القاتل: «كريم» ضايق صاحبتى ورفض تحذيراتى فقتلته وألقيت جثته فى النيل «علمت بأنه على علاقة بصديقتى، وأنه يضايقها، حذرته أكثر من مرة، وطلبت منه الابتعاد عنها، وعندما رفض الانصياع، قررت الانتقام منه، وتلقينه درسًا حتى يكون عبرة لغيره، فاستعنت بباقى أصدقائى، وقتلته وألقيت بجثته على كورنيش النيل». قد يعتقد البعض أن هذه الكلمات لرجل عبث الشيطان بمسيرته، فقاده إلى طريق الضلال، لكن الكثيرين قد يشعرون بالصدمة حين يعلمون أن تلك الكلمات لصبى يدعى «صبحى»، لا يزيد عمره على 15 عامًا فقط، حاصل على الإعدادية، قتل صديقه «كريم»، الذى يبلغ عمره هو الآخر 15 عاما. يقول صبحى فى اعترافاته أمام النيابة: «كان كريم زميلى فى المدرسة، وكنا أصدقاء، حيث كنا نقوم سويا بمعاكسة الفتيات عقب خروجنا من المدرسة، لكنه دائما كان أنانيًا فكان يتعرف على كل البنات الحلوة، ويرفض إعطائى أرقام هواتفهن المحمولة، رغم أننى كنت عندما أتعرف على فتاة، أعطيه رقم هاتفها، فحدثت بيننا خلافات ومشاجرات بسبب الفتيات وابتعدت عنه». ويضيف: «فى أحد الأيام، اتصلت بى صديقتى، التى كنت قد تعرفت عليها من خلال أحد اصدقائى، وقالت لى إن كريم يتصل بها ويقوم بمضايقتها ويهددها بفضح علاقتها بى، وأنه سيخبر والدها بذلك فى حالة عدم رضوخها له والخروج معه، فذهبت أنا إلى كريم، وقابلته، وطلبت منه الابتعاد عنها وعدم التعرض لها مرة أخرى، إلا أنه سبنى، وقال لى متحديًا بأن أفعل ضده أقصى ما أستطيع.. هنا قررت الانتقام منه، واستعنت بثلاثة من أصدقائى، وطلبته عبر الهاتف المحمول لمقابلته، وعندما جاء انهلت عليه بالطعنات، وقمت أنا وأصدقائى بلف الجثة وإلقائها بالهيش المجاور لكورنيش النيل». كانت البداية بلاغًا تلقاه مأمور قسم شرطة حلوان من عامر شوقى (38 سنة)، مندوب مبيعات بشركة إيجيبت فودز، بعثوره على جثة بمنطقة الهيش الملاصقة لطريق كورنيش النيل. وبالانتقال والفحص تبين أنها جثة صبى مجهول الهوية فى العقد الثانى من العمر، ملفوفة بقطعة من القماش، وبها العديد من الطعنات. تم تشكيل فريق بحث برئاسة المقدم شريف فيصل، رئيس مباحث حلوان، حيث أسفرت جهود البحث عن تحديد شخصية المجنى عليه، وتبين أنه يدعى كريم فتحى (15 سنة)، حاصل على الإعدادية، ومقيم فى دائرة قسم شرطة المعصرة، وهناك محضر محرر بشأن غيابه، برقم 13 أحوال قسم شرطة المعصرة بتاريخ 23 سبتمبر. ووردت معلومات أكدتها التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة كل من صبحى محمد مصباح (15 سنة)، عامل، وحسام محمد عبد السلام (16 سنة)، طالب، وكريم هاشم أحمد (16 سنة)، طالب، ومصطفى عماد عبد الرحيم (16 سنة)، طالب، ومحمد أشرف محمود (16 سنة)، طالب. وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة، تمكن المقدم شريف فيصل، رئيس المباحث، من ضبطهم، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترف صبحى بأنه استعان بباقى المتهمين لاستدراج «كريم» لوجود خلافات بينهم، وفور وصولهم تعدى على صبحى، وأحدث إصابته بكدمات فى الوجه، فقام صبحى بالتعدى عليه محدثًا إصابته المشار إليها، والتى أودت بحياته واستولوا على هاتفه المحمول، ثم لفوا الجثة بقطعة من القماش، ونقلوها فى «توك توك»، ثم تخلصوا منها فى المكان الذى تم العثور فيه على الجثة.