*أمير الجماعة محمد عرفة: المجتمع فى ضلال ونحن أحرار فى صلاتنا *زعيمهم يقيم فى مركز يوسف الصديق ولا يتكلم إلا من خلف حجاب لهم طقوس مغايرة عن المتعارف عليه، بين غالبية المسلمين فى شهر مضان، فهم لا يصلون التراويح فى المساجد، ويقيمون الصلوات بدون أذان أو إقامة فى مكبرات الصوت، هؤلاء ليسوا تنظيم داعش فى سوريا والعراق، لكنهم ينتمون إلى جماعة التكفير والهجرة والتى عادت للظهور فى مصر وتحديدًا فى 5 قرى بالفيوم.. «الصباح» رصدتهم وحاورت أميرهم الذى قال لنا: «نحن أحرار فى صلواتنا، وربنا سيحاسب الجميع..» وإلى التفاصيل. الجماعة تعتبر أقصى يمين السلفية الجهادية، وهى جماعة إسلامية مغالية، نهجت نهج الخوارج فى التكفير بالمعصية، نشأت داخل السجون المصرية، وبعد إطلاق سراح أفرادها تبلورت أفكارها وكثر أتباعها فى صعيد مصر، وعادت للظهور مرة أخرى فى محافظة الفيوم بعد ثورة يناير وبدأت فى بناء عدد من المساجد فى مركز أبشواى وعدد من القرى المتراصة على طريق الفيوم السياحى الذى يمر عبر بحيرة قارون، منها قرى عبد العظيم وأبشواى والحبون و«برغوت» وقرى أخرى محيطة بها. عودتهم فى الظهور لم تكن بعيدًا عن عيون الأمن، لكن التزامهم بعدم إثارة أية قلاقل جعل الأمن يصرف النظر عن اتخاذ أى موقف ضدهم، رغم أنهم يتخذون من بعض الزوايا مساجد خاصة بهم. طقوس الجماعة فى رمضان زوايا صغيرة على أطراف بعض القرى مفتوحة طوال اليوم حتى لا تلفت الانتباه، حسب ما عرفناه من أهل القرية، لا توجد بها أية كتب أو مصاحف وأى شىء سوى بعض مبردات المياه، فضلًا عن حصير عادى من قش القلوب» وهو زرع يصنع منه الحصير، اللافتات التى توضع على تلك المساجد «دار تحفيظ قرآن» للهروب من رقابة الأوقاف. الطقوس الرمضانية لتلك الجماعة فى رمضان تختلف كثيرًا عن طقوس غالبية المسلمين وذلك حسب ما عرفناه من أحد شباب الجماعة والذى اشترط عدم نشر اسمه للحديث لنا. «ك، ع» هو أحد شباب الجماعة الذى أطلعنا على التفاصيل بعدما لم نتمكن من حضور أى ليلة رمضانية معهم لعدم سماحهم بذلك الأمر حتى عن طريق بعض المعارف منهم. الملفت أن هذه الزوايا لايوجد بها مكبر صوت كما هو معتاد فى كل المساجد، ولا تتم فيها إقامة الصلاة ولا الأذان عبر المكبرات، وهؤلاء الناس لا يؤدون صلاة التراويح ويكتفون بصلاة العشاء فقط، ثم يجلسون جلسة طويلة تمتد لنصف ساعة وهى الدروس اليومية وتقتصر على الأمور العامة فى الدين وتناول فضائل الصيام والصلاة وضرورة الابتعاد عن الكفرة حسب فهمهم وهم كل البشرية من دون المنضمين لجماعتهم. أما الأمر الآخر الذى علمته «الصباح» من أحد سكان قرية «عبد العظيم» وهو «ع، س» فهو أن هناك دروسًا رمضانية للمستقطبين الجدد والذين يزداد عددهم فى رمضان عن طريق شباب الجماعة وهم فى العادة من المتشددين أيضًا الذين تسهل السيطرة عليهم، وتكون تلك الدروس فى بعض المنازل تحت مزاعم تبادل الزيارات لصلة الرحم التى تقتصر عليهم فقط، فهم يرفضون تمامًا زيارة أى شخص من خارجهم كما أنهم يرفضون الجلوس مع أى شخص ومشاركتهم الإفطار أو السحور أو أى من الطقوس. الاعتكاف داخل المساجد لا يكون على غرار المساجد الأخرى خاصة هذا العام وحسب ما علمنا من أحد قياداتهم فهم لن يذهبوا لاستخراج أي تصاريح للاعتكاف وأنهم لا ينوون الاعتكاف هذا العام داخل المساجد، فالزوايا التى يصلون فيها غير خاضعة للأوقاف وهى غير معترف بها كمساجد لذلك تكون خارج نطاق المراقبة، كما أنهم يبتعدون عن الاعتكاف حتى لا يلفتوا الأنظار إليهم وإلى أعدادهم، والغريب فى الأمر أن بعض المجاورين للمساجد أوضحوا أن الذين يترددون على الزوايا لا يترددون بشكل يومى حيث يتم التبديل على ما يبدو حتى لا يظهر عددهم الكبير. الأطفال كلمة السر الأطفال لغز كبير فى جماعات التكفير والهجرة حيث إنهم يقومون باستقطاب الأطفال بشكل ودى فى البداية للعب معهم وحضور دروس تحفيظ القرآن ومن ثم دروس الجماعة وهو ما أكده «ع، ق» الذى أكد أن أحد أبنائه البالغ من العمر 12 عامًا كان فى طريقه للانضمام إليهم لولا اكتشافه الأمر حينما رآه مع أحد أبناء قيادات التكفير والهجرة العام الماضى فى رمضان. وأوضح أنهم يحاولون فى رمضان استقطاب الشباب تحت زعم تحفيظ القرآن الكريم حتى يصبحوا مقربين منهم، ثم يحاولون تثبيت فكرة أن المجتمع كله كافر فى نظرهم ثم يضمونهم للجماعة فيما بعد.
زعيم التنظيم لا تكلمه إلا من وراء حجاب، هكذا هو زعيم التنظيم الحالى محمد عرفة، الذى يقيم فى مركز يوسف الصديق، الذى حاولنا مقابلته لكنه رفض ووافق فقط على التحدث تليفونيًا، واقتصرت المكالمة على استفسار شمل الكثير من الأمور وهى لماذا تكفرون المجتمع ولا تصلون ومع الناس ولا تشاركونهم أفراحهم أو أحزانهم، وكانت الإجابة أن هذا المجتمع فى ضلال ويتبع طرقًا ضالة وأمورًا خارج الإسلام، ولكن الكل سيحاسب على عمله حسب قوله، كما أوضح أنهم لا علاقة لهم بأفعال أى شخص وكل شخص يفعل ما يشاء وأن الله سيحاسبه، لكنهم لا يريدون أن يشاركوا الناس البدع والكفر. وحول صلاة التراويح فى رمضان قال إنه لا مانع من يرد أن يصلى فليصلى ومن لم يستطع يمكن أن يؤديها فى البيت وهى ليست إجبارًا. عرفة، الذى يقيم فى مركز يوسف الصديق، نجح بمساعدة أشقائه فى العام الماضى وفى ظل غياب الأمن، فى بناء مسجدين وسط الزراعات، دون الحصول على رخصة، أحدهما فى قرية أبو حجازى، مسقط رأسه، والآخر فى قرية كحك، التى بدأت منها شرارة العمليات الإرهابية، التى نفذها تنظيم «الشوقيين»، عام 1990، ويتردد على مسجد أبو حجازى، المئات من أنحاء الفيوم كافة، بصورة منتظمة يومى الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع. وامتدت أفكار الجماعة إلى القرى المجاورة فتم بناء ثلاثة مساجد فى قرية عبد العظيم، وقرية الحبون وقرية خلف وهو الأمر الذى تسبب فى أزمة كبيرة داخل تلك المناطق بسبب انتشار الأفكار العدوانية التى تكفر كل البشر من غير المنتمين لهذه الجماعة. الحيز الجغرافى وتتواجد عناصر التكفير والهجرة فى قرية عبد العظيم ويبلغ عددهم فيها نحو 40 شخصًا، وتقع القرية بين طريق الفيومالقاهرة وطريق أبشواى السياحى، والقرى الأخرى وهى الحبون وكفر شماطة وغيرها من القرى تبعد عنها بضع كيلو مترات، وتعد هذه القرى موطن الإخوان فى الفيوم ما يجعلهم يغضون البصر عما تقوم به جماعة التكفير والهجرة. مركز يوسف الصديق وهو المكان الذى يوجد به الأمير العام فى الفيوم وهو محمد عرفة وتقع تلك المنطقة بالقرب من الحدود الليبية بالمنطقة الجبلية وهو الأمر الذى يثير مخاوف الكثير من أبناء يوسف الصديق من تكوين خلايا بهذه المنطقة الجبلية بجانب قرية كحك وهى تعتبر أشهر قرية فى الفيوم، فيما أبدى عدد من أهالى تلك القرى مخاوفهم مما رأوه من جلسات شبه سرية وعدم إقامة صلاة التراويح والجلوس فى جلسات دينية تمتد لنحو الساعة فضلا عن جلسات المنازل. الأوقاف والدعوة السلفية الشيخ محمد جمعة أحد مفتشى وزارة الأوقاف بالمحافظة، أوضح أن هذه المساجد تعد زوايا غير مدرجة بالأوقاف وأن التعامل معها يجب أن يكون من جانب الجهات الأمنية خاصة بما أن الأوقاف لا تملك أى علاقة للتعامل مع تلك الزوايا. وشدد جمعة على أن فكر الجماعة هادم للإسلام ومخالف لكل تعاليم الشريعة وأصول الدين، مؤكدًا أن انتماءهم إلى القاعدة يشكل خطرًا كبيرًا بالفيوم ويهدد بتشكيل قوة كبيرة قد تتحول إلى كارثة فى حال انتشار الفكرة بين الشباب البسيط بالفيوم، فهم يستغلون بساطة الشباب وتدينهم ويحاولون التأثير عليهم. فيما أكد الشيخ ياسر أبو سعاد أحد مشايخ الدعوة السلفية بالمحافظة أن الجماعة تفعل كل ما يخالف عادات المجتمع وأن عدم صلاتهم للتروايح يعنى أن تلك الجماعة تستن لنفسها منهجًا لم يأت به أحد من السلف الصالح. وشدد على أن طقوسهم الرمضانية تختلف عن كل الطوائف فهم يكثرون من الجلسات الوعظية الخاصة بهم ولا يفطرون مع أحد أو يشاركوهم أى فعل شىء فى رمضان.