منعوا التعامل مع جميع الطوائف ووصفوهم ب"بالكفار" زعماء التنظيم بنوا مساجد بالزراعات لممارسة نشاطهم بعيدا القانون عادت جماعة التكفير والهجرة لصدارة المشهد مرة أخري في الفيوم بعد غياب الأمن، وقامت ببناء خمسة مساجد للصلاة فيها ويحرم أي شخص من خارج الجماعة الصلاة بهذه المساجد. الجماعة التي تعتبر أقصي اليمين للسلفية الجهادية هي جماعة إسلامية نهجت نهج الخوارج في التكفير بالمعصية، نشأت داخل السجون المصرية في بادئ الأمر وبعد إطلاق سراح أفرادها تبلورت أفكارها وكثر أتباعها في صعيد مصر ، وعادت للظهور مرة أخرى في محافظة الفيوم، تقوم الجماعة بعقد بعض الدروس داخل تلك المساجد للتحريض على تكفير المجتمع وهو ما أثار الفزع لدي المواطنين. شهدت محافظة الفيوم في هذه الفترة حملة اعتقالات كبيرة لأصحاب هذا الفكر للحد من إنتشار أفكاره العدائية والتي تكفر كافة طوائف المجتمع، ثم عاد التنظيم من جديد ليعود هذه المرة بعدد كبير جدا في المنطقة القريبة من الحدود الليبية وطريق إبشواي السياحي . زعيم التنظيم الحالى فى الفيوم هو محمد عرفة، الذى يقيم فى مركز يوسف الصديق، نجح بمساعدة أشقائه في الفترة الأخيرة وفي ظل غياب الأمن ، فى بناء مسجدين وسط الزراعات، دون الحصول على رخصة بذلك، أحدهما فى قرية أبو حجازى، مسقط رأس عرفة، والآخر فى قرية كحك، التى بدأت منها شرارة العمليات الإرهابية، التى نفذها تنظيم "الشوقيين"، عام 1990، غير أن نشاط مسجد أبو حجازى بدا منتظما، حيث يتردد عليه المئات من أنحاء الفيوم كافة، بصورة منتظمة يومى الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع. امتدت أفكار الجماعة إلى القري المجاورة كما تم بناء ثلاثة مساجد في قرية عبد العظيم وقرية الحبون وقرية خلف، الأمر الذي تسبب فى أزمة كبيرة داخل تلك المناطق بسبب إنتشار الأفكار العدوانية التي تكفر كل البشر من دون الجماعة . مساجد خاصة تقع المساجد على أطراف القرى الموجودة بها وهو ما يمنع الأحتكاك المباشر مع المواطنين ويمنع من سماع الدروس التي يلقونها داخل تلك المساجد، وتبدو المساجد بسيطة في طبيعتها وغالبا ما يكتبون عليها " دار تحفيظ قرآن " للهروب من الأوقاف، ومعظم تلك المساجد ذات مساحات ضيقة وبدائية ولا يوجد بها ميكروفونات لأذاعة الصلاة بل يكتفي بالأذان داخل المسجد فقط، وحسب ما ذكر الشاب سيد عمر، فإن هذه المساجد لا تقيم أذانا أو صلاة في مكبرات الصوت بل يقوم المؤذن بالأذان بصوت منخفض وكأنه لا يريد أن يسمعه أحد. في الفترة الأخيرة انتشر الأمر كثيرا حتي أنه بدأ يأخذ أشكالا أخرى في جلسات الدروس بالنسبة للمستقطبين الجدد، فيقوم بعض أمراء الجماعة بعقد جلسات فوق أسطح المنازل ، وفي الفترة الأخيرة عقدت عدة جلسات داخل منازل أعضاء الجماعة في قرية الحبون في منزل " م، س ‘ وهو الرجل الأبرز في تلك القرية، كما ذكر أحد جيرانه وهو السيد أحمد ، ع ، أن هناك جلسات تعقد من فترة لأخرى داخل منزل جاره م، س، وغالبا ما يتردد عليها أشخاص من خارج القرية ويتراوح عددهم في كل جلسة ما بين العشرين والثلاثين شخصا، وهذا الأمر يسبب فزعا كبيرا لأهل القرية إلا أنه لم يكن لأحد أن يتحدث بهذا الشأن لأنه داخل منزله. الأمر ذاته في قرية عبد العظيم، فيقوم أمير الجماعة عبدالله وهو الذي يرفض الظهور أمام من لا يعرفه كما ذكر أن رجال الأمن تتبع الجماعة في كل مكان، لكن البعض من أهالى القرية اعربوا عن إستيائهم من تلك الإجتماعات التي تحدث أيضا داخل هذه المنازل خاصة في منزل الشيخ "محمد .م " منطقة التكفير والهجرة تضم منطقة التكفير والهجرةعدة قرى لا تفصلها عن بعضها سوي مئات الأمتار، نظرا لانتشار الفكر بصورة كبيرة بين أبناء تلك القرى وانضمام المئات من الشباب إلى هذه الجماعة. القرية الأولى هي قرية "عبد العظيم"، التي شهدت في الفترة الأخيرة حالة من الاستياء خاصة في ظل عدم تواجد الأمن إضافة إلى حالة الخوف الكبيرة من توسع دائرة هذا الفكر في القرية خاصة بعد هدم الضريح الموجود بها منذ مئات السنين، والذي هدمه أصحاب الفكر تحت تهديد السلاح ولم يستطع الأهالي منعهم من هدم الضريح نظرا لكثرة عددهم في القرية. الطريقة التي يتبعها أفراد الجماعة في تجنيد الكثير من أبناء القرية زادت من مخاوفهم من تبني أبنائهم لهذا الفكر، فتقول السيدة أم سيد وهي إحدي السيدات بالقرية والبالغة من العمر خمسين عاما، إن ما تقوم به الجماعة لا يعد إسلاما فالإسلام الذي عرفناه هو دين التسامح والتآخي والعطف والأخذ بيد الغير. لكن ما تقوم به هذه الجماعة ما هو إلا تزمت، لكن الخطورة في أن تلك الجماعة تتبع طريقة مختلفة في التعامل مع الشباب حتي يمكنهم السيطرة على عقولهم، فهم دائما ما يتحدثون إليهم باسم الحق المنزل من عند الله ويحاولون إقناعهم بأنهم الأعلون إذا ما اتبعوا هذا الفكر وأنهم يجب ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا يصلوا مع باقي الجماعات أو الأفراد لأنهم ليسوا بمسلمين. يضيف أبو أحمد أحد سائقي التوك توك بالقرية، أن هناك عددا كبيرا من الشباب أنضموا لهذا الفكر وتبنوه بطريقة تثير الفزع في حال إنتشار هذا الفكر بشكل كبير، فقد يحدث صدام فعلي بين أهالي القرية، اضافة الي أن الجماعة تقوم بتصرفات غير عقلانية وغير دينية من الأساس فتكفيرهم حتي للطفل الرضيع أمر يثير الخوف حال تمكن هذه الجماعات من عقول الشباب. تكفير الطوائف لم يقف نهج الجماعة عند حد تكفير أصحاب الديانات الأخري، بل وصل الأمر إلى تكفير كافة الطوائف والجماعات الإسلامية ، وهو ما قاله " م،م ع في لقائه مع "المشهد" قائلا: جماعة الإخوان المسلمين تعد جماعة كافرة وخارجة علي الدين الإسلامي، ونحن كجماعة لا علاقة لنا بما قامو به على الإطلاق، فالإسلام يحرم إستباحة الدم، وما فعله الإخوان من قتل وتعذيب بأسم الدين، لا يمت للشريعة الإسلامية ولا للأسلام ، إضافة إلى أنهم يسعون إلى الحكم السياسي المدني ، وهو ما لم ينص عليه الإسلام، فحكم الإسلام هو كتاب الله وسنة نبيه محمد " ص " الصوفيون جماعة كافرة يسترسل م،م، قوله بأن الصوفيين جماعة كافرة هي الأخرى مستندا في قوله على أنهم يتوسلون إلى غير الله ويتعبدون بالأضرحة ويظنون أنها تضر وتنفع، مستشهدا بموقف يقول أنه قد رأه بنفسه حينما وجد أمرأة تتمسح بالمقام في قرية عبدالعظيم، وتدعو له وتتقرب إلى الله عن طريقه، مؤكدا أن هذا الأمر شركا بالله ، ثم يضيف م ، أيضا أن التقرب إلى الله عن طريق ذبح بعض الماشية أمام تلك الأضرحة هو من الكبائر " وهو سبب ضمني لهدم الأضرحة بالقرية" وأن من يفعل هذا الأمر يعد كافرا ولا مجال للشك في هذا الأمر، ومثله مثل الشيعة والبوذيين واليهود ولا يصح معاملته على أنه مسلم. يتابع قوله بأن حلقات الذكر التي تقيمها الطرق الصوفية توسع من دائرة الشرك بالله، لأنها تعتمد على التمسح بالمقامات، كما أن شد الرحال إلى أولياء الله لا يجوز، معللا قوله بأن أولياء الله كانوا أولياء لله لأنهم عرفوا الله حق معرفة فأصبحوا له مخلصين فكيف يمكن اليوم شد الرحال إلى هؤلاء الأولياء الذي توفاهم الله ولم يعد لهم ضر ولا نفع. فطرة الأطفال لم يقف حد التكفير لدي الجماعة عند تكفير المشايخ والرجال بل وصل الأمر إلى أن كفروا الأطفال الرض، وهو ما أكده عدد من أطفال القرية ومشايخ التكفير أيضا عند اللقاء بهم. أطفال القرية أكدوا أن أبناء هؤلاء المشايخ دائما ما يصفونهم بالكفرة فيقول الطفل سيد عيد، إن أبناء بعض المشايخ في قرية عبد العظيم يقولون لنا إننا كفرة وإن كل إخوتنا حتى الرضع هم كفرة أيضا لأن أباءنا وأمهاتنا كفرة وأننا سندخل النار. يضيف الطفل أحمد رجب من قرية الحبون، أن الأطفال لا يلعبون معنا ولا يخاطبوننا كثيرا وعندما نسألهم يقولون نحن لا نلعب مع الكفرة كما أنهم يلعنوننا ويقولون لنا أننا مثل المسيحين واليهود. إمتدادا لفكر الجماعة التي تقتصر فى الصلاة داخل مساجدها فقط والتي لا يصلى بها أي أحد أخر ، تبدو هناك بعض الأمور الأخرى والمتعلقة بالصلاة خارج تلك المساجد. فيقول أمير الجماعة بقرية عبد العظيم، أنه إذا وجبت الصلاة ونحن في أى مكان خارج القرية فنلصل في أي مسجد كان لكن دون الصلاة وراء أي إمام كان، فنتوضأ ونصلى بمفردنا . الأمر الذي قد يبدو غريبا أن أفراد الجماعة يصلون بمفردهم حتى لو كانت صلاة الجماعة قائمة بالمسجد، فيصلون بمفردهم أيضا. قطع العلاقات الإجتماعية بحسب ما أكد عدد من أهالى تلك القرى أن أفراد الجماعة لا يشاركونهم أفراحهم ولا أحزانهم بالصورة الفعلية لأنهم يرون أنهم كفرة وخارجون عن الأسلام ولا يجب مشاركتهم، وهو ما أكده م،ص أحد أعضاء الجماعة أيضا معللا الأمر بأنه لا يجوز مشاركة هؤلاء لأنهم كفرة بالفعل، ويضيف أن الزواج من تلك الجماعات لا يجوز شرعا ، كما أن الوقوف على مقابرهم لا يجوز أيضا وكذلك حضور الأفراح لا يجوز لأنه مخالف لشرع الله. يضيف أمير الجماعة، أن زواج أبناء الجماعة يكون فقط من أبناء الجماعة أيضا، وأن في هذا الأمر حفاظ على صورة الإسلام الصحيحة حتي لا يفتن أبناء الجماعة بأفكار هذه الجماعات التي تشكل خطرا كبيرا على الأسلام.