خبير سياسى: الهدف شغل السودانيين عن أزماتهم الداخلية وفشل الحوار الوطنى السودانى الخارجية السودانية تساعد فى إشعال الأزمة بين الشعبين حملات تحريض شعبية ودعوات لطرد المصريين أزمة جديدة أثيرت بين المصريين والسودانيين بسبب صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى قيل أنها لسودانى يسمى «زكريا» تم تعذيبه بأحد السجون المصرية إثر احتجازه بعد الاشتباه فى أثناء وقوفه أمام «صرافة» وتم احتجازه فى قسم عابدين، وبعد عودته للسودان دخل مستشفى الأمراض النفسية إثر الحادثة، بحسب المتداول. الأزمة تفاقمت بشكل يدعو للحذر وضرورة التحرك السريع من قبل الأجهزة المعنية، خاصة بعد انتشار لافتات على محال العاصمة الخرطوم تحذر من دخول المصريين والتعامل معهم، وذلك بعد بيان السفارة السودانية بمصر وتنديدها بالأمر، وكذلك بيان الخارجية السودانية الذى تحدث عن أن هناك 5 حالات تعرضوا للاحتجاز فى مصر.. وسلمت سفارة الخرطومبالقاهرة مذكرة لوزارة الخارجية المصرية الأسبوع الماضى بشأن توقيف مواطنين سودانيين بالقاهرة، وقال السفير رشاد فراج الطيب، القائم بأعمال السفارة بالإنابة، إن الجانب السودانى طلب من الخارجية المصرية التحقيق فى تلك التجاوزات ووقفها فورًا، مشددًا على ثقته فى استجابة الدولة المصر. دعوات أخرى تضمنت عبارات تحريضية لطرد المصريين العاملين فى السودان من الفنادق والشركات والمحال كرد على ما قالوه بأن الإهانات التى توجه للسودانيين داخل مصر لا بد من الرد عليها، واتخاذ موقف حاسم، كما تضمنت أيضًا دعوات وقف السفر لمصر للعلاج أو العمل أو التجارة أو السياحة كرد على الحادثة. الحملات التى انطلقت جددت معها الكثير من الأمور الشائكة بين البلدين منها أزمة حلايب وشلاتين، وكذلك اتفاقيات الحريات الأربع، ومواقف تاريخية بين البلدين، مما يوحى بأن هناك حملة منظمة فى هذا التوقيت الحرج بين البلدين. من جانبه قال الدكتور أيمن شبانة الخبير بالشئون الأفريقية بجامعة القاهرة، أن هذه الأزمة مفتعلة ومبالغ فيها بشكل كبير، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المتسبب فى تلك الأزمة فى مصر. وأضاف شبانة أن الدافع وراء هذه الأزمة هو صرف نظر الشارع السودانى عن الأزمات الداخلية فى السودان، والمتمثلة فى عدم نجاح مسيرة الحوار الوطنى الداخلى، وكذلك الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها السودان وأزمة الجنوب، وهو ما دفع بالموالين للنظام هناك وبعض المؤيدين لجماعة الإخوان والمعادين لمصر بمحاولة تعكير المشهد بين الشعبين. وتابع شبانة أن موقف السودان فى سد النهضة والحديث عن حلايب وشلاتين بأنها أرض سودانية، يؤكد محاولة إشغال الرأى العام السودانى من أجل استمداد شرعية بقائه خاصة وأن هناك أزمات تهدد بالإطاحة به. شبانة شدد على أن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الدعوات، إلا إذا تبنى النظام السودانى هذا الأمر بشكل رسمى وفى هذه الحالة ستتفاقم الأزمة فعليًا، إلا أنه مستبعد أن يعلن النظام السودانى عن ذلك الموقف. من جانبه أيضًا قال الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام الإستراتيجى، أن هذه الحرب ابتدرتها السفارة السودانية فى القاهرة عبر إصدارها بيانًا عامًا بلغة فضفاضة أشارت فيه إلى احتجاجها على ما تقول إنه إساءة معاملة للأشقاء السودانيين فى مصر، وأن الخارجية السودانية أيضًا لحقت هذا الأمر ببيان يحمل نفس المضمون مع التلويح بأن هناك إجراءات تتخذ إذا لم تتم معالجة الأمر، وهو الأمر الذى ساعد فى اشتعال هذه الحملة الكبيرة. وتابع رسلان أن ما تضمنه البيان بأن هناك 5 حالات تم توقيفها والتحقيق معها هو أمر عادى قد يحدث مع أى جنسية فى أى دولة إلا أن الحالة التى تم تداولها على أنه تم تعذيبه هى ما تستحق المساءلة لكن ليس بهذا الشكل، الذى يبدو أنه يراد منه النزول إلى مستوى العلاقات الشعبية التى يمكن أن تدمر العلاقات بين الشعبين، خاصة أنه فى العادة علاقات الشعوب لا تتأثر بشكل كبير بمواقف الحكومات وبعضها. وأشار رسلان إلى أن الحديث عن اتفاقيات الحريات الأربع وهى «الإقامة والتنقل والتملك والعمل» التى تم توقيعها، أنه فى عام 2004، لم ينفذها السودان خاصة وأنه لا يسمح بالتملك للمصريين هناك حتى الآن فيما تنفذها مصر مع الجميع، وتابع رسلان أن تعامل الخارجية المصرية مع الأزمة كان بطيئًا وفاقدًا للإحساس بالزمن وبخطورة ما يجرى وما قد يترتب عليه، وكانت تصريحات المتحدث باسم الخارجية فى بداية الأزمة فارغة من أى مضمون محدد سوى الكلام العام والشعارات التى لا تغنى ولا تسمن جوع، الأمر الذى ساهم فى تمدد الأزمة باعتباره نوعًا من التهرب.