عندما أصدر الرئيس المعزول محمد مرسى قرارًا بالعفو عن قاتل فرج فودة، أبو العلا عبدربه، ضمن 45 عضوًا فى تنظيمات إرهابية أخرى، رفض عبدربه بإصرار شديد الاعتذار عن جريمته، فى مؤشر قوى على تمسكه بميوله الواضحة نحو العنف، ما ظهر لاحقًا فى مشاركته فى اعتصام «رابعة العدوية»، الذى هرب منه بعد الفض مباشرة إلى السودان، ضمن 8 قيادات فى الجماعة الإسلامية، ومن هناك بدأ فى إدارة مجموعات إرهابية ضد مصر. على مدار الأيام الماضية، نشر عبدربه عددًا من الصور على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، لعمليات نفذتها تشكيلات إرهابية التى يشرف عليها، بينها صورة لحركة «المقاومة الشعبية» أثناء هجومها على عدد من رجال الأمن، والاستيلاء على أسلحتهم، مبررًا نجاح العملية ب«التدريب المستمر»، الذى قال إن الحركة افتقدته فى العمليات السابقة التى باءت بالفشل، وكلفتها القبض على عدد من أفرادها، أو إصابتهم. وأكد أن «عملية التدريب بطبيعة الحال تستغرق بعض الوقت»، داعيًا عبر صفحته الشخصية إلى الجهاد المسلح، وسرعة الإعداد البدنى والعسكرى للأعضاء، للرد على ما أسماه ب«الهجمة الشرسة ضد الدين واللحية»، وزعمه أن «المسلمين أصبحوا درجة ثانية فى المواطنة بعد المسيحيين». وبحسب مصادر مقربة من التنظيمات الإسلامية، فإن عبدربه يقود من مقر إقامته فى الخارج عددًا من الحركات المسلحة داخل البلاد، والتى يتواصل معها عبر المنتديات الجهادية، ومواقع التواصل الاجتماعى، وبينها حركات «العقاب الثورى» و«الجندى المجهول» و«الذئاب المنفردة»، وتعمل جميعها على تفخيخ السيارات، واستهداف رجال الشرطة، وسبق لها تنفيذ العديد من العمليات، التى أعلنت عنها عبر صفحاتها على فيسبوك، بالإضافة إلى عمليات أخرى أعلنت اعتزامها أن تنفذها، مثل استهداف مساعدى وزير الداخلية، وبينهم مدير سابق لمصلحة السجون. ومن جهته، قال مؤسس حركة أحرار الجماعة الإسلامية، ربيع شلبى، إن «أبو العلا عبد ربه يقود جيلًا جديدًا من شباب الجماعة، يمكن أن نطلق عليهم اسم الدواعش الجدد»، مؤكدًا أن «نسبة تأييد أبو العلا عبد ربه فى أوساط شباب الجماعة الإسلامية، يمثل 20 فى المائة»، وأوضح أن «الجماعة الإسلامية انقسمت إلى 3 جبهات حاليًا، الأولى للدواعش الجدد، الذين كانوا يلقبون من قبل بأمراء الدم، والذين نبذوا مراجعات الجماعة التى جرت فى عام 1997، واختاروا العودة إلى ممارسة العنف». وأضاف أن «معظم القواعد لم تتراجع عن المبادرات، لكن الدواعش الجدد قويت شوكتهم فى عهد جماعة الإخوان، التى انتفعوا من حكمهم، فلم يؤيدوا أحداث 30 يونيو، ويقودهم حاليًا من يطلق عليهم اسم أمراء الدم، صفوت عبد الغنى، وطارق الزمر، وعاصم عبدالماجد، وأبو العلا عبدربه، بالإضافة إلى الأكثر تشددًا، رفاعى طه، وجميع أفراد تلك المجموعة خارج البلاد». أما الجبهة الثانية، فهى جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، التى تؤمن بانتقال السلطة فى 30 يونيو، ويقودها كرم زهدى، وفؤاد الدواليبى، ووليد البرش، وعوض خطاب، وشريف أبو طبنجة، ويسير معها فى نفس الاتجاه أحرار الجماعة الإسلامية، وحركة تمرد الجماعة الإسلامية، بينما تضم الجبهة الثالثة المجموعة التى تؤمن بوقف العنف، موضحًا «نرى أن هذا الموقف شكلى، لأنها تؤيد الإخوان، وفى نفس الوقت تريد وقف العنف، ويقودها عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، وأسامة حافظ، ومصباح هاشم». وأكد أن «أبو العلا عبدربه شكل تنظيمًا يقوده من الخارج، يطلق عليه الدواعش الجدد، ويتركز أعضاؤه فى المنيا، وأسيوط، والإسماعيلية، والإسكندرية، والسويس، وبورسعيد، وعين شمس، والمطرية، وتحالفت حركة العقاب الثورى مع الإخوان»، مشيرًا إلى أن 85 عضوًا فى الجماعة الإسلامية هربوا إلى خارج البلاد عبر السودان،، عقب 30 يونيو مباشرة، وذلك عن طريق الجبال والمدقات الصحراوية التى يحفظها تجار الجمال والمواشى. وأضاف أن «أماكن تمركزهم فى السودان تقع فى الخرطوم وكسلا»، لافتًا إلى أن عبدربه يشرف على تدريب الشباب الذين يتم تهريبهم إلى السودان، ثم متابعتهم، والتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى، ومنتديات خاصة بهم، يتم عبرها بث فيديوهات لشرح تنفيذ بعض العمليات. وكشف شلبى عن أسماء باقى الأعضاء الثمانية الهاربين إلى السودان مع عبدربه، وهم حسن عبدالعال «أبو طارق»، وخالد إبراهيم «أبو سليمان»، وشعبان خليفة «أبو مجاهد»، وأحمد عبدالقادر، مؤكدًا أن «عبدربه يدعو مباشرة إلى مبايعة أبوبكر البغدادى، والانضمام إلى تنظيم داعش، كما يؤمن بالعنف المسلح ضد الجيش والشرطة». وأشار إلى أن تمويل عمليات وتدريبات التشكيلات التى يشرف عليها عبدربه، تأتى من ممدوح على يوسف، الذى أسس شركة سياحية، ثم خرج من مصر إلى تركيا بعد ثورة 30 يونيو.