*اشترى الحصة الحاكمة فى أسهم «يورو نيوز» الإخبارية مقابل 300 مليون يورو بعد شهرين من المفاوضات الشاقة مع الشركة المالكة لشبكة «يورو نيوز» الإخبارية، نجح رجل الأعمال نجيب ساويرس فى الفوز بصفقة لشراء 53 فى المائة من أسهم الشبكة الأوروبية الشهيرة، مقابل 300 مليون يورو، مع تعهده بالحفاظ على حقوق الموظفين، وتطوير العمل التقنى والإخبارى فيها، والالتزام بسياسات الاتحاد الأوروبى. وتمثل الصفقة أول ظهور لساويرس فى مجال الإعلام الدولى، حيث سبق له إنشاء قناة فضائية تحت اسم «النهرين»، فى العراق عقب الغزو الأمريكى فى 2003، ووقتها كان يستثمر ملايين الدولارات فى أكبر شبكة للاتصالات هناك، وتدعم الصفقة الأوروبية إمبراطورية إعلامية ضخمة له، تضم قنوات أون تى فى، وموقع مصراوى وموقع فيتو. ومع اتجاه ساويرس إلى توسيع نشاطه الإعلامى فى الخارج، عبر صفقة «يورو نيوز»، وسعيه لشراء نصف الأسهم فى صحفيتى لوموند وليبراسيون الفرنسيتين الشهيرتين، بالتزامن مع بيع شركة أوراسكوم تليكوم لباقى حصتها فى شركة موبينيل لخدمات التليفون المحمول إلى شركة أورانج الفرنسية، قرر تخفيض ميزانية قنوات أون تى فى، والاستغناء عن عدد من العاملين فيها، وفقًا لتعليمات منه للعضو المنتدب ألبير شفيق، بينما حافظ على ميزانية موقعى فيتو ومصراوى دون تغيير. وجاء دخول ساويرس إلى مجال الإعلام الغربى بعد سنوات من دخول دول عربية ورجال أعمال عرب فى هذا المجال، وأبرزهم قطر التى اشترت حكومتها صحيفة الجارديان البريطانية الشهيرة، لتوجه نشاطها بشكل كامل ضد مصر، ومناصرة التنظيم الدولى للإخوان، كما دخل الأمير السعودى الوليد بن طلال فى شراكة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية الشهيرة، وتسعى قطر إلى شراء أسهم فى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، خلال الفترة المقبلة، بعدما خصصت حملات إعلانية بقيمة مليونى دولار فى العام الماضى، لدعم سياساتها. وطرح دخول ساويرس سوق الإعلام الغربى تساؤلا عما إذا كان شراء الحصة الحاكمة فى أسهم «يورو نيوز» سيصب فى خدمة المصالح المصرية فى الخارج، والدفاع عن القضايا العربية فى مواجهة آلة الإعلام الإخوانية فى الغرب، والمدعومة من قطر وتركيا والولايات المتحدة، وبحسب خبير إعلامى، فإن «ساويرس لن يغير من السياسات التحريرية للشبكة فى المدى القريب، ولن يتدخل فى إدارتها، لكنه قد يمنع نشر أى أخبار أو تقارير تدعم الحرب الإعلامية للإخوان ضد مصر فى أوروبا». ومن جهته، قال أستاذ الإعلام فى الجامعة الألمانية بالقاهرة، الدكتور جمال عبد الحميد، إن «شراء ساويرس للأسهم قد يصب فى صالح مصر، إذا كان هدفه هو مواجهة قوة الإخوان وقطر وتركيا فى الإعلام الغربى، أما إذا كانت الصفقة موجهة لخدمة مصالح ساويرس واستثماراته فحسب، فلن يكون له أثر واضح على الخريطة الإعلامية الغربية، التى تنقسم بين إعلام مؤيد للصهيونية، وآخر مؤيد للإخوان، وثالث مستقل ومحدود المساحة، ويجب على ساويرس وغيره من رجال الأعمال المصريين، المهتمين بالاستثمار فى مجال الإعلام، العمل على تغيير هذه الخريطة».