مع إعلان عدد من الأحزاب والقوى السياسية الدخول فى تحالف «فى حب مصر»، اشتعلت المعركة الانتخابية بين القوائم المختلفة، قبل شهر من بدء المرحلة الأولى من الانتحابات، وجاءت قائمة «الوفد المصرى» على رأس ضحايا التحالفات الجديدة، التى شكلتها «فى حب مصر»، التى توصف بأنها الأقرب إلى الدولة فى الفترة الحالية. وانقسم حزب الوفد إلى جبهتين، الأولى ترى ضرورة الانضمام لقائمة «فى حب مصر»، ويتزعمها بهاء الدين أبو شقة، سكرتير عام الوفد، والثانية تضم بعض القيادات وشباب الحزب، وترفض الانضمام لتلك القائمة، إلا أن السيد البدوى حسم أمره بالانضمام للقائمة التى دشنها عدد من الشخصيات العامة والسياسية من أبرزهم اللواء سامح سيف اليزل، وأسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى. قرار البدوى لم ينه الخلافات بين أعضاء الهيئة العليا للوفد التى ترى أن الدولة تعاملت باستهانة مع الحزب، وكأنه كيان صغير لا قيمة له، فيما ترى الجبهة المؤيدة للانضمام أن الدولة أعطت فرصة للسيد البدوى لتوحيد الأحزاب لكنه لم ينجح، ولم يكن من خيار سوى إنشاء تلك القائمة بعد انهيار قائمة الجنزورى الانتخابية. تحالف «الوفد المصرى» قدم 20 اسمًا لقائمة «فى حب مصر»، لخوض الانتخابات البرلمانية بالتنسيق فيما بين الجانبين حولهما، بعد توقيع مذكرة تفاهم، وسيكون نصيب حزب الوفد منها 10 مقاعد، والمؤتمر 6 مقاعد، على أن تحصل باقى أحزاب التحالف على المقاعد الأربعة المتبقية، وهو ما أوصل حالة الاستياء من قرار البدوى لذروته، خاصة أن البعض اعتبر عدد العشرة مقاعد عددًا هزيلا لا يتناسب أبدًا مع تاريخ حزب الوفد. كما شن حزب المؤتمر هجومًا على الدكتور السيد البدوى، واتهمه بالبحث عن مصالح شخصية وحزبية، وأضاع مجهود 6 أشهر سابقة للتنسيق بين الأحزاب فى تشكيل القائمة، وبحسب تصريحات المتحدث باسم «المؤتمر»، الدكتور صلاح حسب الله. الوفد لم يكن المتضرر الوحيد من قائمة «فى حب مصر»، فهناك أيضًا حزب الحركة الوطنية الذى أسسه أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق؛ إذ أكد يحيى قدرى، نائب رئيس الحزب، انسحاب عشر شخصيات من قوائم الحزب وانضمامهم ل«فى حب مصر»، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤثر على قائمة الحزب الذى سيعانى فى البحث عن بديل لهؤلاء المنسحبين، خاصة أن انسحابهم جاء فى وقت شديد الصعوبة، على حد تعبيره. أما قائمة «صحوة مصر» التى أعدها عبدالجليل مصطفى، منسق حركة كفاية سابقًا، فتبدو أكثر القوائم ثباتًا، بعد دعمها بوجود عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور على رأسها، ويبحث عبدالجليل عرض البدوى التنسيق بين القائمتين، حتى مع انضمام الوفد لقائمة فى حب مصر، حيث تشمل قائمة الوفد السابقة عددًا من الأحزاب الصغيرة، مثل حزب المحافظين الذى سيترشح رئيسه أكمل قرطام فى الانتخابات. الجلسات الليلية للشخصيات العامة ورؤساء القوائم هى التى ستحسم أمر القوائم الانتخابية المختلفة، فبينما يفضل الدكتور السيد البدوى عقد جلسات مع أعضاء قائمته وأعضاء حزبه فى منزله بالشيخ زايد، يفضل عمرو موسى الاجتماع بعبدالجليل مصطفى وقادة قائمة «صحوة مصر» فى منزله بالتجمع الخامس أو بمكتبه فى الدقى، أما فندق الفورسيزون المملوك للأمير السعودى الوليد بن طلال، فيشهد اجتماعات لقائمة الحركة الوطنية التى أسسها أحمد شفيق. أما المفاجأة فهى ترشح أعضاء من الإخوان، من الصف الثالث والرابع بالجماعة، ولكن كمستقلين، مع عدم رفع شعارات الجماعة، وفى حالة نجاحهم سيكونون كتلة ضد نظام الحكم القائم، بإصدار بيانات تندد بالتعامل العنيف مع مظاهرات الإخوان، ومنهم جمال رشدى فى الجيزة، وناير عبداللطيف فى القليوبية بديلاً عن محمد البلتاجى القيادى الإخوانى المحبوس، ونادية عربى فى بنى سويف، وراشد عمار فى الفيوم، وآخرون.