2 مليار دولار لسرعة انتهاء سد النهضة وعسكريين أتراك فى أديس أبابا قريبًا لمواجهة أى تهديدات استغلال الخلافات بين بعض دول شمال إفريقيا ومصر لإشعال الفتن وإضعاف الدعم السعودى للقاهرة «النوايا السيئة» وحدها ما دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى استباق موعد القمة الإفريقية المقبلة، والمقرر أن تكون الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بأن يبدأ زيارة إلى إثيوبيا والصومال، مما أثار جدلًا داخل مصر وخارجها، حول سبب زيارة الرئيس التركى المفاجئة لبلد لا تربطها علاقات قوية ببلاده، وفى توقيت حساس. وبالنسبة للمحللين السياسيين، كان الهدف من جولة أردوغان واضحًا، وهو ضرب أو تقليص التواجد المصرى فى إفريقيا، حيث عرض على القيادة الإثيوبية دعم تركيا لمشروع سد النهضة الإثيوبى، الذى يمثل إحدى نقاط الخلاف الأساسية بين أديس أبابا والقاهرة، بما يمثله من تهديد لحصة مصر من مياه النيل، ويشمل العرض أن تنفذ شركات تركية الأعمال الخاصة بإنشاء السد، بدلًا من الشركات الصينية التى انسحب عدد منها، بسبب نقص التمويل. وعرض أردوغان أن تقدم بلاده منحًا وقروضًا لإثيوبيا، تصل قيمتها إلى مليارى دولار، بشروط ميسرة، بهدف الإسراع لإنهاء المشروع، قاصدًا بذلك توجيه ضربة لمصر، واصطحب الرئيس التركى فى زيارته، مستشار الأمن القومى، وقادة عسكريين آخرين، لبحث تقديم الجيش التركى دعمًا لنظيره الإثيوبى، والاتفاق على إيفاد مستشاريين عسكريين أتراك إلى أديس أبابا، خلال الفترة المقبلة، لتقديم معونة فنية وخبرة عسكرية للجيش الإثيوبى، بهدف مواجهة أى تهديدات محتملة لسد النهضة، واعتبرت إثيوبيا أن عرض أردوغان يخدم مصالحها، خاصة أنها تحتاج إلى الدعم المالى لاستكمال مشروع سد النهضة. وفى الرحلة ذاتها زار الرئيس التركى الصومال، بحثًا عن موطئ قدم لإسطنبول فى منطقة القرن الإفريقى، التى تعد منطقة استراتيجية بالنسبة للملاحة البحرية، وخلال الزيارة، عرض على المسئولين الصوماليين دعمًا عسكريًا وماليًا مباشرًا، بالإضافة إلى إرسال علماء ودعاة من هيئة الإفتاء التركية، لتفقيه الصوماليين فى الدين، ورافقه فى الزيارة مسئولو هيئة الإغاثة التركية، لتقديم إعانات عاجلة للمتضررين من الحرب الأهلية، بين القوات الحكومية وحركة شباب المجاهدين المتشددة. وأبدى أردوغان استغرابه من عدم وجود إخوان فى الصومال، مطالبًا مسئولى التنظيم الدولى للإخوان، البدء فى زرع عناصر إخوانية هناك، فى أسرع وقت ممكن، على أن يتم ذلك بدعم كامل من تركيا، ضمن خطته لحصار مصر فى إفريقيا، وبحسب تصريحات مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، السفير نهاد أحمد، فإن «تركيا فى عهد أردوغان حدث بينها وبين التنظيم الدولى للإخوان زواج كاثوليكى، لتحقيق المصالح المشتركة للطرفين». وأضاف: «يرى أردوغان فى الإخوان حصان طروادة، الذى سيمكنه من تنفيذ أحلامه فى استعادة الإمبراطورية العثمانية من جديد، بعد مائة عام على انهيارها، بفضل كمال أتاتورك، وبالنسبة للإخوان يرون أنه الداعم الرئيسى لهم على المستوى الدولى، ويزداد احتياجهم إليه مع تراجع الدعم القطرى»، بالإضافة إلى دعمهم لفكرة الخلافة الإسلامية. وأكد أنه «بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لليونان، والاتفاق المصرى اليونانى القبرصى، بدأ الأتراك فى التحرك استراتيجيًا لحصار مصر بمختلف الوسائل، وإيجاد موطئ قدم لهم فى الأماكن الاستراتيجية والحيوية بالنسبة لمصر، مثل منطقة القرن الإفريقى ومنابع النيل، وذلك لخنقها مائيًا واستراتيجيًا، والعمل على تحويلها إلى نموذج الدولة الفاشلة، ودفع قطاعات واسعة من الشعب المصرى للثورة على الرئيس وحكومته، فنقص الماء والكهرباء سيمثل كارثة لا يمكن احتمالها بالنسبة للمصريين». وأشار إلى أن «الخطط التركية تتضمن أيضًا التواجد فى منطقة شمال إفريقيا، ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، واستغلال بعض الخلافات بين تلك الدول وبين مصر، لإشعال الفتن بين عواصمها، وخلق رأى عام مناوئ لمصر، لافتًا إلى أن تركيا حاولت استغلال الأزمة الأخيرة بين مصر والمغرب، للصيد فى الماء العكر، إلا أن الرئيس السيسى أسرع بإيفاد وزير الخارجية سامح شكرى إلى المملكة المغربية لاحتواء الأزمة، ومقابلة العاهل المغربى الملك محمد السادس، كما أكد أن أنقرة ستحاول استغلال الفترة الانتقالية فى السعودية، بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لإضعاف الدعم السعودى الخليجى لمصر.