المتحدث باسم " الصحة": لا توجد نواقص أدوية.. والبدائل متوافرة بالصيدليات الحق فى الدواء: 50 صنفًا من الأدوية غير متوافر فى الصيدليات رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيدلة:أصحاب السلاسل يد واحدة وشراكة كبيرة تجمعهم بارتفاع أسعار الأدوية المستوردة بنسبة 10 فى المائة، صدقت توقعات شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، بوقوع أزمة كبرى فى سوق الدواء، حيث كشف المركز المصرى للحق فى الدواء، عن غياب نحو 50 صنفًا من الأدوية بالصيدليات، وبينها أدوية هامة يحتاجها كثير من المرضى. وكشفت جولة ل«الصباح» شملت أكثر من عشرين صيدلية، احتكار سبعة أفرع تابعة لسلاسل الصيدليات الكبرى للأدوية الناقصة. وحرر أحد الأطباء أربعة «روشتات» طبية، لأربع حالات مرضية مختلفة، لتستخدمها «الصباح» فى جولتها، وكانت الروشتة، الأولى، لسيدة فى الستين من عمرها تعانى من الضغط والسكر، والثانية، لطفل عمره عام ونصف فى مرحلة «التسنين»، والثالثة لطفل عمره ثلاثة أعوام يعانى من القىء والتقلصات المعدية، والرابعة لشاب ثلاثينى يشكو من المغص الكلوى، وتضمنت كل روشتة عددًا من الأدوية الناقصة. بدأ محررو الصباح البحث عن أدوية السيدة ذات الستين عامًا المتمثلة فى «ASPIRIN PROTEC» ،«LACTUOSE Sarp» B.cone amp، «coradrone « 200» من إحدى الصيدليات المتواجدة بمدينة نصر« صيدلية. م » ليخبرنا الصيدلى، إن تلك الأدوية بعضها غير متوفرة فى الوقت الحالى، ونصحنا بالتوجه لأقرب سلسلة صيدليات لمحاولة إيجاد تلك الأدوية لافتًا أن علينا التوجه إلى صيدليات «ع» على الأخص، وهو يملك مايقرب من 100 صيدلية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى أنه يعمل مستشارًا بوزارة الصحة. وبالفعل توجهنا إلى إحدى فروع سلسلة صيدليات «ع»، فرع «دار الدفاع الجوى» حيث كان الأقرب إلى مكان تواجدنا، وطلبنا من الصيدلى أن يبحث لها عن تلك الأدوية، ويخبرنا بالتكلفة الكاملة لها، وعلى الفور قام بالبحث وأخبرنا أن هناك صنفين غير متوفرين فى الوقت الحالى، أما المتبقى فمتوفر، فقمنا بشراء الأودية المتوفرة، وبالبحث عنها فى صيدليات أخرى، كان الرد واحد: «غير متوفر حالياَ دورو عليه فى سلاسل الصيدليات الكبيرة». بعد ذلك، بحثنا عن أدوية لطفل ذو ثلاث سنوات يعانى من « الترجيع وتقلصات بالمعدة»، إحدى فروع سلسلة « صيدليات. م» كانت المحطة الأولى للبحث عن أدوية هذا الطفل المتمثلة فى «Dantest 4mg». وقال الصيدلى: إن تلك الأدوية غير متوفرة فى السوق فى الفترة الحالية، فتوجهنا إلى إحدى الصيدليات بمنطقة مدينة نصر «صيدلية محمود» ليؤكد الصيدلى أن تلك الأدوية غير متوفرة، وبسؤاله عن كيفية الحصول على أحد تلك الأدوية، «picolax» والمعروف أنه غير متواجد بالسوق، قال إنه يمكنها الانتظار قليلا حتى يسأل، فوجدناه يخرج الدواء من أحد الأدراج المغلقة بالصيدلية معلقًا: «أنا كده سألت». وفى طريق البحث وجدنا إحدى فروع صيدليات «ع»، فسألنا عن إمكانية وجود العقار المختفى أيضا فى إحدى فروع سلسة «ع»، وبالفعل توجهنا لنسأل عن العقار فأجابها الصيدلى، إنه غير متوفر بهذا الفرع إلا إنه موجود بإحدى فروع السلسلة وعلى الأخص «سيتى ستارز» وبذهابنا إلى الفرع حصلنا على الدواء، لنحصل بذلك على عقارين من الأدوية المختفية من سلسلة واحدة. تابعنا جولة البحث عن الأدوية، ولكن فى منطقة أخرى «مصر الجديدة » المعروفة بوجود أكبر وأشهر سلاسل الصيدليات بها، وفى تلك المنطقة بدأنا جولتنا بصيدلية «على أ»، وهى الأولى لرحلة البحث عن روشتة تحتوى على أربعة أدوية لطفل فى العام الأول والنصف من عمره يعانى من «التسنين» طلبنا من الصيدلى البحث عن الأدوية الموجودة بالروشتة، وهل هى متوفرة أم لا، وما تكلفتها فقال الصيدلي: إن أول عقارين بالروشتة غير متوفرين بالأسواق، ورشح للمحررة «صيدلية. س»، حيث يمكنها إيجاد العقار بها. واستكملنا رحلة البحث عن تلك الأدوية فى أحد فروع سلسلة صيدليات «س» فأخبرها الصيدلى عدم توافر الأدوية حاليًا قائلًا: تابعى البحث فى الصيدليات الصغرى نظرًا لقلة سحب الأدوية من خلالها. لم تكن مهمة البحث عن روشتة رجل فى الثلاثين من عمره يعانى من المغص الكلوى سهلة أيضا، فأحد فروع سلسلة صيدليات « ت» بمنطقة روكسى بمصر الجديد كانت الملجأ الأول لنا للبحث عن الدواء، ولكن الحظ لم يحالفنا، حيث قال الصيدلى: إن تلك الأدوية غير متوفرة فى الوقت الحالى. وخلال الطريق توقفنا عند أحد الصيدليات بمصر الجديدة «صيدلية. ب» للسؤال عن الأدوية فوجدت أحد الأدوية متوفرًا، أما الآخر فلا يوجد بل ونصحها الصيدلى بالسؤال فى سلاسل الصيدليات الكبرى، ولكن لم يحالفنا الحظ فى أيًا من صيدليات منطقة مدينة نصر أو مصر الجديدة سواء الصيدليات المنفردة أم سلاسل الصيدليات الكبرى. واصلت «الصباح» جولتها، من إحدى فروع سلسلة « ط » للبحث عن روشتة أدوية لرجل فى العقد الثالث من عمره يعانى من المغص الكلوى تحوى عقارى، فيقول الصيدلى: إن العقارين غير متوفرين فى الوقت الحالى ولكن من الممكن أن نبحث عنه لكما ونوفره، ولكن أتركا الاسم ورقم الهاتف، وسنوفره لكما. ثم تابع محررا «الصباح» رحلتهم للبحث عن الأدوية فى إحدى فروع صيدلية «دكتور خالد. س» إلا أن الرد كان مشابها لصيدلية «ط» وكذلك سلسلة صيدليات «صحة» فتوجهنا إلى إحدى فروع سلسلة صيدليات «س»، وحصلنا على العقار الناقص. من جانبه، قال الدكتور محمد سعودى، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق ل«الصباح»، أن السبب فى اختفاء بعض الأدوية هو محاولة بعض الشركات فرض أمر واقع بالنسبة للأسعار سواء عن حق أو عن باطل. وأضاف أن معدل التضخم من الممكن أن يكون سببًا، حيث أن هناك شركات تقوم بسحب الأدوية، وإعادة تسعيرها مره أخرى، وهذا نتيجة أن الدواء منذ بادئ الأمر لم يحقق الربح المرجو منه فتقرر الشركات سحبه لإعادة تسعيره ونزوله الأسواق، ولكن أغلى من ذى قبل، أو سحب الدواء قد يكون ورقة ضغط على الدولة لزيادة أسعار الأدوية. وذكر، أن الأمر الثانى يتمثل فى عدم توفير العملات الصعبة من البنك المركزى للشركات حيث تأتى الأدوية فى المركز الخامس فى أولويات توفير العملة، مشيرًا أن سوء توزيع الأدوية سببًا رئيسيًا فى أزمة الوقت الحالى، حيث تكتظ سلاسل الصيدليات المخالفة للقانون بكل الأدوية الناقصة مما يؤثر على الصيدليات الصغيرة، حيث تأخذ كميات قليلة تنفذ بسرعة، ولكن تتوفر بكثرة فى السلاسل الكبرى. وقال محمد سعودى الأمين العام السابق لنقابة الصيادلة:، أن أصحاب سلاسل الصيدليات الكبرى هم منبع الأدوية المهربة والمستوردة ومن يحتكر أصناف الأدوية هم موزعي الشركات، وأكثر ما تتحكم فيه أصحاب السلاسل أدوية «السرطان» و«الأورام». وأضاف أن عدد سلاسل الصيدليات فى مصر 1500 سلسلة منها 64 ألف صيدلية مسجلة رسميًا،وتعد سلسلتى «العزبى، ورشدى» من أكبر السلاسل فى مصر حيث تصل سلسلة رشدى إلى 120 صيدلية بينما سلسلة العزبى تبلغ حوالى 100 صيدلية، أما سلسلة صيدليات «سيف وعلي» فكل منهم من 20 إلى 30 صيدلية. وقال أحمد فاروق، رئيس لجنة الصيدليات نقابة الصيادلة:، أن أصحاب سلاسل الصيدليات يتحركون معًا، ولا ينفصلون عن بعض، وهناك شراكة كبرى تجمع بين أصحاب سلاسل الصيدليات، ويتم توزيع الأدوار فيما بينهم والكل يحتكر أصناف الدواء الحيوية، مثل حقن «الrh» ودواء «الانتروفين» والأدوية التى تحتوى على اللاكتيلوز الخاصة بمرض السرطان، وتجعل المرضى يدورون فى حلقات مفرغه حتى يلجئوا إلى تلك السلاسل فى نهاية الأمر. من جانبه، قال حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة ل«الصباح»، إنه لا توجد أدوية ناقصة فى الأسواق، لافتًا، إن هناك مثائل لكل دواء تتوفر فيهم نفس المادة الفعاله، ولكن الاسم التجارى مختلف، وبالتالى لا يوجد أدوية ناقصة فى الوقت الحالى. وأضاف عبد الغفار، إن وزارة الصحة ليست مسئولة عن توزيع سلاسل الصيدليات والكميات التى تحتوى عليها، مشيرًا، إلى أنه كان هناك أزمة نقص أدوية وانتهت، ومثائل الأدوية متواجدة فى كافة الصيدليات.