قال خبراء مياه إن تصريحات سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، بشأن مناقشة الوفد المصرى الذى زار روسيا قضية «أزمة المياه» فى دول حوض النيل، ضمن القضايا التى أثيرت مع المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، ونبيل فهمى وزير الخارجية، وتشديده على «ضرورة مراعاة مصالح الشعوب واحتياجاتها وحقها فى الموارد المائية»، تكشف عن دعم موسكو للقاهرة فى أزمتها مع إثيوبيا بخصوص قضية «سد النهضة»، لمواجهة التعنت الإثيوبى المدعوم من الصينوالولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى فى هذا الملف المصيرى. اعتبر الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الرى الأسبق، أن إثارة القضية من قبل وزيرى الدفاع والخارجية خلال اللقاء المعروف ب«2+2» مع المسئولين الروس يؤكد أن هناك نزاعا إقليميا سينشب قريبا حول المياه فى المنطقة، وأن على الدول الكبرى التدخل، لافتا إلى أنه كان من المفترض الإعلان عن ذلك منذ 3 سنوات مضت، حينما وضعت أديس أبابا حجر الأساس للسد من جانب واحد بعد ثورة 25 يناير مباشرة. وأضاف «علام»، ل«الوطن»، أن روسيا تسعى إلى الحصول على موطئ قدم فى القرن الأفريقى والبحر الأحمر لمواجهة السيطرة الأمريكية على المنطقة من خلال دول منها إثيوبيا واليمن والصومال، مشيراً إلى أن وجود روسيا فى المنطقة سيوقف المخطط الأمريكى لتقسيمها ولإضعاف مصر من خلال تهديد أمنها المائى عبر بناء (سد النهضة) الذى اعتبره خرابا على مصر والمنطقة، ففى حال بناء السد ستغرق مصر فى الأزمات الداخلية وسيصبح اقتصادها هشا، وسيهدد الأمر السلم والأمن الاجتماعى للبلاد، لذا لا بد أن تمارس موسكو ضغطا على الصين لوقف الدعم المالى والفنى للسد، باعتباره تهديدا كبيرا للسلم والأمن الإقليميين. من جانبه اعتبر الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة السودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن مناقشة الأزمة خلال الزيارة تؤكد انتقال الحكومة المصرية لمرحلة جديدة فى التعامل مع الملف، من خلال استخدام ورقة الدعم الروسى إذا ما تم تدويل القضية، خاصة بعد فشل المفاوضات المباشرة بين القاهرة وإثيوبيا فى احتواء الأزمة، لافتا إلى أن إثيوبيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة، التى تؤثر بشكل مباشر على قرار أديس أبابا، إلا أن تأثير روسيا على القرار الإثيوبى ضعيف. وأضاف «رسلان» أن إثيوبيا عملت خلال العقدين الماضيين على تشويه الدور المصرى فى أفريقيا، من خلال بث دعايات خاطئة تزعم أن مصر تقف فى وجه التنمية الاقتصادية فى دول الحوض، وأنها تستأثر بالحصة الأكبر من مياه الأمطار التى تهطل على هضبة الحبشة والهضبة الاستوائية، وهو ما تم التطرق إليه خلال زيارة الوفد المصرى لموسكو، حيث تم عرض الموقف المائى المصرى بشكل كامل، وما تم إجراؤه من مفاوضات خلال المرحلة الماضية، فضلا عما واجهته مصر من تعنت واضح فى الوصول إلى حلول مع الجانب الإثيوبى.