اتهامات لكاهنين بكنسية «مارمرقس» بواشنطن بتقديم تعاليم غير أرثوذوكسية أندراوس: الأكليروس والأساقفة يعتبروننى خطرًا على الكنيسة القبطية مصدر كنسى: بيشوى اتبع المشلوح عاطف عزيز.. ويسعيان لتأسيس كنيسة جديدة بتعاليمهما المخالفة جددت استقالة القس بيشوى أندراوس، كاهن كنيسة مارمرقس بواشنطن، والتابعة للكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، الحديث عن انفصال عدد من كنائس المهجر عن الكنيسة التاريخية فى مصر. ويمثل ابتعاد الأب بيشوى الانشقاق الثالث من نوعه فى كنائس المهجر فى حبرية البابا تواضروس الثانى، التى بدأت بانشقاق كنيسة فى جنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية وتبعته الكنيسة الإنجليزية، ثم انشقاق الكاهن بيشوى أندراوس. وبحسب مصادر كنيسة، فإن كل المؤشرات والتحليلات تؤكد أن خلافًا كبيرًا فى الفكر بين الكنيسة الأم وتوابعها فى المهجر، وأن هناك جدلًا كبيرًا شهدته الأيام الماضية بسبب استقالة أندراوس التى قدمها البابا تواضروس، فيما رجحت مصادر الإعلان قريبًا عن تأسيس كنيسة أرثوذوكسية بأمريكا وتكون مستقلة عن الكنيسة المصرية. وتعتبر كنيسة مارمرقس فى واشنطن والتى يتبعها القس المستقيل من الكنائس المهمة فى المهجر، لذا فهى تابعة للبابا مباشرة، وهو التقليد المتبع من حبرية البابا شنودة وحتى الآن. يقول مجدى خليل، الناشط القبطى فى المهجر: «إن هناك صراعًا على الكنيسة فى السنوات الأخيرة، بين التبعية المباشرة للبابا أو أحد الأساقفة فى أمريكا ويدعى مايكل، وهناك مقولات أن الأب بيشوى، والأب أنتونى كهنة الكنيسة يُعَلِّمان تعليمًا غير أرثوذوكسى، وبعد استقالة الكاهن أرسل البابا تواضروس لجنة من الكهنة لدراسة الاستقالة، وتقدموا بتقرير للبابا يكشف رعاية الكاهن المستقيل لشخصين تابعين للدكتور عاطف عزيز، المشلوح من الكنيسة، ولكن لم تقدم اللجنة إدانة للكاهن المستقيل بكلمة واحدة تتهمه فى تعليمه، وقبلها بعث تواضروس بلجنة أولى من ثلاثة أساقفة كتبوا تقريرًا خاطئًا يناصر الأسقف مايكل الذى ادعى على بيشوى تهمًا تمس تعليمه الأرثوذوكسى لرعيته، فهدد جميع كهنة المنطقة بالاستقالة بسبب هذا التقرير، وعقب إرسال اللجنة الثانية تقدم بيشوى باستقالته، وهناك مدرسة متشددة جدًا فى الكنيسة الآن تحارب أى إصلاح». ويعلق القس بيشوى أندراوس الكاهن المستقيل قائلًا: «الأساقفة والإكليروس فى الولاياتالمتحدة بجانب الآباء والأمهات البالغين الذين يسيرون حسب الدعوة السامية للتكريس من أجل الأجيال المقبلة، كل هؤلاء يشعرون أننى أمثل خطرًا داهمًا على الكنيسة القبطية، وأنه ينبغى علىًّ أن أوقف كل هذه التعاليم، إنهم يريدوننى أن أعود فقط لأن غيابى سوف يسبب اضطرابًا فى الكنيسة، فهم يريدون أن أعود لكى أخدم بأى صفة، وفقط أصلى القداسات وربما لأخذ الاعترافات». ويتابع «أرفض أن أتلقى راتبًا شهريًا لأقوم بعمل بسيط، فإننى أريد أن أخدم الله بحرية أولاد الله، لذلك لم يكن لدى اختيار إلا أن أستقيل، ولا أستطيع أن أعتذر عن عمل الروح القدس داخلكم، أنتم الذين أتيتم إلى الله بقلب مخلص، ولو فعلت ذلك لخسرت كل شىء، الله شاهد على أننى لم أعطكم أى شىء خارج التعاليم السليمة للكنيسة الأرثوذكسية، وقد اختبرنا سويًا عمل الله، فأرجو منكم ألا تهملوا أو تشكُّوا فى ذلك، وإذا كان لديكم أى شك فخذوه إلى الله وهو يجيب، لكن لا تدَعوا العدو يسرق شهادتكم منكم، وإذا احتجتم أى شىء أو كان لديكم أى سؤال فأنا موجود من أجلكم». مصدر كنسى - رفض ذكر اسمه - قال ل«الصباح» إنه لا شبه على القمص بيشوى أندراوس فى تعليمه لرعيته، فهو مشهود له من الجميع بالتعليم السليم وكل رعية الكنيسة هناك تحبه، ولكن هناك كثيرون يوجهون إليه اتهامات عدة، مثل أنه يدير كنيسته للتعليم البروتستانتى، وأن الأنبا مايكل أسقف عام كنائس فرجينيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية يريد أن يضم كنيسة مارمرقس إلى رعايته، وهى التابعة للبابا مباشرة منذ حبرية البابا شنودة الثالث، وبالفعل فإن الأنبا مايكل تقدم بالعديد من الطلبات لضم الكنيسة له لكن البابا تواضروس رفض، لأن الأقباط هناك يرفضون تبعية كنيستهم لهذا الأسقف». وعودة إلى موضوع الخلاف فإن أساسه اتباع الكاهن المستقيل تعاليم شخصية كنسية مشلوحة من الكنيسة يسمى عاطف عزيز، الذى تكرس فى إبراشية أسيوط منذ أكثر من 40 سنة، وكان متكلمًا مفوهًا وواعظًا ماهرًا، وكوَّن مجموعة خاصة به من أشهرهم القس مكارى يونان، وكان يقيم اجتماعات يتم فيها ممارسة طقوس غريبة عن الكنيسة الأرثوذكسية وكانت طريقته فى العبادة مبالغ فيها، فقد يستمر الشخص فى الصلاة لمدة 8 ساعات. وفى عام 1985 قرر الأنبا ميخائيل منعه من الخدمة تمامًا فى أسيوط، فانتقل عاطف إلى الخدمة فى الفجالة وشبرا، ثم تمت إحالته للتحقيق عام 1993 أمام لجنة بالقاهرة وأخذت عليه ومجموعته تعهدات بالسير فى الطريق القويم وترك الطريق الذين يسيرون فيه، ولكنه خالف مرة أخرى، فحوكم كنسيًا عام 2002م وشُلِحَ عن الكنيسة بسبب تعاليمه». ومن ضمن مقولات عاطف عزيز: «جسد الكنيسة كله مريض، من الرأس للقدمين، كل أعضائه مريضة، هل أنا الذى أريد أن أتقدس، لأكون الباكورة التى تقام عليها الكنيسة، أنا أريد أن أتقدس ليُوجَد للرب فى الأرض كنيسة مقدسة»، وهو ما فسّره البعض بأنه يريد الانشقاق عن الكنيسة الأم ليصير بطريركا لكنيسة جديدة. ومن أقواله أيضًا، «البطريرك يترسم مش فاهم حاجة غير إن من ضمن اختصاصاته إنه يرعى الأديرة ويأخذ ألقاب؛ رئيس الأديرة وأب الأديرة ورئيس أحبار ورئيس الكنيسة ورئيس المدارس والكليات الإكليريكية ورئيس البنى آدمين ورئيس العفاريت ورئيس كل حاجة». ومنذ حوالى عام أعلن عاطف عزيز، على أحد المواقع بأنه قد صار راهبًا باسم «الأب سيرافيم» فى «الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية»، ولكنه لم يذكر اسم الكنيسة أو من تتبع أو أين موقعها أو من المسئول عنها أو من الذى رسمه، واتضح أن الشكل الرهبانى لعاطف أخذه من كنيسة أرثوذكسية منفصلة عن الكنيسة الروسية ومقرها فى أمريكا وهى معترف بها قانونًا، ويقال أيضًا إن عاطف عزيز (الراهب سيرافيم) يكوِّن كنيسة جديدة فى أمريكا تضم كهنة من الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، منهم الكاهن المستقيل، ويقولون إنه من المتوقع ترقية الراهب سيرافيم بطريركًا لكنيسة جديدة تسمى كنيسة «العهد الجديد» وتضم الكثير من شعب الكنيسة المصرية فى أمريكا. ويؤكد مصدر كنسى ل«الصباح» أن القس بيشوى أندراوس تقدم باستقالته لأنه يعلم تمامًا أنه سيتم شلحه وأن ما يؤخر ذلك قوة وكثرة أتباعه من المجموعات التى كونها هناك، زاعمًا أن بيشوى يتجنى على الأساقفة هناك؛ مثل الأنبا مايكل، حتى يرهبهم ويخيفهم، والآن هو فى طريقه لتكوين كنيسة جديدة بتعاليمه المخالفة، فى أمريكا. ويتوقع البعض أن يكون عاطف عزيز «ماكس ميشيل، الشهير ب(ماكسيموس)» جديدًا فى مصر فى الفترة المقبلة وسيُنصَّب من إحدى الكنائس الشرقية لإضعاف الكنيسة المصرية القبطية، وإعطاؤه درجة الرهبنة بطريقة رسمية عبر الراهب سيرافيم «عاطف عزيز»، وهى إحدى الخطوات التى يتخذها سيرافيم ليتولى كرسيًا جديد فى مصر باسم كنيسة «العهد الجديد» فدعوته استمرت على مدار أكثر من أربعين سنة سرية لا أحد يعلم بها ولا يستطيع رصدها أحد.