انتشرت فى الآونة الأخيرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، أحاديث شريفة منسوبة للنبى «صلى الله عليه وسلم»، نقلها عنه الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء، تتلخص فى أن الإنسان إذا فاتته صلوات فى عمره ولم يحص عددها، فلديه فرصة أن يكفر عما تركه من صلوات، وذلك بقيامه فى آخر جمعة من شهر رمضان بأداء صلاة يطلق عليها «صلاة الكفارة»، وهى عبارة عن أربع ركعات بتشهدين وتسليم، وأن يقول نصًا: «اللهم إنى نويت أصلى أربع ركعات كفارة لما فاتنى من الصلاة»، وذلك حتى يسقط عنه ما تركه من صلاة عن عمد أو بسبب النوم أو الإعياء وغيره، ولمعرفة صحة تلك الأحاديث من عدمها وهل النوافل تعوض الفروض المتروكة أم لا، تواصلت «الصباح» مع عدد من علماء الأزهر لكشف حقيقة الأمر. فى البداية، يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث والتفسير وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن هذه الأحاديث ضعيفة، وثبت عدم صحتها من جانب الأئمة الأربعة، واصفًا هذا الحديث ب«الملعون»، حيث إنه يفترى على الله كذبًا وفقًا لقوله تعالى «إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون»، كما أنه سيتحمل ذنب كل شخص سيتهاون فى الصلاة وسيكتفى بصلاه الكفارة المزعومة، وبذلك يرتكب جريمة بشعة لأنه سيغرى الناس بترك الصلاة، حيث يكفيهم عنها بصلاة واحدة فى آخر جمعة من رمضان، وسيحاسب يوم القيامة أشد العذاب، وهذا ما تؤكده الآية القرآنية «وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون»، مؤكدًا أن هذا الحديث لا وجود له فى الكتب الصحيحة، فلا توجد صلاة فى رمضان تغفر وتسقط كل الصلوات الفائتة، فهذا منكر ولا يجوز إطلاقًا ولا أصل له فى الشرع كما يزعم السفهاء من الناس، حسبما قال. ومن جانبه يؤكد الدكتور أسامة الأزهرى، الأستاذ بكليه أصول الدين وعضو مجلس النواب: «ما فيش حاجة اسمها صلاة الكفارة، فهذا الحديث غير صحيح وغير مثبت على الإطلاق، فالصلاة التى تفوت الإنسان لا كفارة لها إلا قضاءها، فعلى من قصر فى صلاته سواء تركها عن عمد أو غير عمد أن يصلى مع كل فرض الفرض الذى تركه وتنوى ذلك ما دام الله أطال فى عمره حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما عليه من فرائض، حيث قال النبى الكريم «صلى الله عليه وسلم» من نسى صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ولا كفارة لها إلا ذلك»، وهذا حديث صحيح وصريح من ناحية الإسناد». ولفت الأزهرى، إلى أن بعض الفقهاء أكدوا أن صلاة النوافل تسد عن الصلوات الفائتة لكن الرأى الأرجح أن يقضى الإنسان ما فاته من صلوات. على الصعيد ذاته، يقول الشيخ عطية على، أحد كبار علماء الأوقاف، إنمن ترك صلاة مفروضة حتى خرج وقتها فقد ارتكب إثمًا بينًا، أما إذا تركها لعذر كنوم ونسيان فلا إثم عليه وعليه قضاؤها متى استيقظ أو تذكرها، ومن تركها عامدًا فهو آثم وعليه قضاؤها. وكانت دار الإفتاء قد أصدرت فتوى بوجوب قضاء الصلاة الفائتة مستدلة بقول الأئمة الأربعة وبحديث رسول الله «صلى الله عليه وسلم» «من نسى صلاة فليصل إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك». ولكن كيف تقضى الصلاة الفائتة؟ تصليها أولا ثم تصلى الصلاة الحاضرة، ولا يجوز التأخير، فمثلًا لو أنه لم يصل الفجر يومًا فإنه لا يصليه إلا مع فجر اليوم التالى، فهذا خطأ وهو مخالف لهدى الرسول، لأنه قال من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها، ولم يقل فليصليها من اليوم التالى، وفى يوم من أيام الخندق فاتته صلاة فصلاها قبل الصلاة الحاضرة، والصلاة بالنسبة للقضاء تقسم على أقسام ثلاثة، الأول يقضى متى زال العذر كالحبس وعذر قهرى لا يستطيع أن يصلى معه، والثانى إذا فات لا يقضى وإنما يقضى بدله وهو صلاة الجمعة إذا لم يدرك ركعة مع الإمام صلاها ظهرًا لقوله «صلى الله عليه وسلم» «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة». وفى سياق متصل، يقول الشيخ محمد البسطويسى نقيب الأئمة، إن شهر رمضان كله مزايا وعطايا، ويجب علينا أن نبادر فيه بالطاعة والسجود، وكل العبادات التى تحدث عنها الإسلام من زكاة وقيام ليل شهر رمضان مزمار للمتسابقين، فاز من فاز فيه وغاب من غاب عنه وخسر من خسر فيه، ويكفى أن كل سجدة فى رمضان تعادل 1500 حسنة، فهل يعقل أن يترك الشخص شهر رمضان طوال 29 يومًا، ويأتى إلى يوم الجمعة اليتيمة ليصلى فيها ثم المغفرة، كما أن الحديث الذى يزعم البعض أنه روى عن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها أنها قالت إنها سمعت الرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول «من عليه صلاة قضاء من المفروضات ولو كانت مائة سنة أو سبعمائة سنة فليصل 4 ركعات فى آخر جمعة من رمضان كل ركعتين بتشهدين وتسليم»، والمنشور على المواقع الإلكترونية الشيعية وعلى رأسها منتديات أنصار الله وغيرها، ويروج له إعلام الشيعة، لذلك أقول إن صلاة الكفارة كذبة شيعية لا أساس لها من الصحة فنحن نتبع ولا نبتدع وويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له.