إذا درست فى مصر سأختار كلية العلوم.. وتخصص الهندسة البيولوجية حلمى 18 عامًا فقط، هو عمر الفتاة المصرية ياسمين يحيى، بنت محافظة دمياط، التى أصبحت ملء السمع والبصر محليًا ودوليًا، بعدما قرر ت وكالة ناسا لعلوم الفضاء إطلاق اسمها على كويكب اكتشفته مؤخرًا، وأصبحت تحمل لقب «فتاة الكوكب»، وهو ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى لقاءها وتكريمها. العالمة المصرية الصغيرة التى توفى والدها قبل سنوات، وتعيش بصحبة والدتها ربة المنزل بقرية كفر المنازلة، هى أول مصرية وعربية تحصد المركز الأول فى معرض «إنتل أيسف» للعلوم والتكنولوجيا بأمريكا، وذلك عن مشروعها «طاقة قش الأرز». ولا تزال ياسمين طالبة فى الصف الثالث الثانوى بمدرسة المتفوقات فى العلوم والتكنولوجيا، وهى مدرسة حكومية تحظى بدعم أمريكى، وتهتم بتطوير الجانب الإبداعى لدى الطلاب. تقول ياسيمن ل«الصباح» إن لقاءها مع الرئيس تضمن عرضها لمشكلات البحث العلمى التى تواجه الطلاب فى مصر، موضحة أن الرئيس استمع للمشكلات التى روتها له بمنتهى الدقة وناقشها بجدية تامة، وعرض عليها مشكلة كبيرة تواجهها الدولة تتعلق بالتكاليف، وأن كل مواطن مصرى يكلف الدولة 10 آلاف جنيه يوميًا. ابتسامة جميلة غلبت على وجه ياسمين، وهى تروى أن الرئيس هنأها بالجائزة التى حصلت عليها، وحثها على استكمال مسيرتها العلمية حتى تحقق إنجازات أعلى للدولة، على المدى البعيد، ونقلت شعورها، خلال تلك اللحظة التى ثمن الرئيس فيها جهودها، بأنها كانت تشعر برضا تام عن مشروعها وفكرتها. وتابعت ياسيمن، «حالة من الصدمة انتابتنى عند رؤية طلب صداقة من عصام حجى، عالم الفضاء المصرى الأمريكى»، تروى ياسمين أنها لم تتردد ثانية واحدة فى قبول طلب الصداقة، وأعقب ذلك رسالة وصلتها عبر بريدها الإلكترونى من حجى، بتهنئتها وتشجيعه لها، وتأكيد إيمانه بموهبتها التى مكنتها من الفوز بالمركز الأول. وتشرح النابغة المصرية، أنه وعلى الرغم من العرض المغرى الذى قدمته لها إحدى الشركات الأمريكية لتطبيق مشروع بحثها، إلا إنها رفضت قبوله لأنها ترغب فى تطبيقه فى مصر، وقطعت عهدًا على نفسها بذلك، مهما كانت المغريات. العهد السابق، لا يتناقض بالطبع مع رغبة ياسمين فى استكمال دراستها فى أمريكا، بحسب رأيها، وتحديدًا فى مجال الهندسة البيولوجية، واستدركت «لو فكرت فى استكمال دراستى فى مصر فسأختار كلية العلوم، لأنها الأقرب لميولى وهواياتى». لحظات حلم قصير جدًا، لكنه بطول مستقبل كامل، تداعب خيال ياسمين، إذ ترى فيه نفسها، متخصصة فى علوم الهندسة البيولوجية فى إحدى جامعات الولاياتالمتحدة، فى رحلة تمتد لعشر سنوات، ثم تعود إلى مصر بتفوق كبير لتؤسس معملًا طبيًا على طراز علمى عالمى. حالة من اليقظة لا تطفئ الحلم الجميل، تنعش ياسمين لتضيف «كل المحيطين بى منذ صغرى، يروا اهتمامى الشديد بالطب ويريدوننى طبيبة، لكنى قررت أن أخدم البشرية كلها، فى مجالات الطب أيضًا، من خلال دراسات الهندسة البيولوجية، فعلى سبيل المثال، هذا العلم يمكن أن يقود إلى مشروع للكشف عن مرض السكر فى الجسم عبر عينة من لعاب المريض، بدلًا من عينات الدم».