فى الوقت الذى تكررت فيه مأساة الموت فى ملاعب كرة القدم المصرية بعد ثلاث سنوات على فاجعة ستاد بورسعيد والتى راح ضحيتها 72 من مشجعى الأهلى فى الأول من فبراير 2012، ليسقط 19 شابًا ضحايا مأساة ملعب الدفاع الجوى قبل مباراة الزمالك وإنبى، فى 8 فبراير الجارى، وفى الوقت الذى مازال فيه مسئولو اتحاد الكرة المصرى يدرسون شروط الأمن التى وضعتها النيابة العامة كشرط لاستئناف النشاط الكروى عقب مأساة بورسعيد ولم يتم تنفيذ أى بند منها، قررت «الصباح» أن تلقى نظرة على الشروط التى يضعها الاتحاد الدولى لكرة القدم FIFA للأمن والسلامة فى مباريات كرة القدم، لنرى ما إذا كانت ملاعب الكرة المصرية تتوافق مع هذه الشروط أم لا. فى البداية، كتيب «الأمن والسلامة» الصادر عن الفيفا يقع فى 105 صفحات بالتمام والكمال.. ويبدأ بتعريف عناصر اللعبة من أولها لآخرها، بما فى ذلك أفراد الأمن فى المدرجات وفى أرض الملعب وخارجه. وتؤكد تعليمات الفيفا أن ما ورد فى هذا الكتيب ملزم لكل الاتحادات حين تنظيمها لأى مباراة دولية تحت مظلة الاتحاد الدولى، كما أنها تعد بمثابة المرجع فى تنظيم أى مباراة كرة قدم حول العالم. من بين المبادئ الأساسية فى التعليمات التوازن بين تصميم الاستاد وسعته وعدد الجماهير المسموح لها بدخوله، وتوفير عدد البوابات الكافية لدخول وخروج الجماهير دون تزاحم.. ولا داعى للتعليق على ملاعب الكرة المصرية التى لا يوجد لبعضها (ومن بينها ملعب الدفاع الجوى الذى شهد المأساة) سوى باب وحيد لدخول الجماهير. الفيفا يؤكد أيضًا على ألا يزيد عدد الجماهير المسموح لها بالدخول بأى حال من الأحوال على عدد مقاعد الملعب، أو عدد التذاكر المخصصة للمباراة.. ويؤكد على أن مسئولية سلامة الجماهير تقع أولا وأخيرًا على الاتحاد والنادى المنظمين للمباراة، دون أى ذكر لقوات الأمن التى يعتبر الفيفا دورها مساعدًا فقط، أما المسئولية الحقيقية فهى على عاتق الاتحاد والنادى، اللذين يحق لهما الاستعانة بقوات من الأمن تحت إشرافهما. وفى هذا الصدد يؤكد الفيفا أنه على كل اتحاد تعيين مسئول أمنى له خبرة بالتعامل مع القوات الشرطية، والتنسيق معها فيما يخص تنظيم المباريات والحفاظ على سلامة الجماهير واللاعبين وأفراد المنظومة الكروية. وبالإضافة لذلك يجب أن يكون لكل ملعب مسئوله الأمنى الذى عليه تنسيق الحضور والتنظيم مع المسئول الأمنى الخاص بالاتحاد قبل المباريات. الفيفا يحتم أيضًا على كل اتحاد أن تكون لديه خطة واضحة وخاصة بحالات الطوارئ فى كل ملعب، وأن يقوم بإجراء تجارب عملية لهذه الحالات قبل انطلاق المسابقات، وأن يلتزم مسئولو الاتحادات والأندية بتطبيق خطة الطوارئ فى حالة الاحتياج لها. وضمن بند الطوارئ يتحدث الفيفا عن مسئولية الاتحادات فى الحفاظ على سلامة الجماهير ضد أى ظروف محتملة، بما فى ذلك الهجمات الإرهابية بما يتوافق مع قانون الدولة. خطط الطوارئ هى البند الأكثر تفصيلًا فى لائحة الفيفا للسلامة، والتى تقوم بتوضيح كل حالة واردة وكيفية التعامل فيها.. لكن السؤال هو: هل قام مسئولو الاتحاد والأندية المصرية بالاطلاع على هذه اللائحة؟ هل قام الاتحاد بمراجعة استعدادات الملاعب من الناحية الأمنية قبل السماح بانطلاق البطولة ثم قبل السماح بعودة الجماهير؟ وأخيرًا.. هل سيقوم الاتحاد بمراجعة هذه الأمور قبل الصراخ والبكاء والمطالبة بعودة الدورى دون النظر إلى أى جثث سيعود عليها هذه المرة؟ أسئلة كثيرة، ولا حياة لمن تنادى.