أجلس فى انتظار الحافلة التى ستقلنى إلى محافظتى الساحلية، أخرج كرة الصوف والإبرة الحديدية لاكمل ما قد بدأت فى غزله، عادة ما يكتظ المكان بالناس فى انتظار حافلات النقل ذات الشكل الواحد والجهات المختلفة تجلس امامى فتاة انيقة، ترتدى بنطال من الجينز كانت قد ثنيت اطرافه عن عمد ليظهر حذاءها الأسود الأنيق كاملا ترتدى وشاحا رمادى اللون على رأسها ونظارة شمسية تخفى عينيها بالكامل وجزء ليس بقليل من وجنتيها ولكن يمكنك التخمين بسهولة أنها تمتلك قدرا كبيرا من الجمال انظر لها بإعجاب، شغوفة انا بامعان النظر والتأمل فى وجوه أصحاب الجمال، يأتى طفل صغير لا يتعدى الرابعة يطلب القليل من النقود بلغة متلعثمة، انظر باتجاه بصره لأجد فتاة فى عمر المراهقة توجهه ببصرها، اربت على كتفه مبتسمة بينما أخبره « معييش فكة والله « لم اكذبه القول، ولكن لاعترف انى لم أرغب أن أشهد بأم عينى تلك الجريمة التى ترتكب بحق الصغير الذى رغم اتساخ وجهه وملابسه يمكنك بسهولة تمييز لمعة الحزن والبراءة فى عينيه، لم أرغب فى أن أشارك فى تلك الجريمة عله لا يعود بالنقود مرة تلو الأخرى فيعتقونه انظر مجددا باتجاه الفتاة الأنيقة بينما تعبث هى بهاتفها المحمول، كنت قد علمت أنها ستشاركنى وجهتى حين كانت تستعلم عن موعد قيام الحافلة ذاتها التى ساستقلها إلى محافظتى الصغيرة أعود مجددا إلى خيوطى وابرتى الحديدية، يؤلمنى راسى فاتجه ببصرى تجاه الصغير لاجده فى صحبة الفتاة تطلب منه أن يختار ما يشاء من صنوف الحلوى والعصائر يشير هو إلى الشيء لتحضره هى بين يديه، ابتسم بود بينما شعورا قويا من الغيرة يتسلل إلى، كيف لم أفكر انا فى هذا الأمر ؟! لم أغار من فتاة يوما لجمالها أو مالها أو اناقتها، وحدهم أصحاب الإنسانية يثيرون غيرتى كان يجدر بى الا اترك الصغير جاءعا، وها أنا افلت من ارتكاب جرما فى حقه لاجدنى متورطة فى جرم آخر أرى الصغير يحتضن شنطته الكبيرة الجديدة المملؤة بالحلوى والعصائر على آخرها أجده يضحك ويقفز من السعادة وأود لو قمت فضاعفت فرحته انظر فى ساعتى ثم إلى الرصيف لأجد نحيبا عاليا يأتى من الخلف، أجد الصغير يبكى ويصرخ بعد أن سلبته الفتاة التى فى صحبته كل ما حصل عليه يختفى شعورى بالغيرة فى تلك اللحظة فاقوم للحاق بالحافلة وانا انظر الصغير فى مرارة وعجز