في إطار التحركات التركية للتوغل في الشأن الأفريقي, وتحديدا في منطقة منابع النيل, تصدرت أزمة سد النهضة الإثيوبي وقضية الاستخدام العادل لمياه نهر النيل المباحثات الثنائية التي جرت في أديس أبابا بين تادروس أدهانوم وزير خارجية إثيوبيا ونظيره التركي أحمد داود أوغلو ضمن سلسلة من القضايا الإقليمية. وذكرت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان لها أن أدهانوم شدد خلال اللقاء- الذي جري علي هامش القمة الأفريقية- علي أن تقرير لجنة الخبراء الدوليين أكد أن سد النهضة سيعود بالفائدة علي مصر والسودان, وأنه سيسمح بالمنفعة المتبادلة من تطوير حوض النيل, مؤكدا علي دعم السودان الكامل للموقف الإثيوبي. كما أعرب وزير الخارجية الأثيوبية عن أسفه لما وصفه بتردد مصر في قبول المقترحات التي تم طرحها بشأن السد, محذرا من أنه تم نشر تعليقات غير دقيقة علي لسان مصادر مصرية مسئولة تعارض بناء السد. وأشار البيان إلي أن وزير الخارجية التركية أكد أهمية الاستخدام العادل للأنهار الدولية, مستدلا علي ذلك بتجربة بناء سد أتاتورك التركي والذي استدعي بناؤه وتشغيله إجراء مفاوضات مع كل من سوريا والعراق. غير أنه لم يتضح بعد إذا ما كانت أنقرة قد عرضت تعاونها مع أديس أبابا في مشروع النهضة المثير للجدل في مصر, وبخاصة في ظل توتر العلاقات بين القاهرةوأنقرة منذ ثورة30 يونيو العام الماضي. كما أشار البيان إلي أن المباحثات بين الجانبين تطرقت إلي الوضع في جنوب السودان والصومال, وإلي جهود إثيوبيا لتشجيع السلام والاستقرار في المنطقة, حيث اتفق الوزيران علي ضرورة تعميق العلاقات بين إثيوبيا وتركيا. وتأتي هذه المباحثات بعد يومين من وضع مولاتو تشومي الرئيس الإثيوبي حجر الأساس لمجمع تركي لصناعة المنسوجات في إثيوبيا, بلغت تكلفته نحو157 مليون دولار ويضم أربعة مصانع, وهو ما اعتبره الرئيس الإثيوبي نقطة انطلاق للصناعة الإثيوبية. وتشير التقارير إلي أن الاستثمارات التركية في إثيوبيا سجلت1,8 مليار دولار خلال العام الماضي. وكان داود أوغلو قد انتهز فرصة تواجده في إثيوبيا بمناسبة القمة الأفريقية, وأجري مباحثات مهمة أيضا مع نظرائه من الصومال وبوركينا فاسو وعدد من الدول الإفريقية. وفي أنقرة, كشف أحدث استطلاع للرأي العام التركي عن تراجع ملحوظ في شعبية رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي, لتسجل22% فقط من المشاركين. وكشفت نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة كيزجي للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية أن نسبة29% تثق في رئيس الجمهورية عبد الله جول, و28% يثقون في زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو, فيما يثق22% فقط في رئيس الوزراء أردوغان. وأجري الاستطلاع في الفترة من23 إلي26 يناير الماضي في35 محافظة منها اسطنبول.