بعد تصريحه: لا تحاسبونى على عبده موته وقلب الأسد..عملية «تشريح» محمد رمضان

*طارق الشناوى: ليس ظاهرة.. ولم يتمرد على نفسه بعد
*عصام زكريا: عليه اختيار فريق عمل جيد والسعي لتصحيح أخطائه
*نادر عدلى: الانفلات الأمنى سر نجوميته.. وعليه أن يترك «الع»
موهبة، ذكاء، كاريزما، وقاعدة جماهيرية هى الأوسع بين أبناء جيله.. عدة عوامل اجتمعت فى فنان شاب طرق أبواب الشهرة بيد من حديد، بشخصيات أقرب إلى الشارع فتح لنفسه مجالًا واسعًا من المنافسة ليصعد على القمة فى شباك التذاكر بعدد قليل من الأفلام ومسلسل واحد، فرض نفسه بقوة على شباك تذاكر السينما ليس فقط ليتربع على عرشها فهذا ليس الأهم، لكنه أصبح منافسًا قويًا لنجوم كبار يتواجدون دائمًا فى المواسم السينمائية وتفوق عليهم أيضًا، وآخر أفلامه «شد أجزاء» شاهد على تلك المنافسة التى فاز فيها أمام أحمد عز وهانى رمزى ومحمد سعد.. هو محمد رمضان الذى رغم الاختلاف معه أحيانًا كثيرة فإن أحدًا لم يختلف على موهبته التى ظهرت بوضوح فى «احكى يا شهرزاد» أمام منى زكى، قبل أن يقدم سلسلة البلطجة فى أفلام «الألمانى وقلب الأسد وعبده موته»، ليفاجأ الجميع الأسبوع الماضى بتصريحه: لا تحاسبونى على ما قبل «شد أجزاء» ومسلسل «ابن حلال» فقد كنت ابن 24 عامًا ولم تكن لدى القدرة على الاختيار.. تصريحه الأخير جعلنا نختار زاوية جديدة نناقش فيها ظاهرة الشاب العشرينى الذى جاء ليتصدر القمة، فكرنا فى البداية فى مواجهته بحوار صحفى نناقش معه تصريحاته الأخيرة، فوجدنا أنه لن يكون سوى تكرار لتصريحات «بايته»، فاتجهنا بعدد من الأسئلة لنجوم النقد السينمائى فى مصر عن محمد رمضان من أجل «تشريح» هذا الشاب وموهبته ومعرفة ما إذا كان مجرد ظاهرة تحصل على وقتها وتنتهى أم يبقى صاحبها على القمة كما تنبأ له الراحل العالمى عمر الشريف.
فى البداية يقول الناقد طارق الشناوى: رمضان نجم شباك حقيقى، يمتلك موهبة التمثيل وهو ما ظهر بوضوح فى «احكى يا شهرزاد»، ومازال لديه متسع من السنوات فعمره 27 عامًا فقط، وتستطيع أن تقيس نجومية الشباك من خلال وضع أى فنان آخر فى مكانه قدم نفس دور البلطجى أو المهمش، ستجد أنه لم يحقق نجاحًا أو حتى إيرادات مثل التى حقهها رمضان فى «عبد موتة» مثل أفلام عمرو سعد ومحمود عبد المغنى، والسر هنا يكمن فى شخصية البطل وليست فى نوعية العمل وتوليفته أو الخلطة، وأضاف: محمد يتمتع بكاريزما ودائمًا ما يحاول أن يقفز خارج محاولات «التنميط»، لكنى أعيب عليه أنه فى فيلمه الأخير أيضًا لم يقدم جديدًا وقدم البلطجى لكن بشكل أكاديمى، ولا أعتبر «شد أجزاء» محاولة رمضان بالتمرد على نفسه، لأنه حتى الآن لم يفعل تلك الخطوة.
وتابع الناقد الكبير: هذا لا يعنى أنه لا يستطيع أن يخرج من النطاق الذى وضع نفسه به، فهو قادر على ذلك خاصة أنه استطاع أن يطور كثيرًا فى أدائه، كما أنه عندما تأتى له فرصة أداء تمثيلى يقدمها على أكمل وجه، ودائمًا يعمل على نفسه وكذلك على المستوى الجسدى فهو مهتم به بشكل كبير.
وأضاف: رمضان نجح فى تجربة الكوميديا فى «واحد صعيدى»، وأؤكد أنه فنان من النجوم القادرين على الاستمرار وليس مجرد ظاهرة، لأنه يتمتع بالذكاء والتواضع ولا يوجد لديه جنون الأرقام، ولكى يحمى ذاته عليه أن تصبح دائمًا عيناه على الدنيا، والفن ويقدم أعمالا أخرى بجانب الأعمال التجارية، مثلما فعل أحمد زكى لأن السينما ليست أكشن فقط، وهناك تنوع وحاليًا أصبحت لديه حرية الاختيار لأنه إذا استمر فى طريق الأكشن فقط من الممكن أن يقضى على نفسه.
ويتفق معه الناقد السينمائى عصام زكريا الذى يرى أن حب الجمهور واستقباله للفنان لا يخضع لقواعد معتادة فى التقييم الفنى ولا ترتبط بالموهبة والوسامة لكن هناك جانبًا اجتماعيًا ونفسيًا أكثر، وقال ملامح رمضان والتحول الكبير الذى حدث فى المشاعر والمزاج العقلى والنفسى للجمهور بعد الثورة ساهم كثيرًا فى نجاحه خاصة فى ظل رغبة الجمهور فى التقرب والتعرف أكثر على البلطجى الذى كان أكبر مخاوف الناس وقتها، فتغير الجمهور هو ما ساهم أيضًا فى نجاح الفنان أحمد زكى من قبل، الأمر نفسه مع رمضان.
وأضف إلى ذلك موهبته التى ساهمت بالتأكيد فى زيادة نجوميته، وليس المطلوب منه الخروج من نمط الشخصية التى يقدمها، فهناك نجوم برزوا وحققوا نجومية كبيرة مثل إسماعيل ياسين وهو لم يقدم فى حياته سوى الكوميديا فقط، والسؤال الأهم هنا هو هل يظل الجمهور يتقبل هذا الوضع أم لا؟، فى رأيى الشخصى الجمهور لن يظل على تلك الحالة طويلا وهو ما ربما يتسبب فى انخفاض معدل نجوميته إذا لم يتخذ قرار التغيير، والممثل الشاطر هو من يدرك التغيرات التى توجد لدى الجمهور والتغيرات التى حدثت لنفسه.. أما مسألة عمره الفنى فهو الوحيد القادر على تحديده بذكائه، ومن خلال أن يختار لنفسه فريق عمل جيد، ويتقبل النصح ويحاول تصحيح الأخطاء.
الناقد نادر عدلى أكد أن الإيرادات التى حققها محمد رمضان حتى الآن لا تعبر عن مقدار موهبته، لكن لكى ترصد موهبته الحقيقية عليك أن تشاهد «احكى يا شهرزاد»، ونجاحه ليس لموهبته الخارقة لكن لأنه يمتلك درجة عالية من القبول والكاريزما والمشاهد لا يشعر بالغربة عند رؤيته على الشاشة، وأضاف: محمد يمتلك موهبة كبيرة لكنه لم يخرج حتى الآن من شخصية البلطجى وإذا استمر فى لعب نفس الأدوار مثل محمد هنيدى ومحمد سعد سيصبح عمره الفنى قصيرًا لأن الجمهور لن يتقبل هذا كثيرًا والتوقف عند شخصية واحدة فقط، الفترة الماضية كان الانفلات الأمنى والأخلاقى هو سيد الموقف وفى نفس التوقيت قدم هو شخصية البلطجى فساهم ذلك فى نجاحه، ومع ذلك فهو يملك الشجاعة والجرأة والموهبة فلماذا لا يتنوع فى أدواره.. وعليه أن يغير من نفسه ويخرج من دائرة الإنتاج المتمثلة فى السبكى ويفتح لنفسه آفاقًا جديدة مع منتجين آخرين ويبحث عن ورق ومخرجين مهمين وكل هذا يتوقف على ذكائه، مشيرًا إلى أنه نجم حقيقى وليس ظاهرة.