشجيعها، بينما قال منير إن القس يونان «ابن عمه» شن حربًا عليه وقال إنه انه أصبح هرطوقيًا وأمر بطرده من العائلة، وهرب منير إلى كندا لمدة 6 سنوات وخسر تجارته ثم أجبره على التنازل نهائياً عنها لمجرد أنه يدرس، وعندما واجه منير أسرته أنكروا تصرفاته وحتى زوجته وأولاده عارضوه وحدث انشقاق.
ووفقًا للتنظيم، فإن طقوس الحفل السنوى، لابد أن تكون بالمساء - وفقاً لأنه العشاء الربانى بحسب اعتقادهم، وعلى الرغم من أن المسيحيين الأرثوذوكسيين يحتفلون نهاراً؛ إلا أن شهود يهوه يعتبرونه خطئاً فادحاً، حيث يستخدم المسيحيون الخبز المختمر والخمر، إلا أن شهود يهوه يستخدمون خبزًا غير مختمر وخمرًا غير مسكر (أباركه/ عصير عنب).
التمويل
كيف يموَّل عمل شهود يهوه؟ سؤال تتبعته «محررة الصباح»، واكتشفت أنه - وفقاً لأحد أعضاء التنظيم - أن عملهم التبشيرى يمول بشكل رئيسى من خلال تبرعات شهود يهوه الطوعية. فلا يتم جمع أى تبرعات خلال اجتماعاتهم، ولا يُطلب من الأعضاء تقديم عشر دخلهم، ولكن توضع صناديق فى أماكن اجتماعاتهم لمن يرغب فى التبرع ولا يُعلن عن أسماء المتبرعين، منوهاً إلى أن أحد الأسباب التى تساهم فى خفض نفقاتهم المالية هو أنه ليس لديهم رجال دين يتقاضون أجرًا. كما أنهم لا يكسبون المال لقاء التبشير من بيت إلى بيت.
وأضاف عضو التنظيم، أن التبرعات التى تصل إلى مكاتب فروع شهود يهوه تُستخدم لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية وأسرى الحرب ومصابى الثورات، ودعم المرسلين والخدام الدينيين الذين يزورون الجماعات، وبناء أماكن عبادتهم فى البلدان النامية مثل مصر والسودان، وطباعة وشحن الكتب المقدسة والمطبوعات المسيحية الأخرى، مشيراً إلى أنه وكل شخص يقرر هو بنفسه هل يريد أن يتبرع لسد النفقات المحلية، نفقات العمل العالمى، أو الاثنين معا. وتُطلِع كل جماعة أفرادها دوريًا على تقاريرها المالية.
مشيراً إلى أن التمويل الرئيسى يأتى من قاعة الملكوت فى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، عبر الأعضاء الذين يحضرون الحفل السنوى، أو عبر البريد باسم رئيس التنظيم لشهود يهوه فى كل دولة.
وبحسب رئيس التنظيم فى مصر، يواقيم، فإن الأموال تأتى له عبر البريد، وبسبب كثرة التبرعات فإنهم يقدمون مساعدات لفقراء المسيحيين من أى طائفة، ويقول: «من تعجز الكنيسة عن مساعدته يرسله الكهنة لنا لمساعدته».
سياسة وحدود وعلم
بحسب المعتقد السائد لدى «شهود يهوه» فإن ممارسة السياسة من المحظورات بل والمحرمات، وفى نقاشهم مع «محررة الصباح» أكدوا لها أنهم لم يشاركوا على الإطلاق فى أية فاعليات أو مظاهرات من أى نوع بما فيها ثورتا 25 يناير و30 يونيو، فضلًا عن رفضهم المشاركة فى الانتخابات من أى نوع.
ويرى «شهود يهوه» أنه لا مكان لهم فى السياسة أو الحروب، فيرفضون المشاركة فى أى حرب حتى إذا كانت ضد البلد الذى يقيمون فيه، وفوق ذلك فهم لا يعترفون أصلاً بتشكيل الدول وحدودها.
وباعتراف أعضاء «شهود يهوه» فإنهم يرفضون تحية العلم لأى دولة يقيمون فيها، باعتبار أن ذلك من الأمور التى أدخلتها النظم السياسية التى غيرت فى أصل الكون الذى خلقه «يهوه الإله».
الملابس
يضع أعضاء «شهود يهوه» شروطًا بعينها للمنضمين تحت لواء التنظيم، إذ يحظرون على الفتيات والسيدات لبس «البنطلون» والمحافظة على الاحتشام فى الملبس وعدم استخدام «الماكياج»، فضلًا عن اشتراطهم للحجاب خلال الصلاة الخاصة بهم فى حال كانت السيدة تصلى خلف رجل.
نقل الدم حرام
خلال إعداد التحقيق توفى والد «محررة الصباح»، وكانت حالته الصحية تحتاج إلى نقل دم لإنقاذه من الموت خلال تواجده فى العناية المركزة، وتبرعت له ابنته بالدم لتشابه فصيلتهما، غير أنه وفور علم القائمين على تنظيم «شهود يهوه» بما فعلته المحررة التى كانت تفسر لهم سبب تغيبها لفترة عن حضور لقاءاتهم، ضجر رئيس التنظيم بشدة، وأكد أنها تسببت فى إيذاء والدها بدلاً من إنقاذه، لأن الدم -وفقاً لوصفه - محمل بالسموم أو بالفيروسات، وذلك لأن فصائل الدم كبصمات الأيدى واستحالة تشابهها على الإطلاق بين البشر، وأنها بذلك ارتكبت ذنبين الأول هو مخالفة تعاليم يهوه «الإله» عندما قال «دمكم لأنفسكم» وحرم نقل الدم وأن المتوفى عندما يكون من الأموات فالتبرع بالدم يذهب عليه فرصة الحياة بعد الموت، لأن الدم يتسبب فى أذى المريض بدلاً من شفائه.
وخلال رحلة «محررة الصباح» فى البحث عن هذا التنظيم، عثرت على كتاب اسمه «شهود يهوه وهرطقاتهم» من تأليف البابا شنودة الثالث (بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل)، يقول فيه: «إنهم ليسوا مسيحيين على الرغم من إيمانهم بالأناجيل الأربعة، وأنهم ليسوا بدعة واحدة تأسست منذ قرن وربع، بل هى مجموعة من البدع وتحريف للكتاب، وهى ضد الدين عمومًا، ولا يؤمنون بقانون الإيمان المسيحى، ولا بالعقائد المسيحية الأساسية، ويعتقدون أن الكنائس كلها من عمل الشيطان، يستخدمها الشيطان لخداع الناس، وأن هناك كنيسة واحدة بناها يهوه، وينكرون جميع الأديان، ويرون أنها كلها من عمل الشيطان، وأن الذى أسسها هو نمرود.
فيما أبرز كتاب البابا شنودة الثالث «شهود يهوه وهرطقاتهم» فكرة تحريم هذا التنظيم لنقل الدم، بمثال حدث فعلياً لأحدهم، وهو أنه فى إحدى المرات كانت ابنته الصغيرة فى حاجة إلى نقل دم وإلا فإنها تموت. فقال والدها «فلتمت، ولتكن مشيئة الله، ولا نكسر الشريعة»!
وأوضح الكتاب أن العجيب فى رفضهم لنقل الدم أنهم يدعون أن هذه هى تعاليم الكتاب المقدس! بينما كل الآيات التى يعتمدون عليها، إنما تمنع أكل الدم (أى شربه)، وليس نقل الدم عن طريق الأوردة (بالحقن مثلًا)، ومعنى هذا أن الإنسان لا يأكل لحمًا نيئًا فيه دم، وكذلك لا يشرب الدم كما كان يفعل الهيبز والبيتلز. فشرب أو أكل الدم يقود إلى الوحشية.
واستكمل الكتاب: «يرون أن إدخال الدم إلى الجسم -عن طريق الفم أو الأوردة- هو كسر للشريعة الإلهية، حتى لو أدى عدم نقل الدم إلى الموت لهم أو لأولادهم. ولا مانع من أن يموتوا من أجل تنفيذ الوصية. وهنا يشبهون أنفسهم بالشهداء! ويدينون أى طبيب أو مدير مستشفى أو أى شخص آخر ينقل لهم الدم ويتحمل مسئوليتهم أمام الله. ويقولون فى ذلك: «يجب على الطبيب أن يعالج المريض وفق ما يمليه دين المريض، ولا يفرض اقتناعاته الخاصة على المريض.. ولامانع عندهم أن يوقعوا على وثائق قانونية تريح الهيئة الطبية المعالجة من أى قلق، ويقبلون مسئوليتهم الشخصية فيما يتعلق بموقفهم من الدم.. ويحمل معظمهم بطاقة موقعة منهم تطلب «لا نقل دم». وهذه الوثيقة تعترف بأن الموقع عليها يدرك ويقبل مضمون رفض الدم. وهكذا إذا كان ليس فى وعيه عند نقله إلى المستشفى (فى حادث مثلًا)، فإن هذه البطاقة الموقع عليها توضح موقفه الثابت. وقبول شهود يهوه طوعًا لهذه المسئولية يعفى الأطباء قانونيًا أو أدبيًا.
ووفقاً للكتاب فإن شهود يهوه يعتمدون على الحق البشرى فى تقرير المصير، والوثيقة التى يوقعونها بعدم نقل الدم يطلبون فيها عدم نقل دم أو مشتقاته فى أثناء الاستشفاء مهما كانت هذه المعالجة تعتبر ضرورية فى رأى الطبيب المعالج أو مساعديه لحفظ الحياة أو لتعزيز الشفاء.
ويقولون فيها «أعفى (أو نعفى) الطبيب المعالج أو مساعديه بالمستشفى ومستخدميه من أية نتائج عن رفضى (أو رفضنا) باستعمال الدم أو مشتقاته».. وهذه الوثيقة يجب تأريخها وتوقيعها من المريض والشهود الحاضرين، والقريب اللصيق كرفيق، كالزوج أو أحد الوالدين، ويقولون «إنه أمر غير أدبى أن الطبيب يخدع المريض، وينقل إليه دمًا بغير رغبته» «حتى لو كان الدافع هو منفعة المريض».
ويقولون: «إن نقل الدم ضد رغبات المريض، يمكن أن يجعل الطبيب مهددًا بتهم الاعتداء مع الإكراه البدنى.. أو بسوء السلوك المهنى» «وإن ذلك مستقبح جدًا أخلاقيًا: أن يخدع أحدًا ولو لمنفعته»، «إن الطبيب له علاقة ائتمانية مؤسسة على ثقة المريض به، وهو مدين بالتزام مطلق ألا يضلل المريض أبدًا، ولا بالكلمات ولا بالصمت فيما يتعلق بطبيعة ونوع الإجراء الطبى الذى يأخذه على عاتقه.
ويقولون أيضًا: إن رفض المريض لقبول نقل الدم، يجب ألا يستخدم كعذر للتخلى من قبل أصحاب المهن الطبية.
ويواصل الكتاب: «إن كان الطبيب يرى أن نقل الدم ضرورى جدًا لإجراء العملية الجراحية، بينما يرفض المريض ذلك. فلا يجوز فى هذه الحالة أن يتخلى الطبيب عنه، بل يبذل كل جهده فى علاجه. ويستخدم كل الطرق البديلة.. وهم يقترحون بعض نقاط بديلة عن نقل الدم.. ومع أن البعض يتهمونهم بمحاولة الانتحار، حينما يكون نقل الدم لازمًا جدًا لعلاجهم بينما يرفضون هم ذلك؛ إلا أنهم ينفون عن أنفسهم تهمة الانتحار، قائلين إنهم لا يريدون الموت بدليل قبولهم أية بدائل لنقل الدم.. بينما الأطباء لا يجدون بدائل أخرى تغنى عن نقل الدم. ويبقى ذلك مجالًا لدراسة طبية فى ما هى تلك البدائل ومدى نفعها للعلاج».
وواصل شنوده تفنيده لمسألة تحريم الدم عند شهود يهوه بالقول: «الإنسان ليس كامل الحرية فى التصرف بجسده، فلا يتلفه بالمخدرات أو التدخين أو الكحوليات، ولا يجوز له أيضًا أن يضر جسده بمخالفة القواعد الصحية أو عدم الوقاية من الأمراض بشتى الوسائل المتاحة. كما أن أجسادنا هى وزنة أو وديعة المفروض بنا أن نمجد بها الله كما قال الرسول، كذلك بالنسبة إلى الأبناء، أجسادهم أمانة فى أيدى والديهم، ومنع نقل الدم إلى ابن مريض -وقد يؤدى ذلك إلى وفاته- لا يستطيع الأب أن يقول: أنا سيد جسد ابنى، وأنا حرّ أن أتصرف فيه! أو لى بالنسبة إليه «حرية تقرير المصير».. أما عن الآيات الكتابية التى اعتمد عليها شهود يهوه، فهى ليست عن نقل الدم واستبقاء الحياة. ولا يجوز أن نأخذ وصية الله بطريقة حرفية، بل ندخل إلى روح الوصية.
موقع الكترونى عالمى
لتنظيم شهود يهوه موقع إلكترونى على الانترنت بجميع لغات العالم، وداخل الموقع تطبيق للموبايل باسم شهود يهوه، الموقع اسمه «Jwlibrary الموقع الرسمى لشهود يهوه»، ويتضمن التعريف بهم والأسئلة الشائعة حول تلك الجماعة، كذلك جدول اجتماعات شهود يهوه حول العالم، والحفل السنوى مطالبين الأعضاء بالبقاء كأولياء ليهوه أى أنهم يصمدون على التعاليم، ويتضمن أيضاً كيف يمول عمل شهود يهوه والتبرعات العالمية وكيفية الوصول لهم والمناسبات الخاصة بهم، ومنها على سبيل المثال «حفلة تخرج الصف ال 138 من مدرسة جلعاد بإسرائيل» والحفل السنوى لهم وهو عيد الفصح، وأشار الموقع إلى أن هناك دروسًا خصوصية مجانية لتعاليم عقيدة شهود يهوه، كما أن تسجيل الدخول للموقع مجاناً، وبه إمكانية إرسال النشرات الخاصة بالتنظيم عبر البريد الالكترونى وتشمل كودًا سريًا فى حال وضعه عبر إحدى أيقونات البحث يتم التواصل مع المرسل على أنه ينتمى لشهود يهوه.
وبنهاية الموقع وضعوا قائمة تفصيلية تشير إلى عملهم حول العالم، فعدد البلدان التى يتواجد فيها شهود يهوه: 240 دولة حول العالم
عدد الدروس الخصوصية المجانية فى الكتاب المقدس: 9٬708٬968
عدد الحضور فى ذكرى موت المسيح: 19٬862٬783
عدد الجماعات: 118٬016
طرق الاستقطاب والتبشير
وفقاً لرئيس التنظيم، فإن عمليات التبشير فى ازدياد مستمر، وتحدث فى كل مكان وبعلم من الأمن، وخاصة فى الكنائس الأرثوذكسية حيث يتم التبشير بها بشكل كبير ولكن سرياً، ونوه أن التبشير يتم فى مترو الأنفاق وأماكن التجمعات كمعارض الكتاب والحفلات والمناسبات العامة.
طقوس وصلاة
الصلاة عند «شهود يهوه» بحسب ما رصدت محررة الصباح، تكون جلوساً ولا يكون لها اتجاه معين، ويبدأون طقس الصلاة بمناجاة الإله يهوه، وتقام الصلاة مرة واحدة بنهاية كل اجتماع 3 مرات أسبوعياً، بلا وضوء، وعندما بدأوا الصلاة على «محررة الصباح» تمهيدًا لانضمامها، قال رئيس التنظيم: «أبونا إلهنا القدوس القادر على كل شىء يهوه أمام عرش نعمتك يا إلهنا، بك خشوع وتواضع نطلب بين يديك الكريمتين ونقدم ليك كامل شكرنا وامتناننا أنك أرسلت يسوع المسيح الذى ضحى بحياته من أجل كل فرد فينا، يا إلهنا العظيم نرجوك أن تباركنا من أجل تمجيد اسمك ونطلب العون لأختنا (ذكر اسم المحررة)، ساعدها بأنها تفهم كلمتك وخلى قلبها دايما فرحان أنها تعلم كلمة حقك مها كانت الظروف والضعوط لأن الطريق الوحيد للحياة الأبدية هو معرفة حقك والاعتراف بابنك يسوع المسيح، أتوسل إليك، يسر لها الأمور ونرجوك يا إلهنا وضح كلمة بطريقة سهلة عشان تقدر تستوعبها علشان بحب التسبيح يا إلهنا صلاتنا ونشكرك ألف حمد وشكر إلى أبد الآبدين.. آمين».
«يهوه»، بحسب الكتب والمعاجم التراثية، هو اسم الله فى العهد القديم وفى كتب التوراة لدى اليهود، وهم مجموعة يعتبرون أنفسهم «شعب الله المختار»، وهم إحدى الطوائف المسيحية التى لا تعترف بالطوائف المسيحية الأخرى، كما أنهم يفضلون أن يُدعوا بشهود يهوه تمييزاً لهم عن الطوائف المسيحية الأخرى، كانت بداياتهم فى أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية على يد «تشارلز تاز راسل»، نشأ الشهود عن مجموعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس وكبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح «تلاميذ الكتاب المقدس»، ويتميزون بروابطهم المتينة دون أية حواجز عرقية أو قومية، ووعظهم التبشيرى الدؤوب فى الذهاب إلى أصحاب البيوت وعرض دروس بيتية مجانية فى الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التى يزاولها أغلب إن لم يكن كل المسيحيين بميلاد المسيح، ولا يحتفل الشهود بأعياد الميلاد الفردية، ولا يخدم الشهود فى الجيش وهم محايدون سياسيًا إذ لا يتدخلون بأى شكل من أشكال السياسة، كما أنهم لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين، كما يؤمنون بأن 144 ألف مسيحى ممّن يدعونهم «ممسوحين بالروح» سيملكون مع المسيح فى الملكوت (بحسب مفهومهم، الملكوت هو حكومة سماوية برئاسة المسيح) وبأن بقية الأشخاص الصالحين سيعيشون فى فردوس أرضى إذ سيرثون الأرض ويتمتعون بالعيش إلى الأبد بفضل تلك الحكومة السماوية، وقام الشهود باتّخاذ اللقب «شهود يهوه» بشكل رسمى فى عام 1931.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.