*الحل الأمنى لايكفى .. دولة بمفردها لن تستطيع .. وغياب قادة الفكر"كارثة " *الرئيس السيسى مقتنع بأن القضاء على التطرف يحتاج إلى مواجهة فكرية *سنرفع توصيات إلى الجامعة العربية بتدشين مرصد لمواجهة الإرهاب يكون مقره مكتبة الإسكندرية *توحيد نظم التعليم الأساسية فى الدول العربية لتربية أبنائنا على قبول الآخر *من أراد أن يكفر فليكفر وحسابه عند خالقه.. والتراث ملىء بالمواقف الإيجابية على طريق خلق سياسات بديلة لمواجهة العنف والإرهاب، استقبلت مكتبة الإسكندرية نحو 200 باحث ومفكر عربى، للمشاركة فى مؤتمر «نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف»، الذى دعاه إليه الرئيس السابق، المستشار عدلى منصور، وتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى، تمهيدًا لرفع توصياته إلى الجامعة العربية. «الصباح» حاورت المفكر الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، وأمين عام المؤتمر، الذى أكد أن التطرف مشكلة كبيرة ومتسعة، لا يمكن مواجهتها أمنيًا فقط، بل تتطلب مواجهة فكرية، عبر وضع برامج فكرية وثقافية لإعادة صياغة الخطاب المجتمعى، ودفعه نحو التعددية، وقبول الآخر. • كيف جاءت فكرة المؤتمر؟ وما الهدف منه؟ - المؤتمر دعا إليه الرئيس السابق عدلى منصور، عقب القمة العربية بالكويت، مارس الماضى، وتبناه الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى، لمناقشة مواجهة التطرف والإرهاب فكريًا وثقافيًا، لذلك يشارك فيه نحو مائتين من المثقفين والمفكرين والدعاة الإسلاميين والمسيحيين على مستوى الوطن العربى، ممثلين لكل الاتجاهات السياسية والثقافية والشرائح العمرية المتنوعة، ويتناولون قضايا قضايا تتعلق بالتعليم، والإعلام، والخطاب الدينى، والأمن القومى، والتنوع الثقافى والدينى فى المنطقة. والمطلوب أن ينتهى المؤتمر إلى وضع توجهات استراتيجية تطرح على القمة العربية المقبلة، وتكون شاملة لكيفية مواجهة التطرف فى كل المجالات، وكيفية إعادة بناء الفكر الإسلامى، ودور القوى السياسية والفكرية فى ذلك. • وماذا يمكن أن يقدم المؤتمر لحل مشكلة التطرف والإرهاب المتغلغلة فى المجتمعات العربية؟ - هدف المؤتمر هو وضع استراتيجية عربية لمواجهة التطرف، لأن مواجهة الفكر الإرهابى تتطلب ثقافة علمية تعمم فى المجتمع، وهذا دور مؤسساتنا الثقافية المختلفة، فالمؤتمر لا يحل المشكلة، إنما يحلها المسئولون فى المجتمعات والدول المختلفة. الجزء الأساسى من هذا المؤتمر، هو الاعتراف بأن مواجهة الإرهاب ليست فقط بالأمن والجيش، لكن مواجهة فكرية أيضًا، وهذا أقر بإصرار الرئيسين عدلى منصور وعبدالفتاح السيسى على عقد المؤتمر، ما أعتبره أمرًا عظيمًا. ولابد أن نفهم جيدًا أن مجابهة الإرهاب فكريًا لا تكون بالخطب وحدها، إنما تحتاج إلى فهم عميق لديناميكية التحول للفئات المستهدفة، وكيف يكون التطرف هو مولد العنف، ولابد أن نلاحظ أن أغلب القيادات تكون من الطبقة الوسطى، وأيضا أعداد كبيرة من الشباب المنخرط فيها من الطبقة الدنيا، ومن المثير للانتباه أن أسامة بن لادن، وأيمن الظواهرى، زعيمى تنظيم القاعدة السابق والحالى، لم يضعا الأحزمة حول نفسيهما ولم يفجرا نفسيهما، إنما يرسلان من ينفذ هذه العمليات، بمعنى أنهما يجندان أشخاصًا للقيام بذلك، وغالبية هؤلاء يكونون من الشباب. وإذا استطعنا فهم تلك الآليات التى تتحرك وفقها الجماعات الإرهابية، واستطعنا حصرها ودراستها بطريقة دقيقة، سنجد أنه علينا أن نتوجه إلى البرامج التعليمية والمدارس، ودور الأسرة، والنوادى الرياضية والمؤسسات الاجتماعية، وأيضا الخطاب الدينى فى المساجد، والخطاب الإعلامى، ولابد من عمل كل هذه المؤسسات بشكل جماعى، لتصب فى النهاية فى قناة واحدة، تحقق الهدف المنشود، وبالتالى علينا وضع سلسلة من البرامج الفكرية القادرة على خلف مناخ يكون قادرًا على «هزيمة الإرهاب». • ماذا تقصد ب«هزيمة الإرهاب» بعيدًا عن القوة الأمنية؟ - الحركات الإرهابية تهزم عسكريًا وأمنيًا على المدى القصير، إنما من الممكن أن تتطور وتظهر فى صورة أخرى، كما شاهدنا بالنسبة لتنظيم القاعدة، الذى بدأ كتنظيم تسانده أمريكا فى أفغانستان ضد السوفييت، وعند عودة العرب الأفغان، كما كانوا يطلقون عليهم، إلى بلادهم، أنشأوا حركات إرهابية جديدة فى دولهم، حتى ظهرت «داعش». وهذا الأمر يكشف أن هناك مرضًا فى المجتمع، والعلاج هو تأكيد التعددية والانفتاح على الآخر، وضرورة الحوار، خاصة عندما نتحدث عن الفكر الديمقراطى، الذى يهدف لإقرار التعددية، والتعددية تقتضى الاختلاف. وللأسف نحن ليست لدينا ثقافة الاختلاف، فقد تربينا فى إطار ال60 عامًا الماضية على أساس نظام أحادية الدولة، بحجة أنه لابد أن نكون كلنا يدًا واحدة، تعمل من أجل المستقبل، هذا الكلام جيد، لكن فى المقابل، يكون الاختلاف فى الرأى مرفوض، لذلك لم يحدث تثقيف على التعددية، وقبول المعارضة، والرأى الآخر. • لماذا نعقد المؤتمر على المستوى العربى وليس المحلى فقط؟ - من الواضح الآن أنه لا توجد دولة بمفردها، تستطيع أن تحارب الإرهاب، لأن التطورات العالمية، خاصة بعد الإنترنت والعولمة فى البنوك وكل القطاعات والكيانات، توسع المشكلة، كما أن الأسلحة والأموال تتحرك عبر الحدود، دون أن يتحرك الإنسان بنفسه إلى الجهة الأخرى، لذلك أصبح من الضرورى أن يكون هناك تنسيق بين سياسات الدول المختلفة، خاصة فى المناهج التى ستتبعها لمجابهة المشكلة، حتى نستطيع أن نحد من الظاهرة، وأنا أتخيل مؤتمرًا مثل هذا سيكون علامة فارقة فى تاريخ المعركة مع الإرهاب، لكن ذلك يمكن الشعور به على المدى الزمنى الطويل. • من خلال فهمك ودراستك لظاهرة التطرف والإرهاب، ما أسبابها؟ - ما أسوقه من أسباب للتطرف توصل إليها المؤتمر، وتم الاتفاق عليها من الجميع، وهى تتعلق بالتعليم والتنشئة الاجتماعية على ثقافة الاستعلاء، ورفض الآخر، والتسفيه منه، وتراجع التفكير النقدى، وانتفاء ثقافة المشاركة، والخطابات الدينية المتعصبة، التى تستند إلى تأويلات وتفسيرات خاطئة، مفارقة لصحيح الإسلام، ومجافية لروح الأديان كلها، من الحفاظ على القيم الروحية النبيلة، التى تعتمد على المحبة والرحمة والتسامح، وتنبذ التعصب والكراهية. كما أن ثلاثية الفقر والأمية والجهل تدفع الشخص إلى الانسياق وراء خطاب دينى مشوّه، وفتاوى وتأويلات مغلوطة، وآراء ضيقة الأفق، ومناخ معادٍ لثقافة الاختلاف، وفى أحيان كثيرة تكون «المرأة» فى مقدمة ضحايا التطرف، نتيجة لتعثر مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية فى المجتمعات العربية. ومن بين تلك الأسباب أيضًا، الشعور بالقهر نتيجة المعايير المزدوجة فى العلاقات الدولية تجاه قضايا العرب والمسلمين، والتى يأتى فى مقدمتها استمرار احتلال الأراضى العربية، فى ظل تقاعس المجتمع الدولى عن اتخاذ موقف حاسم وحازم تجاهها، وتنامى دور قوى فاعلة، سواء كانت دولًا أو جماعات، فى إذكاء التطرف، ورصد الموارد المادية والبشرية لتأجيج العنف فى المجتمعات العربية، بهدف خدمة مصالحها من ناحية، وإضعاف الأوطان العربية، وتمزيق أواصرها، وعرقلة انطلاق مسيرة التقدم بها من ناحية أخرى. بالإضافة إلى غياب قادة ورموز الفكر القادرين على مواصلة مسيرة سابقيهم من رواد النهضة والتنوير فى العالم العربى، والذين قدموا اجتهادات ملهمة نجحت فى المزج بين الأصالة والمعاصرة وتحديث بنية المجتمعات العربية دون انقطاع عن جذورها الحضارية وأصولها الثقافية. واقترن تراجع تيار التحديث بتصاعد خطابات متزمتة فكريًا، متطرفة دينيًا، سلطوية سياسيًا، منغلقة اجتماعيًا، وانتشار العديد من المنابر الإعلامية المحلية، والإقليمية التى تبث رسائل تحض على التطرف والكراهية، وتسىء إلى وسطية الفكر الدينى المعتدل، فضلًا عن الآثار السلبية للموروثات والعادات الاجتماعية والقيم الثقافية التى أنتجت تشوهات ثقافية واجتماعية تذكى نعرات الاستعلاء ضد المختلف وتشعل نيران الطائفية العرقية والمذهبية. • هناك من يرى أن المشكلة تنحصر فى التراث نفسه، وأنه يحتاج إلى تنقيح.. فما رأيك؟ - ليست تنقيح بالمعنى الحرفى، وإنما كل ما هو فى التاريخ يحتاج إلى فهم داخل السياق الخاص بمجريات الأمور، وأنا من الناس التى تؤمن بأن كل هذه الأمور لها أسبابها، مثلًا كيف تستوى فكرة قتل المرتد، مع «لا إكراه فى الدين»، وهناك من يقول إن الصحابة الأوائل هم من حكموا بذلك، إذًا لابد أن ندرك متى حكموا بذلك فى حروب الردة، كان الخوف وقتها أن ينتقل مفهوم المرتد من هذا الجيش إلى ذاك. وقد ذكرت هذا فى مؤتمر بمدينة «أوسلو»، حيث سألت بعض الحاضرين، بأنه إذا انتقل أحد جنود حلف الناتو، الذين يحاربون فى أفغانسان إلى صفوف طالبان، وأمسكتم به ماذا تفعلون معه، فهل ستقولون إنها حرية تعبير أم تتهمونه بالخيانة العظمى؟، فقالوا نتهمه بالخيانة العظمى ويُعدم، قلت إذًا لماذا تستعجبون أن يحدث فى القرن السابع الميلادى، أن يصدر الصحابة هذا الحكم، وسط حروب الردة. من أراد أن يكفر فليكفر، وحسابه عند خالقه، ونحن نستطيع أن نخرج من التاريخ الكثير من المواقف، التى لا يجب أن تطبق فى الوقت الحالى، لذلك لابد من فهم الروح العامة للدين، وليس إخراج مجرد كلمات يرددها ناس تبتغى مآرب أخرى. والتراث ملىء بمواقف إيجابية، مثل ما فعله عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبى عندما دخل كل منهما القدس، ولابد أن نفرق بين أناس لديها فكر سياسى معين ويريدون أن يمنحوه غطاءً دينيًا، من خلال بعض ما سطر فى مواقف محددة ولا يعرفون تاريخًا أو فقهًا أو غيره، وذلك للانقضاض على السلطة، وبين من يتعاملون مع روح الدين. • وما أهم توصيات المؤتمر؟ - أوصى المؤتمر بتدشين مرصد لمجابهة التطرف، يكون مقره مكتبة الإسكندرية، على غرار مرصد الإصلاح العربى لمواجهة فكر التطرف وتجميع المبادرات الثقافية الرامية لمواجهته، فضلًا عن توحيد النظم التعليمية فى مرحلة التعليم الأساسى لمواجهة الازدواجية بين أشكال من التعليم المدنى أو الدينى أو الأجنبى، لضمان تشكيل العقل العربى بدون تشرذم واضطراب والاعتماد على التوازن المعرفى بين العلوم الطبيعية والإنسانية، وتربية وجدان النشء على الإبداع وترسيخ ثقافة الديمقراطية. ودعا جامعة الدول العربية إلى إنشاء صندوق لتمويل مواجهة التطرف، ووضع برامج بحثية مشتركة بين المؤسسات العربية تنصب على ظاهرة التطرف وإصدار وثائق مرجعية تتناول قضاياه، إلى جانب تنقية برامج التعليم الدينى من الأفكار المشجعة على التطرف والعنف. وأطلق المؤتمر مبادرة تحث المؤسسات الإعلامية العربية على مراجعة المعايير المهنية والأخلاقية، وسن التشريعات المجرمة لنشر مواد تبث الكراهية أو تحرض على العنف. ودعا إلى دعم المواجهة الأمنية للتصدى لمشكلة التطرف وربط الأمن بالتنمية، ومواجهة الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعى، والحرص على تنمية التجارب الديمقراطية السليمة. • أنت تعتقد أن المؤتمر سيؤتى ثماره، ولا يكون مجرد مؤتمر عقد وانفض؟ - لن يكون الوضع بهذا الشكل لأن هذا المؤتمر يحظى بدعم واهتمام ومساندة من الرئيس نفسه، وحرص من جميع البلدان على التواصل وإيجاد آليات نسير وفقها لذلك سوف يقوم المشاركون بمواصلة العمل على موضوع المؤتمر، من خلال إرسال مقترحات إلى المكتبة، وسيتم إرسال التوصيات النهائية بعد تعديلها إلى جميع الدول العربية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية لاستعراضها خلال اجتماع القمة العربية المقبلة حول مشروع يتضمن آراء مثقفين عرب، ليتم وضعها حيز التنفيذ لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب التى تعانى منها المجتمعات العربية.
بورتريه سراج الدين.. 24 دكتوراة فخرية و 60 عاما من الجدل يمكنك وصفه بمنارة الثقافة.. كيف لا وهو سليل عائلة يشرف التاريخ برواية نضالها السياسى والثقافى.. يكفيك أن تذكر اسم فؤاد باشا سراج الدين بما قدمه للوطن من تضحيات.. ويكفيك أيضًا أن تعرف أن فؤاد باشا هو العم غير الشقيق لإسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية.. المثقف المصرى بمواصفات عالمية.. ويكفى أن تطالع صوره مع كبار المسئولين والرؤساء حول العالم لتتأكد من قيمته ومكانته الثقافية والعلمية. إسماعيل سراج الدين الذى نجح فى تحويل مكتبة الإسكندرية للعالمية وإخراجها من حيز الحدود الجغرافية المصرية إلى أفق التوسع شمالا وجنوبًا شرقًا وغربًا.. حتى باتت منارة جديدة فى العصر الحديث للعلوم والثقافة والآداب.. اختير مؤخرًا ليشغل منصب رئيس الاتحاد الدولى للمكتبات الرقمية بعد أسابيع من اختياره أيضًا مستشارًا ثقافيًا للمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء. جهود «سراج الدين» فى تحويل مكتبة الإسكندرية إلى أول مكتبة رقمية فى إفريقيا وآسيا تضعه فى صفوف كبار المثقفين والقادرين على التأثير عالميا، فقد وضع 200 ألف كتاب رقمى على شبكة الإنترنت، وتمكن بمعاونة العاملين فى مكتبة الإسكندرية من إنشاء العديد من المواقع البحثية للمكتبة، لتخدم الآلاف من الباحثين والدارسين والمستفيدين فى مصر والعالم، حيث أصبح عدد زوار الموقع الإلكترونى لمكتبة الإسكندرية مليار و200 مليون زائر. ثقافة سراج الدين ليست المجال الوحيد الذى يبرز، فالمتابعون لمسيرته المهنية يعلمون حجم إنجازاته الشخصية.. فقبل توليه مسئولية إدارة مكتبة الإسكندرية منذ افتتاحها عام 2002 كان يعمل نائبًا لرئيس البنك الدولى.. وبالعودة نحو 4 عقود للوراء كان سراج الدين قد تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1964.. وحصل على الماجستير بامتياز فى التخطيط الإقليمى من جامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1968 ثم نال الدكتوراه من هارفارد عام 1972، وكانت عن دور التعليم فى التنمية.. كل هذا خلال 8 سنوات.. لكن السؤال المثير هو عن الرابط بين الهندسة والتعليم.. وحول ذلك يجيب سراج الدين فى جلساته وحواراته أنه مؤمن بأن التخطيط الجيد يؤدى لتعليم جيد، وبالتبعية إلى نهضة وتنمية وطفرة فى حياة الشعوب. إسماعيل سراج الدين حاصل على نحو 24 دكتوراه فخرية إيمانًا من جامعات عالمية بقدراته وعطائه فى مجالات عدة، فعلى سبيل المثال لا الحصر هو حاصل على دكتوراه فخرية فى علم الاجتماع من جامعة برومانيا عام 1996، ومن الهند دكتوراه أخرى فى العلوم الزراعية، ومن الجامعة الأمريكية بواشنطن دكتوراه ثالثة فى العلاقات الدولية.. ثقافة واجتماع وزراعة وتعليم.. مثقف فى شتى المجالات وإلى جانب هذا كله فهو عضو فى الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم والأكاديمية الوطنية للعلوم الزراعية بالهند والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون بالنمسا. وإلى جانب ما يقدمه من خدمات لمكتبة الإسكندرية يقدم أفكارًا ورؤية مستقبلية من خلال عدد من مؤلفاته مثل «تعزيز التنمية» و«الاستدامة وثروات الأمم» و«هندسة التمكين» وعدد كبير من المؤلفات التى تتحدث فقط عن كيفية تنمية المجتمعات والنهوض بها من كبواتها. إسماعيل سراج الدين ضيف دائم على مؤتمرات العلوم والثقافة والفنون العالمية باعتباره واجهة مصرية تستحق التكريم.. وربما يكون العالم قد استفاد منه أكثر بمراحل مما استطاعت مصر الاستفادة منه حتى الآن.. لكن يكفيه أنه استطاع أن يحول مكتبة الإسكندرية للدور المنوط بها أن تقوم به، وأن يقدمها للعالم بأفضل شكل حتى باتت قادرة على جذب هذه الأعداد من الزوار سنويًا، فضلا عن زيارة موقعها الإلكترونى الذى تخطى عدد زائريه المليار شخص حول العالم. قامة وقيمة مصرية يستحق الدفع به للاستفادة من خبراته ودراساته وتسخير قدرته وعلاقاته الدولية فى مجالات عدة خلال المرحلة المقبلة.