عشر نقاط تنظيمية خالف فيها اتحاد الكرة المصري نظيره الدولي (فيفا) في تنظيم مباراة الاهلي والمصري، ما ساهم بشكل رئيسي في فاجعة بورسعيد. فجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم طلب من اتحاد الكرة قبل أن يستقبل كتابة تقرير عن ظروف المباراة ومعايير تنظيمها قياسا بما ورد في بنود ولوائح الفيفا. وقدم زاهر استقالته في أعقاب الحادث الكبير الذي شهد اقتحام جمهور المصري البورسعيدي لأرض الاستاد بعد الفوز على الاهلي بثلاثة أهداف لهدف. وسقط 74 شهيدا جراء هذا الاقتحام، وبغض النظر عن اليد المحركة للأحداث فإن الفيفا يقف صارما في توفير أقصى وأفضل ظروف أمنية لضبط الأمور ومنعها من الانفلات كما حدث. والمثير في استاد بورسعيد أنه كان أحد من استضافوا بطولة كأس العالم للشباب في 2009 وأمم إفريقيا 2006، لكن معايير الأمن التي كانت متبعة اختفت تماما في السنتين الأخيرتين. ويقدم FilGoal.com أبرز 10 مخالفات في تنظيم المباراة قياسا بمعايير واجبة من الفيفا لخلق أجواء تمنع المؤامرات وتكون قادرة على تحديد المسؤول عن كارثة حين تحدث: ذلك مع الأخذ في الحسبان، أن القواعد إن تم اختراقها فإن الاتحاد يوضع تحت المسائلة المباشرة من الفيفا والمحاسبة، ويتم تحديد عقوبات عليه إن ثبت اختراقه أغلب بنود الأمن. قبل المباراة 1) يكون اتحاد الكرة والأجهزة الأمنية مسؤولين عن رصد وتحديد ظروف المباراة، وهل يحيط بها شحن سياسي أو أجواء إرهابية أو عداوة تاريخية بين الناديين أو احتمالية ظهور ما يشير لعنصرية. وفي حال لم يملك الاتحاد المسؤول كافة الصلاحيات الخاصة بتأمين المباريات عليه التنسيق مع الجهات المنوطة بذلك في الدولة مثل الداخلية أو الحكومة، وإن لم يحدث ذلك عليه إخطار الفيفا. اتحاد الكرة المصري صرح عبر العديد من مسؤوليه بأنهم دائما ما ينصاعون لقرارات الداخلية، ولو كان الأمن طلب منهم تأجيل المباراة لفعلوا ذلك. وهنا تاهت المسؤولية بين الاتحاد والداخلية ولم يتم تأمين اللقاء على النحو الأمثل من جهة، ولا بلغ المسؤولين عن الكرة في مصر الفيفا بذلك.
دخول الاستاد 2) كل النقاط الخاصة بدخول الجماهير إلى الاستاد يجب أن تحتوي على نقاط تفتيش. 3) ممنوع منعا باتا دخول أجسام صلبة قد تؤدي عمل الأسلحة، أو يمكن استخدامها بشكل عنيف، حتى الألات الموسيقية يجب أن تخضع لرقابة المشرفين على الملعب والمباريات. 4) يجب توظيف كاميرات ذات قدرات تتيح لها تكبير الصورة وللمشاهد التدقيق فيها، وتتمركز على البوابات لكشف وجوه كافة الحاضرين، وفي النقاط الحيوية في المدرجات. 5) الالتزام قدر الإمكان بأن تكون المقاعد مرقمة بحسب التذكرة بحيث تسهل إمكانية الاستدلال على صاحبها. أما في حالة بورسعيد، فإن الجماهير دخلت الاستاد دون تفتيش رغم حساسية المباراة، واعتياد جماهير المصري على التعرض للتفتيش في مثل تلك المواجهات ذات الظروف الخاصة. بعض الجماهير دخل الملعب بأسلحة بيضاء، وطبعا التحدث عن التذاكر أو المقاعد المرقمة سيكون هزلا. تأمين الملعب 6) حماية الملعب من هجوم مباغت للجماهير من المدرجات بإنشاء حائل أمام المستطيل الأخضر طوله لا يقل عن 2.2 مترا. ذلك مع الأخذ في الحسبان أن يعطل الحائل نزول الجماهير لكن يمكن فتحه حتى لا يحبس الجمهور في المدرجات إن احتاج للهروب. ويمكن استبدال الحائل عن طريق الاستعانة بعدد أكبر من المعتاد من رجال التأمين سواء شرطة أو مدنيين. وفي حالة المباراة المأساة، فإن الأبواب كانت مفتوحة والجماهير في الملعب منذ بداية الشوط الثاني، ولا حوائل أو أعداد غفيرة من رجال الأمن المركزي.
7) يجب فتح طريقين خارج الاستاد وبتأمين كبير لسيارات الإسعاف والمطافئ ورجال الشرطة. أما ما حدث على أرض بورسعيد، فكان مأساة كاملة في هذا الشأن إذ منع الجمهور – بحسب رواية الداخلية – سيارات الإسعاف إلى دخول الاستاد. ولم تكن هناك سوى سيارة إسعاف واحدة، لم تكن كافية بحسب تصريحات الجهاز الفني للأهلي الذي صرخ لأكثر من 40 دقيقة بحثا عن مسعفين يساعدون إيهاب علي طبيب الفريق. 8) يجب أن يتوافر في كل استاد غرفة مخصصة لعمليات الطوارئ الأمنية ليتواجد فيها كبار قادة المسؤولين عن تنظيم المباريات، خاصة في اللقاءات التي يحيطها الظروف الخاصة. كذلك يجب أن يتوافر في الاستادات بحسب معايير الفيفا مخازن يستخدمها الأمن. 9) في حال انقطاع التيار الكهربي، يجب أن يتوافر بديل كمحطة توليد صغيرة كي لا يتأثر الحضور سلبا بالظلام. الإخلاء 9) في حالات المباريات الخطرة أمنيا، يجدر بالأمن إخلاء الاستاد من جماهير الفريق الضيف قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق على الأقل، أما في بورسعيد فقد تم إغلاق بوابة الخروج قبل خمس دقائق من النهاية. ويتم تعيين متحدث باسم جماهير الزوار لأخذ التوجيهات والإرشادات الأمنية بحسب الحالة. 10) يجب توفير بوابة خاصة لجماهير الفريق الضيف، ويجب أن يكون المَخرج قريب من مدرج الحضور. أما في بورسعيد فقد كان ممر الخروج الوحيد من المدرج مغلق رغم أن يطل على ساحة واسعة تؤدي بعدها إلى بوابة كبيرة للاستاد تم اختراقها من بعض جماهير المصري. ويجب تصميم بوابات الخروج من الاستاد بحيث تفتح بسهولة وتغلق بسهولة، وإن أمكن يفضل تقوية تلك التقنية بجهاز تحكم عن بعد يفتح ويغلق البوابات بحسب الظروف. أما عن بورسعيد، فلم يحدث أي شيء مما سبق.