وصف خبراء أمنيون واستراتيجيون، بيان تنظيم القاعدة فى دولتى العراق والشام «داعش» الذى هدد فيه بنقل عملياته المسلحة إلى سيناء، بأنه أحد أساليب الدعاية الإعلامية «الشو الإعلامي» الذى تتبعه الجماعات التكفيرية والجهادية. وأشاروا إلى أن التنظيم الجديد الذى ظهر أخيرا فى سيناء ويسمى نفسه «تنظيم أجناد مصر» يعتبر تنظيما وهميا، تم تأسيسه بهدف تضليل الأجهزة الأمنية. واستبعد الشيخ نبيل نعيم مسئول تنظيم الجهاد الأسبق، إمكانية دخول تنظيم «داعش» إلى الأراضى المصرية أو منطقة سيناء بسبب سيطرة الجيش المصري، ولفت نعيم إلى أن التحركات فى سيناء لاتأتى إلا عن طريق الانفاق أو البحر، مما يشكل صعوبة كبيرة أمام «داعش» لسيطرة الجيش على مناطق الانفاق، وسيطرة القوات البحرية المصرية على البحر، وبالتالى لايمكن الاختراق من ناحية البحر، لأن الأدوات التى يملكها التنظيم ضعيفة، وأضاف نعيم، انه اذا حدثت عمليات اختراق من جانب هذه الجماعات ستكون ضعيفة جدا وغير مؤثرة، وأضاف ان هذه التهديدات هدفها الاستهلاك الإعلامى وبغرض الحصول على دعم وتمويل خارجى من قطر وأمريكا. وكشف نعيم عن أن ما يسمى «تنظيم أجناد مصر» هى نفسها جماعة انصار بيت المقدس وان التنظيم الوهمى والمسمى الجديد بهدف تضليل الأجهزة الأمنية، مؤكدا ان الأمن يعلم تماما أن هذه الأمور من هذه الجماعات. وقال اللواء خالد مطاوع الخبير الاستراتيجي: إن البيان الذى أصدره «داعش» لا يخرج عن كونه أحد أساليب الدعاية الإعلامية التى تنتهجها الجماعات التى تندرج تحت فكر موحد للتكفير والجهاد.. ولكن فى حقيقة الأمر، أن جماعة «داعش» تستثمر النجاحات التى حققتها ميدانيا بمحافظة الأنبار بالعراق، والعمليات الناجحة التى نفذتها بلبنان فى دعم الحركة التكفيرية والسلفية الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة.. ولكن على أرض الواقع لا يوجد ارتباط فعلى أو تنظيمى أو تنسيق بين الحركة وعناصر السلفية الجهادية الموجودة داخل مصر، وإن كانت هناك معلومات عن محاولة حركة حماس استغلال العناصر الجهادية التابعة لتنظيم «داعش» فى دعم العناصر الإرهابية الموجودة بمصر، سواء بمنحهم جوازات سفر مزورة بجنسيات مختلفة لدخول مصر، أو بتسهيل عمليات تسللهم داخل الأراضى المصرية من خلال الأنفاق التى هناك إصرار على استمرارها، وإعادة تشغيلها كلما قامت القوات المسلحة بهدمها، وذلك لدعم الحركة الجهادية فى مصر، فى إطار مخطط التنظيم الدولى للإخوان بدعم العناصر الإرهابية كأحد أدواتهم فى الضغط على السلطة الانتقالية للبلاد، ومحاولة تعطيل خارطة الطريق من خلال حركة حماس الممثل الرئيسى لجماعة الإخوان فى الأراضى الفلسطينية، خاصة بعد الضربات الأمنية التى أثرت بشكل مباشر فى قدرة وإمكان عناصر السلفية الجهادية بعد عمليات الملاحقة الأمنية للعناصر الإرهابية داخل سيناء، وبمحافظات أخري، خاصة محافظات مدن القناة، والدلتا. وحول تنظيم «أجناد مصر»، قال مطاوع: إنه لا يبدو كونه أحد المسميات الجديدة التى تحاول من خلالها العناصر التكفيرية المنتمية لفكر السلفية الجهادية، والتى أسسها محمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ووضع لها قواعد لوجستية خلال فترة حكم الرئيس المعزول «محمد مرسي»، بالتنسيق مع الإخوان، ودعمهم المادى له. وأشار إلى أنه مسمى جديد لعناصر منتمية لذات الفكر بدون أى كيان تنظيمي، والهدف منه فى المقام الأول تضخيم حجم تلك الجماعات، وإبراز دورها كجماعات ضاغطة تمارس الإرهاب لإشاعة الفوضي، وإحراج الأمن وإرباكه، للحصول على الدعم المادى من جماعة الإخوان المسلمين من خلال حركة حماس، وتحالف دعم الشرعية، باعتبارهما ينفذان أجندة التنظيم الدولى كل فيما يخصه، حيث يتولى تحالف دعم الشرعية تنظيم المسيرات، وتحريك الطلاب، وتنظيم المظاهرات التى تخلط منهج اللاعنف بالعنف، فى حين تطلع العناصر الجهادية المنتمية للفكر التكفيرى والسلفى الجهادى تحت مسميات متعددة بالعمليات الإرهابية.