· ممدوح حنا: شهود يهوه يتكاثرون في مصر بطريقة «الخلية العنقودية» وهم يهددون أمن واستقرار مصر · جمال أسعد: الموساد أرسل إلينا الجماعة ومنظمات يهودية خارجية تمولها.. وأتفق مع البابا في الهجوم عليهم معركة جديدة في الحرب بين الكنيسة وجماعة «شهود يهوه» أشعلتها الأفلام الوثائقية التي تعتزم الكنيسة إعدادها لفضح الجماعة التي يصفها البابا شنودة بالذئاب الخاطفة والصهاينة وعملاء إسرائيل. وشكل الأنبا بطرس سكرتير البابا رئيس قناة أغابي الفضائية بعد تلقيه الضوء الأخضر، فريقاً من شباب الكنيسة فيما أسماه غرفة العمليات الحرجة لمقاومة المد الإنجيلي أو «شهود يهوه» وتستعرض الأفلام تاريخ الجماعة وينتظر بثه علي فضائيات الكنيسة وأطلقت الكنيسة علي هذه السلسلة «الثعالب الصغيرة» نظراً لأن البابا شنودة صرح عدة مرات أن الجماعة محظورة بأمر القانون المصري، وسبق وأوقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نشاطاتهم وأودعهم في المعتقلات واعتبرهم أداة بين إسرائيل والموساد لاختراق المجتمع المصري. وتدور أحداث الفيلم حول محور عقائدي غريب عند الجماعة وهي عقيدة «نقل الدم» التي تحرم علي أعضاء الطائفة نقل الدم من أو إلي شخص آخر. وتعالج الأفلام الأمر من خلال أسرة تعيش في لبنان ينتمون لطائفة «شهود يهوه» تصادف وجودها مع شباب أقباط في محل العمل، وتقع حادثة لأحد أفراد العائلة مما يستلزم نقل الدم له ولكن الأسرة ترفض بشدة لأنها تفضل الموت علي نقل الدم. ولكن الفيلم يوضح بعد ذلك أن الأسرة تكتشف بعد فترة زيف عقيدتها وبطلانها فتعلن توبتها وتعتنق الأرثوذكسية. وتعليقاً علي هذا يقول زكريا يواقيم - شيخ الطائفة في مصر - إن القساوسة الأقباط دأبوا علي مهاجمة الطائفة وسب عقيدتها، وكلمة التكفير هي الكلمة الرائجة والرنانة في قاموس البابا شنودة. وأضاف يواقيم: نحن بطبيعتنا مسالمون ولا نميل للعنف والإرهاب كما يصفنا، وقد صوروني علي أنني أيمن الظواهري، وكأننا نقود خلية إرهابية تتحرك وفق مخطط معين أو مدفوعين من إسرائيل لتفتيت الطوائف المسيحية في مصر وهذا غير سليم. كما أننا لا نميل للحديث في الوسائل الإعلامية خشية الملاحقات الأمنية، لذا علينا التروي وتبادل الآراء بيننا قبل الظهور في أي مناسبة عامة أو مصورة. ويستطرد يواقيم: علمنا إن البابا شنودة والكنيسة القبطية بصدد اعداد سلسلة أفلام وثائقية للطعن في معتقداتنا ولا يمكننا أن نصمت أمام هذا. ونحن نؤمن بعقيدة الدم التي نحرم فيها نقل الدم من شخص لآخر حتي لو مات المصاب، لأن دماء الأبرار لا يمكن أن تختلط بدماء الأشرار، ونحن نعتبر أنفسنا الأبرار المختارين عند الله، فقد طردنا شنودة من جنته إلا أن جنة الله أفضل بكثير. ويكشف يواقيم أن السبب الحقيقي وراء ما أسماه بالاضطهاد وحملات التكفير التي تشنها الكنيسة الأرثوذكسية علي الطائفة هو إيمان أعضائها بأن المسيح نبي مبعوث من الله وليس إلهاً كما تعتقد الكنيسة. أما رفيق إسكندر أحد أعضاء الطائفة فيقول إن الفتاوي البالية والخطاب الديني المتشدد الذي تبثه بعض منابر الكنائس الأرثوذكسية أكبر دليل علي جهلهم بالكتاب، ونحن نؤمن بالحكم الألفي الذي سيأتي فيه المسيح ويحكم ألف عام، وسيكون هناك مملكتان أورشليم السماوية والأرضية فالبعض سيعيشون في الأولي وهم محدودون. مضيفاً: الحكومات دوماً تهاجمنا وتتهمنا بأننا غير وطنيين لرفضنا أداء الخدمة العسكرية أو الانصياع للحكام بشكل تام فعقيدتنا تمنعنا من خوض المعارك والحروب. وشدد إسكندر علي رفضهم للأفلام التي تعدها الكنيسة وتخوض في معتقداتهم مؤكداً: نحن خير بشر وأمة مختارة، لذا تجدنا منعزلين عن العالم الخارجي ولا نختلط بالأشرار. ويقول سامح جوزيف: كنت أرثوذكسياً ودرست الكتاب بحق فقررت الانضمام لشهود يهوه، فالله هو يهوه في العهد القديم، ونحن شهود لله، وليس يهوه إله الحرب كما يقرها المتشددون منهم، ولا نرغب في تأسيس امبراطورية نحكمها بأنفسنا كما يدعون، وإنما نسعي لخلاص الإنسان والنفس البشرية، لذا ندخل البيوت وندعو لقبول أفكارنا ولا نقدم عروضاً مغرية كما تقول الشائعات. وستظل الحرب بيننا وبين الأقباط حتي تحين الساعة ويعرفوا أننا الحق. وهم دائماً يصورونا بأننا شياطين نرتدي الثوب الأحمر الملطخ بدماء الهرطقة والخيانة. ونرفض أي أفلام تبثها البطرخانة تسئ لنا وسوف نرد بأفلام مضادة ولن نتواني عن فضح الجميع. علي الجانب المقابل قال الباحث جمال أسعد - عضو مجلس الشعب - حذرنا الكتاب المقدس من «شهود يهوه» وقال عنهم «الذئاب الخاطفة»، لذلك قد أتفق هذه المرة مع رأي البابا شنودة في الهجوم علي الطائفة المحظورة التي أرسلها إلينا الموساد فهم يتحركون وفق آليات وامكانيات مهولة وتمويل ضخم يأتيهم من منظمات يهودية خارج مصر. والكنيسة كانت وستظل الرائدة والوطنية الأولي في العالم ولا نقبل المزايدة علي ذلك. أما الفيلم الذي أعدته الكنيسة بإشراف الأنبا بطرس فهو تسجيلي، وسبق أن أعدت الكنيسة أفلاماً تسجيلية كثيرة للتنبيه والتحذير من الطائفة المنحرفة، فأعضائها غير مسيحيين ويخططون لاستراتيجيات عسكرية خطيرة، وأكبر دليل هو رفضهم التجنيد بالجيش المصري لتضامنهم مع اليهود في مشروعهم للاحتلال من النيل للفرات، وأطالب المسئولين بطردهم من مصر فلا مكان بيننا للخونة. فيما يقول د. ممدوح حنا منصور أستاذ مقارنة الطوائف إن الاستراتيجية التي يتكاثر بها «شهود يهوه» في مصر هي طريقة الخلية العنقودية فيعقدون اجتماعات سرية بالمنازل، وأقاموا دعاوي قضائية للترخيص لهم ومنحهم الشرعية مثل باقي الطوائف المسيحية المعترف بها قانوناً في مصر، والقيادات القبطية تكفرهم ولا أتفق مع أفكارهم المتطرفة في عدم الولاء للحكومات باعتبارها كافرة، وهم جماعة قد يستغلها البعض لزعزعة أمن واستقرار مصر.