توافد أبناء الجالية المصرية في كينيا وإثيوبيا للإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب    الولايات المتحدة تسجل أول وفاة لمصاب بسلالة جديدة من إنفلونزا الطيور    مصر تحصل على 250 مليون دولار لدعم مشروعات خفض الانبعاثات الصناعية    التعليم العالي: معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة دولية حول الهوائيات والميكروويف    معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة دولية حول الهوائيات والميكروويف نحو مستقبل مستدام    غنيم: خطة الصناعة لتحديد 28 فرصة استثمارية خطوة استراتيجية لتعزيز التصنيع المحلي    إنفوجراف| أهم ما جاء في مسودة خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا    غزة والسودان والاستثمارات.. تفاصيل مباحثات وزير الخارجية ونظيره النيجيري    وزير الرياضة يهنئ الحسيني بعد توليه رئاسة الاتحاد الدولي للسلاح    تشيلسي يتقدم على بيرنلي في الشوط الأول    انطلاق معسكر مغامرات نيلوس لتنمية وعي الأطفال البيئي فى كفر الشيخ    الأهلي ينعي نبيل خشبة أمين صندوق اتحاد كرة اليد    رسميًا.. لا يشترط وجود محرم للسيدات دون 45 عامًا خلال الحج    سحب 625 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    إصابة 4 أشخاص بنزلة معوية إثر تناول وجبة فاسدة فى الفيوم    ليست المرة الأولى لوقف إسلام كابونجا عن الغناء.. مصطفى كامل: حذرناه ولا مكان له بيننا    السيدة انتصار السيسي تشيد ببرنامج «دولة التلاوة» ودوره في تعزيز مكانة القرّاء المصريين واكتشاف المواهب    رمضان 2026 - أول صورة ل عمرو سعد من مسلسل "الريس"    قبل عرضه.. تعرف على شخصية مي القاضي في مسلسل "2 قهوة"    وزير الصحة يتفقد مشروع مبنى الطب الرياضي بالمعهد القومي للجهاز الحركي    علاج نزلات البرد، بطرق طبيعية لكل الأعمار    الرعاية الصحية: حماية صحتنا تتم من خلال طريقة استخدامنا للدواء    "رويترز" عن مسؤول أوكراني: أوكرانيا ستبدأ مشاورات مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين بشأن إنهاء الحرب    «من تركيا للسويد نفس الشبكة ونفس النهب».. فضيحة مالية تضرب شبكة مدارس تابعة لجماعة الإخوان    شهيد في غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان    حبس المتهمين بالاعتداء على أطفال المدرسة الدولية بالسلام 4 أيام على ذمة التحقيقات    قرقاش يدعو لوقف حرب السودان فورا ومحاسبة طرفي النزاع    وزيرة التخطيط تشهد الحفل الختامي لجوائز مصر لريادة الأعمال    الإحصاء: 10.6% ارتفاعا في حجم الصادرات المصرية إلى مجموعة دول العشرين خلال 9 أشهر    سفير مصر بنيوزيلندا: ثاني أيام التصويت شهد حضور أسر كاملة للإدلاء بأصواتها    وزير الثقافة يختتم فعاليات الدورة ال46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي    27 ديسمبر.. الحكم في اتهام مها الصغير في قضية اللوحات الفنية    مايان السيد: "عانيت من الخوف سنين ومعنديش مانع أتابع مع طبيب نفسي"    الإفتاء يوضح حكم التأمين على الحياة    محافظ المنيا: تنفيذ 3199 مشروعا ب192 قرية في المرحلة الأولى من حياة كريمة    زجاجة مياه تتسبب في فوضى بعد قمة عربية بدوري أبطال أفريقيا    لاعب الاتحاد السكندري: طموحاتي اللعب للثلاثي الكبار.. وأتمنى استمرار عبد الرؤوف مع الزمالك    لحجاج الجمعيات الأهلية .. أسعار برامج الحج لموسم 1447ه – 2026 لكل المستويات    تعافٍ في الجلسة الأخيرة، الأسهم الأمريكية تقفز 1% رغم الخسائر الأسبوعية    بث مباشر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل في دوري أبطال إفريقيا 2025.. مشاهدة دقيقة-بدقيقة والقنوات الناقلة وموعد اللقاء    الزراعة تطلق حملات توعوية مكثفة لتعزيز الأمن الحيوي في قطاع الدواجن المصري    عاشور: زيارة الرئيس الكوري لجامعة القاهرة تؤكد نجاح رؤية الوزارة في تعزيز الشراكة العلمية    دعم العمالة المصرية بالخارج وتوفير وظائف.. جهود «العمل» في أسبوع    مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    تشيلسي في مواجهة سهلة أمام بيرنلي في البريميرليج    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع في الحرارة العظمى إلى 29 درجة مئوية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    ليلة فرحها.. جنازة مهيبة لعروس المنوفية بعد وفاتها داخل سيارة الزفاف    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    انتخابات مجلس النواب بالخارج، التنسيقية ترصد انطلاق التصويت في 18 دولة باليوم الثاني    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حادث الفرافرة يفتح ملف الصحراء المهملة
نشر في الوفد يوم 26 - 07 - 2014

طرح الحادث الارهابى الذى أودى بحياة 23 جنديا وضابطاً من قوات حرس الحدود عند كمين الكيلو 100 على طريق الفرافرة – الواحات البحرية بالوادى الجديد يوم السبت الماضي، العديد من التساؤلات والأسئلة التى تحتاج اجابات ، خصوصا انه الحادث الثانى لنفس الكمين فى أقل من شهرين .
ولعل اهم هذا الأسئلة ، وبعيدا عن الجناة وهوياتهم وما اذا كانوا ارهابيين ينتمون لجماعات تكفيرية ام مهربين ، هو كيف يتحرك هؤلاء ويتنقلون فى دروب الصحراء ، كى يصلوا إلى أهدافهم بسهولة ويعودوا من حيث أتوا دون أن يتم الإمساك بهم فى المرتين.
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد أولا من التعرف على الطبيعة الجغرافية للمنطقة وحدودها الإدارية وتضاريسها.
الجغرافيا والتضاريس
فهذا الكمين الذى استهدفه المسلحون يقع على الطريق الرئيسى الممتد من مدينة السادس من اكتوبر بالجيزة الى الواحات البحرية التابعة إداريا لمحافظة الجيزة الواقعة على بعد 350 كيلو متراً تقريبا من 6 أكتوبر وعلى امتداد هذه المسافة لا يوجد سوى وحدة عسكرية على بعد 150 كيلو متراً تقرييا من 6 اكتوبر وتوجد استراحة وتوجد نقطة مرور تابعة للشرطة قبل مناجم الحديد التى تسبق الواحات البحرية بحوالى 50 كيلومتراً.
أى أن الطريق من مدينة 6 اكتوبر حتى الواحات البحرية لا توجد حوله اى مظاهر للحياة اطلاقا باستثناء خط السكة الحديد الواصل إلى منطقة المناجم وهو خط لا يعمل سوى مرة فى الاسبوع تقريبا بينما كل المسافة والصحراء الشاسعة خالية تماما من أى مظهر من مظاهر الحياة.
ويتواصل الطريق بعد الواحات البحرية ممتدا الى واحة الفرافرة التابعة إداريا لمحافظة الوادى الجديد على بعد 200 كيلو متر من الواحات البحرية و550 كيلو متراً من مدينة 6 اكتوبر بالجيزة ، وفى منتصف تلك المسافة (200 كيلو متر بين البحرية والفرافرة) يقع الكمين المنكوب اى على بعد 100 كيلو متر من الواحات البحرية و100 كيلو متر ايضا من الفرافرة .
وتنعدم الحياة تماما خلال تلك ال 200 كيلو باستثناء عزبة او عزبتين منهم عزبة « البويطى» وبقية المسافة على جانبى الطريق صحراء جرداء حتى الطريق الغربى الممتد من الفيوم الى اسيوط من ناحية الشرق ، وحتى الحدود الليبية من ناحية الغرب.
ثم يتواصل الطريق مخترقا الصحراء الخالية من الفرافرة الى واحة الداخلة اكبر مراكز محافظة الوادى الجديد على بعد 350 كيلو مترا ، ولا يختلف الوضع فى تلك المسافة عن سابقيها ، باستثناء وجود واحة صغيرة اسمها ابو منقار على بعد 100 كيلو من الفرافرة جنوبا.
ومن الداخلة يمتد الطريق الى واحة الخارجة عاصمة محافظة الوادى الجديد فى الشمال الغربى على بعد 185 كيلو مترا ويتفرع من الداخلة طريق جنوبا الى شرق العوينات على بعد 350 كيلو مترا تقريبا .
طريق أسيوط الغربى
ومن الخارجة يمتد الطريق فى الشمال الشرقى الى اسيوط على بعد 230 كيلو متراً ليلتقى بالطريق الصحراوى الغربى الممتد من الفيوم الى محافظات الصعيد ونقطة الالتقاء عن منطقة «منقباد» التابعة لمركز منفلوط فى اسيوط.
وعلى امتداد هذه المسافة الطولية التى تزيد علي 1500 كيلو متر حتى الطريق الصحراوى الغربى فى الصعيد ، يشكل العمران اقل من 20 % من المساحة المتاخمة للطريق ، بينما 80% صحراء خالية تماما .
وربما لا يعرف البعض ان محافظة الوادى الجديد بواحاتها الثلاث الكبار ( الخارجة والداخلة والفرافرة) هى اكبر محافظات مصر من حيث المساحة واقلها من حيث السكان ، حيث تقدر مساحتها ب 45% من مساحة مصر ، ويعيش بها 225الف نسمة تقريبا. ويحدها من الشمال محافظة الجيزة ومن الجنوب السودان ومن الغرب ليبيا ومن الشرق محافظات الصعيد.
الدروب والممرات
وبعد هذا الشرح التوضيح لخريطة المكان ، يبقى الحديث عن الدروب والممرات الواصلة بين الواحات وبعضها البعض وبين الواحات والدول المجاورة ، او المحافظات القريبة مثل واحة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح فى الشمال الغربى ، وهنا مربط الفرس ، حيث يسلك المهربون والارهابيون وتجار السلاح هذه الدروب والممرات بعيدا عن أى رقابة أو متابعة، رغم انها مرصودة ومعروفة للجهات المختصة.
ومن المؤكد ان الحادثين اللذين تعرض لهما كمين الكيلو 100 ، نفذا من خلال مهاجمين سلكا هذا الدروب.
ففى الأول من يونية الماضى وبالتحديد يوم السبت تعرض الكمين لهجوم بالاسلحة الثقيلة مما أدى الى استشهاد 5 جنود وضابط برتبة ملازم احتياط ووقع الهجوم الأول بعد يوم واحد من نجاح عناصر الكمين فى ضبط 4 مهربين كبار من مرسى مطروح اثناء محاولتهم تهريب 15 ألف قاروصة سجائر داخل البلاد قادمين من ليبيا ومن قبلها ضبط 68 مهربًا فضلًا عن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعربات والمواد المخدرة وإحباط تسلل 936 شخصًا هجرة غير شرعية خلال شهر مايو، وهو ما جعل البعض يربط بين حادث الهجوم وضبط المهربين الذين تم احالتهم للنيابة العسكرية باسيوط.
ووقتها مثل المهاجمين بجثث الجنود ، كما تمت سرقة إحدى السيارات التابعة للكمين ، وتمكنت قوات الأمن والجيش بعد العملية من القبض على 200 شخص من المشتبه بهم .
ويوم السبت الماضى عاد المسلحون وهم اكثر ضراوة وعنفا ليستهدفوا الكمين ذاته الواقع بشكل عرضى فى طريق أحد اهم الممرات الممتدة من واحة سيوة فى الشمال الغربى الى محافظة المنيا فى الصعيد ، وهذا المرة اوقعوا 23 شهيدا أى أربعة اضغاف الشهداء فى المرة الأولى.
تهريب من ليبيا الى الصعيد
وتشمل عمليات التهريب السلاح والمخدرات والمنتجات الرخيصة من ليبيا الى مصر، ويعتبر كمين الكيلو 100 إحدي العقيات الرئيسية التى تقع فى ممرات المهربين القادمين من ليبيا والمتجهين الى محافظات الصعيد خاصة اسيوط والمنيا اللتين تقعان على خط عرضى عمودى واحد مع تلك الدروب والممرات.
ويبعد موقع الحادث 400 كيلو متر تقريبا عن الحدود الليبية. وهذه المساحة خالية تماما من مظاهر الحياة ، حيث الكثبان الرملية المتحركة والجبال والهضاب العالية ، ولكن توجد وديان وسهول ودروب لا يعرفها ولا يسلكها إلا المهربون الذين ازداد نشاطهم عبر الحدود عقب سقوط نظام الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى ، وحالة عدم الاستقرار فى مصر.
سيوة مركز الخطر
واذا كانت التحقيقات والمعلومات الأولية تشير الى ان مرتكبى الحادث الاخير جماعات تكفيرية ومهربون قادمون من سيوه او من ليبيا ، فإن «مسرب الاسطبل»، يمكن ان يكون طريقهم للوصول الى الكمين.
وهذا الطريق اتخذه الاسكندر الاكبر دربا لكى يصل الى سيوة ، وبدايته من مرسى مطروح ، ويتخذ مسارين واحدا الى سيوة وواحدا الى السلوم ،ويمتاز هذا الطريق بوجود الآبار التى يتزود منها المسافر بالماء وهناك طريق آخر يصل ما بين سيوة والسلوم واسمه مسرب « الشقة» اما طريق « الخالدة « فهو يصل سيوة بالجراولة على ساحل البحر شرق مرسى مطروح ، وتوجد طرق اخرى منها « مسرب شفرزن ودرب « المحصحص» الذى ينتهى عند العلمين.
وهناك عشرات الدروب التى تعج بها الصحراء الغربية وتصل مصر السودان وليبيا ومن الدروب المعروفة فى الصحراء الغربية درب الاربعين هو اقدم الطرق داخل الصحراء الغربية ، وقد كان الطريق الموصل بين السودان والواحات جميعا ، والساحل الشمالى ايضا ،وقد استعمل هذا الطريق منذ أيام الفراعنة ، وكانت تقاس أيام الرخاء فى وادى النيل بمدى اهتمام الحاكم بتأمين طريق درب الاربعين ، لأنه كان وسيلة النقل و التجارة بين مصر والسودان ، وقد سمى طريق درب الاربعين بهذا الاسم ،لان القوافل كانت تقطعه فى اربعين يوماً كاملة ، وهذا الطريق يبدأ من مدينة الفاشر بدارفور بالسودان ، ويمر بواحة سليمة فى أقصى شمال السودان ، ويسير الطريق داخل الاراضى المصرية ليلتقى بواحة اسمها «الشب « .
وفى هذه الواحة الأخيرة يلتقى درب الاربعين بدرب آخر اسمه «الطرفاوى «الذى يبدأ من واحة الفرافرة ..مارا بالداخلة ويسير بعد ذلك فى اتجاه الشمال حتى يصل الى المكس جهة باريس ثم واحة باريس ومنها الى « بولاق» فى الخارجة وعلى طرف المنخفض من الشمال يسير حتى يصل الى اسيوط ، واشتهر درب الاربعين بأن تجارة الرقيق كانت تمشى فيه وايضا قوافل تجارة الجمال التى قد تصل الى خمسة آلاف جمل فى الرحلة الواحدة .
وهناك ايضا درب «أبى سروال» ويمر بوادى البطيخ ، ويذهب بعد ذلك الى فرشوط فى قنا ، وفرع منه يتجه الى وادى « خلاف « وطول هذا الدرب 21 كم ، « ودرب بولاق « فى بدايته من قرية بولاق بالخارجة ويلتقى بدرب «جاجا» الذى يقطعه نحو الشمال الشرقى نحو فرشوط ثم يسير شرقا الى الرزيقات ، وطول الطريق من بولاق الى فرشوط202 كم ، أما درب « دوش» فيخرج من قرية دوش احدى ضواحى مركز باريس ، وفرع منها يذهب الى « اسنا» فى قنا والآخر الى ادفو فى اسوان.
ومن أهم الطرق القديمة فى الداخلة « درب الغبارى « وهو الموصل بين الداخلة والخارجة ، ومسافته 200كم حتى مدينة موط ، أما درب « الطويل» فهو يتجه من الداخلة الى اسيوط ، وبعد مسيرة تساوى 70 كم يتجه فرع منه الى قرية القصر ، ثم الى واحة الفرافرة وهناك درب آخر اسمه «الخشى» وهو يمتد من قرية القصر بالداخلة إلى مدينة اسيوط ويتفرع منه فرع الفرافرة.
ويصل وادى النيل بالواحات البحرية أكثر من طريق أهمها الطريق الذى يذهب إليها خلف اهرامات الجيزة - طريق مصر الفيوم وطولة 270 كم .
ويوجد درب آخر اسمه طريق الحمام .. وآخر يذهب الى الواحات البحرية عن طريق الفيوم ومن الواحات البحرية يوجد طريق يتصل بواحة سيوة طولة 400كم كذلك يوجد طريق موصل ما بين الفرافرة والواحات البحرية.
وتعتبر هذه الدروب مرتعا للمهربين من مختلف الجنسيات وتجار السلاح لافتقادها للتواجد الأمنى ، وكثرة الوديان والسهول والدروب فى هذه المنطقة الوعرة الخالية من جميع اشكال الحياة .
أكبر قصاص أثر يتحدث
الحاج « صالح عبد الله زيدان» العالم السرى للصحراء الغربية « 90 عاما « من قرية الدهوس بالداخلة ، عمل كدليل فى هيئة المساحة المصرية وتعين بها عام 1959 فى يوم 21 ديسمبر ، وهو رفيق العالم المصري الامريكى فاروق الباز فى رحلاته وابحاثه العلمية فى الصحراء الغربية ، كما هو موضح فى الصورة وايضا خطاب من العالم فاروق الباز الى الحاج صالح قبل كل زيارة الى الصحراء الغربية ، وهو اقدم دليل صحراء فى الواحات ، يطلق عليه السائحون « ثعلب الصحراء « لكثرة الرحلات التى قادها فى طرق ودروب خطرة ، عمل دليلا منذ خمسينيات القرن الماضى حتى اصبح مرجعا للجهات الامنية التى تسترشد به فى مشكلات عديدة كان ابرزها مشكلة اختطاف السياح فى منطقة كركوك طلح بالجلف الكبير عام 2008 ، عمل فى البعثة الجيولوجية المصرية حتى بلوغه سن المعاش فازداد خبرة ومعرفة اكثر بالصحراء .
فى البداية سألنا الحاج صالح عن انطباعه لما حدث فى كمين الكيلو 100 طريق الفرافرة ، فاجاب ان ما حدث لجنودنا فى كمين الفرافرة محزن للغاية ، لا يرضاه أى من الاديان السماوية ولا الانسانية ، ما ذنب هؤلاء ان يقتلوا بهذه الطريقة ؟ وماذنب أهلهم ؟ وماذنبكل مصر أن يفعل بابنائها ما فعلوه وهم صائمون ، هذا محزن للغاية .
وسؤال عن طبيعة الصحراء الغربية ...هل بهذه البساطة يمكن ان يصل المهربون كانوا او الارهابيون الى الاراضى المصرية وتحقيق اهدافهم والرجوع دون اعتراض من احد ؟ قال الحاج صالح : الصحراء الغربية كلها مفتوحة ، بسيارات الدفع الرباعى يمكن اختراق الصحراء كيفما تشاء خاصة فى بحر الرمال الممتد من سيوة حتى جغبوب بليبيا والسلوم اى كلها ارض مفتوحة ليس بها صعوبات، و فى اى مكان تسير ، سواء من « ادنان « جهة السودان حتى منطقة « الشب « طريق الاربعين فى اى اتجاه كلها ارض مكشوفة ، اى تسير فيه سيارات الدفع الرباعى وكأنها تسير على الاسفلت ، أيضا من منطقة كمال الدين فى الجلف الكبير حتى العوينات كلها ارض مفتوحة ، ومن العوينات حتى جبل كامل ثم واحة سالمة شمال السودان تجدها ايضا كلها ارضا مفتوحة ليس فيها ما يعوق السير .
لابد من مواجهة الخطر
وإذا كان المسئولون يدركون خطورة تلك المنطقة وانها مرتع للمهربين وتجار السلاح ، وبعد ام وقع الحادث الاول قبل شهرين وما يدور على الحدود الليبية وداخل ليبيا من أعمال عنف وقتل وتهريب وانتشار لجماعات تكفيرية .. فماذا فعلوا لمواجهة هذا الخطر الداهم .
ففى المرة الاولى كانت الاتهامات واضحة للمهربين وهذه المرة وجهت الاتهامات للجماعات التكفيرية الارهابية ، وايا كان الفاعل فالنتيجة واحدة وهى اختراق الصحراء من قبل العناصر الاجرامية.
وهذا يتطلب أولا اجراء تحقيقات شاملة وموسعة ودقيقة للوصول الى نتائج حقيقية تحدد الجناة وهوياتهم واهدافهم ، بعيدا عن الدعاية الاعلامية والاتهامات المتسرعة ، ثانيا التحرك السريع لتأمين الصحراء والحدود وتحديد ومراقبة السهول والوديان التى تسير بها العناصر الاجرامية مئات الكيلومترات لتصل الى أهداف داخل البلاد . فهذه الجماعات ، إما قادمة من ليبيا أو مرسى مطروح، وبالتالى وليست مستقرة داخل منطقة الوادى الجديد.
تنمية الوادى الجديد
ولعل الاهتمام بمحافظة الوادى الجديد وتنميتها وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة فى عمق الصحراء إحدي أهم الوسائل لمواجهة المهربين وتجار السلاح ورواد الصحراء من العناصر الاجرامية.
وهناك مقترحات كثيرة تم طرحها اكثر من مرة ، دون أن تجد أذناً صاغية ، ومنها شق طرق عرضية فى الصحراء لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة فى عمق الصحراء ، وهناك دراسات قدمت فى هذا الشأن مثل مقترح طريق يمتد من قرية تنيدة فى الداخلة الى منفلوط فى اسيوط بطول 260 كيلو مترا وطريق يريط الفرافرة بمركز ديروط فى اسيوط بطول 250 كيلو متر ا.
كما أن التقسيم الإدارى الجديد المقترح للمحافظات ، وتقسيم الوادى الجديد الى محافظتين اصبح ضرورة ، لأنه سيساعد فى تحسين الخدمات ، وانشاء مناطق عمرانية جديدة فى الصحراء وتقريب المسافات وزيادة الاعتمادات وتحسين الأمن ، خصوصا ان محافظة الوادى الجديد بمساحتها الشاسعة غير مستغلة فى التنمية أو جذب السكان المتكدسين فى الوادى والدلتا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.