زيادة فى شعبية «ساركوزى» و«ترامب» و«لوبان».. و«الهلباوى»: الغرب سيفرض قيودًا جديدة على المسلمين حالة من الذعر تنتاب العالم كله، خاصة دول الاتحاد الأوروبى، التى رفعت حالة التأهب القصوى بعد تفجيرات «بروسكل» الأخيرة، وكانت بمثابة كارثة، بسبب عدم قدرة الأجهزة الأمنية هناك على منع وقوع الحادث، رغم رفع حالة التأهب قبل الحادث بأيام، بعد القبض على صلاح عبد السلام، المخطط الرئيسى لتفجيرات باريس، نوفمبر الماضى، الأمر الذى يمثل علامات استفهام بشأن قدرة تنظيم الدولة «داعش» على القيام بمثل هذه العمليات على الرغم من الضربات التى وجهت له فى معاقله الأساسية بسوريا والعراق. ففى الوقت الذى تضررت فيه الدول جراء هذه الحوادث، فإن جانبًا آخر يستفيد من هذه الجرائم، يتمثل فى أجهزة استخباراتية وكيانات ومنظمات دولية أو محلية فى تلك الدول، وهو ما رصدته «الصباح» من خلال تحليلات المختصين بهذا الشأن. يستغل تيار اليمين المتطرف الأحداث التى تقع بين الحين والآخر فى محاولة للاستفادة منها قدر الإمكان فى خلق شعبية كبيرة مناصرة لعدائها ضد المسلمين والعرب بشكل عام، وهو ما عبر عنه المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، بعد التفجيرات التى وقعت فى بروكسل بقوله إنه «يجب على الولاياتالمتحدة والدول الغربية أن تصعّد حربها على المتشددين الإسلاميين»، كما طالبت زعيمة اليمين المتطرف فى فرنسا، مارين لوبان، بإغلاق الحدود فورًا بين بلجيكاوفرنسا والقيام بعملية واسعة لإفراغ الأقبية وجمع السلاح والمتفجرات، مطالبة الدولة بالتحرك الفورى لضرب الإسلام الأصولى فى فرنسا وأوروبا بشكل عام. من جانبه، قال الدكتور كمال الهلباوى، عضو التنظيم الدولى للإخوان السابق، إن أوجه الاستفادة من هذه الأحداث يتمثل فى ارتفاع شعبية اليمين المتطرف الصاعد فى أوروبا خاصة مع الانتخابات المقبلة فى بعض الدول. وأضاف أن هذه الجماعات التى ترتبط ببعضها البعض فى دول عدة، وتستغل الأحداث لتصعيد عداءها ضد المسلمين والعرب المهاجرين إلى أوروبا، خاصة أنهم يرون استقبال المسلمين واللاجئين فى بلادهم السبب الرئيسى وراء الأمر ويسعون إلى طردهم من الدول الأوروبية كافة. وأكد «الهلباوى» أن الأمر فى أوروبا بات صعبًا جدًا بالنسبة للمسلمين واللاجئين، فهناك الذين يعانون توابع هذه الحوادث التى ستؤدى إلى حالة من العنف المضاد من اليمين المتطرف ضدهم، كما أنها ستؤثر على توافد اللاجئين وأوضاعهم هناك. وأشار الهلباوى إلى أن هذه الحوادث ستلقى بظلالها على الإجراءات والقوانين فى أوروبا، وقد تتعلق بعملية الحجاب والنقاب وتقييد الحريات وفرض المزيد من الإجراءات التى تمثل قيودًا على المسلمين هناك. وقال ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن عملية بلجيكا تؤكد أنها لن تكون الأخيرة فى الدول الأوروبية، خاصة أن داعش هدد قبل شهور بغزو كل العواصم الأوروبية، واستهدف بالفعل العاصمة الفرنسية ثم البلجيكية، وقد نفاجأ خلال أيام بتفجيرات فى إحدى العواصم الأخرى. وتابع إبراهيم أن أحزاب اليمين المتطرف استفادت بشكل كبير من حادث فرنسا والحادث الأخير فى بروكسل وصعّدت من عدائها ضد المسلمين، الأمر الذى يضيق فرص تواجد المسلمين والعرب فى الدول الأجنبية سواء كان للعلم أو للدراسة أو العمل هناك، كما أنه سيؤدى فى نهاية المطاف إلى طرد العرب من تلك الدول وارتكاب المزيد من العنف بحقهم. مثل حظر المآذن فى سويسرا وحظر النقاب فى فرنسا، وحظر الحجاب فى حالات أخرى، وغير ذلك، ووصل الأمر إلى جرائم الاعتداء والتحرش بالمهاجرين، مثل اشتباكات ميلانو، ومقتل مروة الشربينى فى ألمانيا على يد متطرف روسى. أحد أهم زعماء اليمين المتطرف هو الرئيس الفرنسى السابق، نيكولا ساركوزى، الذى يستعد للترشح خلال الانتخابات التى ستجرى فى 2017، كما تأتى ابنة جان مارى لوبان، زعيم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة فى فرنسا، كواحدة من أبرز المرشحات فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، العام المقبل، وتعهدت «مارى» بإعادة المهاجرين القادمين لأوروبا على نفس القوارب التى جاءوا عليها. ومن بين الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة التى حققت نجاحات كبيرة فى الانتخابات الأخيرة، حزب الديمقراطيين فى السويد، وحزب رابطة الشمال، «ليجا نورد» بزعامة أومبيرتو بوسى فى إيطاليا، وحزب «جوبيك» اليمينى المجرى، كما أن أحزاب اليمين المتطرف لها ممثلون فى برلمانات كل من النمسا وبلغاريا والدنمارك والمجر وسلوفاكيا، فضلًا عن البرلمان الأوروبى نفسه، وهو الأمر الذى يهدد تواجد المنظات والتكتلات الإسلامية فى دول أوروبا كافة. وبحسب ما أشارت مراكز البحوث والرصد الأمريكية المتخصصة فى هذا المجال، وعلى رأسها مركز «ساوذرن بوفرتى لوو سنتر»، فإن عدد المجموعات المتطرفة والعنصرية ازداد بعد أحداث سبتمبر 2001، حيث ارتفعت أعدادها أكثر من 60 فى المائة، وكانت تبلغ 602 مجموعة عام 2000، وبلغت الآن أكثر من 1000 مجموعة. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة المصريين فى الدول الغربية بحسب إحصاءات العاملين بالخارج نحو مليون مصرى باتوا مهددين إثر هذه العمليات. يذكر أن رئيس وزراء بلجيكا «ديديه ريندرز» قال إن صلاح عبد السلام المخطط الرئيسى لعمليتى بلجيكاوفرنسا، قال فى التحقيقات إنه يخطط لهجمات فى العاصمة البلجيكية، لكن الأخوين إبراهيم وخالد البكراوى، المقيمين فى بروكسل، والمعروفين لدى الشرطة البلجيكية، تمكنا من تنفيذ الهجمات التى أودت بحياة نحو 35 مواطنًا وإصابة أكثر من 135، فى مطار ومترو أنفاق بروكسل.