مزارع النخل والبحور الرملية والخارجة والداخلة وقرية الجديدة وغرب القصر وأبو منقار وشرق الفرافرة.. أبرز المواقع الإرهابيون بالصحراء الغربية: عناصر «بوكو حرام » وأعضاء هاربون بخلية هشام عشماوى مع زيادة شدة الضربات التى توجهها القوات المسلحة للجماعات الإرهابية فى سيناء، فى إطار عملية «حق الشهيد» التى ينفذها الجيش المصرى منذ عدة أيام وأسفرت عن قتل واعتقال مئات العناصر الإرهابية، لجأت تلك التنظيمات إلى الحدود الغربية فى محاولة للتسلل إلى داخل مصر من أجل تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية. وحذر الخبراء مرارًا من خطورة الحدود الغربية لمصر، لا سيما مع بلوغ طولها ألف كيلومتر، ما يعنى صعوبة السيطرة عليها بشكل كامل، وزادت خطورتها بعد سيطرة الجماعات الإرهابية فى مناطق كثيرة فى ليبيا، قريبة من تلك الحدود، مثل سرت ودرنة ومناطق أخرى، فضلا عن دخول عناصر تنظيم «بوكو حرام» الشهر الماضى إلى مدينة سرت الليبية. وجاءت مطاردة الإرهابيين فى موقعة الواحات، التى توارت فعالياتها الكبيرة ونجاح أجهزة الأمن فى توجيه ضربات استباقية، خلف الخطأ الذى أسفر عن مقتل عدد من السائحين المكسيكيين. وحسب تحقيقات الأمن التى نشرت بشأن تواجد عناصر إرهابية فى منطقة الواحات، فإن المجموعات التى تواجدت هناك تابعة لأنصار بيت المقدس، وكانت متورطة فى خطف الرهينة الكرواتى وتسليمه لتنظيم داعش الإرهابى الذى ذبحه، وأنهم كانوا يخططون للقيام بعمليات أخرى خلال الفترة المقبلة. وحسب المعلومات التى توصلت إليها «الصباح» من مصادر مطلعة، كانت تلك العناصر هاربة من شمال وجنوب سيناء إثر الحملة الكبيرة التى تقوم بها القوات المسلحة. وكان من بينهم أفراد تابعون لخلية «هشام عشماوي»، المتهم فى أكثر من قضية إرهابية، منها اغتيال النائب العام هشام بركات، والذى تواصل مع حسن الكرامى، زعيم تنظيم «داعش» فى سرت، الفترة الماضية بشأن التنسيق مع العناصر الإرهابية هناك، وعناصر «بوكو حرام» الذين أقاموا معسكرات تدريبية فى سرت والمناطق القريبة من الحدود المصرية بحسب المصادر الليبية، التى أكدت تلك المعلومات، وهو الأمر ذاته الذى أوضحه اللواء حسام سويلم، الخبير الأمنى، الذى قال إن وجود العناصر الإرهابية فى الجانب الليبى يجعلها تضع أعينها على الجانب المصرى من خلال التنسيق مع تنظيم أنصار بيت المقدس الذى بايع الإرهابى أبو بكر البغدادى. وأوضح سويلم أن قدرة القوات المسلحة هى التى تحول بشكل كبير بين تواصل هذه التنظيمات مع بعضها البعض، وكذلك القضاء على العناصر الموجودة فى الداخل المصرى بسيناء أو الواحات الغربية. مصادر متخصصة بشئون الجماعات الإرهابية بليبيا رفضت ذكر اسمها، أوضحت أن منطقة الصحراء الغربية كانت ضمن أهداف التنظيم الإرهابى المتواجد بليبيا وأنه كان يقيم المعسكرات التدريبية خلال الفترة الماضية بمنطقة الكفرة وجبال سرت. وأضافت المصادر إلى أن التنسيق كان يتم بهدف خلق تمركز كبير للتنظيم بالصحراء الغربية ليكون ملاذًا للفارين من شمال وجنوب سيناء وكذلك لجلب العناصر من الجانب الليبى. وتشير المعلومات الأمنية إلى أن معظم العناصر الإرهابية فى الصحراء الغربية تتمركز بمنطقة سيوة والفرافرة والقرى الحدودية فى مطروح ومحافظة السلوم لقربهما من ليبيا، وإمكانية الهروب فى المساحات الجبلية، وكذلك إمكانية عبور الحدود إلى ليبيا من خلال الدروب الرملية الوعرة التى تسلكها تلك الجماعات. وكشف عدد من المصادر، أن من أهم مناطق التى تتمركز فيها تلك العناصر المسلحة هى «مزارع النخل فى الوادى الجديد، والأماكن التى زحفت الرمال عليها فتصحرت وهاجر معظم سكانها، بالإضافة إلى منطقة البحور الرملية، والمنطقة الجبلية بالفرافرة، والأجزاء المتطرفة من الواحات البحرية باتجاه ليبيا، ومنطقة غرب الخارجة والداخلة وقرية الجديدة وغرب القصر وأبو منقار وشرق الفرافرة كل هذه من الأماكن والقرى التى أصبحت شبه مهجورة بفعل زحف الكثبان الرملية وأصبحت العناصر المسلحة تستخدمها فى التدريب. وقال الدكتور صبرة القاسمى، الخبير فى الحركات الإسلامية، إن القوات المسلحة بدأت بحملة «حق الشهيد» لاسترداد حق شهداء الوطن وإجهاض العمليات التى تنوى «الجماعات المتطرفة فى سيناء» تنفيذها، وقامت بتصفية أغلب القيادات، وهو ما جعلها تتجه إلى الصحراء الغربية لإقامة تمركزات هناك خاصة أن قرب الحدود الليبية يساعدها فى نقل المخطوفين إلى الأراضى الليبية بالتنسيق مع الجماعات هناك، وكذلك جلب الأسلحة المتطورة عبر الحدود الليبية، والعناصر المتطرفة. وأوضح القاسمى أن تواجد العناصر الإرهابية فى الواحات يعود لفترة طويلة، إلا أن ظهورهم هذه الفترة يشير إلى احتمالية تواجد مجموعات أخرى على حدود السودان، خاصة أن هذه التكتلات تظهر فى عمليات «شد الأطراف» والتى تقوم بها بعمليات متزامنة أو متتالية فى المناطق المختلفة، كما أن وجود عمليات إرهابية للتنظيم فى القاهرة يرجع إلى فهم خريطة الإرهاب التى تشعبت وشملت ما يطلق عليه داعش وبقايا القاعدة الذين توزعوا فى أطراف متصلة مع بعضها بداية من سيناء ثم السويسوالقاهرة. وتابع القاسمى أن تواجد بعض العناصر أيضا بمحافظة البحيرة يشير إلى ذات الاستراتيجية خاصة أن البحيرة بها طريق صحراوى يربطها ب«سيوة والفرافرة ومطروح والسلوم»، وذلك بهدف الانتشار فى المحافظات الحدودية وجذب القوات الأمنية إليها، وهو ما يؤدى إلى تفريغ العاصمة، مؤكدا أن الأطراف الغربية تشهد أكبر النشاطات للتنظيم مثل حادثتى الفرافرة الأولى والثانية. وقال ياسر سعد، الجهادى السابق، إن العناصر الجهادية التابعة لجماعة أنصار بيت المقدس لا تمثل فئة أو جماعة واحدة، وإنما هى عبارة عن مجموعات كثيرة يتخللها عناصر من أبناء القبائل، مؤكدا أنه لولا ذلك الأمر لما تمكنوا من المكوث فى أى من هذه المناطق الحدودية من المحافظات المصرية وعلى الحدود الليبية. ولفت إلى أن انتشار الفكر المتطرف فى تلك المناطق ساهم فى انضمام أبناء هذه المناطق لصفوف تلك التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى أن عناصر تابعة لتنظيم «داعش» ليبيا استطاعت فى الفترة الماضية التسلل إلى الحدود المصرية لمساندة جماعة «أنصار بيت المقدس»، كما أن المجموعات التى انتقلت من سيناء إلى هناك طلبت الدعم من الجانب الليبى فكان التخطيط أن تتواجد تلك المجموعات فى الصحراء الغربية لسهولة الدعم. وأشار سعد إلى أن سبب الحادث الأخير والمطاردات التى حدثت بين الجيش والعناصر المسلحة، أن مسلحين اختطفوا أحد أبناء منطقة الواحات بغرب الجيزة، وهو صالح قاسم، من داخل منزله منذ عدة أسابيع، بسبب تعاونه مع القوات المسلحة وإدلائه بمعلومات عن العناصر المسلحة، وقتل اثنين من الأهالى أثناء التصدى لمحاولة اختطافه. وأكد سعد، أن مكان الحادث كان إحدى مناطق اختباء تلك العناصر الإرهابية واكتشفه بالصدفة أحد أهالى الواحات أثناء تواجده فى غرب الدروب الصحراوية. واتفق معه الخبير الأمنى العميد محمود قطرى، الذى أشار إلى اكتشاف مخازن سلاح فى مكان الحادث، وتبين من المعاينة أن المخازن تحوى بداخلها أسلحة وذخيرة وصواريخ وقنابل معدة للانفجار. وحذر من أن مناطق كثيرة بالصحراء الغربية أصبحت بؤرة للصراعات، فمن قبل تم ارتكاب حادثة الفرافرة وكانت علامة على وجودة نشاطات للعناصر المسلحة، بالإضافة إلى اكتشاف مخازن سلاح بمنطقة سيوة. وطالب قطرى بتغيير استراتيجية مواجهة الجماعات الإرهابية واتباع طرق جديدة للقضاء عليهم دون خسائر فى أرواح المدنيين.