*الوحدة تأسست لتشويه معارضى «المعزول».. ومهمتها الآن فبركة الفيديوهات التحريضية *استفادت من خدمات محطة تجسس أمريكية أرضية تقع فى صحراء النقب وتسمى "الموقع صفر" *مسئول سابق بالجماعة: الوحدة تصور أفلام التعذيب فى مزارع بالشرقية.. والتنظيم يستعد بمئات المقاطع المفبركة *أسامة ياسين تولى تأسيس الوحدة فى عهد مرسى.. وصهر الشاطر يشرف عليها الآن *الجماعة زودت مكاتب المحاماة الدولية بمقاطع مزيفة مصورة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة «الحرب النفسية» هى واحدة من الأساليب التى اتجهت جماعة الإخوان إليها، خلال الفترة الأخيرة، فى معركتها مع الدولة المصرية، وهى حرب كل ما فيها مباح، من نشر الشائعات، إلى توزيع فيديوهات وصور مزورة، إما لشحن أعضائها، أو لتأليب بقية أفراد الشعب ضد رجال الجيش والشرطة، أو لابتزاز المجتمع الدولى، وإلصاق الاتهامات بالنظام الجديد. قبل أيام تمكنت قوات الأمن من القبض على خلية إخوانية مكونة من 3 أفراد، فى مدينة 6 أكتوبر، مهمتها فبركة فيديوهات تعذيب وسحل وضرب، تروج على مواقع التواصل الاجتماعى، زاعمة أن قوات الأمن ترتكبها ضد أعضاء الجماعة، كما يتم إرسالها إلى القنوات الموالية لها، مثل قناة «الشرق» و«أحرار 25» و«الجزيرة». وكشفت مصادر عن امتلاك الإخوان «وحدة للحرب النفسية»، بحسب توصيفها، مؤكدة أن هذه الوحدات أساسية داخل الجماعة، وقد أثبتت «الصباح» فى تحقيق استقصائى سابق، أن اللجان الإلكترونية للجماعة تمتلك وحدات تعمل على تزييف الحقائق، وبث الشائعات، وكانت تسمى وقت حكم الإخوان ب«وحدة الدعم الفنى»، بغرض دعم قرارات الرئيس المعزول محمد مرسى، وبث شائعات بالاعتماد على ما يسمى ب«الإعلام البديل»، كمواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات. وحدة الحرب النفسية «داخل الجيش الإسرائيلى توجد ذات الوحدة، التى تعمل إلى جانب الوحدات القتالية، مكملة لها، وقد استمدت جماعة الإخوان الفكرة من الكيان الصهيونى».. بتلك الكلمات بدأ محمد مدين العريان، الإخوانى المنشق حديثه ل«الصباح». ومدين شاب، كان مسئولًا داخل شعبة «ابن الأرقم الإخوانية بمصر الجديدة»، وله صلة قرابة بالقيادى الإخوانى المحبوس عصام العريان، وعمل بعد تخرجه فى كلية التجارة، فى وظيفة محاسب بمجموعة شركات الشاطر، وانشق عن الجماعة قبل ثورة 30 يونيو بفترة وجيزة. وأكد مدين أنه وقت حكم مرسى كانت الجماعة تعانى من صداع اسمه القيادات المنشقة، التى تخرج على الفضائيات يوميًا لفضحها مثل ثروت الخرباوى، وكمال الهلباوى، ومحمد حبيب، وآخرين، بالإضافة إلى رموز القوى السياسية التى استخدمت هذه الأسرار لتحريك الرأى العام ضد التنظيم، ولم يكن أمام خيرت الشاطر نائب المرشد العام ورجاله إلا اللجوء إلى وسيلة لضرب المعارضين وتشويه سمعتهم. وتم اختيار مجموعة من شباب جماعة الإخوان وأسندت لهم مهمة تكوين وحدة غرضها إغراق المعارضين فى اتهامات وشائعات، ومع الوقت تطورت مهام هذه الوحدة، التى عرفت حينها بوحدة «الدعم الفنى» إلى أن أصبحت آلة إعلامية ضخمة تروج الشائعات وتفبرك الحقائق، وزاد عدد أعضاء هذه الوحدة إلى أن وصل الآن 500 فرد. وقال مدين: حينما تابعت خبر القبض على الخلية الإخوانية التى تفبرك فيديوهات التعذيب، تأكدت يقينًا أن أحد المقبوض عليهم كان ضمن المجموعة المؤسسة وقت لهذه الوحدة وقت حكم الإخوان. وأضاف: بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة تم إعادة تصوير لمشاهد الضرب والعنف، وتسليمها إلى مكاتب المحاماة الدولية التى تتعامل معها الجماعة، على أنها المشاهد الحقيقية، وقد بثت قناة الجزيرة أحد هذه الفيديوهات، وظهر فيه عمار جمعة مصور الرئيس المعزول، وهو يحتضر ثم خرج نفس الشخص يكذب خبر وفاته على مواقع التواصل الاجتماعى. وبسؤال مدين عن الهيكل التنظيمى لوحدة «الحرب النفسية» والمسئولين عنها حاليًا، أكد أنه «قبل الثورة على الإخوان كان أسامة ياسين وزير الشباب الإخوانى هو المسئول عن الشبكة، وعن اختيار الأفراد، وتم إسناد المهمة فيما بعد لأبناء قيادات الصف الثانى والثالث». وأكمل: تم تعميم الفكرة فيما بعد، حيث أصبح داخل كل مكتب إدارى مجموعة تعمل على الغرض نفسه، وهو بث الشائعات، لكن بشكل سرى، حيث رفض عدد كبير من أعضاء مجلس شورى الجماعة أن يكون داخل التنظيم مثل هذه الوحدات، إلا أن رأى مجموعة التنظيم الخاص كان له الغلبة، وحاليًا لا يوجد هيكل تنظيمى بالمعنى الحرفى، أما أماكن التصوير فغير ثابتة خوفًا من التتبع الأمنى. مشاهد العنف فى 25 يناير معلومات مدين العريان، كانت البداية التى تحركنا منها للتعرف على المزيد من التفاصيل حول «وحدة الحرب النفسية» التابعة للتنظيم ودورها خلال الأيام المقبلة، وفى هذا السياق أكد القيادى المنشق عن الجماعة ثروت الخرباوى ل«الصباح» أن خيرت الشاطر هو مؤسس وممول قسم «الحرب النفسية»، منذ النشأة وحتى الآن لإطلاق الشائعات والفيديوهات المفبركة، عملاً بتوصيات حسن البنا الذى كان يقول لأعضاء الجماعة لو علم الناس بتوجهاتكم لحاربوكم، ويجب أن يكون هناك وسيلة لمنع ذلك. وأوضح أنه: سوف يكون لهذا القسم دور كبير خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع ذكرى ثورة يناير، وفيما مضى كان له دور أيضًا خاصة فى الفيديوهات التى ظهر فيها جنود يعلنون إنشقاقهم عن القوات المسلحة، وتبين فيما بعد أنهم طلبة فى المرحلة الجامعية والثانوية، فالتنظيم يجيد هذا النوع من الحروب لأنها تعتمد على الكذب والتضليل. أما بالنسبة للمسئول عن إدارة الوحدة ودورها خلال الأيام المقبلة، أشارت مصادر مطلعة على شئون إدارة الجماعة، أن ميزانية وحدة الحرب النفسية 4 ملايين جنيه سنويًا، مقابل توفير استوديوهات وكاميرات تصوير، وبالتزامن مع تعثر الحالة المادية للجماعة فى الوقت الحالى تحولت الوحدة من عبء على ميزانية التنظيم، إلى مصدر لجلب الأموال عن طريق بيع الفيديوهات التى تنتجها الجماعة، إلى قنوات وصحف عالمية. واستطردت المصادر أن صهر خيرت الشاطر المهندس أيمن عبدالغنى، هو المسئول عن هذه الوحدة ويعاونه داخل مصر مجموعة من الشباب، ممن كانوا على اتصال بحملة الرئيس المعزول كمسعود خليل، ومحمد رأفت، وعمرو حسان، ومصطفى الفيومى، وهم من مسئولى صفحات المعزول على موقع التواصل الاجتماعى قبل الثورة. أما عن دور الوحدة وما تخطط له خلال الأيام المقبلة، فأكد المصدر أن دورها هو تصوير مشاهد عنف وضرب وتحريض، لبثها فى ذكرى يناير المقبل، وقد تم تصوير عدد كبير منها بمعاونة طلبة الجامعة، وسيتم تحميلها على موقع يوتيوب خلال أيام. وبسؤال المصادر عن محتوى هذه الفيديوهات، ومدى جدواها فى التأثير على الرأى العام، أجابت «بعض المقاطع تشمل مناظر تم تصويرها داخل مزرعة فى محافظة الشرقية، وكأنها معتقل وفى ساحة المزرعة نساء منتقبات وأمامهن كلاب الحراسة تحاول الفتك بهن، ومقاطع أخرى لأفراد يعذبون ويجبرون على ترديد أغنية تسلم الأيادى، بالإضافة إلى مشاهد ثورة يناير الأولى التى سيتم إعادة إنتاجها وبثها من جديد». أما عن جدوى هذا التصرف فالجماعة تخاطب الغرب من خلال مقاطع الفيديو لاستعاطفهم ومحاولة تخفيف الضغط عن القيادات فى السجون. وعن آلية التفرقة بين الفيديو الحقيقى وما تم تصويره بواسطة الإخوان، أكدت المصادر أن الوحيد الذى يستطيع أن يفرق بين ما هو حقيقى وما هو مزيف، صاحب الفيديو نفسه لأن الجماعة تعتمد على أحدث برامج المونتاج وتستعين بخبرات من خارج الجماعة لإخراج هذه الأفلام فى بعض الأحيان. وبمناسبة الذكرى الرابعة للثورة واستعداد الإخوان بمجموعة من أفلام «الحرب النفسية» التى سبق وتم تصويرها، رصدت «الصباح» تكليفات التنظيم الجديدة لشباب الجماعة بوضع صور شهداء ثورة 25 يناير على صفحاتهم الشخصية علة موقع التواصل الاجتماعى، وكتابة عبارات معينة. وفسر القيادى الإخوانى المنشق محمود الوردانى، عضو اللجنة السياسية بمكتب الإرشاد سابقًا، هذا الأمر بأن التنظيم يسعى إلى خلق حالة ثورية مستغلًا الأزمات الاقتصادية والسياسية، وغضب القوى السياسية من قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، واختلاف الأحزاب والتيارات الدينية للوصول فى نهاية المطاف بكتلة حرجة تحرك غضبها فى أى اتجاه. وأضاف الوردانى أنه حينما تجد تغيرًا مفاجئًا على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل شباب الجماعة، فتأكد أن التنظيم أصدر تكليفًا بهذا التصرف مثل شعار رابعة، الذى انتشر بعد أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة، وبالتزامن مع ذكرى يناير هناك شعارات وعبارات جديدة ستظهر، والإنترنت ملىء بآلاف الأمثلة الحية على وجود فيديوهات معدة سلفًا. أرشيف الحرب النفسية باستخدام محرك البحث «جوجل»، رصدنا الكثير من المقاطع التى تم تصويرها وأخذت على محمل الجد، وفيما بعد تم اكتشاف أنها مزيفة، وكان أشهرها مشهدًا يرصد لحظة احتضار شخص أصيب فى عنقه برصاص قناصة وزارة الداخلية، وبينما يقوم آخر بإسعافه يتحرك المصاب ويضرب المسعف ثم يدخل فى موجة ضحك. وعلى هذه الشاكلة رصدنا مئات الصور لأطفال ونساء وبيوت مهدمة، من داخل قطاع غزة ويتم ترويجها على أنها لمصريين فى سيناء يعانون من عمليات الجيش على الشريط الحدودى لرفح. وفى هذا السياق قال اللواء رشدى القمرى، مساعد وزير الداخلية السابق لجهاز المعلومات والتوثيق ل«الصباح»: يوميًا يرصد جهاز المعلومات المئات من الصفحات الإخوانية التى تنشر مقاطع فيديو، ومشاهد عنف يتم ترويجها لإثارة الرأى العام فى المناسبات القومية، ويتم نصب أكمنة إلكترونية للقبض على القائمين عليها، لكن المشكلة أن بعض هذه الصفحات يتم بثها من الخارج، فيتم إغلاقها لكن دون التمكن من القبض على القائمين عليها. وقال: جماعة الإخوان تستعين بمشاهد دموية من سوريا وليبيا والعراق وغزة، وتسوقها على أنها من مصر لشحن الرأى العام، خاصة أن جمهور مواقع التواصل الاجتماعى صيد سهل الوصول إليه، فشعار رابعة الذى أطلقته المخابرات التركية كان له هدف وليس مجرد شعار.