مجموعة من مقاتلى «داعش» فى الرقة السورية بقيادة مهدى حراكى تنتقل إلى ليبيا عبر الحدود التركية حسام العواك: نقل ثمانية طيارين سوريين منشقين للعمل مع ميليشيات «فجر ليبيا» مقابل مبلغ 8 آلاف دولار شهريا فى الوقت الذى شكلت فيه الولاياتالمتحدة تحالفًا دوليًا لمحاربة ما يسمى ب«الدولة الإسلامية فى العراق والشام - داعش»، بقيت الأراضى الليبية بعيدة عن خطة ملاحقة التنظيم، وهو ما دفع بعض عناصر «داعش» للجوء إلى طرابلس ليكونوا فى مأمن من مرمى نيرن طائرات واشنطن وحلفائها. ويضم التحالف الدولى الذى يستعد للهجوم على «داعش» نحو 40 دولة غربية وعربية، أبرزها إيطاليا وألمانيا وفرنسا وكندا، ومصر والكويت والسعودية والإمارات. المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» بشأن لجوء عناصر داعش إلى الأراضى الليبية، عززها زيارة نورى أبو سهمين رئيس المؤتمر الليبى السابق، إلى السودان والنيجر وتشاد خلال الأسبوع قبل الماضى، والتقى عددًا من المسئولين للتعاقد على شحنات أسلحة لقوات «فجر ليبيا»، وهى مجموعة الميليشيات التى تسيطر على بنغازى، وعدد من المدن الأخرى. وبحسب ما أكدته مصادر من الداخل الليبى، فإن أبو سهمين التقى بعدد من قيادات الإخوان فى النيجر وتشاد والسودان، واتفق على توريد كميات كبيرة من الأسلحة، فيما أرسلت السودان طائرة محملة بالسلاح، وأعلنت الخرطوم أنها موجهة للقوات السودانية على الحدود؛ إلا أنها نُقلت إلى قوات فجر ليبيا، كما اتفق أبو سهمين على شحنة أسلحة ثقيلة من النيجر وتشاد، وهو ما دفع قوات اللواء حليفة حفتر بالتهديد بنسف أى سفينة أو طائرة تحط بميناء بنى غازى أو المطار، كما نفذت عملية بالمروحيات دمرت خلالها عددًا من المخازن التابعة لميليشيات فجر ليبيا. وبحسب ما أكدته مصادر من الداخل السورى، فإن عناصر داعش انتقلت إلى الحدود التركية، ومنها عن طريق البحر إلى الأراضى الليبية. المصادر أكدت أن زعيم المجموعة التى انتقلت من الحدود التركية إلى الحدود الليبية، هو مهدى حراكى وهو ليبى الجنسية، كان ضمن صفوف التنظيم فى مدينة الرقة بسوريا، والذى تربطه علاقة قوية بعبد الحكيم بلحاج، القيادى الإخوانى الذى يتزعم عددًا من الميليشيات الليبية. وأكدت المصادر أن مدينة الرقة قد شهدت انخفاضًا كبيرًا فى أعداد عناصر التنظيم قبل بدء الغارات الأمريكية المحتملة، وصلت إلى شبه الاختفاء، بينما توجه أغلب عناصر «داعش» إلى الحدود التركية، ومن ثم إلى الحدود الليبية. من جانبه أكد العميد حسام العواك قائد عمليات تنظيم الضباط الأحرار بالجيش الحر، صحة المعلومات التى حصلت عليها «الصباح، موضحًا أن من بين «عناصر داعش» الذين انتقلوا إلى ليبيا، نحو 1000 مقاتل أغلبهم من المصريين، الذين فضلوا الانتقال إلى ليبيا بهدف البقاء هناك، أو محاولة العودة إلى الأراضى المصرية. وأكد العواك، أن هناك ما يقرب من عشرة طيارين منشقين عن النظام السورى، تم الاتفاق معهم من قبل بعض القيادات الإخوانية فى ليبيا، للعمل مع قوات فجر ليبيا خلال الفترة القادمة، والتى تسعى فيها الميليشيات إلى شراء عدد من الطيارات من السودان. وأضاف العواك ، أن العميد يحيى البيطار «سورى الجنسية»، التقى بالحاج محمد المهدى، وناصر عمران، وهما قياديان ليبيان فى كتائب فجر ليبيا، تولوا عملية نقل ثمانية طيارين سوريين، مقابل مبلغ 8 آلاف دولار شهريا، كما وعدا بتمويل مجموعات تابعة للعميد يحيى فى سوريا، مشيرا إلى أن عبد الحكيم بلحاج هو من يقف وراء تلك الصفقة، وأن القيادين الليبيين ينفذان تعليماته. وكشف العواك عن سحب «لواء الأمة» الذى كان يقاتل فى صفوف داعش بالأراضى السورية، إلى ميناء الإسكندرون بتركيا، عن طريق سفن شحن البضائع بالتنسيق مع عميد المخابرات التركية حكمت أوزو. الحدود الغربية بحسب ما أكد الشيخ نبيل نعيم القيادى الجهادي، فأن عناصر «داعش» تسعى لنقل عملياتها إلى الأراضى المصرية، خاصة بعد تشكيل التحالف الدولى لضرب عناصره فى سورياوالعراق، وانضمام مصر لهذا التحالف. وقال اللواء مختار قنديل الخبير العسكرى: إن الحدود المصرية مع ليبيا والسودان تشكل خطورة كبيرة، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بطلب دعم لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة، والتى تعد ضمن الجماعات الإرهابية التى يحاربها التنظيم. وأشار قنديل إلى أن مصر بحاجة إلى أسلحة مواجهة الإرهاب مثل المدرعات المضادة للانفجار، وكذلك أجهزة الرصد والاستكشاف عن بعد، والتى تساعد فى رصد المجموعات الإرهابية على الحدود المصرية مع ليبيا. وشدد السفير عبد الرءوف الريدى، سفير مصر الأسبق فى الولاياتالمتحدة، أن الدور الذى يجب التركيز عليه من قبل وزير الخارجية المصرى، هو إبراز حجم الإرهاب الذى تواجهه مصر، والخطورة التى قد تأتى من الحدود الغربية مع ليبيا التى لم تكن فى حسابات التحالف الدولى حتى الآن. وأشار الريدى إلى أن تأمين الحدود الغربية يستلزم عدم مشاركة الجيش المصرى فى عمليات خارج أراضيه، خاصة وأن عملية ضرب التنظيم فى العراقوسوريا ستؤدى حتما إلى نقل هذا التنظيم إلى ليبيا، وأكد الريدى على الدور الذى تلعبه مصر حاليا بضرورة محاربة كل التنظيمات الإرهابية فى كل البلاد وليست داعش فقط.