*معالج بالقرآن يرفض الحديث مع المحررة حتى لا تقل بركته صفحة دجال على «الفيس بوك »: استخدام القرآن فى «جلب الحبيب » خلال 48 ساعة *مجدى زهران خريج علم نفس ويؤكد أن لديه القدرة على شفاء السرطان وإجراء عمليات جراحية *«أبو النور » يحذر من استغلال الشهادة الأزهرية فى الشعوذة والنصب على المواطنين «الأزهرى » و «المجد » و «الرضوان الشرعى » و «الصفوة ».. كلها أسماء لمراكز «علاج بالقرآن » تنتشر إعلاناتها بشكل يومى على شاشات القنوات الفضائية، وجميعها تروج لقدرتها، ليس فقط على علاج جميع الأمراض، بل على فك السحر، وعلاج المربوط فى ليلة الدخلة، وتأخر الزواج. وتكشف «الصباح » بيزنس المتاجرة بكتاب الله، والتلاعب بأحلام البسطاء وآمالهم، عن طريق العلاج بالقرآن، وهو بيزنس انتشر خلال الفترة الأخيرة على موقع «فيسبوك »، وكانت البداية من اتصال تليفونى من رجل أعمال، يسأل محررة الجريدة عن إجراءات استخراج ترخيص مركز علاج بالقرآن، ظنًا منه أن تلك المراكز خاضعة لإشراف"الأوقاف". من جهته، أكد الدكتور سيد عبود، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، ومستشار الوزير، أن الوزارة مختصة بالإشراف الكامل على جميع المساجد فى مختلف المحافظات، بالإضافة إلى إدارة أموال الوقف، وليس لها علاقة بمراكز العلاج بالقرآن، مؤكدًا أن تلك المراكز غير ملحقة بأى من مساجد مصر. وأشار إلى أن «تلك المراكز تستغل جهل المواطنين لاستنزاف أموالهم وأوقاتهم بالخيالات،فالبعض اتخذ من العلاج بالقرآن حرفة، يجنون من ورائها أموالاً كثيرة، رغم أنهم لا يحفظون كتاب الله »، مضيفًا «من الممكن علاج المس الشيطانى بالقرآن الكريم، بشرط أن يكون المعالج رجل مصليًا وصالحًا، وأن يكون عمله قائمًا على المعرفة والعلم، وليس دجالاً مشعوذًا يسعى للنصب على المواطنين البسطاء باسم القرآن، والوزارة لا يمكن أن تكون طرفًا فى تلك الجريمة النكراء .» وقال الشيخ محمد عبده، أحد علماء الأزهر الشريف، إن القرآن شفاء لكثير من الأمراض التى تصيب الناس، والعلاج به يكون بقراءة بعض آياته وسوره على المريض أو قراءته على ماء يشرب منه المريض مباشرة، أو يمسح به مواضع الألم من جسده، موضحًا أن هذا العلاج لا يتوقف على الذهاب إلى رجل معين، وإنما يستطيع كل إنسان أن يقوم به وأن ينفع به نفسه وأهله، مستدركًا: «لكن ما نراه الآن من مراكز للعلاج وابتزاز الناس ماديًا ليس من الدين فى شىء » مطالبًا الحكومة بالتصدى للتجارة على الناس باسم الدين. وقال مصدر أمنى إنه لا يوجد رقم دقيق بأعداد مراكز الع اج بالقرآن، موضحًا أنها تنتشر بشكل كبير فى القرى والنجوع فى مختلف محافظات مصر، وأن أغلب المعالجين يتخذون من بيوتهم مقرًا لعملهم، مشيرًا إلى أنه لكى ينشئ شخص مركزًا لعلاج المرضى بالقرآن لا بد أن يحصل على موافقة جهاز الأمن الوطنى والجهات الأمنية التابع لها المركز. وأضاف المصدر: «هناك من يعمل فى الخفاء بعيدًا عن أعين رجال الأمن، وبدون ترخيص، مثل شخص يدعى الشيخ خالد الننى، ويعمل فى قرية «ميت خوقان » إحدى قرى محافظة المنوفية، واتخذ من بيته مقرًا لمركزه الذى يحمل اسمه، ويتوافد عليه العشرات يوميًا، خاصة من البنات العوانس، حيث يؤكد لمعظم ضحاياه أنهن مسحورات، ولذلك يظهرن فى أعين الناس بصورة تختلف تمامًا عن صورتها الأصلية الطبيعية فيراها الناس فى صورة قبيحة، ويحصل منهن على مبالغ طائلة، ويعدهن بأنهن سيتزوجن خ ال 3 شهور، ويطلب منهن شراء بعض الأعشاب غالية الثمن، ويعطيهن زيوتًا تتراوح أسعارها من150 إلى 200 جنيه، ويستخدم مجموعة من الأعشاب التى تباع فى محال العطارة .» «الصباح » تواصلت مع أحد المعالجين بالقرآن، ويدعى مجدى زهران، حاصل على ليسانس آداب علم نفس من جامعة الأزهر، قال إن لديه القدرة على ع اج جميع الأمراض الروحية والعضوية التى لا يعرف الطب الحديث والمعاصر لها سببًا واضحًا، بحجة أنه من الأشراف، ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما. «زهران » يؤكد أن لديه القدرة على علاج أمراض السرطان وتليف الكبد والفشل الكلوى، وأمراض المعدة والدوالى، عن طريق استخدام أعشاب معينة، بل يصل به الأمر إلى إجراء عمليات جراحية على جسم المريض إذا ما فشل العلاج بالأعشاب، ويعالج المس الشيطانى والربط والضعف الجنسى عند الطرفين، وتأخر الزواج الناتج عن السحر، وتأخر الحمل والإنجاب وحالات سقوط الجنين، مدعيًا أن تسليط الجن على المرأة الحامل يسقط جنينها، حيث يضربونها فى ظهرها على حد قوله. وهناك شخص يدعى أنه يمتلك أكبر مركز روحانى فى القاهرة لعلاج السحر والمس، وهو الدكتور محمد البحيرى، الحاصل على ليسانس الشريعة والحديث من جامعة الأزهر، رفض التواصل مع محررة الجريدة بحجة أنه لا يحب الحديث مع وسائل الإع ام حتى لا تقل بركاته، وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك » أن لديه القدرة على«جلب الحبيب » فى 48 ساعة للخطوبة والزواج، موضحًا أنه يقوم بعمل الطاعة العمياء للحبيب وخطف عقل وجسد وروح الحبيب إلى حبيبته أو العكس، مشترطًا النية الحلال، على حد وصفه. وكتب البحيرى فى صفحته إنه عضو الاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين بفرنسا، وإخصائى الحسابات الفلكية، وعضو مجلس شورى علماء السلفيين، وعضو مجمع الفقة الدولى، وحاصل على دكتوراه فى علوم وأبحاث الفلك، وصاحب أكبر مؤلفات فى علاجات السحر بالقرآن. من جهته، أكد الدكتور محمد ص اح الدين، أستاذ الباطنة بجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم هو الشفاء التام لجميع الأمراض، لكنه تحدى الدجالين الذين ينصبون على المواطنين ويدعون أنهم يستطيعون علاج مرض السرطان والكبد والفشل الكلوى، ويدعون أنهم يصاحبون الجن ويجرون عمليات جراحية دون متاعب أو ع امات على الجسم، مشيرًا إلى أن الدجالين يطلبون دجاجًا وبيضًا وعظامًا، وغير ذلك، وأنه لا بد أن يدرك الشخص المريض أنه أمام دجال ونصاب يحاول استنزافه للحصول على مكاسب مادية. بينما حذر الدكتور الأحمدى أبو النور، عضو هيئة كبار العلماء، من استغلال الشهادة الأزهرية والاتجار بكتاب الله فى النصب على المواطنين البسطاء، والادعاء بالقدرة على علاج الأمراض المستعصية، منوهًا بأن القرآن الكريم يعالج الحسد والمس ولكن بشروط لا بد أن تتوافر على أيدى علماء صالحين مخلصين يحفظون كتاب الله فى صدورهم ولا يتقاضون أجرًا؛ لأنهم يحتسبون أجورهم عن الله، مؤكدًا أن المعالج بالقرآن الحقيقى لا يتقاضى أى أجر.