تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 140 جنيه خلال أسبوع    النائب عمرو درويش يعترض على الصياغة الحكومية لقانون الإيجار القديم    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق ملتقى أهل مصر بدمياط ومصر جميلة يصل البحيرة    رئيس اتحاد الكرة الآسيوي: أرفض بشدة مقترح زيادة عدد المنتخبات بكأس العالم    انخفاض درجات الحرارة وسقوط للأمطار بمحافظة القليوبية    إنقاذ 2000 رأس ماشية من حريق في مركز أبو صوير بالإسماعيلية    حجز محاكمة متهم بحيازة مفرقعات ومقاطع تحريضية للنطق بالحكم    رمضان صبحي يقود كتيبة بيراميدز أمام فاركو    أحمد السقا يفقد الذاكرة وأحمد فهمي يتورط معه في مطاردة بالصحراء في فيلم "أحمد وأحمد"    مصر تستهدف إنهاء إجراءات وصول السائحين إلى المطارات إلكترونيا    «الإسكان»: مبيعات مبادرة «بيت الوطن» للمصريين بالخارج تسجل 10 مليارات دولار    الإسماعيلي: هل القانون يتيح استدعاء تقنية الفيديو للحكم من أجل بطاقة صفراء؟    رسمياً.. تحديد موعد ومكان نهائي كأس مصر    إعلام إسرائيلي: شركات طيران أمريكية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب    مصر وجزر القُمر توقعان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة    استشهاد معتقل فلسطيني في مستشفى سوروكا الإسرائيلي    مصرع شخص وإصابة آخر إثر حادث تصادم في القرين بالشرقية    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 17 متهمًا بضربة أمنية بالقاهرة    الإحصاء: 3.6 مليون دولار قيمة التبادل التجارى بين مصر وجزر القمر خلال 2024    وكيل مجلس "الشيوخ" يقترح سن قانون شامل للأمن السيبراني وإنشاء هيئة مستقلة لإدارته    «لوفتهانزا» و«إير يوروبا» تعلقان جميع رحلاتهما الجوية إلى مطار بن جوريون    فتاوي المصريين في نصف قرن.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية    رئيس الوزراء: مواجهة مخالفات البناء والتعديات جزء من تقييم أداء أي محافظ    بلعيد يعود لحسابات الأهلي مجددا    الحكومة: مشروع قومي للصوامع يضاعف السعة التخزينية ويقلل فاقد القمح في مصر    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 956 ألفا و810 جنود منذ بداية الحرب    بدء الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تجديد الخطاب الدينى    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين بمحافظتي القاهرة والوادي الجديد    حماس تحذّر من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة بسبب استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار الخانق منذ أكثر من 64 يومًا    ماجد الكدوانى ضيف شرف فيلم "المشروع إكس" مع كريم عبد العزيز    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    مستشفى سوهاج الجامعي تضم أحدث جهاز قسطرة مخية على مستوى الجمهورية    برلماني: كلمة السيسي باحتفالية عيد العمال تعكس تقديره ودعمه لدورهم في مسيرة التنمية    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    اليوم.. بدء تسليم قطع أراضي بيت الوطن المرحلة التاسعة للفائزين بمدينة دمياط الجديدة    13 شهيدا جراء قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة    دعوى عاجلة جديدة تطالب بوقف تنفيذ قرار جمهوري بشأن اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير    الرئيس السيسي يوافق على استخدام بنك التنمية الأفريقي «السوفر» كسعر فائدة مرجعي    دي بروين: لا أعلم موقفي من المشاركة مع مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    بيان - "سلوك الجماهير رد فعل على غياب العدالة".. الزمالك يرفض عقوبات الرابطة ويتهمها بالتحيز    ضبط 37.5 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    محمد صلاح يستهدف 3 أرقام قياسية أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 4-5-2025 في محافظة قنا    الرئيس السيسي يؤكد حرص مصر على نجاح القمة العربية المقبلة في بغداد    وزير الصحة يبحث مع نظيره السعودي مستجدات التعاون الممتدة بين البلدين في القطاع الصحي    إحالة الفنانة رندا البحيري للمحاكمة بتهمة السب والتشهير ب طليقها    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    سر تصدر كندة علوش للتريند.. تفاصيل    بعد إخلاء المرضى.. اندلاع حريق محدود بمستشفى المطرية التعليمي    خبير تغذية روسي يكشف القاعدة الأساسية للأكل الصحي: التوازن والتنوع والاعتدال    الإكوادور: وفاة ثمانية أطفال وإصابة 46 شخصا بسبب داء البريميات البكتيري    اللهم اجعله اختطافًا (خالدًا) وخطفة (سعد) على النقابة (2-3)    أثارت الجدل.. فتاة ترفع الأذان من مسجد قلعة صلاح الدين    كلام ترامب    تصاعد جديد ضد قانون المسئولية الطبية ..صيدليات الجيزة تطالب بعدم مساءلة الصيدلي في حالة صرف دواء بديل    حقيقة خروج المتهم في قضية ياسين من السجن بسبب حالته الصحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ندوة «الصباح» عن واقع ومستقبل التنظيمات المسلحة بسيناء:" الإخوان" تمتلك 15 شركة صرافة تستخدمها فى دعم الإرهاب
نشر في الصباح يوم 01 - 11 - 2014

*«التنظيم الدولى» يشترى بضائع بالخارج لرجال أعمال إخوان.. ومسلحو سيناء يحصلون على ثمنها بالداخل
*نعيم:«الإخوان» تمتلك أكثر من 15 شركة صرافة بشارع جامعة الدول العربية وتستخدمها فى دعم الإرهاب
*اعتقال الداخلية ل 2000 شاب سيناوى بعد تفجيرات طابا «خطيئة لن تغتفر» وحولهم إلى تكفيريين
*الشاطر استعان بالطهطاوى والظواهرى لدمج 4 تنظيمات تكفيرية تحت لواء القاعدة
*الجوهرى: هناك نقلة فى أداء الجماعات المسلحة والتدريبات التى تلقتها العناصر المنفذة والمفاجأة عنصر مشترك
*لا يمكن هدم جبل الحلال لأنه يمتد لأكثر من 70 كيلومترا فى العمق
*المواجهة القادمة بين الجيش والتكفيرين لن تكون حربا تقليدية ولكن على طريقة الميليشيات
على مدار أكثر من ساعتين فتحت «الصباح» الباب أمام مناقشة معمقة وكاشفة بشأن الحادث الإرهابى الذى استهدف كمين «كرم القواديس» وأسفر عن استشهاد 31 جنديا، ودلالات الهجوم من حيث تطور التسليح والتخطيط الذى باتت تمتلكه التنظيمات التكفيرية المسلحة، وبحضور رئيس وحدة مكافحة الإرهاب الدولى بالمخابرات الحربية والخبير الأمنى اللواء سلامة الجوهرى، ومؤسس تنظيم الجهاد فى مصر والمنشق عن تنظيم القاعدة الشيخ نبيل نعيم، دار النقاش حول خلفيات التنظيمات التى تشعل المشهد فى سيناء وعلاقتها بجماعة الإخوان، كما تطرقت الندوة إلى سُبل المواجهة اللازمة لدحر تلك العناصر المتطرفة.. وإلى نص الندوة:
البداية كانت مع الشيخ نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد السابق، والذى سألناه: كيف تضخمت التنظيمات الإرهابية وزادت قوتها العددية والعسكرية بشكل مختلف عن إرهاب التسعينيات وخلال مدة قصيرة زمنيا؟
نعيم: الأحداث تعود إلى بداية عام 2000عندما أسس خالد مساعد طبيب الأسنان المصرى تنظيم التوحيد والجهاد، وكان وقتها تم تجنيده لصالح الأفكار المتطرفة، أثناء دراسته للطب فى جامعة الزقازيق، وعُرض عليه أن يسافر إلى أفغانستان للجهاد إلا أنه فضل البقاء والجهاد على أرض سيناء وبالفعل كون جماعته وكانت أولى عملياته تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وبعد الحادث ألقت أجهزة الأمن القبض على نحو 2000 شاب من سيناء، وأودعتهم السجون، وكانت هذه هى «الخطيئة التى لن تغتفر»، إذ تم إيداع المقبوض عليهم فى سجون مع أخطر قيادات الفكر التكفيرى فى مصر، وأبرزهم ضابط أمن الدولة الذى فصل من الخدمة العقيد حلمى هاشم، والذى بات معروفًا الآن بفقية داعش، والدكتور مجدى الصفتى مؤسس تنظيم الناجون من النار، بينما كان غالبية الشباب المقبوض عليهم من غير المتعلمين، وأفضل من فيهم حاصل على دبلوم، وينظرون إلى العقيد والدكتور نظرة فيها احترام وتقدير وطاعه لكل أوامرهم، فشكلوا من هؤلاء الشباب صغير السن نواة لنشر الفكر التكفيرى.
كيف تطورت العلاقة بعد ذلك؟
نعيم: ظل التواصل بين عتاة الفكر التكفيرى والشباب غير المتعلم لسنوات يشبعونهم بالفكر الرافض للدولة والنظام ويكفر حتى الشعب إذا ما شارك فى الانتخابات، وبالفعل انقادوا إلى الأفكار التكفيرية خاصة أنهم من البدو الذين إذا اعتقدوا بفكرة لا يمنعهم عنها إلا الموت، وهو ما يفسر اعتماد داعش على المقاتلين البدو أكثر من الأجانب، وقد كنت وقتها فى السجن أراقب هذه المشاهد وتنبأت بأن هناك كارثة سوف تحدث من وراء التواصل بين الشباب السيناوى وقيادات التكفيرين، فتواصلت مع بعض الأفراد فى الخارج للإفراج عن هؤلاء لأن غالبيتهم قبض عليهم بتهم بسيطة مثل تهريب «علب سجائر» وغيره، إلا أن المحاولات لم تجد، فتواصلنا مع لجنة الزكاة بالجمعية الشرعية لتصرف رواتب شهرية لأسر هؤلاء المساجين وبالفعل تم الأمر، وكان من بين المسجونين «توفيق فريج» مؤسس أنصار بيت المقدس، حيث تقاضت أسرته راتبا شهريا 500 جنيه.
وماذا حدث بعد خروج التكفيريين والشباب السيناوى من السجون؟
نعيم: بعد ثورة يناير واقتحام السجون، خرج الشباب بعد أن تحولوا إلى قنابل تكفيرية موقوته محملين بمشاعر الكره، فانقسموا إلى مجموعتين: الأولى لجأت إلى قطاع غزة هربا من أحكام جنائية، والثانية ظلت فى سيناء ولم تغادرها، وشكل الفريقان تحالفا لتهريب البضائع وبناء الأنفاق، وطرأت لهم فكرة تأسيس جماعات مسلحة لمواجهة الجيش والشرطة، ووقتها كان الإخوان على بعد أمتار من السلطة، فاستعان خيرت الشاطر برفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، للتوسط لدى المهندس محمد الظواهرى- شقيق زعيم تنظيم القاعدة- بغرض توحيد الجماعات الجهادية وهى (التوحيد والجهاد، وأنصار بيت المقدس، وجلجلة، ومجلس شورى المجاهدين) تحت راية جماعة واحد ومبايعة أيمن الظواهرى، واختيار زعيم واحد لهم، وبالفعل تم ما خطط له الشاطر، وتم اختيار رمزى موافى، الذى يعتبر اسما كبيرا بالنسبة للقاعدة، لكن الغرض الحقيقى من هذا التحالف الذى دعا له الشاطر هو جمع تبرعات وأموال قطر وتركيا على «حس» هذا التنظيم الجديد الذى أطلق عليه أنصار بيت المقدس.
انتقلنا بالحديث إلى اللواء سلامة الجوهرى لنتعرف على ملامح العملية الإرهابية الأخيرة من واقع خبرته بمجال الإرهاب الدولى، ودور العناصر التى تحدث عنها نعيم فى هذه العملية؟
الجوهرى: لا شك أن الآلية التى نُفذت بها العملية تشير إلى أصابع خارجية لأن هذا التكتيك لم نره من قبل، وإذا حللنا الحادث فسوف نرى أنهم استخدموا سيارة مفخخة ثم صواريخ «آر بى جى» فضلاً عن التفخيخ مرة أخرى للطرق المؤدية إلى موقع الحادث ثم استخدام رشاشات لإصابة الأهداف المتحركة، مما لا يدع شكا بأن هذا العناصر تم تدريبها على أعلى مستوى خارج الحدود المصرية، وهذا النوع من التدريبات يشير إلى جهة واحدة وهى كتائب عزالدين القسام التى تتبع نفس الطريقة فى عملياتها، والدليل على تورطها هو ما تقوم به القوات المسلحة الآن من إقامة شريط حدودى بطول 13 كيلومترا وإخلاء المنازل.
لكن كيف وصلت كل تلك الأسلحة والمعدات إلى يد الإرهابيين ودخلت سيناء رغم الانتشار الأمنى؟
الجوهرى: هناك المئات من قطع السلاح مخزنة داخل سيناء منذ فترة ولم تخرج حتى الآن، بالإضافة إلى الأنفاق ومهما اختلفت المسميات أنصار بيت المقدس أو غيره فإن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان هو اللاعب الأساسى فى كل ما تشهده المنطقة من إرهاب، بالإضافة إلى دور التمويل القطرى، ولا شك أن الإرهابيين التقت مصالحهم مع عناصر إجرامية، واتفقوا على تنفيذ الخطة التى وضعت تركيا.
وما هى آلية التنفيذ؟
الجوهرى: تم إرسال فرد معاون لدراسة المنطقة ومعرفة نقاط الضعف فى الكمين الذى تم استهدافه، ثم اطلاع شخص يسمى «فرد مخطط» وهو الذى يضع الخطة ثم الفرد المنفذ الذى يقوم بالعملية وأخيرًا فرد انسحاب لتأمين المنفذين وتهريبهم إلى الخارج بعد تنفيذ العملية.
من واقع معلوماتك هل تعتبر أن القضاء على الأنفاق مسألة حياة أو موت لأمن مصر القومى؟
الجوهرى: القضاء على النفاق بشكل كامل، كانت مسألة صعبة فى ظل وجود سكان فى الشريط الحدودى، لكن بعد القرار الأخير الذى اتخذه مجلس الدفاع الوطنى بنقل الأهالى للوراء 5 كيلومترات فسوف يتم القضاء نهائيا على الإرهاب، خاصة وأن نظرة فاحصة لخريطة الأنفاق ستكشف أنها ممتدة بعمق يتجاوز 1.5 كيلو متر داخل العمق فى الأرض المحتلة، ومثلها داخل رفح المصرية، وبالتالى فمهما قضينا على أنفاق من الجانب المصرى سيبقى جسد النفق فى الناحية الأخرى، وإخلاء المنطقة من البنايات التى تستخدم كمخارج للأنفاق يعنى القضاء على الإرهاب، وبعد عملية الإخلاء سيتم عمل حائط خرسانى على الحدود.
هل تشرح لنا الدور القطرى فى العملية الإرهابية الأخير؟
الجوهرى: هناك معلومات متداولة بأن حمد بن جاسم هو من نقل أموال تلك العملية بنفسه إلى تنظيم أنصار بيت المقدس عبر وسطاء، بالتنسيق مع تركيا وخالد مشعل وإسماعيل هنية، حيث تم الدفع بعناصر وأسلحة تركية داخل القطاع.
بمناسبة الحديث عن التمويل، هناك بعض الأسماء التى أعلنت عنها الخزانة الأمريكية قبل أيام وادعت تورطها فى تمويل الإرهاب، كيف ترى هذا الإجراء كخبير إرهاب دولى؟
الجوهرى: أولا يجب أن نعلم أن مهمة أمريكا الأولى هو الحفاظ على أمن واستقرار سلامة إسرائيل، والإفراج عن بعض أسماء واتهامها بتمويل الإرهاب جاء بعد عملية ذبح صحفيين أمريكيين، أما عن دورها فى مكافحة الإرهاب فعليه الكثير من علامات الاستفهام بعد سيطرة التنظيمات الإرهابية على حقول البترول فى ليبيا والعراق وسوريا، وعن التمويل يتم من خلال بعض صغار الموظفين فى مصر وهم أعضاء بجماعة الإخوان.
الولايات المتحدة تعرفت على أسماء ممولى التنظيمات الإرهابية من خلال جواسيس لها داخل تلك التنظيمات، فهل تستطيع مصر اختراقها للحصول على معلومات تفيد فى مكافحة المتطرفين؟
الجوهرى: المعلومات أساس مواجهة التنظيمات المسلحة وهناك طرق للحصول عليها: أولها النشرات الدورية التى تأتى من الأجهزة الأمنية والهيئة العامة للاستعلامات ووزارة الإعلام سابقًا وبعض الأجهزة السيادية، بالإضافة إلى التنسيق مع أجهزة أخرى، أما اختراق التنظيمات فهو ما تم بالفعل خلال الفترة الماضية عن طريق شيوخ القبائل وبعض البدو المتعاونين مع الأمن، فهناك وحدات تسمى مخابرات حرس الحدود ومهمتها التنسيق مع البدو، وعمل علاقات صداقة معهم لجلب المعلومات حول المهربين والعناصر الإرهابية وغيرها، ولكن اختراق الجماعات الإرهابية لا يمنع الكارثة ولكن يقللها.
بالعودة إلى الشيخ نبيل نعيم: هل ترى أن العداء القائم بين حماس وبين التنظيمات السلفية الجهادية دليل براءة لحماس من العملية الأخيرة؟
نعيم: أولاً هناك واقعة أحتاج أن أذكرها وهى قتل عبداللطيف موسى ومعه 37 من أعضاء تنظيم «أكناف بيت المقدس» داخل مسجد ابن تيمية، وللعلم فإن موسى هو من أسس جماعة أنصار بيت المقدس داخل قطاع غزة، وبالعودة إلى النقطة الرئيسية وهو أن العداء التاريخى بين السلفية الجهادية وبين حماس يبرئهم، فأود أن أشير إلى أن الإخوان أساتذة فى الكذب، وهم من روجوا هذه الشائعات فعند تلاقى المصالح تختفى الخلافات.
إذا أنت مع رواية أن العناصر تم تدريبها فى غزة؟
نعيم: الأمر يتخطى التدريب فالعناصر التى نفذت العملية شاركت من قبل فى معارك بسوريا والعراق، ودخلت البلاد بجوازات سفر مزورة عن طريق ليبيا، لأن أسلوب التنفيذ يؤكد أن هؤلاء الأفراد مدربون على الاقتحام والاشتباك والإخلاء السريع، وطريقة التنفيذ نطلق عليها «تكمين الكمين» حيث تم عمل كمين لقوات التعزيزات الأمنية القادمة لإسعاف الجنود.
بما أنك عملت فى السابق مع تنظيم القاعدة ما هى الطريقة التى تستخدم لإدخال التمويل للإرهابين بسيناء؟
نعيم: الإخوان المسلمون لديهم أصدقاء من أصحاب رءوس الأموال الضخمة داخل البلد، وهؤلاء لديهم مصالح بالخارج، فالتمويل يتم بهذه الطريقة، يقوم التنظيم الدولى للإخوان بشراء بضائع لصالح رجال الأعمال الموالين لجماعة الإخوان بمصر وإرسالها ومن ثم يتم تحصيل المبلغ وإرساله إلى الجماعات الإرهابية فى سيناء والطريقة الأخرى عن طريق شركات الصرافة والإخوان تمتلك أكثر من 15 شركة أغلبهم بشارع جامعة الدول العربية.
البعض يرى أن العملية رد على إعدام عادل حبارة منفذ مذبحة رفح الثانية؟
نعيم: حبارة شخصية «تافهة» ليس لها أى ثقل بين التنظيمات الجهادية، والدليل أنهم لم يرسلو حوالة إلى أسرته من وقت القبض عليه.
بالعودة إلى خبير الإرهاب الدولى سلامة الجوهرى وسؤاله حول طرق مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية والتصدى لها فى ضوء الوضع فى مصر؟
الجوهرى: هناك إجراءات وقائية تتخذها مصر ممثلة فى الخطوات التى بدأناها حاليا من حيث إخلاء الشريط الحقوقى وتأمين المنشآت الحيوية كمحطات الكهرباء، بالإضافة إلى تبادل المعلومات مع دول الجوار، وتفعيل اتفاقيات تبادل الإرهابين مع دول العالم، وداخليا دراسة الثغرات التى تخلفها العمليات الإرهابية، فعملية «كرم القواديس» كان لابد من عمل نطاقات تأمين حول الكمين المستهدف، علاوة على نطاقات ارتكاز لطائرات الأباتشى لتتحرك فور وقوع الحادث، أما عن المواجهة التى ستتم بين القوات والإرهابيين أنصح بأن يتم تصفيتهم، علاوة على بناء حائط خرسانى، وتفجير الكهوف والمغارات.
عملية الفرافرة التى وقعت قبل شهور قليلة، تختلف عن كرم القواديس هل ترى تطورًا فى أداء الجماعات الإرهابية؟
الجوهرى: لا يمكن إنكار حدوث تطور من ناحية الأداء ونوعية السلاح المستخدم والتدريبات التى تلقتها العناصر المنفذة، ولكن العنصر المشترك هو المفاجأة، فقد اعتمدوا هذه المرة عليها بشكل كبير، ويجب أن نعترف بأن العمليات الانتحارية لا يمكن صدها كذلك الطلقة الأولى لا يمكن منعها، وما يتم بعد ذلك هو التعامل.
نقرأ يوميا بيانات عسكرية تفيد بالقضاء على بؤر إرهابية، لكننا فوجئنا بالعملية الأخيرة فمن أين أتى المنفذون؟
الجوهرى: القوات المسلحة تقضى يوميا بالفعل على العناصر التكفيرية، ولكن المشكلة مع العناصر الإرهابية التى تسكن وسط سيناء، وكذلك الزراعات الكثيفة التى يختبئون بداخلها، وجبل الحلال لا نستطيع هدمه، إذ يبلغ 70 كيلومترا فى العمق، أضف إلى ما سبق العناصر الأجنبية التى يتم الاستعانة بهم فى كل مرة من حيث السلاح والأفراد.
البعض يرى أن معاملة أهالى سيناء كمواطنين «درجة ثانية» هى الدافع لانخراط بعضهم فى التنظيمات الإرهابية.. كيف ترى ذلك؟
الجوهرى: لا يوجد مواطنون «درجة ثانية» بسيناء، وجميع أهلها لهم حقوق مثل القاهريين وينطبق عليهم الدستور، لكن قلة المتعلمين وغياب الوعى الثقافى شكلت طبيعة وشخصية عنيدة تلجأ للعنف، وبالتالى لمسنا جميعا خلال الفترة الماضية ظاهرة خطيرة وهى صغر سن أعضاء التنظيمات الإرهابية ليصبح من هم دون العشرين شوكة فى ظهر الدولة.
الحرب بين جيش نظامى وجماعات إرهابية، من الجيل الثالث، ما هو المسمى الذى نطلقه عليها؟
لا أستطيع أن أطلق عليها مسمى حرب بالمفهوم الدارج والتقليدى، لأن عنصر المواجهة غير موجود، والواقع أنها حرب ميليشيات لتجنب المواجهة، لأن العناصر المسلحة تعلم جيدا أن القوات النظامية تستطيع سحقهم بطلعة جوية واحدة.
البعض يدعى عدم وجود صلة بين الجماعات الإرهابية والإخوان، ويدللون على ذلك بتنفيذ التنظيمات لبعض جرائمها أثناء تولى الإخوان للسلطة؟
نعيم: هناك رواية سمعتها من شخصية مطلعة، تفيد بأن الإخوان أثناء وجودهم فى الحكم وخلال أزمة خطف الجنود السبعة، تواصلوا مع شخصيات محسوبة على تنظيم القاعدة للتوسط لدى الخاطفين والإفراج عن الجنود، وبالفعل خرجت سيارتان من رئاسة الجمهورية وأبلغ الأمن الموجود على البوابة الفريق عبدالفتاح السيسى بالأمر، وكان وقتها وزير الدفاع، فأمرهم بأن يتعرفوا على من فى السيارات ويتركونهم، والمفاجأة كانت فى وجود «مجدى سالم» و«توفيق العفنى» داخل السيارة وهما قياديان بالسلفية الجهادية وعلى علاقة قوية بتنظيم القاعدة وكلامهم سيف على رقبة أعضاء أنصار بيت المقدس، وأعتقد أن هذا ليس دليلا بقدر ما هو اتهام يضاف إلى قائمة الاتهامات الموجهة إلى المعزول، والحديث عن وجود خلاف بين السلفية الجهادية والإخوان عار من الصحة، فالتنظيمات الإرهابية منبتها الإخوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.