تكساس فى المقدمة و120 ألفًا وقعوا على طلبات..و"دانيال ميللر" يقود الحركة فى تكساس وهدفهم التخلص من حكم أوباما يبدو أن أمريكا سوف تشرب من نفس الكأس الذى سقته لدول المنطقة العربية ومن قبلها لدول الشرق الأوروبى، حينما استغلت ديكتاتورية وتهالك الأنظمة السياسية، من أجل تشجيع الشعوب على إسقاطها، فى حين تتدخل أصابع أمريكا لكى تحكم لصالحها وعلى حساب الشعوب. فقد أشعلت روسيا الحركات الانفصالية فى أمريكا على ضوء قبولها نتيجة استفتاء أهالى شبه جزيرة القرم الأوكرانية وقبول الرئيس والبرلمان الروسى لضم إقليم القرم إلى الدولة الروسية وتشمل كلا من جمهورية القرم وولاية سيفستوبل الفيدرالية. ووجدت تلك الخطوة أصداء لها فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أحيت رغبة قاطنى ولاية تكساس فى الانفصال عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنذ الإعلان عن فوز باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية بدأت عرائض التعليقات تتدفق على الموقع الإلكترونى الخاص بالبيت الأبيض وهى تحمل توقيعات مواطنين أمريكيين من ولاية تكساس يتمنون انفصال ولايتهم عن الاتحاد الفيدرالى الأمريكي؛ وذلك للتخلص من الرئيس المنتخب. المثير أن هذه الرغبة الشعبية لا تقتصر على تكساس فحسب، بل تشمل نحو 20 ولاية أخرى معروفة بولائها التاريخى للحزب الجمهورى. وكانت سنوات الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن صنعت انتعاشة اقتصادية قوية داخل ولاية تكساس بعيدًا عن باقى الولايات التى أصابتها أزمة اقتصادية فى سبتمبر 2008، ورغم أن تكساس لم تكن بعيدة عن الأزمة إلا أنها صمدت، ما جعل مجلة تايم الأمريكية تصدر عددًا خاصًا عام 2013 بعنوان ولاية تكساس المتحدة، حيث ذكرت أن أغلب المتحمسين اليوم فى أمريكا يقومون بالهجرة إلى مدن تكساس نظرًا لاقتصادها الواعد، وهناك حركات انفصالية قوية فى تكساس ترى أن باقى الولاياتالامريكية عبء خطير على تكساس. وشهدت الولاية حملة توقيعات تطالب بالانفصال الاختيارى عن الولاياتالمتحدة. ووصل عدد الموقعين من سكانها على العريضة، حوالى 120 ألفًا، من أصل 25 مليونًا ونصف المليون نسمة، وهو العدد المطلوب لرفع الطلب إلى البيت الأبيض. وحركة الانفصاليين فى تكساس يقودها دانيال ميللر، وهم محسوبون على قواعد وقيادات اليمين الذى لا يطيق رؤية أوباما فى البيت الأبيض، كما لا يطيق أصلًا فكرة الدولة الاتحادية ودورها وحضورها فى حياته. ووفق محللين أمريكيين فإن تعبيرات الانفصال تظل رمزية، وتعد ترجمة لعدم الرضى ولميل استقلالى نرجسى أكثر ما هى تصميم قاطع على المغادرة، على الأقل بحكم ترابط المصالح والانتماء إلى بلد بحجم دولة عظمى توفر لمواطنيها من الامتيازات ما لا تحظى به شعوب أخرى، أو فى أحسن أحوالها تبقى هذه الحركات عاجزة عن تعبئة كتل شعبية باتجاه الانفصال، ثم هى أعجز من أن تحصل على موافقة واشنطن على خطوة من هذا النوع، كما أنها لا تتجرأ على تكرار تجربة الانفصال من جانب واحد على الأقل. على الصعيد ذاته، كشف تقرير نشرته مجلة «بوليتيكو» الروسية، أن موسكو تؤيد سكان ولاية تكساس الأمريكية، الذين يريدون أن تنفصل ولايتهم، عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وجاء فى التقرير الذى كتبه المعلق الأمريكى كيسى ميتشيل، إن المدعو ناتان سميت، الذى يصف نفسه بأنه وزير خارجية حركة تكساس القومية، أعلن خلال زيارته لمدينة سان بطرسبورج الروسية فى الربيع الماضى، أن 250 ألف شخص، بينهم جميع أبناء تكساس الذين يؤدون الخدمة العسكرية فى صفوف الجيش الأمريكى الآن، يناصرون حركة تكساس القومية، وهى الحركة التى تدعو إلى انفصال ولاية تكساس عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإعلانها جمهورية شعبية. وبحسب كاتب التقرير، فإن ما أعلنه ناتان سميت استرعى اهتمام سكان فى روسيا ينظرون إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية على أنها تسبِّب متاعب ومصائب لبلادهم، وأن نزعة الانفصال فى ولاية تكساس استأثرت باهتمام روسيا وحظيت بتأييد موسكو. السفير فتحى الشاذلى مساعد وزير الخارجية الأسبق قال: إن الشعب الأمريكى فقد المئات فى سبيل نيل وحدته، وبالتالى لن يفرط فيها بهذه السهولة التى يريدوها الانفصاليون، وما يثار إعلاميًا مجرد ضجيج أصوات لا جدوى منها. ويشير إلى أن دخول روسيا على الخط يؤكد هزلية هذه المطالبات، موضحًا أن ذلك يعد مؤامرة فى عرف الأمريكيين، ويجعل من انفصال تكساس أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلًا. ويؤكد سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون أن الدستور الأمريكى والقوانين الأمريكية لا تمنع الانفصاليين من ممارسة حقوقهم والإعلان عن مطالبهم بأى صورة كانت. وأوضح أن أمريكا فيها من هوامش الحرية ما يعطى لهذه الجماعات الحق فى الإعلان عن مطلبهم، وفى رأيى أن الدعوة للانفصال لن تنجح لأن مثل هذا الأمر يحتاج إلى إجراءات طويلة تبدأ من أن برلمان الولاية نفسه يقرر ذلك وإذا حدث ذلك ترفع هذا القرار للمحكمة الدستورية العليا فى أمريكا وإلى الكونجرس الأمريكى بعدها، وإذا أقرت هاتان الهيئتان المجموعة الانفصالية فى تكساس فيمكن للمجموعة أن تنفصل سلميًا.. وهذه إجراءات طويلة وأغلب الظن أنها لن تنجح. وأضاف: رغم أننى لم اقرأ شيئًا عن التضامن الروسى إلا أن روسيا كقوة عظمى منافسة للولايات المتحدة وترد الصاع صاعين لأمريكا بسبب تأييد الأمريكان للانفصالين فى أوكرانيا. ويرى اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم العسكرية، أن القاعدة العسكرية التى وضعها الخبير الإستراتيجى الصينى منذ عام 500 قبل الميلاد تقول «إذا امتلكت القوة العسكرية فأظهرها»، لافتًا إلى أن هذا ما تفعله كل من روسياوأمريكا الآن، تستعرض كل منهما ما لديها من أسلحة متطورة بهدف ردع الأخرى. وأشار الخبير الاستراتيجى إلى أن روسيا ترسل عدة رسائل للولايات المتحدة، مفادها أن عصر القطب الأوحد قد انتهى، وأن بوتين يستعيد أمجاد بلاده، ويعيدها إلى مكانتها السابقة كإحدى القوتين العظميين فى العالم. وأكد فؤاد أن بوتين اتخذ العديد من الخطوات فى سبيل إثبات ذلك، بدءًا من ضم جزيرة القرم الأوكرانية، مرورًا بإصراره على دعم سوريا وإيران، وكذلك العرض العسكرى الضخم الذى قدمه جيش بلاده فى احتفالات عيد النصر فى التاسع من مايو، وحتى المناورات البحرية مع الجيش المصرى؛ ليقول للأمريكان إن منطقة الشرق الأوسط لم تعد حكرًا عليكم، بما فى ذلك تسليح الجيوش العربية والشرق أوسطية.