رئيس جامعة بني سويف يتفقد أعمال امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية التجارة    وزير التعليم العالي ومحافظ القليوبية يفتتحان مشروعات تعليمية وصحية ب جامعة بنها    محمود فوزي: الحكومة أوفت بالنسب الدستورية المقررة للقطاعات ذات الأولوية في الموازنة    المشاط ترد على استفسارات النواب بشأن مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    وزيرة البيئة: لأول مرة 600 مليون جنيه إيرادات المحميات.. وتطويرها بالتمويل الذاتي    شملت افتتاح نافورة ميدان بيرتي.. جولة ميدانية لمحافظ القاهرة لمتابعة أعمال تطوير حى السلام أول    الكونجرس يتصدى لجنون ترامب.. وتحركات لمنعه من توريط الولايات المتحدة في حرب إيران    التصعيد بين إسرائيل وإيران يُنذر بانفجار إقليمي وحرب نووية في الشرق الأوسط    السفارة الصينية في إيران تحث رعاياها على مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي وبالميراس في كأس العالم للأندية    التحقيقات تكشف اعترافات عامل دافع عن ابنته من التحرش بالمطرية    السجن المشدد 3 سنوات لمتهم لحيازته وتعاطيه المخدرات بالسلام    اليوم.. عزاء نجل صلاح الشرنوبي بمسجد الشرطة فى الشيخ زايد    محافظ المنوفية يفتتح وحدة الأشعة المقطعية الجديدة بمستشفى زاوية الناعورة    ننشر أسماء أوائل طلاب الشهادة الإعدادية ببنى سويف 2025    «برج العرب التكنولوجية» تفتتح ثالث فروع جامعة الطفل بالشراكة مع نادي سموحة (صورة)    الدفاع الروسية تعلن إسقاط 198 طائرة مسيرة أوكرانية    الحكومة تتقدم بقانون جديد للإيجار القديم.. الإخلاء بعد 7سنوات بدلا من 5.. ألف جنيه زيادة فى الأجرة للأماكن الراقيه و250 للاقتصادية و15% زيادة سنويا.. وغلق الوحدة لمدة عام أو امتلاك أخرى يُجيز الإخلاء الفوري    جدول مباريات اليوم: مواجهات نارية في كأس العالم للأندية ومنافسات حاسمة في الكونكاكاف    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    اتحاد الكرة يبحث عن وديتين قويتين لمنتخب مصر قبل أمم أفريقيا    ارتفاع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    محافظ المنوفية والسفيرة نبيلة مكرم يتفقدان قافلة ايد واحدة.. مباشر    مصرع 3 عمال زراعيين وإصابة 15 في حادث على الطريق الصحراوي بالبحيرة    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    تأييد عقوبة السجن المؤبد ل قاتل «عامل بني مزار» في المنيا    محافظ المنيا: استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 509آلاف طن منذ بدء موسم 2025    من مؤتمر نسائي إلى أجواء حرب.. إلهام شاهين تحكي لحظات الرعب في رحلة العراق    فيلم سيكو سيكو يحقق 186 مليون جنيه في 11 أسبوعا    بينها «شمس الزناتي».. أول تعليق من عادل إمام على إعادة تقديم أفلامه    برفقة صديقها.. نور عمرو دياب تدعم شيرين رضا في العرض الخاص ل «في عز الضهر»    محافظ أسيوط يستقبل سفير الهند بمصر لبحث سبل التعاون المشترك    إقبال كبير على عروض مسرح الطفل المجانية    هشام ماجد يسترجع ذكريات المقالب.. وعلاقته ب أحمد فهمي ومعتز التوني    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    الجامع الأزهر: حب الوطن غريزة متأصلة والدفاع عن قضايا الأمة يجسد منهج النبوة    رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية يتابع اختبارات الدراسات العليا ويشيد بسير العملية الإمتحانية    نصائح لطلاب الثانوية العامة لحماية انفسهم من التعرض للإجهاد الحراري    رئيس جامعة المنوفية يستقبل فريق تقييم الاعتماد المؤسسي للمستشفيات الجامعية    طريقة عمل البيتزا بعحينة هشة وطرية وسهلة التحضير    ترامب: دعوت لإخلاء طهران حفاظا على سلامة مواطنيها    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة قنا    تنسيق الجامعات.. برنامج هندسة الاتصالات والمعلومات بجامعة حلوان    جامعة قناة السويس: تأهيل طبيب المستقبل يبدأ من الفهم الإنساني والتاريخي للمهنة    تعليمات مشددة بلجان الدقي لمنع الغش قبل بدء امتحان اللغة الأجنبية الثانية للثانوية العامة    "فقرات استشفائية".. الأهلي يواصل تدريباته استعداداته لمواجهة بالميراس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    تغييران منتظران في تشكيل الأهلي أمام بالميراس    التصعيد مستمر.. إيران تضرب «حيفا» بموجة صواريخ جديدة    «غاضب ولا يبتسم».. أول ظهور ل تريزيجيه بعد عقوبة الأهلي القاسية (صور)    وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاجون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    «لازم تتحرك وتغير نبرة صوتك».. سيد عبدالحفيظ ينتقد ريبيرو بتصريحات قوية    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة أقباط المهجر على البابا
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 18 - 10 - 2014

على الرغم من أن جميع الأقباط فى الداخل والخارج توسموا خيرا فى قداسة البابا تواضروس الثانى إبان اعتلائه الكرسى البابوى وتصريحه أن على رأس أولوياته ترتيب البيت من الداخل، فإن التجربة العملية كانت المحك فى طبيعة عمل البابا لترتيب البيت، ودون مواربة أو تورية فإن محصلة عمل البابا حتى الآن تفضى إلى خراب ما تبقى من البيت صالحاً فما بالنا بما أفسده الزمن من البيت.
لا أحد يستطيع أن ينكر تعثر البابا فى أولى خطواته نحو إدارة الكنيسة فمظاهر هذا لم تعد خافية بل ظاهرة للعيان ولم تعد الكنيسة تستطيع أن تخفى سراً على شعبها فمواقع الأخبار على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعى تكشف كل الأحداث عقب حدوثها بالصوت والصورة، وهو ما لا يدع مجالاً لإنكار أى حدث أو الالتفاف عليه، والحقيقة فإن تخبط البابا فى اتخاذ القرار لم يأت عشوائياً أو بالمصادفة، بل هو مرتب وممنهج وما نرصده هنا ليس كل الأداء البابوى، ولكن نرصد فقط الجزء الخاص بكنائس وإيبارشيات المهجر والتى اندلعت فيها الثورة ضد البابا فى الأسبوع المنصرم فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الكنيسة القبطية والتى سوف نأتى إليها بالتفصيل لاحقاً، ولكن بداية يهمنا أن نكشف عن منهج البابا فى إدارة الكنيسة لأن هذا سوف يساعدنا كثيراً فى قراءة أحداث التمرد التى تعج بها الكنائس القبطية فى معظم دول العالم.
∎ التباديل والتوافيق
علينا بداية أن نرصد المشاكل التى أدت إلى إضعاف البابا وكيف كانت رؤيته للتغلب عليها كما يلى:
أولى المشكلات التى واجهت البابا تواضروس هى الحرب الضروس التى يشنها عليه كبار أساقفة المجمع المقدس والذين عرفوا إعلامياً بالحرس القديم، فهؤلاء الأساقفة وهم 25 أسقفاً من كبار أساقفة المجمع المقدس لا يرضون بسيطرة البابا عليهم رئاسياً وإداريا ويقبلون على مضض رئاسته الروحية وكانت رسالتهم واضحة له فى بداية عهده أن قبولهم رئاسته الروحية مشروط بعدم التدخل فى إدارة شئون إيبارشياتهم وهو ما قبله البابا صاغراً حتى لا يبدأ عهده بصدامات لا طاقة له بها، ولكن سرعان ما تفتق ذهن البابا عن تكوين حرس جديد له يواجه به هذا الحرس القديم وسريعاً بدأ فى رسامة أساقفة لكل شارع وحارة فى إيبارشيته (القاهرة) مثل أسقف لكوبرى القبة وآخر للمقطم وغيره لشبرا.. إلخ وما يستتبع تلك الرسامات من رسامة جيش من الكهنة الجدد فى محاولة للاستقواء فى مواجهة الحرس القديم.
الانسداد الروحى بين البابا والشعب فالبابا لم يكن من نجوم المجمع المقدس أصحاب الشعبية الطاغية، بل إن معظم الشعب لم يتعرف إليه إلا عند طرح اسمه فى القرعة الهيكلية لاختيار البابا وتعامل البابا مع هذا الأمر على محورين الأول خاص بالعامة والحرافيش من الأقباط وترك أمر تقريبهم منه إلى الأساقفة الجدد الذين قام برسامتهم فى مناطق التجمعات القبطية الشعبية وعزل نفسه عنهم، أما المحور الثانى فهم صفوة الأقباط فى الداخل والخارج وقرر قداسته التعامل المباشر معهم لما يملكه هؤلاء من تأثير مادى وسياسى وإعلامى داخل الكنيسة ليكون من هؤلاء الصفوة ظهيرا لوجيستيا يعتمد عليه فى حربه الضروس مع الحرس القديم.
أما كبرى المشكلات التى واجهت البابا فهى عدم سيطرته على منابع التمويل الكنسى والذى تأتى روافده الرئيسية من أقباط المهجر من خلال التبرعات الفردية أو جلب الدعم من مؤسسات دولية تنموية هذا الدعم الذى يسيطر عليه أساقفة وكهنة المهجر والذين يخضعون فى معظمهم لسيطرة الحرس القديم بالكاتدرائية بالعباسية فقرر البابا خلط أوراق اللعب وتوزيعها من جديد عن طريق نقل الكهنة الكبار أصحاب الشعبية الجارفة من كنائسهم إلى كنائس أخرى تبعد آلاف الأميال عن تلك الكنائس على أن تتم رسامة كهنة جدد للكنائس التى أبعد كهنتها أو جلب كهنة لتلك الكنائس موالين للبابا وحرسه الجديد لضمان السيطرة على منابع التمويل، ولم يفت البابا أن يعيد كل من حرمهم البابا شنودة من الأساقفة والكهنة إلى الخدمة بالكنيسة من جديد مثل الأنبا دانييل أسقف سيدنى.
كل هذا إضافة إلى أن فساد بعض أساقفة المهجر الروحى والمادى والأخلاقى أدى إلى اشتعال نار الفتنة والثورة والتمرد على البابا وحرسه القديم فلقد فات البابا أمر مهم وهو أن طبيعة أقباط المهجر تختلف عن طبيعة أقباط الداخل.. فأقباط المهجر مانحون وداعمون للكنيسة الأم مادياً ولن يقبلوا أو يرضوا بفساد كنائسهم التى عكفوا سنوات على بنائها وتنميتها عكس أقباط الداخل الذين ينتظرون الفتات الساقط من مائدة الكاتدرائية ويرضخون للقرارات البابوية مجبرين وليسوا مخيرين، كل ما ذكرناه سلفاً سوف نجده متجسداً فى أحداث التمرد على البابا وحرسه الجديد فى الكنائس القبطية فى كل أنحاء العالم.. فإلى الأحداث.
∎ الثورة فى نيو جيرسى
تتصدر نيو جيرسى الأحداث والتى كانت ذروتها وتفجرت يوم الأحد الماضى فلقد كانت الولايات المتحدة أولى محطات البابا التى خلط فيها الأوراق وأعاد توزيعها من جديد للسيطرة على منابع التمويل، حيث إن الأقباط فى أمريكا يشكلون فى مجموعهم أكبر إيبارشيات الكرازة المرقسية ولقد بدأ البابا الصدام فى أمريكا بالأنبا مايكل أسقف فيرجينيا الذى رسمه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث أسقفاً على فيرجينيا وتوابعها والأنبا مايكل أسقف محبوب من شعبه، ويرجع الفضل له فى تأسيس كنائس كثيرة فى فيرجينيا ونيوجيرسى ونيويورك، وهو ما يعنى ثراء إيبارشية فيرجينيا، وهو ما أغرى البابا لمحاولة ضمها إلى المناطق التى يشرف عليها مباشرة عن طريق نائب بابوى غالبا ما يكون راهبا من أتباعه، ولذلك قرر فى آخر اجتماع للمجمع المقدس أن الأنبا مايكل أسقف عام وليس أسقف إيبارشية ومن ثم يمكن نزع ولاياته على إيبارشيته وتعيين أسقف آخر بدلاً منه أو نائب بابوى، ولكن أساقفة كثيرين فى المجمع استنكروا ما يريد أن يفعله البابا لأن جميعهم سيكونون معرضين لنفس المصير فقرر البابا جمع ترشيحات من فيرجينيا تؤيد ولاية الأنبا مايكل عليها، وهو ما أثار سخرية المجمع فالبابا يطلب ترشيحات لأسقف هو بالفعل أسقف الإيبارشية وتم تجميد الموقف، ولكن البابا لم يستسلم، بل قام بنقل وتعيين بعض القساوسة فى إيبارشية الأنبا مايكل دون أخذ رأيه، وهو ما يمنعه القانون الكنسى فقام البابا بتعيين القس دوماديوس صرابامون رزق الكاهن فى كنيسة مارمرقس التى بها القمص بيشوى أندراوس والذى يقود حملة شعواء ضد الأنبا مايكل بتكليف من البابا، وتم تكليفهما بتشييد كنيستين: الأولى فى سبرنجفيلد فرجينيا، والأخرى فى شانتيلى فرجينيا وهى تابعة للأنبا مايكل، حيث سيخدم القس تادرس صليب الذى تخصص فى إطلاق الأكاذيب على الأنبا مايكل، وأصدر البابا قرارا بتشكيل لجنة من الأنبا كاراس، الأسقف العام والنائب البابوى بأمريكا، للإشراف على كنيسة العذراء بنيوجيرسى وتضم كلا من القمص إبرام سليمان، كاهن كنيسة العذراء بنيوجرسى، والقمص مويسيس بغدادى، كما أصدرا قرارا بتجميد عمل مجلس كنيسة القديس أبانوب والأنبا أنطونيوس فى بايون بأمريكا وتعيين القمص هدرا بسادة فى كنيسة العذراء والأنبا إبرام فى سنت لويس ميسورى، وإعلان كنيسة مارمرقس تابعة للبابا علماً بأن مؤسسها هو الأنبا مايكل وأخطر المقر البابوى كهنة نيوجيرسى بنزع ولاية جيرسى من الأنبا دايفيد الذى كان أسقفا عاما ل 6 ولايات ومركزه الأساسى جيرسى سيتى حيث يوجد المقر البابوى فى شمال أمريكا. وتعيين الراهب القمص سيرافيم السريانى نائبا بابويا لشمال أمريكا فى الولايات التى تم نزعها من الأنبا دايفيد والمعروف أن مقر البابا يقع فى مدينة سيدرجروف بولاية جيرسى.
وهكذا سادت ولايات شمال أمريكا حالة من الغضب العارم وفى أجواء حزينة لاقتطاع نيو جيرسى منه تمت مراسم تجليس الأنبا دايفيد أسقفا لنيويورك وليس نيوجيرسى مركز المقر البابوى، والطريف أنه كان من بين الحضور نيابة عن البابا القمص سيرافيم السريانى الذى عهد له البابا بمهمة النائب البابوى لنيوجيرسى ومشرفا على كنائسها والمقر البابوى الذى يقيم فيه الأنبا دايفيد، ولكن الشعب لم يتقبل القمص سرافيم كنائب بابوى وتم استبداله بالأنبا كاراس الأسقف العام، أما ما فجر ثورة أقباط بايون فى نيو جيرسى فهو نقل كاهن كنيستهم القس جورج جريس والذى يرتبط بعلاقات من الود والحب بشعب الكنيسة، وتم إرسال فاكسات للبابا لعودة الكاهن المبعد، ولكن دون جدوى فقرر شعب الكنيسة منع الأسقف من الصلاة يوم الأحد الماضى وهو ما جعل الأسقف يصعد مع الشعب ويتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور وحضر الأسقف إلى الكنيسة وسط حراسة كثيفة من الشرطة وبدأ القداس فى أجواء ملتهبة وانتشر رجال الشرطة داخل الكنيسة وحول الهيكل، وأحيط الأسقف ببودى جاردات أثناء أداء الطقوس ولكن فجأة قرر الشعب توقيف الأسقف عن تكملة الصلاة وهنا اشتعلت الأجواء وتم التشابك بالأيدى بين كهنة الكنيسة والشعب وأمر الأسقف الشرطة بالقبض على ثلاثة من المصلين، بينما أصيب العديد من أفراد الشعب بينهم سيدة تدعى مريم عادل عزيز، حيث قام القس موسيس بغدادى بالتعدى عليها بعنف شديد حتى فقدت الوعى وتم نقلها عن طريق الإسعاف إلى المستشفى للعلاج، وقام زوجها بتحرير محضر ضد الأسقف والكهنة مشفوعاً بشهادة ثلاث سيدات من شهود العيان تؤيد ما جاء بأقوال الزوج من حدوث اعتداء على زوجته، والسؤال الذى تداوله الشعب فى الكنيسة: هو هل يدفع الشعب التبرعات للكنيسة حتى تنفقها على حراسات خاصة تعتدى على الشعب؟ وحتى كتابة هذا التحقيق مازالت الأجواء مشتعلة وسط اتخاذ الأسقف والكهنة والمعتدى عليهم الإجراءات القانونية وتباشر الجهات المختصة التحقيق فى الواقعة فى ظل صمت المقر البابوى والناطق الرسمى باسم الكنيسة عن إصدار أى تصريحات فى هذا الشأن.
∎ الكينج يسيطر فى كندا
«الكينج» هكذا يطلق أقباط كندا هذا الاسم على القمص أنجيلوس سعد فهو الرجل الأقوى فى كل كنائس كندا وصاحب القرار النافذ فى كل الأمور فهو يسيطر على دائرة بيزنس دولية بمعاونة كل من القس فلوباتير جميل والقس متياس نصر بطلى واقعة ماسبيرو الشهيرة والهاربين إلى كندا، فالكينج وأبطال ماسبيرو يديرون شبكة من المؤسسات والجمعيات الخيرية والتى تدعى زوراً وبهتاناً مساعدة فقراء الأقباط ومنكوبى حكم الإخوان ويقومون بعمل بحوث اجتماعية لفقراء الأقباط خاصة فى الصعيد عن طريق وسطاء لهم بالداخل لجلب الدعم المالى من الحكومة الكندية ومن المؤسسات الأهلية، هذا الدعم الذى يبلغ الملايين من الدولارات لا يصل منه إلى الفقراء سوى بطانية رديئة الصنع لكل أسرة لتنتفخ جيوب الكنج وتابعيه، وهناك شبهة غسيل أموال تحوم حول الكينج فمن عجائب الرجل الأقوى فى كندا أنه يقوم بجمع التبرعات لفقراء إثيوبيا وكأن مصر خلت من الفقر والفقراء ويتم إرسال تلك التبرعات متضمنة الأموال المطلوب تبييضها حيث تنعدم الرقابة على غسيل الأموال فى إثيوبيا ويدير تلك العمليات هناك الراهب سدراك الأنبا بيشوى والذى يريد البابا إزاحته فأرسل الأنبا بيمن أسقف نقادة إلى هناك فى محاولة للإحلال والسيطرة، وفى كل الأحداث التى تحدث فى كندا فتش عن الكنيج فهو من أشار على البابا برسامة الأنبا مينا أسقفاً لمسيسوجا وهى مقر تمركز الأقباط فى غرب كندا، وهو الرجل الذى أتى خصيصاً لجمع التبرعات وما يشوبها من عمليات فساد ولقد ضجر شعبه منه فالأسقف لا يقابل أحدًا من الشعب ولكنه يكتفى بالصفوة حتى القداس لا يصليه! والكينج هو أيضا من يقف وراء خلو مونتريال من كاهن يريده الشعب وأرسل للبابا ترشيحات لسيامة هذا القس وهو جابى ثروت والذى بسببه كان يتعنت البابا فى رسامته قساً ومع إصرار الشعب قرر الكينج التخلص من جابى ثروت فأشار على البابا برسامته قساً وإرساله إلى الخدمة فى أفريقيا، وهو ما كان، وفى زيارة البابا الأخيرة إلى كندا قرر الشعب أن يواجه البابا بفساد الكينج والكنيسة فى كندا ولكن هيهات فالكينج اتخذ من زيارة البابا (سبوبة) وأقام العديد من الحفلات على شرف استقبال البابا وتم من خلالها جمع التبرعات وكانت أسعار تذاكر الدخول لتلك الحفلات تتراوح بين 200 و300 دولار للفرد وتم عمل سور حديدى حول البابا ومنع الشعب من مقابلته لتظل كندا تغلى فوق صفيح ساخن!
فرنسا
إن مؤشرات الأجواء فى باريس تفضى إلى أن هناك تمرداً وانفجاراً كبيراً على وشك الحدوث فنفس السيناريو الذى حدث فى نيوجيرسى يتكرر بكل تفاصيله مع تغيير الأشخاص، وبطل الأحداث هنا هو القمص اليشع البراموسى كاهن كنيسة الملاك ومارجرجس بحى فيل جويف بباريس وهو صاحب الشعبية الكبيرة بين أبنائه من شعب الكنيسة، ولكن فجأة قرر البابا الإطاحة به ورسامة أسقف جديد لباريس وتم تشكيل لجنة من 36 فرداً من شعب الكنيسة من الموالين للبابا واجتمعوا خلسة فى أحد الفنادق الخمسة نجوم بباريس لإصدار بيان يناشدون فيه البابا برسامة أسقف جديد ورجوع القمص اليشع إلى ديره، ولأن الرجل ليس ذا باع فى المؤامرات فقد قرر الرجوع إلى القاهرة والإقامة بدير البراموس بيته الأصيل، وهو ما جعل شعب الكنيسة يستشيط غضباً ورفضوا توصيات لجنة ال 36 وطالبوا البابا بعودة القمص اليشع فما كان من البابا إلا أن شكل لجنة لبحث الأمر - الذى لا يستدعى بحثا - من الأنبا كيرلس أسقف ميلانو والنائب البابوى والأنبا لوكا الأسقف العام والقمص يوسف منصور كاهن بهولندا، وما إن وطئت اللجنة الكنيسة فى باريس حتى قوبلت بعاصفة من الهجوم على البابا وتمسك الشعب بالكاهن وقررت اللجنة عرض الأمر على البابا لاتخاذ ما يراه والذى بدوره علق الموضوع وسط تظاهرات الشعب فى باريس مطالبين بعودة القمص اليشع ومهددين بإغلاق الكنيسة فى حاله عدم عودته، هذا وقد وقع مئات الأقباط على مذكرة رسمية تطالب بسرعة عودة الراهب اليشع البراموسى، وبدأ الأقباط فى كنائس أخرى فى جمع توقيعات مماثلة، وقد التقى وفدا من أقباط فرنسا البابا تواضروس فى النمسا فى مقابلة استمرت 45 دقيقة ووعدهم البابا خيرا.
هولندا
غضب وحزن يجتاح الشباب القبطى فى هولندا عقب زيارة البابا لها فلم تعد سياسة غلق الأبواب التى يتبعها البابا تواضروس الثانى مقصورة على اجتماعات الأربعاء أو فى زيارته للإسكندرية أو فى أى لقاء والتى يرفض فيها التواصل والرد على أسئلة الحاضرين وربما شكواهم باعتباره البابا الراعى والمسئول عن الرعية، ولكنه اصطحب تلك الأبواب المغلقة معه إلى هولندا، بل جعلها تسبقه حيث أعلن رفضه دخول عامة الشعب لمؤتمر هولندا حتى لا يلتقى الأقباط من كنائس أوروبا الذين يعانون من شكاوى مربكة لقداسته خاصة من أقباط باريس ومارسيليا واليونان وغيرها، نص فى الدعوة الرسمية أن المنع لأسباب أمنية ولم يعط البابا فرصة حتى للأقباط العاديين الذين بلا شكاوى لكى يلتقوا به راعيا وليس رئيسا لمؤسسة.
∎ سيدنى - أستراليا
تعتبر سيدنى هى النموذج الفج لسياسة البابا تواضروس لمحو كل آثار عهد البابا شنودة فلقد قام قداسته بالعفو عن كثير من الكهنة والأساقفة الذين تم حرمانهم فى عهد البابا شنودة دون ذكر الأسباب، وهو ما حدث مع الأنبا دانييل أسقف سيدنى بأستراليا فسيدنى من أكبر الكنائس القبطية فى العالم وتضم أكثر من 250 ألف عائلة أى ما يتعدى المليون نسمة، ومن نوافل القول التحدث عن مخالفات الأنبا دانييل المالية والعقائدية وهو المتورط أيضاً فى التحالف مع روافد الجماعة الإرهابية، وهو الأمر الثابت بالمستندات فالتفاصيل هنا لن تضيف جديدا فلقد استدعاه البابا شنودة الثالث قبل رحيله بتاريخ 30 / 12 / 2008 وأرسله إلى الدير ليقضى فيه باقى حياته كراهب عقاباً له على إجمالى مخالفاته، وأصبح أمر عودة الأنبا دانييل إلى سيدنى مرة أخرى فى طى النسيان وأوكل البابا شنودة شئون سيدنى لبعض كهنة المدينة الذين يأتمنهم على الكنيسة.. ورحل البابا شنودة وكانت كبرى المفاجآت أن قام الأنبا باخوميوس - شفاه الله وعفاه - وكان وقتها قائمقام البابا بإرسال لجنة من ثلاثة أساقفة برئاسة الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة حينذاك إلى سيدنى بصحبة الأنبا دانييل لإعادة تجليسه مرة أخرى على كرسيه بأستراليا، وهو الأمر المستغرب فلماذا إذن عزله البابا شنودة إن كان دانييل لا غبار عليه؟ فهل كان البابا شنودة رجلاً مستبداً؟ وإن لم يكن الأمر كذلك فما هى الأسباب التى أعاده بسببها الأنبا باخوميوس وباركها البابا تواضروس؟ والحقيقة فالبابا شنودة لم يكن مستبداً فدانييل يستحق عقابه، بل لعل البابا شنودة كان رحيما معه، كما أن البابا تواضروس لا يرى فيه الحمل الوديع ولكن دانييل سوف يحفظ الجميل للبابا ويعلى من شعبيته فى مدينة من أكبر مدن الكنيسة وهو ما سوف يكون له تبعيات من دعم سيدنى للبابا بكل ألوان وأطياف الدعم ولعله لا ضير فى هذا أن تتجمع الرعية كلها تحت عصا راعيها ولننسى ما بدر من دانييل وعفا الله عما سلف، ولكن هل بدأ دانييل عهدا جديداً يصلح فيه ما أفسدت يداه؟ بالطبع لا لينطبق عليه قول القديس بطرس الرسول «كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ، وَخِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ» (2بط 2 :22) ارتكب أسقف سيدنى كل المخالفات التى يمكن أن تطالها يداه واستبد فى التعامل مع الشعب حتى وصل الأمر لمحاولته قتل رئيس تحرير إحدى الصحف التى تصدر بالعربية فى سيدنى ويشن ضد الأسقف حملة لكشف فساده، والأمر متداول أمام القضاء الآن.. تعددت الشكاوى وعرائض التظلمات التى أرسلها شعب سيدنى لقداسة البابا، ولكن البابا فرض سياجا حديديا من حوله مبكراً يمنع صرخات المستضعفين أن تصل إليه، وكانت الطامة الكبرى حيث قرر دانييل رسامة ثلاثة من القساوسة من تابعيه والذين يرفضهم الشعب فمن المتعارف عليه كنسياً أن الشعب هو من يختار راعيه، فالشعب هو من يرشح من يراهم يستحقون الكهنوت وما على الأسقف إلا أن يقيم من اختاره الشعب «انْتَخِبُوا ..... فَنُقِيمَهُمْ» (أع 6 :3) ولكن البابا تواضروس بمجرد أن اعتلى الكرسى الباباوى حتى شرع فى تغيير لائحة الكهنة باللائحة رقم 21 لسنة 2012 والتى جعل فيها (الترشيح يتم من قبل كهنة الكنيسة بالأغلبية بخطاب موجه للرئاسة الدينية «الأسقف». ويتم أخذ موافقة أعضاء مجلس الكنيسة بالأغلبية بخطاب موجه للرئاسة الدينية. ثم يُقيم المرشحون للكهنوت من قبل لجنة تسمى لجنة تقييم المرشحين وهى لجنة يشكلها الأب الأسقف من سبعة آباء كهنة وبعد ذلك تعرض أسماء المرشحين على مجمع التزكيات للكنيسة، التى سيتم بها التصويت والمجمع يتكون من الأفراد الذين لهم حق عملية التصويت فى انتخابات الكاهن أو أعضاء مجلس الكنيسة أو أمين عام الخدمة بالكنيسة وتمنح مدة 15 يوما كمهلة زمنية لمن لديه ملاحظات أو اعتراضات على المرشحين لتقديمها بالطريقة التى تحددها لجنة تقييم المرشحين مع مراعاة السرية وتقوم لجنة تقييم المرشحين بفحص الاعتراضات والملاحظات المقدمة وتقديم توصياتها) مادة 4 وبالطبع ترفض كل الاعتراضات إن سمح بها ولم يكتف فدنييل باستخدام سلطاته بإقامة الكهنة الثلاثة ككهنة عموم، بل ألغى طقس اعتراض الشعب على المرشح للكهنوت وهو الطقس الذى كان يتم أثناء صلاة رسامة الكاهن.
ألمانيا
الأنبا ميشائيل أسقف ألمانيا من الحرس الجديد الذى قام بسيامته البابا والأنبا ميشائيل هو الرجل الذى يرفضه شعبه عن بكرة أبيه، ويرجع ذلك إلى أن معظم الأقباط فى المانيا يدخلون إليها بطرق غير شرعية ولا يجدون مكاناً للإيواء غير الكنيسة.
∎ أين الدولة؟
لا يمكن لنا النظر إلى انشقاقات الأقباط فى الخارج على أنه أمر كنسى بحت، فحقيقة الأمر أن ما يحدث من تمرد على البابا هو قضية أمن قومى فتعداد الأقباط فى الخارج بالملايين والكثيرون منهم من أصحاب النفوذ وهم فى مجموعهم يمثلون امتداداً لقوة سياسية ناعمة تستطيع أن تعمل لصالح البلاد إذا ما أحسن استغلالها، وخير دليل على ذلك موقفهم أثناء زيارة الرئيس السيسى إلى الأمم المتحدة فهل لنا أن نتنبه إلى خطر يحيق ببعد من أبعاد الأمن القومى والعمل على استقرار كنائس المهجر شاء البابا أم أبى، خاصة أن هناك جيتوهات قوية فى الخارج تعمل ضد المصالح المصرية مثل الجيتو اليهودى والجيتو الإخوانى؟!∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.