روسيا تتحدى أمريكا باستعراض أسلحتها.. وتؤيد الإعتراف بإنفصال تكساس

بثت وزارة الدفاع الروسية فيديو هام تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بشكل موسع، ردًا على نشر دبابات أمريكية على الحدود، وأظهر المقطع عدد من طائرات السوخوي، والصواريخ ال "إس 300"، وحاملات الطائرات، بالإضافة إلى الدبابات الروسية سريعة الإنتشار، ومجموعة من المقذوفات الصغيرة.
ردا على قرار الولايات المتحدة بنشر الأسلحة الثقيلة - بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية - في عدد من الدول الأوروبية، وسط مخاوف من حلف شمال الأطلنطى على دور روسيا في أوكرانيا، وفى المقابل أكدت الخارجية الروسية على أن البعض يحاولون تحقيق السيناريو العسكرى فى الأزمة الأوكرانية.
وفى سياق التحديات المتبادلة بين واشنطن وموسكو، كشف تقرير نشرته مجلة "بوليتيكو" أن روسيا تؤيد أهالى ولاية تكساس الذين يريدون أن تنفصل ولايتهم عن الولايات المتحدة الأمريكية.
فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم العسكرية، إن القاعدة العسكرية التى وضعها الخبير الإستراتيجى الصينى منذ عام 500 قبل الميلاد تقول"إذا إمتلكت القوة العسكرية فأظهرها"، لافتا إلى أن هذا ما تفعله كلا من روسيا وأمريكا الأن، حيث تستعرض كلا منهما ما لديها من أسلحة متطورة بهدف ردع الأخرى.
وأشار الخبير الإستراتيجى إلى أن روسيا ترسل عدة رسائل للولايات المتحدة، مفادها أن عصر القطب الأوحد قد إنتهى، وإن بوتين يستعيد أمجاد بلاده، ويعيدها إلى مكانتها السابقة كإحدى القوتين العظميتن فى العالم.
وأكد فؤاد أن بوتين إتخذ العديد من الخطوات فى سبيل إثبات ذلك، بدءا من ضم جزيرة القرم الأوكرانية، مرورا بإصراره على دعم سوريا وإيران، و كذلك العرض العسكرى الضخم الذى قدمه جيش بلاده فى إحتفالات عيد النصر فى التاسع من مايو، وحتى المناورات البحرية مع الجيش المصرى؛ ليقول للأمريكان أن منطقة الشرق الأوسط لم تعد حكرا عليكم، بما فى ذلك تسليح الجيوش العربية والشرق أوسطية.
وإستبعد أستاذ العلوم العسكرية أن تندلع حرب عالمية ثالثة بين روسيا وأمريكا، مشددا على أنه لو إندلعت حرب فى عصر أسلحة الدمار الشامل، فالعالم كله سيكون هو الخاسر، وسيتم تدمير دولا بأكملها لسنوات وعقود طويلة.
وأضاف فؤاد أن إستعراض الأسلحة لم يعد سرا عسكريا؛ لأن صورها تعرض على الإنترنت، ومعروف أن روسيا لديها أسلحة متطورة جدا، خاصة فى مجال الصواريخ حيث وصلت لمنظومة "إس 500"، كما تنتج أمريكا طائرات مقاتلة متطورة جدا، أشهرها "إف 35"، المقاتلة من الجيل الخامس، التى قدمتها لإسرائيل مؤخرا، ردا على حصول إيران على صواريخ "إس300" الروسية.
ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى أن الحرب بين روسيا وأمريكا الأن قائمة بالفعل، ولكنها حروبا سياسية وإقتصادية ومنافسة على بيع السلاح للدول العربية ولمنطقة الشرق الأوسط، التى تشتعل فيها الحروب، بفعل الدور المخابراتى للدول الكبرى المصدرة للسلاح.
وأشار مسلم إلى أن أمريكا تراهن على إيران لإشعال الحروب بين السنة والشيعة فى المنطقة لتضمن بيع السلاح الذى تنتجه مصانعها للدول الخليجية، بينما تبيع روسيا السلاح لإيران و حلفاءها الحوثيين ودول وقوى أخرى، وفقا لنظرية توازن القوى.
وأضاف الخبير الإستراتيجى أن الحروب السياسية والدبلوماسية والمخابراتية تتمثل فى إعتراض أمريكا على ضم جزيرة القرم من قبل روسيا، مقابل إعلان الأخيرة مساندة حركات الإنفصال فى ولاية تكساس، مثلما تسعى أمريكا لإسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا بينما تدعمه روسيا بكل قوتها.